|
22 يوما في الخرطوم ........مذكرات
|
تطلب مني كتابة هذه المذكرات عن رحلتي الى السودان بعد طول غياب جهدا معظمه في محاولة استباق الاحداث ومعرفة استقبال القراء لها قد يبدو الامر غير ذي اهمية للبعض منكم, وقد يراه الاخرون مهما وينتظرون ورود اسمائهم وانطباعاتي عنهم في خلال تلك الزيارة . وما بين هؤلاء وهؤلاء ظللت مترددة في الاقدام على كتابتها, بالرغم من تفكيري الدائم وتحضيري لهذا البوست منذ اول يوم لسفري. كنت اتنقل بصحبة الكاميرا والتقط الصور لا لاحتفظ بها في البومي بل لانقلها لكم. تمنيت ان يطلب مني احدك تصوير مكان يحمل له ذكرى لعل الصور تطفيء ظما سنوات الغياب عن الوطن. اعتذر لكل من تمنى رؤية معلم بالخرطوم ولم استطع التقاط صورة له واليكم جميعااهدي هذا الموضوع -------------------------------------------------------------------------------
تعابير كثيرة تمر ببالي, لا أكاد أدرك معالمها بالتحديد.... مشار متضاربة , شوق لم اجد لها تفسيرا , فلم اعرف الوطن زمنا يسمح لي بافتقاده لم ارتبط باشياء معينة اشتاق اليها فيه ...... رايت اطفالا من قبل شبوا قتية وفتيات وتغيرت ملامحهم تماما اناس قابلهم وحال بين رؤيتي لهم مجددا قدر الموت واخرون مازالوا كما هم , قست عليهم الحياة فزادت تضاريسهم بعمر تلك الاحزان والمتاعب .
.....عندما اقتربت طائرتي من حدود الوطن الذي سقطت مواعيده من مفكرتي سنينا مدت لي المضيفة الحسناء بطاقة الوصول لاملأها ...نظرت فاذا بها تحمل عبارة : بطاقة وصول مواطن سارعت لأستدرك : لا بد من خطأ ما , فأنا لست مواطنة....سمع والدي عبارتي قبل ان تصلها فابتسم: انت نسيتي انك مواطنة هنا ؟؟؟ ضحكت ملء قلبي ...كم هي جميلة ومريحة هذه العبارة , لطالما تعودت ان تحملها نساء متشحات بالسواد ورجال بيض ....تكفي ان تسمعها لتفتح لك ابواب التميز ...فتخترق صفوف الانتظار في المطارات والمصالح الحكومية تحصل على راتب يضاهي ضعف راتب ذالك الوافد المسكين بل يزيد حتى وان عملت بنصف عمله تسقط عنك كل رسوم المعاملات الصحية والتعليمية... بل يسقط عنك كل همك في الحياة سوى هم نهل المزيد من مميزات تلك المواطنة. .....يا الهي فأنا اذا مواطنة !!!!
......نظرت من خلال نافذة الطائرة ممسكة بالكاميرا في محاولة لالتقاط صور جميلة توثق هذه الزيارة التاريخية امعنت النظر في محاولة لتمييز ملامح غير هذا اللون الترابي البني فلم اجد الكثير. المنازل يغطيها نفس اللون بحثت عن خضرة, عن ماء فلم اجد.....اشار الي الوالد بالصبر فبالقرب من مهبط الطائرة الخضرة والنيل الذي ابحث عنه.... كان علي الاختيار بين كاميرا الفيديو او الكاميرا العادية لضيق المسافة وسرعة الهبوط, ففاتني التقاط صور لكم للخرطوم من الجو.
ها هو المطار يلوح من بعيد. يبدو متواضعا جدا كبناء منزل قديم...لولا الطائرات الجاثمة بجواره لما استطعت تمييزه.....وماله, (يمكن كويس من جوه) كان عقلي الباطن مبرمج منذ بداية الرحلة على تقبل كل شيء كما هو...كان يزودني بعبارات تعزية كفيلة ان تحيل استغرابي طوال تلك ال22 يوما الى اعجاب بهذا الاختلاف. قد لا ساتغرب بعد الان من هؤلاء(الخواجات) الذين يمسكون بكاميرات التصوير ويلتفتون يمنة ويسرى في الطرقات يبحثون عن لقطة جميلة لتصويرها, والناس من حولهم تسرع الخطى وتستغرب فيم ينظر هؤلاء فالمباني لا تبدو جذابة لهم ولا الوجوه ...جربتها, بالامس كنت خواجية في بلادي
.......كانت قاعة الجوازات قديمة, متهالكةو الكاونترات قليلة مقارنة بعدد الركاب. كان هناك من يحاول عرض خدماته فيحمل عنك الحقائب تمتما كما كان يزعجني المنظر في مطار كالقاهرة الذي اكرهه. لم احتاج يوما لمن يحمل حقائبي عني, فهي دائما مرتبة, خفيفة وسهلة الجر.لاكنني تركتهم بلتقطون رزقا قد يعينهم ولا اعي انا قيمته....
حمل ذالك الرجل الحقائب وذهبنا الى الجمارك ليرفع الحقائب وتطلب الضابطة فتحها , وليس هناك من داعي للاشارة الى بدائية وبطء هذا الاسلوب......كنت بالرغم من حرارة الصالة والتأخير في الصفوف الطويل محتفظة بابتسامة عريضة والتفت يمنة ويسرى اتفرج على ما يحيط بي. لا بد ان راني يومها ظن انني بلهاء . حاولت لفت نظر الضابطة لحقائبي المفتوحة التي تنتظر التفتيش وهي تعطيني ظهرها . اعياني البحث عن لقب مناسب لمناداتها, و لم اعرف رتبتها ايضا : عفوا لو سمحتي...من فضلك.....لو سمحتى......فلم تلتفت عفوا يا مدام.......لافاجأ بالشيال يقهقه فقد اعجبه اللفظ: يا مدام.؟ مدام؟ كررها وواصل وصلة الضحك التفت لاجد راكبين اخرين ينظران لي ويبتسمان ...احسست بالحرج ولم اعرف اهو لفظ مدام الغريب او طريقة مناداتي او لكون من انادي انسة ويستنكر عليها الاخرون لقب مدام ؟؟؟؟؟؟؟ وكما قررت ان اكون هادئة , رسمت ابتسامة عريضة على وجهي وانا انظر لهم .
......خرجنا من المطار نبحث عن تاكسي لنجد طابورا في الانتظار....المشوار من المطار حتى بحري حيث نسكن 30,000 جنيه ....وفي نفس المسافة من بحري للمطار عند مغادرتنا كلفتنا 12,000 جنيه فقط اكثر من الضعف رسوم استهبالك اقصد استقبالك كسائح من المطار.
.......كان هناك الكثير من الاشخاص لم استطيع تحديد عمل معين لهم يحيطون بنا, فقد رافقنا احدهم منذ صالة الوصول حتى التاكسي دون فعل شيء, وهو طبعا غير الشيال . وعند قرب تحرك التاكسي طالب والدي بما اسماه : (البركة) !!!!! التفت اليه الوالد ولمحت في عينيه وهم باعطائه درسا: بركة شنو؟ وعلى شنو؟ وريني عملت شنو؟ شلت الشنطة؟ ولا عامل وريتنا مكان التاكسي ؟بطلوا استهبال وابحث لك عن عمل مجدي افضل لك....هنا سارعت لتهدئة الوالد وتغيير الموضوع حتى لا ينفعل اكثر؟ مع احساسي بغرابة ان يستجديك شخص في كامل هندامه وتبدو عليه السترة , ان يستجديك مالا تحت مسمى مخفف للشحاذة يدعى ( البركة) يا ربي هل عنا بها بركة وصولنا بالسلامة؟
......كان هاتف والدي لا ينقطع عن الرنين , ناولني هاتفه لامسك به لكثرة المتصلين بي.....ملكة سبأ الحنينة كانت اول المتصلين وتابعتني حتى وصولنا الى المنزل . دعتني للقاء بقة البورداب صباح الغد.....كدة طوالي من المطار...مش قلت ليكم بورداب الخرطوم احلى بورداب!!!!! ................................................................... .................................................................... يتبع
* التالي لقاء البورداب الاول
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: 22 يوما في الخرطوم ........مذكرات (Re: zola123)
|
كان على والدي ايصالي لمكان اللقاء. فقد كنت اجهل ابجديات التحرك في العاصمة والاتجاهات .... التقيت ملكة سبأ, دريمز, عاصم الحزين, انور كنج, المهندس, حمزة سليمان, سامي عبد الرحمن, سمرية , بنت المطر وناجي الزبير. جلسنا طويلا حتى المساء ولم احس ابدا انني أقابل هؤلاء الرائعين لاول مرة, كأنهم اصدقاء لي لسنوات طوال يحتفون بمقدمي.
كان لهذا اللقاء والترحيب اثر كبير في نفسي, فقد سبق استقبالهم لي اقاربي واصدقائي.... عندما حضر والدي لأخذي لم يقاوم الجلوس معهم والتسامر في احوال البورد, فهو متابع جيد وان يبد الرغبة للاشتراك كعضو الى الآن. جلس يتحدث طويلا الى أنور كنج فهو يألف اهل بورسودان التي قضى بها زمنا جميلا ويقدر الفة ورقى اهلها. تكلمنا بعدها عن د. بيان, عن رودا وعن الكثير من اعضاء البورد( قطعنا زييييين) تذكرت وانا ارقب تسامرنا تلك الايميلات التي تنتقد اشتراكي في البورد بصورتي وتحذرني من انه ليس مكانا لبنات الناس....كم آلمني لفظهم يومها وكم افرحني مشهد والدي جالسا بين اولاد وبنات الناس والاصول ...اقدم له عاصم الشاعر, انور العبقري, ناجي الظريف و غيرهم وأنا احس بالفخر لاننا يضمنا مكان واحد......
كم افتقد الجلوس في مكتب دريمز في وسط المدينة , في ايام الحر القائظ لتلفحني نسمات مكيف هوائها العليل.. كم اشتاق لعصير البرتقال الطبيعي من يدي ملكة سبأ واصرارها علي للمكوث طويلا في مكتبها الاخر وقد فتحت لي صالة كبار الزوار بجلالة قدرها وانا اخبرها انني مارة فقط للسلام عليها......لم يكن يمر علي يوم دون لقاء فرد من بورداب الخرطوم او الحديث هاتفيا معهم مسجات ناجي الظريفة تملأ موبايلي, ونكات سامي وتريقته على حنكشتي سؤال المهندس الدائم عن احوالي وعاصم الحنين برغم المرض يقاوم ووينشر الفرح تيتا ولفتتها الرائعة بالاصرار على زيارتي في المنزل قبل لقاء البورداب وغيرهم الكثير ..... كلهم رائعون وكلهم غمروني باهتمام وحب لم اتوقع ان اجد مثله من قبل. فلهم كل الحب ................
(الصور من انور كنج) ......شوكران
مأمون
مأمون كان ومازال في خاطري........رتبنا لأول لقاء في مكتب دريمز. كنت امتليء شوقا لأراه بعد ان كان كل ما اعرفه عنه عن طريق الاخرين, ومكالمات هاتفية هنا وهناك. حضر هو ووالده وعرفتهما سريعا. طلبت له دريمز العصير فسارع باخراج قوالب الثلج ثم صب العصير في الكوب.... أعجبني مافعل , ولا ادري لماذا كنت اراه كطفل لم يلغ السابعة بعد وليس السابعة عشر ( عمره الحقيقي) كان يتحدث ببطء وكثير الحركات بوجهه وعينيه. لم أشك لحظة في ذكائه فوجدته كما توقعت. قد نتفهم طبيعته نحن الكبار....لاكن كم هو صعب على من هم في مثل سنه التاقلم مع اختلافه. تحدثنا طويلا مع والده وحكى لي عن رحلة معاناته منذ البداية, وعن رحلته الى الامارات التي يقول عنها مأمون( ما حلوة ) حكى لي عن النادي السوداني هناك , عن شارع الجوازات حيث اقام, وسألني مأمون اين اسكن ليحاول تذكر المكان فقد حفظ شوارع ابوظبي جيدا ....سألته عن المجمع الثقافي فتذكره وتذكر لقاءه ب (سمباتكو) لم يكن مأمون قد رأى صوره في الانترنت بعد.سألنا دريمز ان تفتح الموقع وفرح بصوره كثيرا وبصوت اغنيته المفضله ينساب من حولنا .....سالته من تحب غير مصطفى سيد احمد؟ بتحب الناس الجداد فرفور ومحمود عبد العزيز قضب حاجبيه وقال مستنكرا : لااااااااااااا لأ فكان تعبيره بليغا قرأنا له كلام زوار البوست وكلام د. متوكل عنه والذي اصبح يعرفه جيدا عبر كلام والده عنه. .....أراد والد مأمون ان يريني موهبته الحسابية وان كنت لم أفكر في ذالك حتى قرب انتهاء اللقاء أدرت كاميرا الفيديو وبدأ في الحساب عمري بالساعات والدقائق والثواني , وأنا ابتسم واردد في سري ماشاء الله قال لي : باقدر اضرب الحاصل في 30 مليون !!! هنا لا اجد عبارة لاصف بها دهشتي عندما اخرج الناتج. استغرق وقتا اطول من كل العمليات الحسابية وكان ينظر في لا شيء ويتمتم بشفتيه كمن يحسب فعلا. كان يشترك معنا في الحديث ويجيب على اسئلة اخرى ويواصل الحساب . اخترت بعدها رقما 88 وضربته في نفسه 3 مرات فكان الناتج : 681472
قلت له: يا مامون طلع لي الجذر التكعيبي للعدد 681472 , واخذ يحسب قليلا وقال فرحا تماااانية وتمانييييييييين كان يقولها ببرائة شديدة وفرح كمن يلهو ويسعد بصحة اجابته .
....كان علينا ملء بعض الاوراق الهامة التي ارسلها د. متوكل من قبل طبيبه الخاص.وقد واجهنا صعوبة كبيرة في ذالك , مما اثار استيائي . ودونما قصد للاساءة لشخصه فقد تسبب في تعطيل ملء هذه الاوراق لاكثر من اسبوعين في تصرف غريب. ...يعطي لوالد مامون موعدا ويخلفه, يترك رسالة انه مشغول, امتحانات , يطلب منه الحضور للمستشفى صباحا ليقضي الوالد نهاره في الانتظار دون رؤيته . ثم يخبرونه أن الطبيب غادر. فوجئت واحترت في تفسير ما كان يحدث, واستأت من صورة طبيب يفترض فيه ان يقدر الوقت ويعي اهمية هذه المحاولات الجادة لمساعدة مأمون . .....عرفت بعدها لماذا تم اهمال قضية مأمون في السودان كل هذا الوقت حتى بلغ 17 عاما !!!!! عندما نفذ صبري قررت التصرف بشكل آخر, وقد كان ارسال الاوراق بعد الجلوس لساعة فقط مع اسرته!! ساعة واحدة لم تكن لتكلف هذا الطبيب الكثير لاكنه بخل بها على مأمون.... في وسط كل هذا دارت بذهني تساؤلات عن حاجة اسرة مأمون للمساعدة..... قد لا نقدر نحن تكاليف الانتقال والطلبات التي نطلبها من تصوير اوراق وارسالها, لاكنها تكلف الكثير لاسرة محدودة الدخل في السودان. تحدثت طويلا مع أنور كنج ودريمز في هذا الموضوع وهم مشكرون كانوا يتكفلون بمعظم هذا ..ولنا حديث آخر في بوست الدكتور متوكل عن هذا الموضوع .............. ............................................................................ يتبع
التالي : المرور في الخرطوم
(عدل بواسطة zola123 on 09-30-2004, 09:38 AM) (عدل بواسطة zola123 on 09-30-2004, 09:46 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 22 يوما في الخرطوم ........مذكرات (Re: zola123)
|
المرور في الخرطوم
اكثر ما اعجبني في العاصمة توفر وتعدد وسائل المواصلات. اختفت الحافلات الكبيرة وحلت مكانها اخرى صغيرة. هناك تسميات طريفة لعربات مثل الأمجاد وهي عربات دايهاتسو سعة 6 راكب يتم 8 ر كاب او اكثر فيها حسب الحاجة. يمكن استخدامها للتوصيل مفردا او بطلب خاص وهي في رأيي أفضل واحدث المتوفر من المواصلات مقارنة بعربات التاكسي المتهالكة والمخيفة, بالرغم من ارتفاع اجرتها.
أمجاد- السو ق العربي
أطرف ما سمعت ان الكرسي بجانب السائق في عربة الامجاد يسمى( كرسي الشهيد) حيث ان اكثر من يتأثر عند الحوادث وما اكثرها وسط هذه العربات ضعيفة الهياكل وغريبة التصميم.فالواجهة الزجاجية عريضة وماكينة السيارة في الاسفل بحيث يكون جسدك معرضا لتلقى ضغط الصدمة بدلا من (دعامة) العربة. سمعت ان هذه العربات مصممة لاماكن مثل المصانع والموانيء لنقل العمال وليس للسير في الشوارع لاكنها انتشرت بسرعة البرق في السودان لرخص ثمنها وسهولة حركتها. كرسي الشهيد هذا بالمناسبة افضل الاماكن لفتاة او سيدة ...حيث يسمح لها بالحفاظ على ادميتها دون الانحشار بين الركاب ...بس عليها النطق بالشهادة قبل الركوب
عن التاكسي فاسحدث ولا حرج. يعتقد راكب سيارة التاكسي في اي مكان في العالم انه يستقل اكثر العربات راحة وامن للوصول لوجهته, لاكن في الخرطوم أنت معرض للبهدلة , اتساخ ثيابك ومحتمل جدا يشبك مسمار او طرف حديدة عالق في ثيابك فيمزقها كما حدث ليه وثرت بعدها بشدة عليها. معظم سيارات التاكسي غير صالحة للسير, قديمة, اقفال ابوابها لا تعمل جيدا. كان السائق يتطر للنزول في مرات كثيرة ليفتح أو يغلق لي الباب بطريقة وصلت الى ربط القفل بحبل!!!! نعم حبل يجره بعد تسليك القفل يمينا ويسارا وأنا انتظر حبيسة داخل السيارة حتى يتم اطلاق سراحي. ...أقل مشوار بالتاكسي يكلفك 3000-4000 جنيه , وهو مرتفع اذا ما قارنته بمدينة مثل ابوظبي مثلا ....وقد نقبل بهذا السعر حينما يوفر راحة للراكب وليس البهدلة. أتسائل في وسط كل هذا التطور في العاصمة وانتشار سيارات التاجير الفاخرة, لماذا لا توجد شركات تاكسي خاصة حديثة؟؟؟
.....الركشة
أطرف العربات واصغرها حجما, تسير ب 3 عجلات وهيكل يتسع لشخصين خلف السائق. لم اشاهد مثلها من قبل في السودان في زيارتي الاخيرة عام 92 , اما الان فهي تملا الشوارع هناك. تناسب التنقل في الطرقات الداخلية والازقة وغير مسموح بسرها في الشوارع الرئيسية لاكن الكثير لا يعبا ويسر بها. طبعا اجرتها هي الاقل ولذالك هناك مبالغة في استخدامها. أطرف موقف مر بي هو تلك النسوة الاربعة. كانوا ينتظرون مرور ركشة غير عابئين بالوسائل الاخرى التي تمر امامهم....توقفت احدى الركشات وحقيقة استغربت وتوقفنا في محاولة لعدم تفويت هذا المشهد لننظر كيف ستركب النسوة الاربعة في هذه المركبة الصغيرة. جميعهمن (ماشاء الله) من ذوات الوزن الثقيل. انحشرت 3 منهن في المقعد الخلفي بقدرة قادر ...انتظرنا تصرف الرابعة طويلا , فقررت الركوب بجانب السائق. هذا الاخير اخذ في تدوير الركشة التي كانت تزأر دون جدوى....زن...زن...زن ..الركشة ابت تقوم بعد فشل زريع في تحريكها سنتيمتر واحد نزلت النسوة غاضبات... وفي ثواني كانت الركشة منطلقة تسابق الريح مبتعدة عنهن ..... في حادثة اخرى طريفة للركشات, حكت لي سيدة أنها اقسمت على مقاطعة هذه الركشة طوال حياتها . السبب كان سقطة مدوية لها هي وصديقتها كل واحدة في اتجاه معاكس والسائق( يلاوز) يمين وشمال مبتعدا عن دورية شرطة تلاحقه, واظنه كان لا يحمل رخصة..طبعا لا توجد ابواب جانبية وعلى الراكب تحمل مسؤولية ثباته داخلها.
المنظر كما يبدو من داخل احدى الركشات
....قمت باستبدال رخصة قيادتي الاماراتية بواحدة من السودان حتى اتمكن من قيادة السيارات هناك, لاكني لم اجد الشجاعة الكافية لذالك حتى انتهت اجازتي. اعتقد انه يتعين على اساءة القيادة ونسيان قواعد المرور التي تعلمتها حتى اتمكن من السير في الخرطوم بسلام!!! السائقون نادرا ما يستعملون اضواء السيارة عند التحرك يمينا او يسارا, هذا اذا كانت اضواءهم صالحة اصلا. الكثير من السيارات تسر في الليل بدون ادنى اضاءة تماما اذا اضفنا لذالك ظلمة الشوارع وعدم انارتها قد ينتهي بك الوضع الى مأساة !!! أبواق التنبيه لا يهم اذا لم تكن تعمل, فهناك طريقة طريفة لتنبيه السائق الذي يقف امامك شاهدتها بنفسي وضحكت لها طويلا. تتقدم بسيارتك و( تلكز) السيارة التي تتقدمك بضربة خفيفة لتنبيه سائقها!!! أعتقد ان مجرد لمس سيارتك من الخلف في ابوظبي يدفعك للنزول وتفقد صبغ السيارة وخلوها من اي خدوش قد تسبب لك مشكلة مع الشرطة.....في السودان ده كله عااااااادي!! : لكزة, ضربة, كسرة حتى ...بعدها الله يعوضك وعليك مواصلة السير . الدوارات( الصواني) برضو غريبة, اعتدت على منظر العربات تسير عكس اتجاه عقارب الساعة من الجزة الايمن من الصينية وتتابع السير بانسيابية. في السودان الكثير من السيارات تسير (مع) اتجاه عقارب الساعة من الجهة اليسرى ...والغريبة عندما تتقاطع مع السيارات في نصف الدوار تسمع السائق يصيح بحنق: الطريق ما حقي!!! .....رسوم استخراج الرخص وتجديدها في السودان باهظة مقارنة بمتوسط الدخل هناك. قد يحتاج السائق الى 250,000 جنيه حوالي 100 دولار لتجديد رخصة سيارته, فبفضل السير دون ترخيص واذا قابله شرطي مرور فان المخالفة لا تتعددى ال 20,000 جنيه وهي اهون في رايه. في النهاية , وضع السيارات في الشوارع مزري ويفتقر الكثير من السائقين للتوعية بقواعد المرور البدائة. وكثير من السيارات يسمح بسيرها وهي غير صالحة لذالك تماما....في المقابل هناك الكثير من السيارات الفاخرة والحديثة تسير جنبا الى جنب معها في موزاييك عجيب. أكثر ما تشاهد في شوارع العاصمة من السيارات الحديثة كان السيارات الكورية, ومنها موديلات لم اسمع بها من قبل الا في السودان مثل الا الاتوز, النوبيرا . الكثير والكثير من الهايونداي التي تجمع محليا الكثير من عربات ال VW البورا , والهوندا. ...................................................... ................................................يتبع
القادم: البنات, جامعة الخرطوم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 22 يوما في الخرطوم ........مذكرات (Re: zola123)
|
الأصيلة زولا 123 /
سلام وكثير من الأحترام لشخصك النبيل ومقدرتك السردية الرائعة وحرصك على توثيق زيارتك ل(المنبع).
بعد عشرة سنين من السودان لكم/ى أن تستشعروا/ى أثر مثل هذه الصور وصور عشة أيضا..علي شخصى الضعيف (احساسك لمن تسقى ليك شجرة جوافة او نبق ناشفة كدا) لكي عظيم الشكرعلى هذه السقاية الكريمة ونتمني منك المزيد من لغة التواصل والحضور ولكى كل الود.
ابوالسعود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 22 يوما في الخرطوم ........مذكرات (Re: zola123)
|
الرائعة zola123 سرد جميل ومدهش ليتك تعلمى كم انا مشتاق لمثل هذه الاشياء التى تحكى عنها ابتدا من المطار الى اخر موضوع الركشة الشوق يقتلنى لمشاهدة هذه الاشياء ,,,,, لو كنت اعلم بسفرك هذا لطلبت منك ان تصور لى اماكن فى الخرطوم اشتاق اليها كثيرا واصلى اختى الغالية ،،،،، على ان تعلمى باننى متابع بى لهفة شديدة خالص حبى وتقديرى السمؤل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 22 يوما في الخرطوم ........مذكرات (Re: zola123)
|
العزيزة زولا 123
حمدالله على سلامة الوصول ، وحكاياتك جميلة بجمال اهل السودان
وانا قاعد اذا نسيتى حاجة لانوا القصص والمشاهد فى الاجازة كثيرة جدا
خاصة لى زول يكون مطول من السودان ، فواصلى وادعمينا بالصور
لك كل التحايا....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 22 يوما في الخرطوم ........مذكرات (Re: zola123)
|
البنات
...الطف الكائنات في السودان وغيره ...جميلات , انيقات, ويمشين الهوينا ...وجوههن لامعة, اسكيرتاتهن ضيقة سوداء في الغالب , وبلوزاتهن تقاوم الانفتاق. يضعن طرح شيفون ملونة ماتشن مع الوان البسة .....ملمات باخر خطوط المكياج والاهتمام بمظهرهن واضح بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة. سألت : ايتوفر كل ذالك في أسواق السودان ؟ لأجدني اجهل الكثير... لاحظت ان الكثيرات يرتدين قفازات سوداء مع كون رؤوسهن حاسرة, فبالتأكيد لم يكن ذالك عن تدين ..سألت وقيل لي خوفا من اسمرارها (كريمات الوجه مقدور عليها)و الشمس في السودان حاااااااارقة, يشهد وجهي المسكين على ذالك ..البنات كما قلت جميلات ويتمتعن بحرية كبيرة استغربتها في البداية, هذا اذا ما قارنتها بحال الفتيات في مجتمع كالذي اعيش فيه هنا. لا استطيع تذكر انه مر على في الامارات مشهد لفتاة سودانية تجلس مع شاب في كافي ممسكا بيدها ويتهامسان .... في السودان كان ذالك اكثر من عادي ويتكرر بصورة غريبة. لا ادري اهو نوع من عدم المبالاة ام قوة العين أم فلاحة وجري وراء رزق( العرسان طبعا) في السوق العربي مطعم يسمى الرشيد, يعجبني هدوئه وبرودته. فكان كثيرا ما نمر به بعد مشوار مضني في وسط الدينة. عندما دخلته لأول مرة أحسست بحرج شديد ( قبل ان اتعود على الامر فيما بعد)..... نظرت يمينا ويسارا, فكان هناك ما يقارب ال (11) زوجا من ال(حبييييبة) يحتكرون الطاولات في الجوانب والاركان. نظرت الى والدي وبادرت باختلاق اي عذر حتى نعود ادراجنا...قرر والدي المكوث......وقررت انا حبس انفاسي وعدم الاتفات حولي حتى خروجنا. أحسست بخجل شديد وتمنيت ان المح اي ملامح مشابه من اي واحد دون جدوى...واصلن الهمس...... ..كنت عندما أحكي استغرابي هذا لأحد أواجه بالاستنكار , وعندما زرت جامعة الخرطوم وابديت نفس الملاحظة ضحك علي الاصدقاء وقالوا: نشوفك حتعملي شنو لو حبيتي..!!!! .......معظم ونساتي مع الفتيات كانت تلتقي عند سؤالهم لي: (ما لقيتي ليكي زول في الامارات؟؟) تشترك معهن النسوة كبار السن من القريبات كذالك. حقيقة كنت امرر السؤال دون التفات الى ان اصبح متكررا بشكل مزعج. عندما كان الغضب يتجاوزني كنت أقول في حدة: أنا ما بافتش عشان القى, أحسن اخليهم يفتشوا علي!!! فينقطع النقاش ثقافة البحث عن زوج ماثلة في كثير من السوكيات حتى وان حاولت الكثيرات انكارها....وساقف هنا حتى لا أغضب الكثيرات وحتى اكون منصفة, يجدر بي الاشارة الى ملاحظتي تفوق الفتيات بشكل ملحوظ وتقدمهن في التعليم...70% من الفتيات اللواتي قابلت يحملن درجة الماجستير او بدأن مشوار التحضير لها. وهو امر مفرح.. على الاقل هناك امر قيم ينشغلهن عند عدم توفر المنقذ ( العريس)
جامعة الخرطوم
قمت بزيارة جامعة الخرطوم بدعوة لطيفة من البورداب: سامي عبد الرحمن, هاني أبو القاسم و ميرغني الجاك. حقيقة قاموا باعداد برنامج تعريفي جميل ولو يفوتوا ركنا الا وعرفوني عليه والتقطت بعض الصور التذكارية.
كنت بحاجة لتفقد هذه الاجواء خصوصا وانني لم أعش اجواء الجامعات السودانية حيث درست بالمجر. كان الفخر يملأهم وهم يجولون بي اطرافها, كلية القانون, العلوم, الهندسة وقد كان لكلية الآداب نصيب الاسد في الجولة بحكم انتماءهم لها....أعجبتني بورفيسر فيفيان, الفرنسية السودانية بثوبها الوقور, اعترتني قشعريرة عندما مررت بمكتب الراحل بروفسور عبد الله الطيب الذي ترك كما هو ...ضحكت لمنظر الطلاب (خالطين) بعد شرح معنى الكلمة لي. حتى الاستاذة خفيفة الظل كيف تنهر البنات خارج قاعات المتحان: يا بنات خلوا الأولاد يمتحنوا !! جلنا بقاعات المكتبة, زرت قاعة الشارقة حيث اهدوا لي نسخ قيمة من منشوراتهم.
هاني أبو القاسم عضو البورد النشيط يدرس الطب في الباكستان, لاكن ارتباطه بجامعة الخرطوم وثيق بحكم نشاطه الطلابي ..سعدت جدا بالتعرف عليه وانبهرت بوعية ورزانته في مثل هذا السن. ..كنت كثيرة (النقة) من حرارة الجو والبحث عن ظل استجير به من الشمس. عزموني بارد واتجهنا الى ذالك الظل الموعود, أظنه مكان خلف المعمار. وهناك تكرر مشهدي مع الوالد ومع العصافير جالسة في كل ركن غير عابئة بالمارة .. لم اقاوم التعليق هنا وهناك : أتاري الجامعة عندكم برنامج!!!!! لمن قنعوا مني حاولوا اقناعي بان الطلاب يشرحون للفتيات ما صعب عليهم من دروس في فترة الاستراحة !! ..كنت اتمنى قضاء وقت أطول هناك, لاكن توصيات الوالد بالعودة سريعا في ظل ظروف اضطراب العاصمة في ذلك الوقت. قال لي: جامعة الخرطوم ,!! حسي لو قامت مظاهر في وقت زي ده!!! قلت لي: حارجع البيت طوالي. وأنا أردد في سري : يا ريت والله, كان يكون برنامج هااااااايل !
................................... ...................................يتبع القادم المباني والعمران
(عدل بواسطة zola123 on 10-02-2004, 11:59 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 22 يوما في الخرطوم ........مذكرات (Re: alsngaq)
|
زولة الرائعة
بحق اختصرت لنا المسافات .. مسافات السنين ..
وسافرنا عبرك الى وطن طالما ترنمنا به شوقا بلا حدود وحنينا نغرق في بحاره آناء الليل وأطراف النهار .
يعطيك ألف عافية وعافية .
خضر عطا المنان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 22 يوما في الخرطوم ........مذكرات (Re: zola123)
|
المباني والعمران
مبنى بنك السودان
يختلف شكل المباني من مكان لاخر بشكل غريب, ولاحظت تطورا ملحوظا وارتفاعا في مستوى الابنية ورقيها. لم اكن لاشاهد عمارات كثيرة في السودان من قبل, هي الآن كثيرة. يبدو ان سكنى الشقق اصبحت مفضله لدى الكثيرين. ..رأيت مصالح حكومية كثيرة مغطاة بالزجاج, رخامية الارضية, ومكيفة الهواء مركزيا كأي مبني في الخليج مثلا.......مبنى وزارة التربية والتعليم الاتحادية يثير دهشتي في حين ان مبنى آخر مجاور له يتبع دائرة ولائية يكاد يصنف ضمن الآثار لقدمه , فقد بني منذ زمن الاستعمار ومازال يستخدم حتى الآن.
سوق الشجرة
..........لم أمكث في أمدرمان طويلا, وان اكنت امنى النفس بزيارات كثيرة لها حال دونها ضيق وقتي. أحب بيت المال أو بالأحرى أحب من يسكنوه, أهل والدتي. أناس ملؤهم الطيبة والود. يغمرونني بكرم حاتمي ومشاعر فياضة.
تغير هذا الحي كثيرا, أصبح السير في طرقاته متعبا لكثرة الحفر وعدم استواءه. حتى سيارات الاجرة تتحاشى الدخول الى شوارعه , وبرك المياه المتجمعة بعد الأمطار تجعل زيارته مأساة. أمدرمان مزدحمة بشكل كبير, الشوارع ضيقة نوعا ما.
جامع ود أرو, بداية الشارع
..كان أقاربي يضحكون وهم يذكروني كيف كنت احفظ أرقام حارات الثورات في آخر زيارة لي فاقول: ثورة فيفتيين(15), ثورة تونتي ون (21) ففجأوني ان عددها الآن فاق السبعين حي. واعتقد انها ستواصل الامتداد.
....كنت اجهل الكثير من أسماء الأحياء والمناطق, ولاكن زيارة واحدة كانت تكفي لاحفظ الطريق لها جيدا....الحلفاية مثلا, كل ما كنت اعرفه عنها أن بكري أبو بكر يسكنها حتى والدي كان عندما يذكرني بها يقول مازحا: محلة ناس بكري..... فأرد: أيواااااا عرفتها ....كنا نقطع مسافات شاسعة كل يوم فالاهل موزعون في مناطق عديدة. كنت احس انني أسافر كل يوم لمدينة أخرى ضمت خطأ ضمن حدود العاصمة.التي لا أدرى اين سيقف حد امتدادها.ساعة ونصف على الاقل ذهابا ومثلها ايابا في أي مشوار هي للتنقل.
الصافية
.....الرياض, المعمورة, الطائف, المنشية...لم استطع تمييز احداها عن الاخرى حتى الآن. وان كنت اميز فقط اسمائها التي لا تعجبني. كأنما المسميات السودانية نفذت حتى نطلق أسماء دول ومدن أخرى على بلادنا. كانت تمثل الجزء الراقي والمريح في المدينة... لم أكن لاحمل هم مطبات او حفر في الطريق, فالشوارع واسعة ومرصوفة جيدا. ومراقبة الطريق بحد ذاته كانت ممتعة.
الفلل راقية وأنيقة والكثير يفوق ما أراه هنا فخامة ....كنت اتسائل: هل هناك في بلد فقير مثل السودان أناس يملكون كل هذا المال لبناء هذه القصور؟؟؟؟بالتأكيد ليسوا بمغتربين, فالمغتربون لهم الله.
كنت أمر بهياكل لمباني تحت النشاء في الطريق ووالدي يتولى الشرح: ده بيت ناس فلان, دي أرض ناس فلان ...( أقارب لنا ) أراضي خاوية تنتظر البناء الذي قد لا يأتي, وهياكل توقت عند بعض من الحديد والخرسانة وتنتظر الاكمال هي الاخرى. هذا حال الكثير من بيوت المغتربين. بعد ما دخل أبناء هؤلاء المساكين الجامعات وانتقلت الدولارات من بيوت المستقبل الى مصاريف وأقساط دراسية باهظة ( داخل الوطن) ....قد لا يكون جديدا الحديث عن ارتفاع أسعار الأراضي بشكل مخيف في السودان. عند سماع ثمن أرض كنت أطلب تكرار الرقم أو تحويلة الى الدولار لأتأكد انني لم أخطيء الحساب. 200 مليون جنية (77 ألف دولار ) رقم طبيعي لقطعة أرض؟؟؟؟ كم تحتاج اذا لبنائها؟؟؟؟؟ المفارقة أن الكثير من أهل السودان يرددون هذه الأرقام بفرح, تلقى الواحد يطوطح في سفنجته ( لا مؤاخذة) ويقول ليك: الأرض الجنبنا قالوا باعوها ب 250 مليون ثم يرسم ابتسامة ذات مغزى فخورا بأن ما يملك هو قطعا اصبح يسوى الكثير. لا أدري أهو تشفي في المغتربين الذين يتوجب عليهم دفع كل هذه المبالغ , في حين ان هذا ( أبو سفنجة) قد حصل على أرضه (بلوشي) كمنحة من الدولة!! أو لكأنها ضريبة جديدة يدفع ثمنها المغتربون نظير غيابهم كل هذه السنوات عن الوطن. ....الشقق أصبحت ملاذا للكثيرين, لاكن اسعارها هي الاخرى آخذة في الارتفاع. يمكنك الحصول على شقة فاخرة بمساحة متوسطة في حدود 80- 90 ألف دولار (راجع الرقم جيدا) اعلانات هذه الشقق منتشرة بكثرة وتستهدف فئات بعينها منها المغتربين والمقيمين الأجانب. احد الاعلان يقول: برج الحجاز....تشطيبات تضاهي الخليج والشام !!! ( و متى كان الشام مقياسا يا الهى!!! ) ................................... .............................يتبع
التالي : عفراء مول, السوق العربي
(عدل بواسطة zola123 on 10-03-2004, 05:46 AM) (عدل بواسطة zola123 on 10-03-2004, 11:32 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 22 يوما في الخرطوم ........مذكرات (Re: zola123)
|
Quote: يمكنك الحصول على شقة فاخرة بمساحة متوسطة في حدود 80- 90 ألف دولار (راجع الرقم جيدا)
|
دى فى السودان بتتلما كيف؟؟ لو ممكن تدينا فكرة عن سوق العمل فى السودان وليك جزيل الشكر على السردالجميل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 22 يوما في الخرطوم ........مذكرات (Re: Ahmed Elsharif)
|
أحمد الشريف لو عايز تشتغل زي الناس, تصحى الصباح تمشي المكتب وتمضي خروج في المواعيد عايز ليك 50 لي 55 سنة كدة تقريبا , كيف معاك؟
بالمناسبة, لدي صديقة من هنا تزوجت وذهبت للاستقرار في السودان زوجها مهندس كمبيوتر شاب رمى بالشهادة منذ وقت طويل ويشتغل بالتجارة اشتروا شقة من القلت ليك عليهم ديل وهي شغالة في شركة ومبسوطين جدا يعني في أمل (بس ما تسألني القروش من وين)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 22 يوما في الخرطوم ........مذكرات (Re: zola123)
|
قايتو يا ايناس البوست حقك ده عاجبني لدرجة ما معقولة من أكثر البوستات التي كتبت عن الخرطوم و السودان تشويقا و متعه. و أكثر ما يميزه اسلوبك السلس التلقائي في وصف الأشياء و الأحداث. يا بت انتي طبيبة و لا أديبة حأجي راجعه تاني لأنو البوست ده هيج حنيني للبلد أرجو منكي مواصلة انطباعاتك الذكية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 22 يوما في الخرطوم ........مذكرات (Re: zola123)
|
زولا123
تحياتي وحمدلله علي سلامة العودة....
بوستك ده دلاني عليهو زول صاحبي وقال لي (الحق مايفوتك بوست من العيار الثقيل) ، وفعلا وجدته كما قيل لي ...
جهد مقدر وصور جميلة نقلتنا الي هناك ...
واصلي ونحن نتابع ...
مودتي لك .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 22 يوما في الخرطوم ........مذكرات (Re: Agab)
|
ألأخت الدكتــوره الاديبه زولا. والله بتابع في البوست بتاعك زي المسلسل. يعني روعه في الاسلوب و السرد والشــرح عليك الله ماتقيفي. وكونك درستي الطب في المجـر, بلغي تحياتي الى الاخت ميسون العبادي شــكرآ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 22 يوما في الخرطوم ........مذكرات (Re: zola123)
|
الدكتورة زولا 123 ، الزولة الرائعة
اهنيك علي هذه الاجازة الرائعة ، وعلي هذا السرد الجميل الرائع لكل صغيرة وكبيرة مررت بها في اجازتك القصيرة . ننتظر المزيد والمزيد من هذه المشاهد والصور وخاصة الإنطباعات ،
ولك تحياتي وودي
شرووم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 22 يوما في الخرطوم ........مذكرات (Re: شرووم)
|
زولتنا الرائعة حمداً لله الف على السلامة اسلوبك سلس يشد المتلقي تفوقتي على بجد فى هذا البوست بوست صديقتك ملكة سبأ(حش التمر) كان البوست الاول فى العام السابق وانا ارشحك بوست(22يوماً فى الخرطوم........مذكرات)ليكون بوست هذا العام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 22 يوما في الخرطوم ........مذكرات (Re: Yasir Elsharif)
|
العزيزة الدكتورة زولا123 إنة نوع من السرد والحكي الجميل مبتل بماء التشوق وهو اسلوب ادب الرحلة والمسادير (جمع مسدار )عموما الإناء بما فيه ينضح وما تم سرده هنا يدل علي انك قضيت اجازة في قمة الروعة ما بين اخوة من رحم الامومة واخرون من رحم هذا البورد .اجدني مستمتعا لهذة الاحجية اللطيفة اجدني طفلا اسمع حكي حبوبتي بعيوني التي تذداد اتساعا عند كل كلمة تتفوة بها حبوبتي .وها انت اليوم تتجددين احساسي بتلك المؤسسة الرائعة .
شكرا لهذا السرد الجميل شكرا لتلك الاضافة المعلوماتية شكرا لانتمائك لهذا الوطن العملاق والغربة أحد اعراض وطن جريح ولكم شكري مجــــــــدي شبنــــــــــدر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 22 يوما في الخرطوم ........مذكرات (Re: Yasir Elsharif)
|
سلام يا زوله .. وألف شكر علي السرد القصصي .. إذن هنا أنت تستحقي لقب كاتبه روائية .. وبالتالي يجب أن تتاح لك فرص النشر في كل الميديا السوانيه المتعدده الآن ناس دريم لم يتصلوا بي بالخرطوم لنتشرف بتكريم وفادتك مع المساهمين .. عموما حصل خير .. نشوفك في الإجازه القادمه ونتعرف علي السيد الوالد كمان إستغرابك لإرتفاع معدل أسعار القطع في الأحياء المميزه ناتج عن تكدس الناس والثروه والسيوله بالخرطوم .. مما أضر بأسعار القطع وبكل مفاصل الحاية في المدن ألأخري أما سعر 77 ألف دولار للقطعه الواحده فإننا في شركة أبراج العمده بالصافيه والميرغنيه يمكننا أن نبيع به شقه كبيره وكامله وتشطي ديلوكس وعلي اٌساط ثلاثه سنوات بعد دفع 30 بالمائه مقدما تحياتي لك وللسيد الوالد وأهلا بك في الخرطوم في الصيف القادم صلاح الباشا الخرطوم بحري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 22 يوما في الخرطوم ........مذكرات (Re: zola123)
|
اليكم في البلاد اطير شوقاً ويحملني جناح الذكريات... احن إلى الربوع ومن عليها ... دياري وصحابي وامسياتي .... وأحبابي الذين عصرت قلبي ... أهازيجاً لهم في اغنياتي ....
Quote: مش قلت ليكم بورداب الخرطوم احلى بورداب!!!!! |
أمــتى ارجــع لأمـدر وأعود
---------
العزيزة زولا سلام ... وعاد فرح الرجوع منية هذه اللوحة الجمالية الرائعة لك التحية زولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 22 يوما في الخرطوم ........مذكرات (Re: zola123)
|
أها يا زولة جيت راجع وقرأت البوست معاي إلهام زوجتي وامتثال.. ابنائي لهم تجارب مثل تجربتك دي في زيارتهم للسودان بعد انقطاع أكثر من 10 سنين، فهم قد قضوا في ألمانيا 15 سنة وخرجوا من السودان أطفال صغار.. أكبر واحد ترك السودان وعمره كان 10 سنين.. امتثال تفهم عندما تسمعني أقرأ بصوت عالي وتسأل عن بعض الحاجات، ولكن قراءتها للعربي ما زالت ضعيفة جدا فهم يدرسون في مدارس ألمانية ويتعلمون اللغة العربية في البيت..
أشكرك فقد نقلت صورة جميلة عن زيارتك..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 22 يوما في الخرطوم ........مذكرات (Re: zola123)
|
عفراء مول
.......تعالي نوديكي عفراء مول....ما شفتي عفراء مول؟ كثيرا ما كان الاهل والاصدقاء يعرضون فسحة في هذا المول, والحقيقة لم تكن لدي رغبة كبيرة في زيارته. كنت لاوفر هذه السويعات لزيارة مهمة أخرى. فلم احضر للسودان لامضي وقتي بين جنبات مولات تجارية اخرى تشبعت منها. ....كانت صدفة, كنا ننتظر موعدا فاقترح والدي الدخول لعفراء لامضاء وقت الانتظار. ليس من شيء جذاب في نظري في التسوق بمول تجاري , الغداء ثم الذهاب الى السينما. قد يكون ذالك شيئا جديدا في السودان, خصوصا في جو راقي ومكيف الهواء. ...كان المول مزدحما جدا, ومعظم الزوار حضروا للفرجة على ما اعتقد. المحلات تحمل نفس العلامات التجارية التي أراها هنا في الامارات: Zara, Nine West Eldo…. الخ أما عن الاسعار فمرتفعة , حذاء مثلا مكتوب عليه: 150,000 جنيه = حوالي 58 دولار لأ أدري أي نوع من الناس سيشتريه في السودان. الحقيقة المعروضات جيدة وجميلة, المكان ليس بالكبير, وهناك بعض محلات الثياب السودانية لم أجد فضولا كافيا لتفقدها. السوبرماركت كان افضل ما فيه. في قسم الخضروات رأيت التفاح يباع بالحبة, 1000 جنيه , اكثر قليلا من درهم اماراتي واحد (كيلو) الجريب فروت يباع بسعر مقارب, مع كونه اجمل في نظري من هذه التفاحة. قسم اللحوم والأسماك منظم ويعرض المنتجات بعناية غير معتادة في مثل هذه المحلات في السودان. لاحظت الكثير من الوجوه الأسيوية حولي, صينيين, هنود والكثير من الأتراك طبعا. ...للصعود الى الطابق الثاني أنصح بتجنب استخدام السلالم المتحركة, بعدما رأيت من اصطدامات .فاذا وقعت سيدة , على من يليها توقع الانقلاب فوقها وانتظار مأساة. في الطابق الثاني ساحة للمطاعم, سينما تعرض فيلمين قديمين, عسكر في المعسكر لهنيدي, وهيدالجو. سعر التذكرة حوالي 12.000 جنيه, ما يقارب 18 درهما
هناك صالة للبليارد , البولينج والانترنت يلتف حولها مجموعة كبيرة من المراهقين تبدو عليهم ملامح الثراء. بشكل عام, أعتقد ان المول مكان مناسب لمن يحمل شوية فلوس زيادة ويريد التمتع بأجواء جميلة او ليشعر أنه خارج السودان لسويعات. اما بالنسبة للكثيرين, فمكان مثل هذا يستفز فقرهم وقلة حيلتهم
الاسواق الشعبية بالتأكيد كانت اكثر جاذبية واثارة للفضول لدي. السوق العربي بحكم موقعه ومرورنا شبه اليومي بوسط الخرطوم كان السوق الوحيد الذي تمكنت من زيارته.
وعدني الوالد باخذي لزيارة سوق ليبيا, لاكنه الوقت مجددا
تستطيع ايجاد اي شي هناك من الأبرة حتى القنبلة( كما وجد اخيرا) والعهدة على الراوي. في أحد الاركان لفت انتباهي شاب يضع مجموعة من الأكياس المتشابه المملوءة بمسحوق ابيض أمامه. وكتب لوحة عليها : سم فيران, ومسحوق تبيض للأسنان. تملكتني رغبة في تنبيهه ليغير الوان الاكياس على الاقل, حتى لا يضع الزبون سم الفئران في فمه ويعطي مسحوق الاسنان للفئران!!! حضرت كم ( كشة), قرأت لاحقا انه لاتطهير وسط العاصمة من الباعة المتجولين وزعموا انه تم اكتشاف اسلحة وقنابل وسط المبيعات. خلال هذه الكشات كنت آسف لمشهد الناس يلتقطون البضائع التي تسقط من هؤلاء المساكين وهم يتراكضون مبتعدين عن رجال الشرطة, ذكرني ذالك بمشهد مماثل في القاهرة , حيث كان صراخ أحدهم: بلدية..!! كافي لاحداث نفس الهرج والمرج, لاكن في المقابل كنت أرى المارة يلتقطون البضائع المتساقطة ويجمعونها في أكياس ويسلمونها لاقرب صاحب محل تجاري حتى يعود هذا البائع المسكين ليجد ما فقده. ......يا الهي اأصبحنا سيئين الى هذا الحد؟؟؟!!!! سعد قشرة, اكتفيت بهذه الصورة له من البعيد.
.................................. .........................يتبع التالي: عرس في السودان
(عدل بواسطة zola123 on 10-07-2004, 01:07 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 22 يوما في الخرطوم ........مذكرات (Re: sudania2000)
|
سودانية2000
انتي ويييييييييييييييين؟ انتظرت تلفونك بفارغ الصبر حتى حل موعد رحيلي انا الان في الامارات وبطاقة الهاتف معي هنا, قطعا كان الرقم الذي اتصلتي به خطأ وانا زعلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااانة ؟و ما تسأليني ليه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 22 يوما في الخرطوم ........مذكرات (Re: zola123)
|
زولا والأخوة/ات الأفاضل
معليش والله ده أحساس عجيب ...أنو تشوف صوربلدك وتحس كأنو معالم قادمة من كوكب أو بعد آخر.. بالذات صور عفراء مول ده... بس البقطع القلب جد..ما سردته الأخت زولا عن مفارقات الأسعار.. ما يعنى المو ل بالنسبة لكل من الفقراء والأغنياء...وياله من معنى!
نحنا سافرنا وبعدناوما لقينا هواك بعدنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 22 يوما في الخرطوم ........مذكرات (Re: zola123)
|
Misery has been old friend in Sudan unfortunately , on the other hand we got the beauty and the patience of the sudanese spirit to balance the equation. The question is until when? Allah ye3een '3aito
Quote: تلقيت بعض النتقادات انني مثل باقي المغتربين عندما يزورون السودان لا يرون الا كل سيء ولا يتحدثون الا عن السيء نحن فعلا كدة؟ |
I'm afraid that the answer is yes. Bearing on mind that even those who criticised you will do the same if, they travelled and came back home to compare. kaman ni7na shail al7al da bis2aloona mino? It's good to say your comments but we should always be careful and expect such reactions based on the frustrating situation at home. All the best
| |
|
|
|
|
|
|
|