مناديل زينب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-17-2024, 11:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-03-2004, 04:15 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناديل زينب (Re: ابنوس)

    يمتزج الارهاق بالسجائر فيصير الدخان باهتا وماسخ الطعم ، ففي اللحظة التي انتهى فيها الخبر ، وبدأت موسيقى سهرة الاربعاء ، قام حامد بأعطاء وجهه للحائط ونام ، تركني اتأمل المكان الذي قضينا فيه شهرا كاملا ، ملابسنا معلقة في كل مسمار على حائط الجالوص ، البناطلين البنية والقمصان البيضاء التي اوشكنا على مفارقتها غدا تخرج لسانها وتستفزني ، على الحائط علقت صورة المدينة ،التي التقطها سائح ما بكاميرا ذات لونين فقط ، ابيض واسود ، يظهر يمينها جبل القبّة بعلوه الشاهق ، على يسارها صهريج المدينة الفارغ ، ويبين جزء من شارع دبّة العمارة ، ومبنى وقاية النباتات ، على الركن يقبع المسجل ماركة ناشيونال وتمتد سلوك التوصيلات الى بطارية العربية التي تبرع لنا بها سائق المدرسة لكي نشغله بها ، ومنه نستمع لموسيقى ام كلثوم في صوت العرب ، ونتعرف على ميادة الحناوي ، ونستمع الى حقيبة الفن ، التي لم نكن بداخلها يوما ، والى مونتكارلوا ، وخصوصا برنامج بريد الاصدقاء ، حيث كانت تلك هي خيانتنا الاولى لزينب وتهاني ، سرا كنا نكتب رسائل لفتيات ترد عناوينهن ويرغبن في المراسلة ، وكنت اكتب لريّا السامري بمنطقة الجنادرية بالعراق ، ولم اتلقى رد حتى هذه اللحظة ، في جوانب غرفة الجالوص تلك كانت سراير الحديد التي ننام عليها ، بمراتب قطن وثيرة وملاءات نظيفة وبطاطين عليها نمر لا يثير خوفنا ، وتربيزة المذاكرة هي عبارة عن شبابيك من داخلية المدرسة قمنا انا وحامد بفكها ، وحملناها للخشابي ليصنع لنا منها تربيزة مذاكرة ، بعد ان تم تجفيف الداخلية لان الذين يسكنونها يجب ان يكونوا فاقد تربوي ، علي تلك التربيزة كثير من الاشياء اوراق مبعثرة وطفاية سجائر ، كتب مدرسية واخرى لا علاقة لها بالمدرسة ، سلسلة اجاثا كريستي ، وكتب عتيقة تصدرها دار رادوغا بموسكو ، وروايات عبير ، ومجلة العربي ، كلها تجيئ عبر الاستلاف ولا تعود وزينب هي السبب المباشر لوصول كل هذه الاشياء ، فشقيقها الاكبر كان قد دخل الجامعة ، ونقل لها سوسة القراية خارج المقرر ، ووالدها لا احد يعرف من اين يأتي بتلك الاحاديث ، يتكلم في السياسة كانه في الخرطوم ، وكل خبر يرد في الازاعة لديه فيه رايئ كانت زينب تنقله لي في رسالتها ، وتضيف عليه ، وانا لا اهتم ، فقط اشم منديلها واغرق في حلمي ، في هذه اللحظةفكرت ان استغل هرج النبأ ، واداهم المعسكر الآخر ، لكن ذهاب حامد معي الى بيت تهاني هو جواز مروري ، فلم تتعود تهاني من قبل ان تستقبلني وحدي ورفقتي لحامد تطمئن امها ، وتجعلها تجلس خلف صاج الطعمية وهي في قمة طمأنينيتها ، تعثرت عمدا بالتربيزة ، وقلبتها على حامد تناثرت كل الاشياء على ظهره ، لكنه لم يسحب وجهه من الحائط ، اعدت الاشياء ############ة بمزيد من الضوضاء لكنه ظل في ثبات يثير الخوف ، رفعت صوت المسجل الى اعلى درجاته ، كانت ازاعة امدرمان تواصل سهرتها وكان شيئا لا يستحق الاسف ، غيرتها الى لندن ، كان حصاد اليوم الاخباري ، والمزيع يحلل الاسباب اللامنطقية في دخول العراق الكويت ليلة البارحة ، اطلق حامد ضحكته بهستيريا ، ونهض قال لي فلنذهب بلاد باكملها تروح ، فماذا يعنى تاجيل امتحان ، لم يأخذ من كل تلك البعثرة غير علبة السجائر وعلبة الكبريت ، اغلقنا باب الزنك خلفنا ، وسلكنا الطريق الذي يمر بين الجناين ، حتى صعدنا دبّة العمارة ، كنا نتجاذب الاغنية بيننا دون اي اتفاق على اللحن ، حتى التقينا بابكر يقف في ناصية بيتهم ، سلمنا عليه ، وقد كان كتابه في يده ، سألناه عن ما سنفعله في هذا الفراغ الذي وجدنا انفسنا فيه ، وادهشنا انه لم يسمع بخبر الغاء الامتحنات ، وقد ظل يذاكر لاكثر من ساعتين في مادة الغد ، وعكس كل الاحتمالات ، انفجر بابكر في فرح غريب ، وقذف بالكتاب داخل زريبة الغنم التي يملكها والده ، علاقتنا ببابكر لم تكن في بدايتها سوى علاقة خصومة شريفة ، فقد كنا انا وحامد وصديقنا يوسف الوحيدين الذين لا نشتري منه حلاوة الدروبس ، عندما كنا بالابتدائ ، ليس لدينا موقف من الدروبس او من بابكر ، لكن مصروف المدرسة ليس فيه اي بند للحلويات ، ثم اننا كنا نحب البطاطس بالشطة ، والاشياء حادقة الطعم بصفة خاصة ، وبابكر كتاجر منذ ذلك الوقت رأى انه لن يستفيد منا باي شكل من الاشكال ولذلك تظل الخصومة هي اقرب الطرق لتحديد علاقته بنا ، وكنا نسخر منه وهو يأتي للمدرسة ليبيع تجارته ولا يشتري حرفا واحدا ، تطورت تجارته في المرحلة المتوسطة ، وفتح طبلية سجائر في ركن منزلهم ، ويبيع كذلك الحلويات بكل اشكالها ، كانت زينب تحب حلاوة النعناع ، ولا يبعد بيت بابكر عن بيت تهاني سوى لفتين وخطوة ، تمرزينب من هنا كل يوم ، حتى التقيتها في زاوية الشارع الآخر ، عصرا كنت اتكيئ على ظهر قميصي الابيض ، كنت في انتظار خروج حامد من بيت تهاني فأمها حتى هذه اللحظة كانت في المدرسة تبيع الطعمية ، والفقوس بالشطة والبطاطس والقنقليس ، رغم نتؤات الحصى على جدار الجالوص ، كنت اتحدث مع بابكر في حوارين مختلفين تماما ، يشرح لي افكاره في توسيع مشاريعه بينما كنت اتحدث عن ظل الحائط وطوله وعن مواقيت الخريف ، وهجرة طيور الرّهو هذا العام قبل الموسم ، رايتها قادمة ، كل الاشياء تلخبطت حتى ان حديث بابكر امتزج بحديثى لاسمع نفسي اكرر جملتين من حديثه واخرى تتداخل مع ظلال لا علاقة لها بالحديثين معا ، وعندما عبرتني ودخلت الشارع الآخر ، لحقت بها ، والتقينا في زاوية انفرجت بأتساع حلمي ، وغطتني ظلال ابتسامتها ، لحقنا بحامد هناك ، فكان نشيدنا الرباعي الذي عزفناه على اوتار حلمنا ،
    لابد من اسكات بابكر ، وضمان سكوته يتطلب رشوة ما تزيل كل الخصومة مرّة واحدة ، وعندما وقفنا امام الطبلية ، اخرجت جنيه ونصف هي حصاد لعبة بلي كسبتها في سور المدرسة ، واشتريت منه علبة سجائر لايف حمراء ، ارتجفت يده على مفتاح الطبلية ، وزالت من نظرته كل الاحتقانات السابقة ، فاشعلت سجارتي الاولى وغرقت في كحة شاركني حامد في ايقاعها الجاف ، وفي علبة السجائر التي تقاسمها معي النصف بالنصف ، وابدى بابكر استعداده لتوصيل رسائلنا او اي خدمة تطلب منه ، ولكن بعد مرحلة كاملة من العمر كان بابكر هو اول من كشف رسائلي لزينب ، وعمل لصا يسرق بريدنا ، وقادني للمحاكمة التي ادت لتوقيع ولي امري على تعهد العزلة

    (عدل بواسطة ابنوس on 09-03-2004, 04:26 PM)
    (عدل بواسطة ابنوس on 09-06-2004, 11:20 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
مناديل زينب ابنوس08-29-04, 02:22 PM
  Re: مناديل زينب مصطفى عجب08-30-04, 00:24 AM
    Re: مناديل زينب ابنوس08-30-04, 02:37 PM
  Re: مناديل زينب الجندرية08-30-04, 01:07 AM
    Re: مناديل زينب ابنوس08-30-04, 02:43 PM
      Re: مناديل زينب ابنوس08-30-04, 02:46 PM
        Re: مناديل زينب Giwey08-31-04, 00:14 AM
          Re: مناديل زينب ابنوس08-31-04, 05:03 PM
  Re: مناديل زينب Zoal Wahid08-31-04, 03:55 AM
    Re: مناديل زينب ابنوس08-31-04, 05:06 PM
  Re: مناديل زينب gessan08-31-04, 05:46 AM
    Re: مناديل زينب ابنوس08-31-04, 05:12 PM
      Re: مناديل زينب ابنوس09-01-04, 02:59 PM
  Re: مناديل زينب Husam Hilali09-02-04, 00:52 AM
    Re: مناديل زينب عوض الله الفولانى09-02-04, 02:51 AM
  Re: مناديل زينب Abdalla Gaafar09-02-04, 11:47 AM
    Re: مناديل زينب ابنوس09-03-04, 01:24 PM
      Re: مناديل زينب ابنوس09-03-04, 04:15 PM
  Re: مناديل زينب Husam Hilali09-04-04, 11:10 AM
  Re: مناديل زينب Mohamed Adam09-04-04, 01:59 PM
    Re: مناديل زينب ابنوس09-11-04, 07:26 PM
  Re: مناديل زينب mohammed alfadla09-13-04, 08:50 AM
  Re: مناديل زينب الجندرية09-13-04, 10:15 PM
    Re: مناديل زينب ابنوس10-11-04, 08:08 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de