|
لو كنتُ شاعراً / أديباً.. لكنت حنكوشاً
|
.. .. والغناء .. بعض الغناء كأنما يُمسك بأنفاسك.. فتحلّق روحك في فضاءٍ مبهم .. فالكلمة تخرج هامسة بأذنك كأنها السر المقدّس .. تلامس الألحان منحنيات قلبك الشفيف حتى لتكاد تخدشه نغمة باكية أو وتراً منتحباً .. فتنغمس بكامل ولهك في ( وحل ) الحنين .. فالبكاء .. لا علاج غير البكاء ..
إنها الصدفة وحدها قادتني الي صالة العرض .. معرض للوحاتٍ ساحرة طرّزتها أنامل أنثوية محترفة .. وأخرى هاوية .. وأخرى ، أخرى رجالية ، ولكنها أنثوية المشاعر .. لوحات لا ينقصها غير صوتٍ إلهيٍ لتنطق عذوبة .. من يستطع الآن رسم مشاعري وأنا أتسمّر حول حرم ذلك المحراب الفني ... وفوح (( البخور )) الذي عبّق الحضور .. ينال مني ..
.. وتلك الوردة الحمراء الخجلى ، لا أدري أيُّنا تورّد خجلا هي أم أنا .. وأنا أدنو منها كأنما تمُد شفاهها طائعة لي ، فما أن ماسست فمي .. ما عدتُ أفرّق بين ( الأنفاس ) .. تمليّتها ملياً .. تباً لكل بيوتات الأزياء ..
خرجتُ مسحوراً تتقاذفني الأسئلة الملِحة ، هل هي حالة عرضية تعتربنا حتى لنكاد نذوب رقةً أما كل جميل باهرٍ ونحن من عامة البشر .. ما بال كل المُلهمين من كتّاب وشعراء وفنانين وكل حاملي ريشة الإبداع .. أعجب كيف يصمدون أما هذا الدفق الصوفي الذي يبدو كالعشق .. كالجنون حينما يدهمك فلا عاصم لك ... أصبحت أحمل انطباعاً أن هؤلاء المبدعين لابد أن يكونوا ( حناكيشاً ) في رقتهم في كل مناحي حياتهم .. لا أظن أنهم يعيشون كما نعيش .. فهنيئاً لهم عالمهم الوردي المتخم.. ولنا فتات التذوّق ..
رحمابي
|
|
|
|
|
|
|
|
|