|
في ذكرى 19 يوليو1971
|
مهما تباينت ألآراء حول حركة 19 يوليو ، إلا أنه ستظل أحدى المعالم البارزة في مسيرة الثورة السودانية ،بإعتبارها مقاومة جسورة للإتجاهات الشمولية لسلطة مايو ، حيث كان برنامجها المعلن كحركة تصحيح للإنحراف الحاد ببرنامج مايو الذي تلقته الجماهير بمواكب الفرح الهادرة ،وذلك بهدف حماية البرنامج المعلن في مايو ،ذلك البرنامج المستخلص من البرنامج السياسي لقوى التحالف في إطار برنامج مرشحه لرئاسة الجمهورية في مواجهة برنامج اليمين التقليدي المطروح من جانب حزب ألأمة والحزب ألإتحادي وبدايات ظاهرة الهوس الديني التي كانت أولى ثمارها المرة التنكر لقواعد الممارسة الديمقراطية بطرد نواب إنتخبهم الشعب وهو وحده من يملك حق سحب الثقة منهم وعبر ذات آلية ألأختيار وأسس ألإنتخابات الديمقراطية ثم حل الحزب وفتح الطريق أمام ديكتاتورية مدنية حوى برنامج 19 يوليو أهداف تمثل أشواق الشعب في التقدم و التنمية والعدالة ألإجتماعية ،وألإعتراف بألأسباب الحقيقية لمشكلة الجنوب والسعي لحلها حل سلمي ديمقراطي ، وإشاعة الحرية تلك التي بدأت تباشيرها بتجنب الحركة للتدابير العسكرية فلم تعلن حظر تجوال ولا أحكام عرفية ولا حالة طواري بل حتى في أسوأ لحظاتها حينما تعرضت لتدخل أجنبي شاركت فيه دول كبرى ودول في المنطقة توج بإختطاف رئيس مجلس قيادة 19 يوليو المقدم بابكر النور والرائد فاروق حمدالله في قرصنة جوية لم تراعي قوانين الطيران المدني وألإتفاقيات الدولية لحماية الطيران المدني ،أتت هذه الجريمة من دول أعلنت حركة يوليو عن عزمها على حماية ظهرها مؤكدة موقفها بجانب حركات التحرر الوطني والقضية العربية واجه قادة وضباط وجنود حركة يوليو ورفاقهم المدنيين التعذيب ومهازل محاكم الشجرة إعتلوا هامة المشانق ودروات ألإعدام بشجاعة أذهلت الجلادين وألهمت رفاقهم في الحزب والقوى الديمقراطية والحركة الجماهيرية الثبات التحية والتجلة لشهداء يوليو وشهداء الديمقراطية والسيادة الوطنية ، والعار للقتلة السفاحين اللذين لابد من تقديمهم للمحاكمة طال الزمن ام إستطال فلن تذهب دماء الشهداء هدر وستظل ذكراهم خالدة في وجدان الشعب
في ذكرى 19 يوليو ننادي بإستكمال تقييم الحركة بإفادات العسكريين
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: أبو ساندرا)
|
ابو ساندرا بوستك دا فيهو اغرب مغالطات شفتها فى حياتى اولا ثورة مايو دى جات بانقلاب على حكومة ديمقراطية منتخبة وجات بالشيوعين فى راس دبابة لما ما قدرو يجو بصناديق الاقتراع والشيوعين ما كضبوا فصلو العشرات للصالح العام واممو الشركات وبدأت لخبطة الاقتصاد من الزمن داك
Quote: البرنامج المستخلص من البرنامج السياسي لقوى التحالف في إطار برنامج مرشحه لرئاسة الجمهورية في مواجهة برنامج اليمين التقليدي المطروح من جانب حزب ألأمة والحزب ألإتحادي وبدايات ظاهرة الهوس الديني التي كانت أولى ثمارها المرة التنكر لقواعد الممارسة الديمقراطية بطرد نواب إنتخبهم الشعب وهو وحده من يملك حق سحب الثقة منهم وعبر ذات آلية ألأختيار وأسس ألإنتخابات الديمقراطية ثم حل الحزب |
بعدين حل الحزب الشيوعى دا كان فى منتصف الستينات وحل بطريقة التصويت الديمقراطية ولم يحدث فى السبعينات
ان تحس بالنستالجيا لتلك الايام هذا شأنك ولكن ان تلولو التأريخ فهذا لعمرى لغريب وشكرا
يازول اعيد الكتابة تانى واحفظ التدرج التأريخى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: bayan)
|
ألأستاذة بيان بعد التحية حافظت على التدرج التاريخي ،وإستجابة لطلبك نعيد الصياغة ، حركة يوليو كانت حركة تصحيحية لإنقلاب مايو ، إنقلاب مايو69 طرح برنامج كان سوف يخوض به بابكر عوضالله مرشحآ للقوى الديمقراطية في إنتخابات رئاسة الجمهورية التي قطع أنقلاب مايو الطريق أمامها أي ، ولمزيدآ من الوضوح ، برنامج مايو هو برنامج القوى الديمقراطية في إنتخابات رئاسة الجمهورية في مواجهة برنامج حزب ألإتحاديين ومرشحهم ألأزهري وحزب ألأمة ومرشحه الهادي المهدي وكهما بلعا طعم جماعة الترابي في مسرحية طالب معهد المعلمين ألتي اسفرت عن حل الحزب الشيوعي في الستينات وفي رأي كانت من ألأسباب الرئيسة للإنقلاب
ذكرت إنه تم حل الحزب وطرد نوابه من البرلمان ، وبالتأكيد البرلمان المعني كان في الديمقراطية الثانية ، ولحين قيام حركة يوليو لم تكون مايو تنظيماتها الدستورية او ما عرف بمجلس الشعب برلمان النظام الديمقرطي الذي تنكر للديمقراطية ، حيث لا تعرف الديمقراطية حل ألأحزاب وليس من صلاحيات البرلمان ذلك لأنه إبتدءآ لم ينشيء الحزب ، فالحزب تنشأه القوى ألإجتماعية والطبقية المكونة له تلبية لحاجة ضرورية للدفاع عن مصالحها ، أفكارها ، برنامجها ، ويستمر الحزب ويزدهر أو يتلاشى ويندثر بحسب قبول أو رفض الجماهير له فهي التي تحرر شهادة ميلاده وهي التي تصدر شهادة وفاته فما أسميتيه ووصفتيه بالتصويت أو ألإقتراع الديمقراطي ، هو في حقيقة ألأمر عملية غير ديمقراطية ،لأن ألأنظمة الديمقراطية لا تعرف مسألة ألأغلبية في الحقوق الدستورية ، مثلآ حق الحياة حق دستوري لا يملك ألآخرين حتى لو كانوا أغلبية حق نزعه منك ، وكذلك حق التنظيم الساسي حق دستوري لا تملك ألأغلبية الحق في إنتزاعه بالحل ففي ذلك إهدار للعملية الديمقراطية كلها لأنه وبلا شك سوف تحوز قوى ما منفردة او بالتحالف وألإئتلاف مع قوى أخرى على ألأغلبية ، وبالتأكيد يوجد حزب أو أحزاب ما من ألأقلية فإذا كان ممكنآ لأصحاب ألأغلبية حل أحزاب ألأقلية لما توانت قط في حل ألأحزاب المختلفة معها وحينها لا يكون هناك رأي مخالف ولا حزب مختلف وتنهار العملية الديمقراطية التي تقوم على الرأي والرأي ألآخر ، وقد تحوز أحزاب ألأقلية في إنتخابات تالية على ألأغلبية فهل كذلك تحل أحزاب ألأغلبية السلبقة ، ألأقلية الحالية؟ للأسف هذا ما فعلته ديمقراطيتنا العرجاء حلت الحزب وطردت نوابه من البرلمان ، أ}لئك النواب اللذين لم تعينهم الحكومة فلا تملك قرار طردهم ، هم نواب منتخبين من الشعب وهو الذي يملك سحب الثقة منهم في ألإنتخابات التي تلي ، وإذا كانت هناك ممارسة ديمقراطية حقيقية لتم حل البرلمان كله والدعوة لإنتخابات جديدة ، لم يفعلوا ذلك لأنهم كانوا مؤقنين من السقوط بخيار الشعب والكارثة أ، الحزب الشيوعي لجأ إلى القضاء ففي ممارسة ديمقراطية واعية ولقد أنصفه القضاء بحكم إستئناف دستوري { القاضي صلاح حسن } ولم يأبه الحكم الديمقراطي بأحكام السلطة القضائية ولم يعترف بها ، فأي ديمقراطية تلك التي تتنكر للمباديء الديمقراطية التي صارت من ألأبجديات ، هذا ما أسميته في البوست أعلاه بالديكتاتورية المدنية
فمن يغالط من؟
مع تأكيد إحترامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: أبو ساندرا)
|
التحية لشهداء 19 يوليو فى هذه الذكرى نطالب بالاتى نشر المحاكمات وتسليم وصايا حاجيات الشهداء لاسرهم نشر تقرير لجنة تقصى الحقائق التى كونتها سلطة مايو برئاسة القاضى حسن علوب تقديم السفاح نميرى للمحاكمة فتح ملف مذبحة بيت الضيافة
الاخت بيان الحزب الشيوعى لن يتنكر على تاريخه ولا الاخطاء التى ارتكبها فى ممارسته السياسة وتاريخه عباره عن كتاب مفتوح للجماهير وهنالك وثيقة لتقيم 19 يوليو الاخت بيان ان عدائك للحزب لايحرفك للعداء للديمقراطية اين تصويت ديمقراطى لحل حزب وطرد نوابه من البرمان وهم منتخبون من الشعب ولماذا قدم رئيس القضاء استقالته
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: elsharief)
|
1- الشريف
كل عام وانت بخير ،وحقآ أي ديمقراطية تلك التي لا تحترم احكام القضاء ولا إرادة الناخبين
2- بيان فاتني ان اعلق على الدبابة الشيوعية ، بمعنى ان إنقلاب مايو عملوه هم ، وددت ان أسوق لك هذه الملاحظة وهي كافية بذاتها ، عدد اعضاء مجلس مايو كان عشرة ، 9 عسكريين ومدني واحد هو السيد بابكر عوضالله ، عدد الضباط الشيوعيين كان 2 هما المقدم بابكر النور والرائد هاشم العطا وكلاهما لم يشارك في ألأعمال التنفيذية للإنقلاب ، بل هاشم العطا كان ملحق عسكري في بون ، فالدبابات الحمراء العميانة دي والشيوعين المغفلين ديل يعملوا ألإنقلاب وتكون قيادته وكل ألأعضاء بإستثناء اثنين من قوى سياسية اخرى ن من غيرهم ، وهم لم نعرف فيهم الغشامة فهل هذا يعقل وفي المجلس كان يوجد 5 قوميين عرب وواحد إشتراكي عربي ،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: أبو ساندرا)
|
ابو ساندرا سلام كدا احسن فى التنظيم قرب يبقى موضوع متسلسل اها افهم انه الحزب الشيوعى ما عنده دخل بالانقلاب؟ ثانيا مش حركة النكران دى بتدق ليك جرس فى عالم الذكريات دا نفس نكران ناس الجبهة
انهم ما عندهم دخل بأنقلاب الانقاذ والله يا العقائدين
وجهان لعملة واحدة نفس الكذب والممارسات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: أبو ساندرا)
|
عزيزى ابو ساندرا
ما ذكرته الاخت بيان هو للاسف رأى قطاعات واسعه من اجيال لم تعاصر تلك الفتره اولا ,- ولست بالمتأكد ما اذا كانت الاخت بيان ضمن هذا الجيل الذى اشير اليه ام لا -, ولكن طريقة طرح اسئلتها ووجهة نظرها تبين بعض ما ارى , بحيث ان هذه الاجيال لم تتح لها فرصا واسعه للتعرف ودراسة التاريخ السياسى القريب, ثم تقييمه تقييما محايدا نزيها , وذلك بحكم تتالى الفترات العصيبه فى حياة السودانيين التى تجعل الحياة نفسها غير مستقره , ومن ثم تفرض واجبات اخرى ملحه,( تؤجل او تلغى او تجب ما قبلها) , خاصة فى ظل ظروف استثنائيه , ستة سنوات عمر نظام عبود بعد الاستقلال مباشرة , تليها سته عشر سنه اخرى للنميرى, وها نحن ندخل فى الاربعة عشر عاما لنظام الانقاذ , بعنى كم هائل من ترسانات المصادره والمنع والقوانين المصادره للحريات والمعرفه واحتكار الحقيقه وتغبيش وعى الناس , خاصة بالنسبة الاجيال الناهضه
ارى ان هذه الاشكاليه تتحمل جزءا منها احزابنا السياسه نفسها , ومن بينها بالطبع الحزب الشيوعى السودانى بل هو يتحمل العبء الاكبر !, صحيح انه ظل مطاردا حتى فى حياة قادته وكوادره, دعك من حريته فى ممارسة نشاطه , ولكن تظل المشكله قائمة طالما انها جزء من مهامه الاساسية - اقصد المعرفه وتمليك الحقائق للجماهير!! - وابلغ مثال لما اقول هو انه لا يعقل مطلقا ان يطرح الحزب الشيوعى السوداني تقييمه ل 19 يوليو كحدث مؤثر جداوقع فى الحياة السياسيه السودانيه عام 1971, ليطلع عليه الناس يا دوبك عام 1997 ..................
سؤال للاخ الشريف بخصوص لجنة حسن علوب , يقال ان تلك اللجنه كونها فى الاصل مجلس قيادة الثوره ليواجه بها الحمله العالميه التى ادانت المحاكمات الجائره لتلك الفتره , وقد كان يؤمل ان تأتى حيثيات اللجنه من الناحيه القانونيه متطابقة لامنيات رجال مايو , الا ان تلك اللجنه العسكريه ابت الا ان تكون امينه مع نفسها فجاء تقريرها مؤكدا للتجاوزات القانونيه التى اتخذت فى حق عدد كبير من شهداء 19 يوليو , قيل انه اسقط فى يد النميرى فتحفظ على التقرير وفيما بعد قام يتسريح اعضاء تلك اللجنه وطردهم من الجيش
وسؤالى هو هل صحيح بالفعل ان نسخة من ذلك التقرير قد تسربت بصورة او اخرى لتصل الى( السى آى ايه) الامريكيه , وان تلك النسخة موجدوده الآن بمكتبة الكونجرس الامريكية ؟ , السؤال موجه ايضا لكل من له معرفه او معلومه حول ذلك مع تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: حسن الجزولي)
|
انقلاب هاشم العطا و و المذابح التى اعقبته ما زال الغموض يحيط بها و ما زال الحزب الشيوعى السودانى يعانى من اثارها المعنوية و المادية حتى يومنا هذا و لكن التاريخ عبر و دروس و اول الدروس ان نوثق للاحداث و ان نميط اللثام عن غموضها و ان نتابع ما حيك من مؤامرات فالسياسة ليست نزهة و فيما يلى وثائق سرية بريطانية نقلتها عن جريدة الرأى العام السودانية ــــــــــــــــــــــــــــ
وثيقة بريطانية سرية تكشف:
خفايا دور الرئيس العراقي «البكر» في إنقلاب 19 يوليو أفرجت وزارة الخارجية البريطانية - أخيراً - عن وثائق سرية حول دور الرئىس العراقي السابق «أحمد حسن البكر» في انقلاب 19 يوليو 1971م ضد الرئيس نميري.
وكشفت الوثائق وهي عبارة عن معلومات متداولة بين سفيري بريطانيا في بغداد والخرطوم تفاصيل التحركات العراقية قبل وأثناء الانقلاب، فضلاً عن ملابسات منع الطائرة العراقية التي كانت تحمل وفداً من حزب البعث لتقديم التهنئة للإنقلابيين من الهبوط في مطار الخرطوم.
وفيما يلي تنشر «الرأي العام» نص الوثائق التي لا شك أنها تلقي بعض الضوء على خفايا تلك المرحلة على المستويين السوداني الداخلي والخارجي.
وجاء في نص الوثيقة الاولي من السفير البريطاني في بغداد الأتي :
السفارة البريطانية ــ بغداد
30 يوليو (تموز) 1971
الي السفير البريطاني، الخرطوم
المشاركة العراقية في الانقلاب السوداني المجهض
1 ــ انني لن ازيد علي اعبائك بتلغراف عن تطورات السلوك العراقي تجاه الملحمة الدرامية التي شاهدتها من خلال العشرة ايام الماضية. ولكن كما تتخيل، فقد قوبل الحدث هنا باهتمام فائق. وهناك اتفاق عام بأن العراقيين وضعوا انفسهم في موقف غبي فوق العادة.
2 ــ هل البعث العراقي كان علي علم مسبق بانقلاب العطا؟ انني لا اشك في ذلك، كما يظهر لك ترتيب الوقائع المرفق، فان اذاعة بغداد اعلنت أخبار الانقلاب قبل ان تفعل ذلك اذاعة ام درمان، وزيادة علي ذلك فان مجلس قيادة الثورة العراقي قد عقد اجتماعاً استثنائياً في وقت ضيق بشكل لا يصدق لكي يقرر تأييده التام للنظام الجديد وان يتم اذاعة قراره، كل ذلك تم خلال ساعتين من بيان العطا. هذا امر مستحيل بالتأكيد ان لم يكن لهم علاقة مسبقة بقيادات الانقلاب الذين، ماعدا العطا، لم يتم نشر اسمائهم بعد.
3 ــ أما وقائع العرض الثاني فهي ليست اقل دلالة . الطائرة الحربية التي كانت تحمل وفد التهنئة من البعث العراقي الي الخرطوم قد رفض السماح لها بالهبوط في السودان (انظر تلغراف جدة الي وزارة الخارجية رقم 560) قبل وقت طويل من حدوث الانقلاب المضاد، ما هي تلك الجهة السودانية التي اتخذت ذلك القرار ولماذا؟ هذا أمر محير للغاية. وعلى الرغم من ذلك فان الطائرة (وكما ذكر شقيق احد الضحايا رفض السماح لها بالهبوط في مصر) استمرت في المحاولة الى سقوطها بالقرب من جدة مما تسبب في قتل اثنين من القيادات الواعدة وكذلك احد السودانيين من اعضاء القيادة القومية للبعث هو محمد سليمان، والاخير مثل العراقيين في محافل دولية عدة (ومنها رحلة اخيرة الى كوريا الشمالية الشهر الماضي) وتكررت الشائعات الواسعة في ان قيادة الانقلاب قد عرضت عليه وزارة. شخص آخر أكثر أهمية في القيادة القومية هو سمير النجم قد نجا مع اصابته بجروح.
4 ــ وقائع الانقلاب المضاد، والتي افتراضاً اطلق عليها العرض الثالث، هنا (في بغداد) يمكن ان تكون غالبا فصلاً مضحكاً ومبكياً في الآن نفسه. العراقيون لعبوا دور النعامة ورفضوا الاعتراف في الصحف والاذاعة خلال 48 ساعة بان نميري قد عاد الي السلطة. وحاولوا تحويل الاهتمام العام بعيدا عن هذه الحقيقة المزعجة بتنظيم حملة تأبين كبيرة للشهداء المناضلين الذين ماتوا بالقرب من جدة.
5 ــ منذ ذلك الوقت فان النظام مازال يناضل ليتجاوز المأزق الذي وضع نفسه فيه ومن جهة أخرى، حاولوا بجهود غير مقنعة نكران اي تواطؤ مع انقلاب العطا (مرفق نص بيان وزارة الخارجية العراقية). ومن جهة ثانية حاولوا تشويه سمعة الجنرال نميري، وغطوا صحفهم بوجهات نظر معارضة من اي جهة تأتي (بالطبع شيوعية في الغالب) يستطيعون الحصول عليها. ولكن بالنسبة للذين عاشوا في العراق او درسوا سجل النظام خلال الثلاث سنوات الماضية يتعجبون من انه يعتبر قتل دزينة او أكثر من المتآمرين حمام دم او مذبحة كبيرة .
6 ــ انني غير متأكد لماذا ورط البعث العراقي نفسه في الشؤون السودانية بهذه الطريقة. ولكن علي العموم، من دون شك، انهم كانوا سعداء في دعم اي تدبير من شأنه ان يعطل الاتحاد الرباعي، بشكل خاص فان الملحق العسكري المصري (وهو عقيد مطلع سيغادر بغداد بعد سنوات من العمل فيها قريبا) اخبرني ان الحركة العربية الاشتراكية في السودان هي اسم للبعث العراقي وان هذه الحركة مشاركة في انقلاب العطا. وان كانت هنالك اية حقيقة في هذا، او اذا كان هذا ما قصده نميري عندما علق عن مشاركة عراقية (تلغرافك للخارجية رقم 350) فمن الممكن ان تكون السفارة العراقية في الخرطوم قد ضللت الحكومة هنا عن مدى مشاركة الشيوعيين فيها. فالبعث العراقي يقوم بملاحقة الشيوعيين هنا، منذ تسلمه للسلطة. واذا تمخضت الفضيحة عن سقوط بعض الرؤوس الحزبية وكما حدث في الشتاء الماضي في حالة الفضيحة الاردنية عندما ادت الي ابعاد حردان التكريتي، فان السفير العراقي (في الخرطوم) يبدو هو المرشح الوحيد في هذه الحالة. وعلي كل حال فان الاعتراف بالنظام الجديد في مثل هذه العجالة الشديدة ومهما كان مدي المشاركة العراقية فيه فهو قمة الخطأ.
7 ــ ولكن اذا كانت هنالك فائدة وحيدة (ومهمة بالنسبة لنا وليس بالنسبة لكم) فهي ان العراقيين سيكونون، ربما، اكثر تقييدا في ان يقوموا بحمامات دم هنا عندما يحين موعد المحاكمات العلنية ونشر الاعترافات المثيرة الناتجة عن المحاولة الانقلابية المزعومة، هنا الشهر الماضي، بعض الاعدامات، كما يشاع، قد حدثت بالفعل سريا ولكنهم يواجهون ترددا في قيامهم بحمام دم علني.
توزيع الرسالة على السفارات
وقد قام السفير البريطاني في بغداد بتوزيع نص رسالته للسفارات البريطانية في كل من جدة والقاهرة وطرابلس والكويت والجزائر وواشنطن. ورد السفير البريطاني بالخرطوم على الرسالة بالرسالة التالية والتي تمثل الوثيقة الثانية:
السفارة البريطانية
الخرطوم
14 آب (اغسطس) 1971
شكرا جزيلا علي رسالتك الممتعة المؤرخة في 30 (تموز) يوليو أوافقك الرأي تماما ان الجدول الزمني الذي قدمته يقدم دليلا عن المعرفة المسبقة وربما المشاركة المباشرة للعراقيين في انقلاب هاشم العطا. بالتأكيد، نميري ليس لديه شك في ذلك وقد اتخذ موقفا ضد السفارة حال رجوعه للسلطة هنا.
الوثيقة الثالثة حول الانقلاب جاءت كما يلي:
19 تموز (يوليو) بعد الظهر، الاثنين: المقدم العطا يقوم بتنفيذ الانقلاب ضد الجنرال نميري (الوقت بالضبط غير محدد لنا)
الساعة 50،13 بتوقيت لندن: اذاعة ام درمان تعلن عن بيان مهم تعقبه مارشات عسكرية.
الساعة 07،19 بتوقيت لندن: اذاعة بغداد تقدم انباء عاجلة من الخرطوم بواسطة مراسل وكالة الانباء العراقية تذكر فيه ان انقلاباً عسكرياً قد تم في السودان بقيادة عضو مجلس الثورة السابق المقدم هاشم العطا وان الانقلاب يسيطر على الموقف.
الساعة 15،19 بتوقيت لندن: اذاعة ام درمان والتلفزيون يذيعان بياناً من المقدم هاشم العطا.
الساعة 26،21 بتوقيت لندن: اذاعة بغداد تعلن ان مجلس قيادة الثورة العراقي في اجتماع استثنائي قرر الاعتراف الكامل بالنظام الجديد في السودان.
الساعة 07،23 بتوقيت لندن: مراسل وكالة الانباء العراقية يؤكد ان الجنرال نميري معتقل في مبنى رئاسة الحكومة (القصر الجمهوري)
22 تموز (يوليو) الاربعاء فجراً: الطائرة العراقية التي تحمل وفد بعث العراق للخرطوم تسقط عند اقترابها من مطار جدة.
في الوقت نفسه الطائرة البريطانية تجبر على الهبوط في مطار بنينة الليبي وبابكر النور وحمد الله يتم القبض عليهما.
الساعة 30،10 بتوقيت لندن: اذاعة صوت العرب من القاهرة تذيع الخبر.
الساعة 58،10 بتوقيت لندن: اذاعة بغداد تذيع الخبر.
الساعة 00،13 : بدأت حركة الانقلاب المضاد وعودة الجنرال نميري.
للأستفسار أو طلب معلومات يرجى مراسلتنا على العنوان التالى [email protected] ©جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع صحيفة الراي العام 2002 Copyright © 2001 AL RAYAAM NEWSPAPER. All rights reserved
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: Adil Osman)
|
الاخ حسن لقد عكفت 5سنوات كاملة اقرأ صحف الستينات وتتبع الحركة السيساية والثقافية والاجتماعية لان عنوان اطروحتى ثنائية الغابة والصحراء عند محمد عبدالحى نعم قد اكون صغيرة فى ذلك الزمن او لم اولد حتى فهذا لايهم كثييرا فالتأريخ قبل الميلاد و الحضارات القديمة من يتحدث عنها الان لم يولد او يعيش فيها
الاخ عادل عثمان شكرا لافادتك الجميلة المفيدة جدا
البعثين الذين اعتقلوا فى بيت الضيافة واعدموا فيما بعد من قبل الشيوعين وهو عزل وتمت مطاردتهمو فى حديقة البيت كالكلاب وقتلوا دون رحمة هؤلاء يفسروا لك ان هذا الانقلاب كان مشتركا ولكن فى زول اتغدى بزول قبل يتعشى بيهو شكرا جزيلا على تسليط الضؤ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: حسن الجزولي)
|
1- بيان لم تكن هناك مغالطات في بداية هذا البوست على ألأقل من جانبي ، ما قلته في البوست هو نفسه الذي قلته في التعقيب عليك ، وكذلك ليست هناك أكاذيب لا على مستوى الحزب ، وفيما يخصني أحاول توخي الصدق دائمآ ، وليس في التاريخ ما يدعونا للخجل او التجمل ، ونأمل ان تراجعيه وهو تاريخ قريب ومتاح إن لم تكوني معاصرة لكثير من الوقائع التي ذكرت ، وأرشح لك كتابات دكتور محمد سعيد القدال ،ففيها توضيح بالأدلة والبراهين والمنطق ما يؤكد وينفي مسئولية الحزب عن ألإنقلاب ، بل ويمكنك مراجعة إفادة جعفر نميري عن مقابلته مع الشهيد الشفيع أحمد الشيخ ومحمد إبراهيم نقد ، عندما ناقشاه لإثناءه عن فكرة القيام بإنقلاب أظنها في كتاب الرجل والتحدي
2 cantona1 { تكالبتم!} من نحن انا فقط الذي رديت عليها ، وحتى في مجلس الوزراء لم تكن للحزب ألأغلبية فيما أظن ، والوزراء المحسوبين على الحزب لم يتم التشاور مع الحزب في أمر تعيينهم بإستثناء جوزيف قرنق ، إضافة لذلك فقد حدث إنقسام كبير في الحزب وبعض الوزراء كانوا من المجموعة التي إنقسمت لا اعرف رئيس نقابة الغسالين والمكوجية لكن هل تسخر من تلك النقابة إذا وجدت ، وهل تنكر عليهم الحق في تكوين نقابة حتى ولو لم يوجد مخدم محدد طالما إنها مهنة ، هل انت بصدد مهاترة ما ؟ ومن إعتداء على دار الحزب في بيت المال؟ من أدخل العنف في الحياة السياسية السودانية؟ ،
3- سلطان إتفق معك تمامآ ، وارجو بما يتوفر لديك من وثائق ومقدرة على التعاطي المتقن مع الكمبيوتر أن ترفد المنبر بالتاريخ لمصلحة عدد كبير من الشباب ، زي ما قال حسن الجزولي
4- حسن الجزولي أتفق معك بتحفظ ، وإن شئت بقدر مناسب ، فالمكتبةالسودانية تزخر بالكتب التي تؤرخ لتلك الفترة ، وخاصة إصدارات القدال ، لكن من يقرأ؟ بل من يقرأ بحياد وبعقل مفتوح وضمير يقظ ، أكاد أوقن ان المعلومات متوفرة ولكنهم يتغابون ، واليك مثال هناك مليون دليل تنفي مسئولية ضباط يوليو عن مجزرة بيت الضيافة وكتابات عديدة تفند تلك الجريمة وتشير لفئة محددة بالإتهام وهي ذاتها إعترفت بذلك في محاكمات وادي الحمار ، ونشرت تلك ألإعترافات في جريدة الصحافة التي حاول أمن نميري مصادرتها ولكن تسربت اعداد منها ، وبرغم كل ذلك وبرغم إمكانية الحصول على المعلومات بما فيها عدد الصحافة المشار اليه خاصة بعد إنتفاضة مارس ابريل ، وما زال البعض يوجه ألإتهام؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: bayan)
|
1- عادل عثمان وثيقة المخابرات البريطانية كشفت ما بات معلومآ من وقت مبكر ، لا أعرف دور للبعثيين سابق لقيام الحركة أو تنسيق معهم ، لكن قيادتهم أيدت الحركة وحاولت دعمها وذلك بالطائرة التي كان على متنها محمد سليمان الخليفة عضو القيادة القومية ، واعتقد ان التأييد ومحاولة الدعم بالطائرة التي أسقطت من دولة عربية حركت بدفع من دولة الوثيقة ، كان مبادرة من القيادة العراقية من تلقاء نفسها ، وليس بطلب من قيادة إنقلاب يوليو طالعت رابط مجلة الفقه السياسي على عجل لا يمكنني من التعليق ، لكن وضحت لي أخطاء منها وصف فاروق حمدالله بأنه ضابط شيوعي وهذا غير صحيح فمعروف ان فاروق منتمي لتيارات ألإشتراكيين العرب وأقرب للبعثيين وهذا يفسر محاولة الدعم ،هذا الوصف أراه غير بريء وليس مجرد خطأ ،هي محاولة لتوريط الحزب بإعتبار ان فاروق هو المخطط الرئيسي لمايو فيفهم ان ذلك تم بإيعاز من الحزب
2- بيان لم يكن هناك ضباط بعثيين في بيت الضيافة ،بل ان سياق ألأحداث أشار لتأييد البعثيين لحركة يوليو ، فلماذا يتم إعتقالهم؟ ، ضباط بيت الضيافة كانوا من الموالين لمايو أراك متحاملة لدرجة الترويج لإتهامات نميري في حق الشهيد الملازم الحاردلو ،الذي لم تراه المحكمة مذنبآ وإكتفت بحكم سجن ، رفضه نميري قائلآ ليس هذا حكم لقاتل ، كان هو من أتهمه وهو من حدد عقوبته ، وكل من يعرف الملازم الحاردلو يستبعد هذا ألإتهام الجائر لما عرف عنه من دماثة خلق ، وكذلك الحال بالنسبة للمتهم ألآخر الشهيد الملازم احمد جبارة ،وسبب إتهامه كان حقد نميري عليه لأنه هو الذي إعتقله وإقتاده حافيآ في سيارة النقل العسكرية حسب إفادة نميري نفسه لم اتهم ألأخوان المسلمين بإرتكاب الجريمة بل هي الوقائع وإفادات محاكمات وادي الحمار وإعترفات عبدالرحمن شامبي وحماد ألإحيمر ،والوقائع تثبت ان بيت الضيافة ضرب بالقذائف خارق حارق المستخدمة في اللواء المدرع الثاني ومن المعروف ان ضباط هذا اللواء كانوا معارضين لحركة هاشم العطا وتم نزع إبر دباباتهم ثم أعيدت لهم ليلحقوا الهزيمة بيوليو وكذلك تصفية الموالين لنميري المعتقلين في بيت الضيافة ،أي إصطياد عصفورين بحجر واحد ، كان من بين ضباط اللواء المدرع الثاني اللذين تحركوا يوم 22 يوليو بهدف ألإستيلاء على السلطة بضرب حركة يوليو وتصفية جماعة نميري في بيت الضيافة ومعهم نميري نفسه واعضاء مجلسه ، انجزوا المهمة ألأولى والثانية ولكن هروب نميري من القصر حيث مكان إعتقاله أحبط باقي الخطة التي حاولوا إستكمالها في 5 سبتمبر 1975 او ما علف بإنقلاب حسن حسين ،واعترف عبدالرحمن شامبي بذلك في وادي الحمار ، بل إعترف عمر البشير في إحدى { دقساته العديدة } في معرض إفادته ضمن احتفال بذكرى إنقلابه في ألأعوام الثلاث ألأولى ، أفاد ان فكرة إنقلابهم بدأت منذ مقاومتهم لحركة هاشم العطا وكان أيامها برتبة الملازم ، وهذه أيضآ يمكن ألإستيثاق عنها بالعودة لصحيفتي ألإنقاذ الوطني والسودان الحديث في 30 يونيو 93 او 94
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: يحي ابن عوف)
|
الاخت العزيزة دكتورة بيان
تحياتي القلبية لك
اري ان كلمة الحق تضيع امام الكثرة والتدليس ؛ فما تيت به حق ؛ ويا ريت احواننا الشيوعيين يعترفوا بالخقائق ؛ فالحق يعلو ولا يعلي عليه
هاك تاكيدا لبعض اقوالك ؛ جزء من مقال كتبته حول دور الحزب الشيوعي السوداني في احريب التجربة الدستورية في السودان
-------
. إدخال الجيش في السياسة :
كان الحزب الشيوعي من أوائل الأحزاب السياسية التي اخترقت الجيش السوداني ؛ وبدأت في تكوين خلايا سرية لها في داخله . ونحن وان كننا نفهم ضرورة إلا يعزل الجيش عن السياسة ؛بل واستحالة ذلك ؛ ونقف مع دعوات إصلاحه ديمقراطيا ؛ إلا أن الطريق لذلك لا يتم عبر الخلايا السرية و إنما عن طريق الإعلام والعمل السياسي والإصلاح المؤسسي . إن التنظيم العسكري الشيوعي الذي تأسس في مطلع الخمسينات ؛ قد دعم الاتجاهات الانقلابية داخل الحزب وفى الجيش ؛ كما شجع الأحزاب الأخرى على اختراق الجيش ؛ فبدأت الحركات الشمولية الأخرى من بعثتين وناصريين وأصوليين في بناء تنظيماتها السرية داخل الجيش ؛ بل واستغل البعض هذه الحقيقة ؛ حقيقة الاختراق الشيوعي للجيش لتبرير تنظيماتهم واختراقاته اللاحقة – راجع حديث البشير لفتحي الضو في كتاب أزمة الصفوة السودانية – .
يقول محمد محجوب عثمان في توثيق هذا النشاط " يعود تاريخ النشأة الحقيقية وعملية التأسيس إلى ما قبل الاستقلال السياسي للسودان بداية عام 1954 ؛ وما صحب هذا من زخم وانفتاح ديمقراطي نسبى ؛ أتاح الفرصة لعناصر متفتحة من الحركة الطلابية لولوج المؤسسة العسكرية . " إلى أن يقول " وفى تلك الظروف تفتحت الفرص أمام مجموعات من الطلاب ذوى الميول الديمقراطية و آخرين من أعضاء الحزب –رابطة الطلبة الشيوعيين – للدخول للكلية الحربية والتخرج منها كضباط صغار في الجيش . ولقد شكل ذلك النواة الأولى لتنظيم الضباط الشيوعيين " . كما يكتب محمد سعيد القدال " وكان الحزب الشيوعي قد بدأ منذ الخمسينات في إقامة تنظيم داخل الجيش تحت إشراف عبد الخالق مباشرة " –معالم صفحة 211-
<<راجع تفاصيل قصة التنظيم الشيوعي السري في الجيش السوداني في كتاب الجيش والسياسة في السودان لمحمد محجوب عثمان ومعالم من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني والحزب الشيوعي السوداني وانقلاب 25 مايو لمحمد سعيد القدال وفى مذكرات عضو ذلك التنظيم عبد العظيم عوض سرور عن انقلاب 19 يوليو المنشور بعضها في قضايا سودانية وفى موقع جريدة الميدان بالإنترنت .>>
غير ذلك ؛ لعب الحزب دورا مباشرا في تخريب التجربة الديمقراطية واغتيال الديمقراطية الدستورية ؛ عن طريق الآليات التالية :
- تدبير الانقلابات العسكرية :
وقد ساهم الحزب الشيوعي في العديد من الانقلابات العسكرية ؛ سواء في صورة المشارك التابع أو المشارك الرئيسي ؛ ومن العجب إن اكثر الأحزاب تشدقا بالديمقراطية قد اشترك في حزمة من الانقلابات العسكرية ؛ ولم ينتقد أيا منها إلي اليوم ؛ وان كان يحاول التحلل من مسئوليته عنها ؛ وهو نهج غير مسؤول ؛ ويتناقض مع قيمة النقد الذاتي التي يزعم الشيوعيون توفرها في حزبهم . إننا في الفقرات التالية نوضح مساهمة الحزب الشيوعي السوداني في تدبير الانقلابات العسكرية المختلفة سواء بدور الشريك التابع أو المحرض الخفي أو المنفذ الأول :
- ساهم الحزب الشيوعي في اغلب الانقلابات التي تمت إبان حكم الفريق عبود ؛ وفى ذلك يقول مؤرخ الحزب الدكتور محمد سعيد القدال:"وكان للحزب الشيوعي دور في كل المحاولات الانقلابية التي تمت ؛ والتي انتهت بالفشل وبالإعدام والسجن والتشريد للعناصر الوطنية في الجيش "!!…
وقد كان إسهام الحزب الأكبر في هذه الفترة في انقلاب على حامد في 1959 ؛ وهى المحاولة التي اشترك فيها بنشاط اثنان من أعضاء التنظيم الشيوعي السري في الجيش ؛ وهما محمد محجوب عثمان وعبد المنعم محمد احمد – الهاموش – جنبا إلى جنب مع ضباط ….الإخوان المسلمين ومرشدهم العام آنذاك الرشيد الطاهر بكر . وقد حاول مؤرخي الحزب من بعد التملص من مسئوليتهم عن المشاركة بإلقائها حصرا علي كاهل عضوي اللجنة المركزية احمد سليمان ومعاوية إبراهيم سورج ؛ واللذان باركا المحاولة ووافقا على مشاركة أعضاء الحزب فيها ؛ وتنكرا من بعد لها . ومن الغريب أن هذين الرجلين لم يتعرضا لأي مسائلة من قبل الحزب بعد أكتوبر ؛ بل اصبح أحدهما وزيرا ممثلا للحزب في حكومة أكتوبر –احمد سليمان - ؛ولم تستغل هذه المسالة ضدهما إلا بعد خروجهم من الحزب في عام 1970 ؛ أي بعد اكثر من عشرة أعوام على الحادثة .
-في العام 1966 حاول الملازم أول خالد الكد تنفيذ انقلاب عسكري اعتمادا على جنود ومجندين جدد ؛ وقد أشارت أصابع الاتهام حينها إلى الحزب الشيوعي وعناصر محددة من قيادته ؛ إلا انه لم يثبت عليها الدليل . وقد اتضح لاحقا إن خالد الكد شيوعي ملتزم ؛ ولم يفصح خالد الكد حتى فترة الديمقراطية الثالثة ؛ عمن وقف خلفه في هذه المحاولة ضد النظام الديمقراطي ؛ في المقالات التي نشرها بجريدة الميدان حول ذلك الانقلاب .
- في عام 1969 ؛ نفذ تنظيم الضباط الأحرار ؛ وهو تنظيم مشترك للشيوعيين والقوميين العرب وعناصر أخرى ؛ انقلاب 25 مايو 69 . وقد حاول الشيوعيون كل وسعهم التملص من مسئوليتهم في تنظيم ونجاح الانقلاب ؛ إلا إن الشهادات اللاحقة للانقلاب ؛ تثبت تورط الحزب الشيوعي وجناحه العسكري في تدبير وتنفيذ ذلك الانقلاب ؛ في الفقرات التالية نذكر جزءا منها .
يذكر محمد محجوب عثمان " إن تطور الموقف حول فكرة الانقلاب الذي تبنته عناصر القوميين العرب من ضباط تنظيم الضباط الأحرار ؛ والذي لاقى اعتراضا من الحزب في اجتماع المكتب السياسي فى مارس 1969 ؛ ما كان له أن يحدث لولا الكتلة التي دعمت فكرته داخل اللجنة المركزية التي استطاعت تمرير موقفها على المستوى القيادي ؛ وهذا ما يفسره لنا وقوف غالبية اللجنة المركزية مع فكرة المشاركة في حكومة مايو على المستوى الوزاري بعد رفضها للاقتراح المقدم من السكرتير العام للحزب بعدم قبول كراسي وزارية " كما يمضى ليؤكد " فقد شارك العسكريون الشيوعيون في العملية الانقلابية بتوجيه من الحزب ؛ ودخلوا في ساعات الصباح الأولى القيادة العامة وقاموا بتأمينها والاستيلاء عليها بجسارة أذهلت بقية الانقلابيين الآخرين " – من كتاب الجيش والسياسة في السودان – ص 35 .
إن اشتراك الشيوعيين في التخطيط والتنفيذ تثبته واقعة إن مجلس قيادة الانقلاب قد احتوى على عنصرين شيوعيين ؛ هما المقدم بابكر النور – رئيس التنظيم الشيوعي السري فى الجيش – والرائد هاشم العطا . كما عين المقدم عثمان حاج حسين أبو شيبة قائدا للحرس الجمهوري ؛ وهو عضو رئيسي في التنظيم الشيوعي السري في الجيش ؛ واحد المدبرين والمنفذين لاحقا لانقلاب 19 يوليو 1971.
- بعد الخلاف مع القوميين العرب ؛ وبداية العداء بين الحزب الشيوعي وسلطة مايو ؛ و إبعاد العناصر الشيوعية من السلطة في 17 نوفمبر 1970 ؛ نفذ التنظيم العسكري الشيوعي انقلاب 19 يوليو 1971 ؛ بمعرفة تامة من السكرتير العام للحزب والمكتب السياسي للحزب . إلا أن الحزب الشيوعي قد أصر كالعادة على نفى مسئوليته في تدبير وتنفيذ ذلك الانقلاب ؛ متهربا تحت ستار جملة أدبية " شرف لا ندعيه وتهمة لا ننكرها " . إلا أن الشهادات التي أتت من الضباط المشاركين ؛ ومن وثائق الحزب نفسه ؛ تثبت معرفة الحزب للانقلاب ؛ ومناقشة المكتب لقيادة التنظيم العسكري حول تفاصيل خطة الانقلاب ؛ وغيرها من الدلالات التي توضح مسؤولية الحزب السياسية والمعنوية عن ذلك الانقلاب الذي أدى قيامه وفشله إلى اخطر النتائج في تاريخ الحركة السياسية ؛ والى تقوية سلطة نظام مايو إلى سنين طوية قادمة " راجع حول ذلك الانقلاب كتب القدال ومحمد محجوب عثمان ؛ وثيقة تقييم انقلاب 19 يوليو الصادرة عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ؛ كتاب اللبناني فؤاد مطر الحزب الشيوعي السوداني نحروه أم انتحر ؛ مذكرات عبد العظيم عوض سرور المنشورة في قضايا سودانية ؛ الفصل المكرس للسودان في كتاب جاك وودز " الجيوش والسياسة " ؛ وكتاب محمد احمد كرار عن الانقلابات العسكرية في السودان .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: Abdel Aati)
|
دعم الأنظمة العسكرية :
دعم الحزب الشيوعي نظام مايو منذ بدايته الأولى وحتى 16 نوفمبر 1970 ؛ حين ابعد الشيوعيين من مجلس قيادة الثورة ومن المواقع الحساسة ؛ إلا إن الثابت إن الحزب الشيوعي قد ألقى بكل ثقله فى تأييد نظام مايو ؛ وتبدى ذلك فى تنظيم العناصر المرتبطة به لمسيرة تأييد مايو في 2 يونيو 1969 ؛ وفى انخراط الشيوعيين فى آلة النظام السياسية والإعلامية وحتى الأمنية ؛ وهى كلها ممارسات موثقة ومشهود بها ؛ وقد كانت هناك لجنة مشتركة للتنسيق بين الحزب الشيوعي ومجلس قيادة الانقلاب ؛ وكان دعم الحزب الشيوعي لانقلاب حاسما في تقوية مواقعه في الحياة السياسية السودانية . ولم يدع الحزب الشيوعي رغم الضربات التي وجهت له بعد 61 نوفمبر 1969 إلى إسقاط النظم ؛ إلا في 30 مايو 1971 في بيان من اللجنة المركزية للحزب .
- التقاعس عن حماية النظام الديمقراطي :
تقاعس الحزب الشيوعي مرتين عن حماية النظام الديمقراطي الذي كان طرفا فيه ؛ وذلك في عامي 1969 و1989 ؛ وان كان تقاعسه فى المرة الاولى من نوع الاشتراك فى المؤامرة ؛ وتقاعسه فى المرة الثانية من نوع العجز السياسي .
فحين بدا التحضير لانقلاب 25 مايو ؛ اتصل الانقلابيون بالحزب الشيوعي للحصول على تأييده ؛ أخطروا الحزب بكل تفاصيل الانقلاب ؛ فما كان التصرف من طرف الحزب؟ لقد ناقش الفكرة فى اجتماع اللجنة المركزية فى مارس ؛ واعترض عليها هناك عبد الخالق محجوب ؛ الا ان الحزب لم يقف موقفا واضحا ضد فكرة الانقلاب ؛ او يقنع الانقلابيين بخطرها ؛ الأمر الذي جعل زعيم الانقلاب يلتقي مرة أخري بعبد الخالق والشفيع احمد الشيخ ومحمد إبراهيم نقد ؛ ودار بيتهم حديث طويل ولم يتوصلوا فيه الى شي ؛ ومن بعد التقى فاروق حمد الله وبابكر عوض الله فى نفس الموضوع مع قيادة الحزب ؛ وتم نقاش قصة الانقلاب فى اجتماع المكتب السياسي فى 9 مايو 1969 ؛ وتحت ضغط عبد الخالق رفض المكتب السياسي المشاركة . إلا ان الحزب عشية الانقلاب لم يكتف بعدم محاولة إيقافه ؛ بل دعا العسكريين الشيوعيين من أعضاء تنظيمه السري لدعمه ؛ وفى ذلك يقول محمد محجوب عثمان ؛ عضو التنظيم الشيوعي السري داخل الجيش " فقد شارك العسكريون الشيوعيون في العملية الانقلابية بتوجيه من الحزب ؛ ودخلوا في ساعات الصباح الأولى القيادة العامة وقاموا بتأمينها والاستيلاء عليها بجسارة أذهلت بقية الانقلابيين الآخرين" - مصدر سابق .
إن وثائق الحزب الشيوعي ؛ وخصوصا وثائق المؤتمر التداولي لكادر الحزب ؛ الذي انعقد في العام 1970 ؛ توضح معرفة الحزب وتستره على انقلاب مايو ؛ بل ودعوته للضباط الشيوعيين لدعم النظام . إن هذه الحقيقة قد أثبتها أيضا الباحثين جاك وودز وفؤاد مطر ؛ كما سجلها السفاح نميرى فى كتابه النهج الإسلامي لماذا ؛ وان ادعى فيه البطولات وزعم فيها انه ارهب القادة الشيوعيين لكيلا يفشوا السر ؛ وفى نظرنا إن هذه مجرد جعجعة من طرف النميرى لا دليل لها .
إن محمد إبراهيم نقد ؛ أحد المشاركين في تلك الحوارات والمفاوضات بين قيادة الحزب والانقلابيين ؛ قد اعترف بذلك على استحياء فى إفادته لمحكمة مدبري انقلاب مايو . ألا انه لا الحزب ولا نقد قد قام بتقديم كشف حساب ونقد ذاتي واعتذار علني على تسترهم على المتآمرين على الديمقراطية . وربما ظن نقد والحزب إن التستر على الانقلاب وعدم إفشاء سره هو جزء من الأخلاق ؛ كما فهمها الرائد مأمون عوض أبو زيد ؛ والذي قال " نحن نحفظ للحزب الشيوعي أخلاقه . لم يفشى الأسرار رغم رفضهم للانقلاب .. لكن كلم ناسوا ؛ فشاركوا في التنفيذ " – الجيش السوداني والسياسية – صفحة 61 .
إن محمد إبراهيم نقد نفسه ؛ والذي لم يحرك يدا في فضح انقلاب مايو او تعطيله ؛ قد عرف بانقلاب الجبهة القومية الإسلامية في 30 يونيو 1989 ؛ وجاءته المعلومات مؤكدة وموثقة ؛ فماذا فعل ؟ هل توجه إلى البرلمان وأعلن الحقائق ؛ هل ذهب إلى التلفزيون وفضح المخطط ؛ هل أقام ندوة وذكر فيها أسماء المخططين وتفاصيل خطتهم ؛ هلا اصدر بيانا للجماهير بما تحصل عليه من معلومات ؛ هل طرح الأمر على عضوية الحزب ودعاهم إلى اليقظة والحذر ؛ هل اتصل بالنقابات ودعاها إلى التنظيم والمقاومة ؛ هل وزع السلاح على كوادره الخاصة ودعاهم لحماية النظام الديمقراطي ؛ لا لم يفعل أيا من هذا ؛ وكلها خطوات ينبغي أن تنجز في حالة كهذه ؛ فماذا فعل إذن ؟
اتصل حضرته بجهاز أمن حزب الأمة ؛ وجهاز الأمن الوطني ممثلين في شخص رئيس الجهازين – يا للهزل – عبد الرحمن فرح ؛ والذي أكد لهم انهم يسيطرون على كل شي ؛ وكان حديثه كحديث الفريق مهدى بابو نمر ؛ رئيس الأركان حينها ؛ والذي قال لضباط الجيش في لقاء تنويري في منطقة الخرطوم بحري العسكرية قبل أيام من الانقلاب " ما في واحد يقدر يعمل انقلاب ونحن ( أي هيئة القيادة ) موجودين .. ونسى سعادته في غمرة انفعاله قول أهلنا البسطاء (حواء والده) " – السر احمد سعيد – السيف والطغاة – ص 166.
ولقد قال التجاني الطيب ؛ عضو سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ؛ فى محاولة خجولة للاعتراف بهذه الحقائق المرة ؛ وفى محاولة لتقليل أهميتها في نفس الوقت ؛ قال: " لقد رأى الحزب الشيوعي التخطيط العام للانقلاب ؛ ولكن لم يضع خطة مضادة تعتمد على الجماهير " – الجيش السوداني والسياسة – ص 264 . ولعمري فقد كانوا يعرفوا الخطة التفصيلية للانقلاب ؛ ولكنهم فضلوا بدلا من الاعتماد على الجماهير ؛ والتي نسوا دربها منذ زمن ؛ الاعتماد على أجهزة مخابرات خربة ومتهاوية ؛ وعلى حليفهم رئيس الوزراء الغرور المأبون ؛ فيا بئس الطالب والمطلوب .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: Abdel Aati)
|
هذه مساهمة من موقع "smc" أتفقنا أم أختلفنا حولها وهي عبارة عن تقرير عن أحداث 19 يوليو 1971م.
تقرير عن انقلاب 19 يوليو 1971م
* الجيش السوداني مؤسسة قائمة باقية لا سبيل إلى إلغائها أو تجاهل أثرها في الحياة السياسية * 19 يوليو ليست ثورة أو انتفاضة لكنها انقلاب عسكري * اللجنة المركزية لم تتحسب مخطط العدائية للسلطة بعد انقسام 1970م * كان يمكن منع اعتقال عبد الخالق محجوب بمواجهة السلطة أو إخفائه * التنظيم العسكري للحزب كان بدون برنامج عمل محدد أو أهداف واضحة مقدمة: دونما جنوح لتبرير القصور الذي نتج عنه تأخير صدور التقييم خلال الفترة التي أعقبت الانتفاضة – إبريل 1985م، وفقما كان مقراً في اللجنة المركزية، يفيد سرد الوقائع التالية: 01 في دوراتها الأولى عقب الانتفاضة، طرحت اللجنة المركزية واجب إنجاز تقييم 19 يوليو ضمن الواجبات ذات الأسبقية قبل انعقاد المؤتمر الخامس. 02 عقب الفراغ من احتفالات العيد الأربعين، شرعت السكرتارية في تجميع وتلخيص وصياغة ما تراكم من مواد وما نشر في أدبيات الحزب خلال سنوات القهر المايوي، وصاغت مسودة التقييم وأفردت لمناقشتها اجتماعات متتالية: 26/1/1989م و5/2/1989م، واكتمال التقييم في صيغته الحالية. 03 لإلقاء مزيد من الضوء على الشق العسكري وذيوله، كانت السكرتارية قد كونت لجنتين: لجنة من العسكريين المسرحين الذين شاركوا في 19 يوليو لتقييم كل الجوانب العملية العسكرية في فترة التحضير إلى نجاح الانقلاب ثم هزيمته، وتوسيع دائرة الاستماع لتقديرات كل المشاركين، واستكمال ما كتبه بعضهم من السجون ونشر كلياً أو جزئياً في أدبيات الحزب. ولجنة لتقصي الحقائق حول أحداث بيت الضيافة مواصلة لتجميع الشواهد والشهادات التي تعمدت السلطة المايوية التعتيم عليها. ولم تفلح أي من اللجنتين في إنجاز مهمتها حتى منتصف مارس 89 حسبما هو مثبت في محاضر السكرتارية. 04 في آخر دورة موسعة عقدتها اللجنة المركزية 13/4/1989م – قبل الانقلاب – أخطرت السكرتارية الدورة أنها أنجزت تقييم 19 يوليو، وتبقى أن تنجز كل لجنة من اللجنتين مهمتها، التي تضيف إضاءة للتقييم، لكنها لا تمس جوهره، وحثت الدورة أعضاء اللجنتين، وكان بعضهم مشاركاً في الدورة، الإسراع في إنجاز المهمة، وأن يقدم التقييم في الدورة القادمة. 04 قطع 30 يونيو الطريق. ولم تسمح الظروف بعده بعقد دورة مكتملة أو موسعة للجنة المركزية لمناقشة التقييم. لهذا استقر الرأي، بعد التشاور مع أعضاء ل.م المتواجدين، على أن يصدر التقييم كما أعدته السكرتارية في مارس 89. سكرتارية اللجنة المركزية الوضوح النظري والسياسي حول: ثورة، انتفاضة، حركة، انقلاب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: إسماعيل وراق)
|
(الحلقة الأولى) مقدمة: الوضوح السياسي حول الأزمة الثورية والثورة، ليس غائباً عنا، ولا غائبة عنا الفوارق وعناصر التداخل بين الثورة والانتفاضة والانقلاب. ولا نتحرج عن تسمية الأشياء بمسمياتها، ففي تجربة السودان ما يزيد منطلقاتنا النظرية والسياسية وضوحاً- من ثورة المهدي وانتفاضة ود حبوبة إلى الانتفاضة الشعبية العسكرية عام1924م إلى ثورة أكتوبر عام 1964م وإلى انقلاب مايو 1969م وحتى انتفاضة مارس/ أبريل 1985م.إن الجيش السوداني مؤسسة قائمة باقية لا سبيل إلى إلغائها أو تجاهل أثرها في الحياة السياسية والصراع على السلطة، ومن ثم الصراع السياسي بين القوى الاجتماعية والطبقية للتأثير على الجيش وكسبه لصفها، وامتداد هذا الصراع إلى الجيش نفسه مهما حاول رجاله ونظمه وضعه خارج دائرة الصراع أو فوقه، ورغم شعارات الحكام العسكريين التي تصف السلطة العسكرية بأنها لكل الشعب وغير منحازة لطبقة أو فئة، وعلى ضوء هذا الفهم يحدد حزبنا موقفه من كل انقلاب. فقد عارضنا انقلاب نوفمبر 1958م بوصفه انقلاباً رجعياً، وأيدنا وشاركنا في محاولات الانقلاب الأربع التي قام بها ضباط وصف وجنود وطنيون لإسقاط الفريق عبود في أول مارس 1959م وفي 22 مايو 1959م، ونوفمبر 1959م. فلماذا إذن تمسكنا بعناد بمصطلح "حركة" 19 يوليو التصحيحية التي وردت في بيان هاشم العطا، واستخدمنا مصطلح "انتفاضة" فيما بعد وأحياناً "ثورة"؟ كان ذلك نوعاً من الصمود المعاند أمام هجوم وضغط أنظمة البرجوازية الصغيرة العسكرية العربية ، والتي ناصبت حزبنا و 19 يوليو العداء الحاقد، واعتبرتنا مارقين وعملاء وسارقي ثورات لأننا تجرأنا على "ثورة مايو" وكان علينا أن ننصاع لشروط مايو فننصهر فيها، نسلمها مقودنا أو نوصم بالخيانة. كان لابد من تصفية الحساب في هذا الصدد.. أما وقد حسمت انتفاضة الشعب أمر مايو فإننا للذين قالوا أنها "ثورة تقدمية" أن يحصدوا حصيلتها وسجلها وثمارها ويحترموا حق شعب السودان في تقييم حكامه وحكوماتهم.19 يوليو ليست ثورة وليست انتفاضة. ولا نستخدم مصطلح "حركة" رغم شيوعية لأنه بلا مدلول سياسي اجتماعي فلا يعبر ولا يشرح. وليس صحيحاً ولا دقيقاً بالمعيار العلمي أن نسميها "انتفاضة"، لأن الانتفاضة ليست تحركاً عسكرياً أو انفجاراً جماهيرياً عابراً، ولا هي محصورة في دور ونشاط الطلائع – إنها وبرغم تعدد الأشكال تتسم بعمق واتساع طابعها الشعبي والعسكري وبالنهوض المتصاعد في حركة الجماهير واستعدادها للمقاومة في فترة الانعطاف الحاسم من تطوير الانتفاضة وغير ذلك من شروط ونجاح الانتفاضة أو العصيان المعلومة لكل ماركسي في حالة الانتصار والهزيمة.19 يوليو انقلاب عسكري، نظمته وبادرت بتنفيذه مجموعة وطنية ديمقراطية ذات وزن وتاريخ من الضباط والصف والجنود الذين ارتبطوا بالحركة الثورية السودانية وتأثروا بها وشاركوا في نشاطها بقناعة ووعي من قبل دخولهم صفوف الجيش، وواصلوا ارتباطهم بها طيلة فترة حياتهم العسكرية – بينهم أعضاء في الحزب الشيوعي، وبينهم ماركسيون دون التزام حزبي..هذا لا ينتقص أو يراجع تأييدنا ومساندتنا لانقلاب 19 يوليو، ونظل ندافع عن مآثرة وشعاراته وأهدافه الثورية في وجه مفكري البرجوازية الصغيرة والرجعية وأعداء الثورة السودانية. ففشل الانقلاب لا ينسخ جوهره الثوري.. جاء في دورة نوفمبر 1971م في سياق الحديث عن مغزى 19 يوليو أنها خرجت عن الإطار التقليدي للانقلاب العسكري حين حددت أن سلطة الجبهة الوطنية الديمقراطية هي أساس الحكم في كل المستويات في البلاد وأن تنظيم الضباط الأحرار هو واحد من تنظيمات الجبهة، وحين ألغت القوانين المقيدة للحريات وصفت أجهزة الإرهاب والتجسس وأعلنت راية حكم القانون واستقلال القضاء وحددت معالم الممارسة الديمقراطية كحقوق سياسية وكنظام للحكم. إن هزيمة الانقلاب لا تنسخ ضرورة تقييم الأسباب التي أدت إلى هزيمته والخسائر التي لحقت بالحركة الثورية، واستخلاص دروس التجربة لمصلحة تطور الثورة الوطنية الديمقراطية، لمصلحة تنظيم وتوحيد قواها الاجتماعية المتحالفة في جبهة وطنية ديمقراطية ومن بينها الوطنيون والديمقراطيون من الجنود والصف والضباط في الجيش وبقية القوات النظامية.تقييمنا لأي انقلاب عسكري لا ينحصر في الشعارات والأهداف المألوفة التي يعلنها البيان رقم واحد، بل يتعداها إلى الظروف السياسية التي وقع فيها الانقلاب والمصالح الطبقية التي يخدمها والتكوين الطبقي والفكري والسياسي لقادته. وفي كل الحالات نضع في اعتبارنا طبيعية المؤسسة العسكرية والفرز الاجتماعي والسياسي وسط الضباط والصف والجنود، وبهذا الفهم كان موقفنا المعارض لانقلاب 17 نوفمبر، وتأييدنا ومشاركتنا في انقلاب أول مارس والرابع من مارس 59 ومحاولات الانقلاب في مايو ونوفمبر 59 وبالفهم ذاته كان موقفنا من انقلاب 25 مايو 69 وموقفنا من انقلاب 19 يوليو 71.وفي أدبيات حزبنا منذ الخمسينات ما يستجلي القضايا النظرية والسياسية حول الفارق بين دور القوى الوطنية الديمقراطية داخل الجيش في دعم ومساندة وحماية ظهر الحركة الجماهيرية في مسار تطور الثورة الاجتماعية. وبين الفكر الانقلابي بوصفه التكتيك الذي يخدم مصالح البرجوازية والبرجوازية الصغيرة في تطور ومنعطفات الثورة. وفي أدبيات حزبنا أيضاً السجل الكامل للصراع الفكري داخل ووسط الحركة الجماهيرية بين الفكر الشيوعي وفكر البرجوازية الصغيرة الديمقراطية حول الدور الحاسم للحركة الجماهيرية مهما كان وزن العسكريين وثوريتهم، وحول توازن القوى في لحظة سياسية بعينها، وحول استقلال حركة الجماهير والحزب الشيوعي وحركة الطبقة العاملة، وحول الديمقراطية كحقوق أساسية وحريات ديمقراطية وعلاقات إنتاج في ظل أي حكومة وطنية ديمقراطية.الوضوح النظري والسياسي لابد منه، لتصحيح وتدقيق ما تستخدمه من المصطلحات ومدلولها السياسي، كمدخل للتقييم العلمي الصارم والناقد لتجارب الحركة الثورية ومواقف حزبنا.انقلاب 16 نوفمبر 1970م وما بعده…وقع انقلاب 16 نوفمبر بعد حادثين هامين في مسار صراع الحزب ضد سلطة مايو، وانعكاس ذلك الصراع داخل صفوف الحزب.. وكان الانقلاب وتوقيته نتاجاً منطقياً للحدثين.الحديث الأول، المؤتمر التداولي لكادر الحزب في أغسطس 1970م، وتوحد أغلبية الكادر حول استقلال الحزب وخطة الثوري وإنزال الهزيمة السياسية والفكرية بمجموعة التيار اليميني التصفوي.الحدث الثاني، انقسام مجموعة التيار التصفوي في سبتمبر 1970م، أعدت سكرتارية اللجنة المركزية محاضرة توجز قضايا هذين الحدثين وأصبحت مادة في مقر التعليم الحزبي.كما أعدت السكرتارية وثيقة مستقاة من دورات اللجنة المركزية وأدبيات الحزب، تعرض تطور تكتيكات الحزب بعد المؤتمر الرابع 1967م، ودورة اللجنة المركزية في مارس 1969م وفتح الصراع ضد العقلية الانقلابية، واجتماع المكتب السياسي في مايو 69 ورفض ومعارضة فكرة الانقلاب، والخطاب الداخلي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية مساء 25 مايو 69، وما أعقبه من انفجار للصراع داخل الحزب، وتطور الصراع الفكري إلى أزمة نزاع حادة، حتى انعقاد المؤتمر التداولي والانقسام.المحاضرة والوثيقة في متناول أعضاء الحزب ومرشحيه كمقدمة ضرورية لتقييم 19 يوليو، بما أن السلطة كانت طرفاً فاعلاً في الانقسام – تخطيطاً وتنفيذاً- كان علينا أن نتحسب وبيقظة كاملة للخطوة العدائية التي تليه، فالمجموعة التصفوية خرجت من الحزب مهزومة، ضعيفة، معزولة عن حركة الجماهير وتنظيماتها الديمقراطية والنقابية،وبقى الحزب الشيوعي متماسكاً باستقلاليته وخطه الثوري، وموقفه المبدئي من قضية التحالفات و شعارات الثورة الوطنية الديمقراطية ورفضه القاطع أن يصفى كيانه المستقل في تنظيم سياسي واحد، أو أن يصبح بوقاً للسلطة.الانقسام أدى دوره المرسوم سلفاً في إضعاف الحزب وتبديد طاقته، وتشتيت جهده، وشل حركته وسط الجماهير بالصراعات والنزاعات الداخلية، لكنه فشل فشلاً ماحقاً في تصفية الحزب وتسليم مقوده كمِّاً سائباً للسلطة.ورغم أن اللجنة المركزية قد عالجت هذه المخاطر في أول دورة لها بعد الانقسام – دورة أكتوبر 1970 – إلا أنها لم تفضح دور السلطة في الانقسام كخطوة عدائية موجهة ضد الحزب وتعبير عن موقف متكامل ضد الحزب، ومن ثم لم تتحسب للخطوة العدائية التي تليه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: إسماعيل وراق)
|
نتابع
جاء في ص5 من دورة أكتوبر 1970م:" يجب ألاّ ندفن رؤوسنا في الرمال، بل علينا أن ندرك أن هناك دوائر عدة محلية وأجنبية ترغب في إحداث انقسام في الحزب الشيوعي مهما كان وزنه، ونحن نواجه الآن انقساماً منظماً ومدبراً بين صفوف الحزب…" وجاء أيضاً " إن نؤمن تنظيمات حزبنا نفسها، ففي مثل هذه الظروف تلجأ العناصر المنقسمة للاستفزاز ولاستعداء جزء من السلطة ضد الحزب و كادره ، كما هو ظاهر في الخطاب الذي أعلن به الانقسام رسمياً.." وكما يدل على ذلك نشاط بعض موظفي الأمن القومي تأييداً للانقسام.وطرحت اللجنة المركزية برنامج للنشاط السياسي المستقل للحزب والحركة الجماهيرية، وفي الجبهة الاقتصادية وفي ميدان العمل الفكري والدعائي، والارتقاء بدور وقدرات منظمات الجماهير: " إننا في حاجلة للقيام بحملة تنظيمية بين جميع هذه القطاعات الجماهيرية التي يقع على أكتافها عبء النضال الوطني الديمقراطي قصد تحسين أوضاعها وتهيئتها بالفعل لتكون دعامة من دعائم الجبهة الوطنية الديمقراطية في البلاد".وكان هذا البرنامج، في جوهره وفي مقصده، تصعيداً للصراع الفكري والسياسي والعملي ضد توجهات السلطة لفرض وصايتها على الحركة الجماهيرية وسلبها استقلالها. كما كان، دعماً سياسياً وشعبياً للصراع الذي يخوضه العسكريون الديمقراطيون داخل القوات المسلحة، والتفافهم حول مجموعة هاشم وبابكر وفاروق في مجلس الثورة، وما كان للحزب أن يتجاهل حقيقة وحجم هذا الصراع أو يقلل منه، ولهذا طرحت اللجنة المركزية في نفس الدورة برنامج عمل لتنفيذ الشعارات الديمقراطية – فالصراع لم يكن محصوراً في الشارع فقط أو بين الشارع والسلطة، بل كان ممتداً داخل السلطة وفي قمتها – مجلس الثورة – وفي القوات المسلحة ومرافق جهاز الدولة. وكان طرح هذا البرنامج لتنفيذ شعارات الديمقراطية من خلال العمل المشترك، هو الحل العملي لفضخ توجهات السلطة لإجهاض تلك الشعارات، واستخدامها للتضليل فقط.شمل برنامج العمل تنفيذ الخطة الخمسية وتوسيع رقابة العاملين على الإنتاج وإشراكهم في إدارته، كما شمل ضرورة اختيار قيادات مخلصة وذات كفاءة لإدارة مؤسسات القطاع العام بعد التأميم، وعقد مؤتمرات اقتصادية جماهيرية للتوصل إلى حلول لارتفاع تكاليف المعيشة وتنفيذ إصلاح إداري في مناطق القطاع التقليدي وتحرير المزارعين من قبضة تجار "الشيل" ونفوذ شبه الإقطاع الطائفي القبلي.من حيث التوجه العام ومسار الصراع السياسي في مجمله، كان ما طرحته اللجنة المركزية سليماً وفيه كثير من المرونة لتوحيد أوسع جبهة سياسية خلف الشعارات الوطنية الديمقراطية لمحاصرة القوى اليمينية داخل مجلس الثورة وأجهزة السلطة، ولدعم الصراع الذي تقوده مجموعات الضباط والصف والجنود الديمقراطيين داخل القوات المسلحة وداخل مجلس الثورة بواسطة هاشم وبابكر وفاروق، ومن جانب آخر كان برنامج العمل الذي طرحته اللجنة المركزية بمثابة خط التمايز الإيديولوجي الواضح بين موقف الحزب من طبيعة السلطة، ومن الدور المستقل للحزب والحركة الجماهيرية في النضال الثوري خلف الشعارات الوطنية الديمقراطية في صراع ضد توجهات السلطة لإفراغ تلك الشعارات من محتواها، وبين موقف المجموعة التصفوية والمنشقة التي أرادت أن تضع الحزب والحركة الجماهيرية في موضع التابع الذليل للسلطة، وتبرير تراجعها وانقلابها على الشعارات الثورية ، وفرض وصايتها وانفرادها ودكتاتوريتها.لكن اللجنة المركزية لم تضع في اعتبارها أن السلطة تعادي كل توجه مستقل للحركة الجماهيرية، وتعادي الحزب الشيوعي وترفض استقلاله، وتواصل تنفيذ عدائها بخطوات محددة ومحسوبة توجتها بالانقسام، وتتآمر لتنفيذ خطوات أخرى متى ما سنحت لها الفرصة. لهذا لم يكن لها استعداداً أو رغبة في عمل مشترك يكون الحزب فيه طرفاً مستقلاً وفي غمار حركة جماهيرية حريصة على استقلال تنظيماتها، فالسلطة ومنذ يومها الأول ما كانت تقبل التأييد من موقع حزبي مستقل، يضاف إلى ما تقدم أن اللجنة المركزية لم تسارع بعد حدوث الانقسام، إلى مخاطبة الجماهير – وفق تقاليد الحزب وعلاقته بالحركة الجماهيرية – لتوضيح قضايا الصراع وأهداف الانقسام وكشف قادته بالاسم كما حدث في انقسام 1952م وانقسام 1964م، وكان لمثل هذه الخطوة أهمية في الوزارات ومواقع السلطة وبعض التنظيمات الجماهيرية كاتحاد العمال واتحاد المزارعين والحركة النسائية، كان مثل هذا التوضيح ضرورياً كيما تتعرف قطاعات أوسع من الجماهير على دور السلطة في الانقسام، وأهدافها ومراميها من ورائه، تتعرف على حقيقة موقف الحزب الشيوعي وتمايزه عن مواقف السلطة ومواقف المجموعة اليمنية المنشقة. هكذا لم تتحسب اللجنة المركزية بالقدر الكافي – وبصفة خاصة على مستوى الحركة الجماهيرية – للخطوات العدائية التي ستتخذها السلطة بعد خطوة الانقسام، ولم تطرح للمناقشة والتقدير الدقيق قدرات ومستقبل ونتائج صراع القوى الديمقراطية في مجلس الثورة وداخل القوات المسلحة.لم تتأخر في اتخاذها خطوتها العدائية – بتحريض وإلحاح من المجموعة المنشقة ودعم وتشجيع السادات والقذافي – قبادرت بالانقلاب 16 نوفمبر 1970م، إبعاد المجموعة الديمقراطية من مجلس الثورة هاشم العطا وبابكر النور وفاروق حمد الله، تسريح عدد من الضباط الديمقراطيين من القوات المسلحة، اعتقال عبد الخالق وعز الدين، شن حملة إعلامية متهالكة ضد الحزب الشيوعي والحركة الديمقراطية الجماهيرية، مع تكرار الإدعاء الكاذب أن السلطة تواصل نهجها الثوري وخيارها الاشتراكي وخطها التقدمي.البيان الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية مساء يوم الانقلاب كان سليماً في وجهته العامة من حيث طبيعية الانقلاب وتوجهاته وأهدافه، وكونه تتويجاً لخطوات محسوبة في منهج السلطة لفرض وصايتها على الحركة الجماهيرية، وموقفها المعادي للحزب الشيوعي واستقلاله، وإصرارها على استخدامه كواجهة، وإفراغها لشعارات الثورة الديمقراطية من محتواها. وكان البيان واضحاً وقاطعاً في تأكيد بقاء الحزب وتأييد التمسك بشعارات وأهداف الثورة الوطنية الديمقراطية، وتأكيد الدفاع عن عبد الخالق محجوب قائداً ومناضلاً للحزب، واستطاعت اللجنة المركزية أن توحد مجموعة الحزب في موقف امتاز بقدر عال من الشجاعة والاستعداد لمواجهة السلطة، التي كانت تتوهم أنها بمساعدة المجموعة اليمينية المنشقة ستقضي على الحزب بعد اعتقال عبد الخالق. برغم ذلك شابت عملنا القيادي في تلك الفترة بعض مظاهر القصور والغموض، تركت آثارها السلبية على تطور الحركة الجماهيرية، وعلى وضوح مواقف الحزب وسطها في الفترة اللاحقة. صحيح أن اللجنة المركزية تجاوزت بعض مواطن القصور، وأزالت بعض الغموض في وثائق دوراتها اللاحقة، لكن الآثار السلبية ظلت باقية. ويمكن حصر أوجه القصور والغموض في الموقف والقضايا التالية:
أولاً: لم نمنع اعتقال عبد الخالق وبكل السبل، وقد كان ذلك ممكناً في تلك الظروف سياسياً وجماهيرياً ولو أدى ذلك إلى مواجهة مع السلطة، فضلاً عن إمكانية إخفائه. فنوايا السلطة لتعطيل دوره القيادي معروفة لدينا منذ اعتقاله الأول في أبريل 70، سواء بتوجيه ضربات للحزب في شخص عبد الخالق، أو تصفية دوره السياسي والفكري أو تصفيته جسدياً. كان منع اعتقال عبد الخالق في ذلك اليوم على الأقل ضرورياً ولازماً، حيث كانت اللجنة المركزية ستعقد اجتماعاً خاصاً ذلك المساء وصدر بيان بموقف الحزب من ميثاق طرابلس والاتحاد الثلاثي وتوزيع البيان للجماهير، وما يترتب على ذلك من خطوات عملية بالنسبة للحزب والحركة الجماهيرية.
ثانياً: رغم التقييم السليم الذي توصلت إليه اللجنة المركزية لطبيعة الانقلاب وأهدافه، إلا أن البيان لم يوضح للجماهير أن الانقلاب حسم الصراع داخل مجلس الثورة والقوات المسلحة لمصلحة شريحة القوميين العرب وتنظيمها العسكري – أحرار مايو – وهي أضعف مجموعة عسكرية سياسية في القوات المسلحة رغم سيطرتها على المواقع الأساسية في السلطة وفي قيادة الجيش، وان الانقلاب وضعف شريحة القوميين العرب، فتح الطريق أمام جعفر نميري للانفراد بالسلطة استناداً إلى دعم العناصر العسكرية المحافظة التي التفت حوله منذ البداية بدعوى أنه شخصية قومية لا تنتمي للشيوعيين أو القوميين العرب، وأنه يمثل استقلال الجيش.
ثالثاً: طالب البيان بإلغاء الإجراءات التي تمخض عنها الانقلاب مثل إبعاد هاشم العطا وبابكر النور وفاروق وغيرهم، ومع سلامة المطلب ومنطقيته من الناحية السياسية العامة، لكنه من الناحية العملية لم يكن واقعياً، لأنه يفترض إلغاء الانقلاب نفسه، كموقف متكامل لقوى اجتماعية ذات مصالح ومخطط ومنهج، وكبرنامج سياسي اجتماعي لفئات البرجوازية الصغيرة العسكرية والمدنية وتطلعاتها الرأسمالية – أو ما نطلق عليها مصطلح الطبقة الجديدة – لفرض سيادتها السياسية والاقتصادية بواسطة مواقع السلطة وجهاز الدولة والقطاع العام للتراكم الرأسمالي، واستخدام شعارات الاشتراكية والتغيير الاجتماعي والحسم الثوري والشرعية الثورية كغطاء أيديولوجي لتزييف وتغبيش وعي الجماهير. ومن جانب آخر، ترك هذا المطلب ظلالاً من أمل غير مؤسس وكأنما التحالف مع السلطة بأي مستوى ممكن بعد الانقلاب، وكأن السلطة يمكن أن تواصل التزامها بشعارات وأهداف الثورة الديمقراطية، لم يرتق البيان لمستوى الوضوح القاطع بطبيعة السلطة وأكاذبيها أنها ملتزمة بأهداف الثورة الديمقراطية الاشتراكية وأنها حريصة على وحدة وتحالف القوى الثورية وأن عبد الخالق وعز الدين وأعضاء مجلس الثورة الثلاثة ومجموعة الضباط المسرحين كانوا يعوقون تطور الثورة.
رابعاً: ماعاد برنامج العمل الذي طرحته دورة ل.م في أكتوبر 70 ملائماً لظروف ما بعد الانقلاب – كان لابد من برنامج عمل جديد يتمشى والوضع السياسي الجديد. فلم تبادر اللجنة المركزية باتخاذ قرار واضح بإلغاء البرنامج أو تعديله أو صياغة برنامج عمل جديد. إذ كيف نتوقع من السلطة بعد الانقلاب أن تنفذ الخطة الخمسية مثلاً ن وتنفذ إصلاحاً زراعياً جذرياً وإصلاحياً إدارياً ديمقراطياً في الريف التقليدي، أو تنفذ إصلاحات ديمقراطية في القطاع العام.. أما في جانب الحركة الجماهيرية، فقد طرحت ثورة أكتوبر واجب تعبئة وتنشيط الحركة الجماهيرية ودور الحزب وسطها في وجهته: " إننا في حوجة للقيام بحملة تنظيمية واسعة بين جميع هذه القطاعات الجماهيرية التي يقع على أكتافها عبء النضال الوطني الديمقراطي في البلاد" هذا الواجب يظل كما هو من حيث الجوهر قبل الانقلاب وبعده، لكن الإطار الذي يطرح فيه بعد الانقلاب لابد أن يتغير ويتخذ شكلاً جديداً، لأن الانقلاب كان يستهدف على وجه التحديد قطع طريق الحركة الجماهيرية والحزب الشيوعي نحو توحيد القوى الوطنية الديمقراطية ويستهدف تصفية النضال الوطني الديمقراطي.
خامساً: لم تتوقف اللجنة المركزية عند الشق العسكري للانقلاب بحثاً عن الإجابة للسؤال المشروع، لماذا تم الانقلاب بتلك السهولة وكأنه إجراء إداري عادي؟ لماذا غفلت القوى الديمقراطية في مجلس الثورة وبين القوات المسلحة عن مقدماته وإرهاصاته، وما الذي حال دون تجميع قواها وتصديها له أو مجرد التحسب لوقوعه؟ فالشواهد كلها تشير إلى أن السلطة قد واجهت موقفاً صعباً ودقيقاً داخل الجيش، أجبرها أن ترفع حالة الاستعداد لدرجتها القصوى ولأكثر من أربعة أسابيع متتالية، مع أنها هي التي دبرت الانقلاب!
سادساً: البحث عن الإجابة على ذلك السؤال المشروع، كأن يقدم ضمناً إجابة لتقديرات الوضع داخل الجيش قبل الانقلاب وبعده، ففي ظل أي سلطة عسكرية لا يستقيم أو يكتمل العلم السياسي دون المتابعة الدقيقة للوضع في الجيش، لأنه السند الرئيسي لتكل السلطة مهما تعددت واجهاتها المدنية والسياسية أو اتسعت قاعدتها الشعبية . ومن جانب آخر ، كان الصراع السياسي داخل الجيش في تلك الفترة يدور بخطى ووتائر أسرع من الصراع في الشارع – بدليل الانقلاب نفسه. فهاشم العطا وبابكر النور وفاروق ما كانوا يمثلون أنفسهم ولم يصلوا لمجلس الثورة كشخصيات عسكرية صرفة ذات وزن مهني لدى بقية الرتب. كان فاروق المنظم والمنسق لانقلاب 25 مايو، وكان دوره فيه أكبر من دور جعفر نميري، وكان مع هاشم العطا وبابكر يمثل قوى سياسية ديمقراطية وسط الضباط والصف والجنود لها جذورها وتاريخها السياسي – العسكري في الجيش ، وفي توجهات التحالف مع الحركة الديمقراطية الجماهيرية. وهي قوى كانت لها تحفظاتها واعتراضاتها على انقلاب مايو قبل وبعد وقوعه، كانت لها تحفظاتها واعتراضها على سياسات ومواقف مجلس الثورة العسكرية والسياسية . وللحقيقة والتاريخ ما كانت العناصر الشيوعية الحزبية وسط تلك القوى قليلة العدد – كانت قوى واسعة من ضباط وجنود وصف تميزت طوال تاريخها بالحس الوطني والتوجه الديمقراطي، والتجاوب الصادق العميق بطموحات الجماهير في التغيير الاجتماعي وتجديد الحياة.ما كان كافياً أن تلك القوى متفقة في العموميات مع تحليل وموقف الحزب الشيوعي من الانقلاب، كان عليناً ان نتعرف على تقديراتها للوضع داخل الجيش، وعلى تصوراتها لمسار الصراع ومستقبله، وعلى تكتيكاتها ومقترحاتها لمواصلة الصراع وبالتعرف على تقديرات هذه القوى، كنا وبالضرورة سنتعرف على مواقف القوى السياسية – العسكرية الأخرى والتي كانت بشكل عام تتجمع أو تعبّر عن موقفها من خلال التنظيمات والجماعات التالية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: إسماعيل وراق)
|
القوميون العرب: نظموا أنفسهم في تنظيم (أحرار مايو) الذي ضم قوميين عرب ملتزمين بالتجربة الناصرية أو متأثرين بها، إلى جانب شتات غير متجانس من القريبى الصلة بأعضاء مجلس الثورة، وكان هذا التنظيم يسيطر فعلياً على المواقع الأساسية في الجيش، لكنه في الوقت نفسه مخترقاً من جانب كل التنظيمات العسكرية السياسية.
تنظيمات القوى اليمينية: رغم انحسار نشاطها في الأشهر الأولى بعد انقلاب 25 مايو وتطهير كبار القادة التقليدين، استطاعت التنظيمات الأربعة أن تحافظ على هياكلها وعضويتها – مع تفاوت مستوى شكلها التنظيمي، وأسلوب عملها. وقد استفادت هذه التنظيمات من الطبيعة المحافظة للجيش، كما استفادت من إعلان ولاء خاص لجعفر نميري بدعوى أنه غير منتم حزبياً، وأنها لا تعارض الثورة، ولكنها تعارض زج القوات المسلحة في صراعات القوميين العرب والشيوعيين كانت تضاعف نشاطها وضغطها عقب كل خطاب يلقيه نميري يهاجم فيه الأحزاب والحزبية والذين يريدون احتكار الثورة. وتتعاطف بدرجات متفاوتة مع ما تنادي به تلك الأحزاب من أنها لا تعارض الثورة لكنها تعارض وجود ونفوذ الشيوعيين لكنها كانت لها طموحاتها الخاصة بها في الصراع العسكري السياسي داخل القوات المسلحة، وفي الصراع حول السلطة.القوى العسكرية الغالبة عدداً ووزناً، وذات الروح والتوجه العسكري المهني، ظلت على موقفها في الترحيب بتحدث الجيش ورفع كفاءته، والخروج من الأطر التقليدية. فأبدت حماساً فائقاً لبرنامج وشعارات الإصلاح العسكري الذي أعلنه مجلس الثورة. لكنها أصيبت بخيبة أمل من تركيبة المجلس ومن القيادات التي فرضها المجلس ، ومن تمييز بعض وحدات الجيش على بعضها – كالمدرعات والمظلات. ولم تنتظم هذه القوى في تنظيم بعينه، لكنها كانت ذات أثر ونفوذ في تكوين الرأي العام والمزاج داخل الجيش، خاصة مزاج التذمر السلبي وعدم الاقتناع.
التنظيمات الإقليمية: رحبت بالانقلاب ترحيباً حاراً في الأشهر الأولى بعد مايو وإعلان 9 يونيو لحل مشكلة الجنوب، وإعلان محاربة العطش، وحملات تطوير المناطق المختلفة، وأن الأقاليم لن تحكم وتدار من الخرطوم، والحملات الدعائية الديماجوجية عن تصفية الطائفية والقبلية والحزبية والعنصرية، وبرنامج "طواف الثورة على الأقاليم" ومهرجانات الخطابة التي وعدت بكل شئ ولم تنجز وعداً. تعاملت هذه التنظيمات مع السلطة بعقلية إقليمية ريفية صارمة، تقيس نصيبها بمعيار ما ناله أفرادها من مناصب ورتب في الجيش وأجهزة الدولة، وما أنجزت السلطة من وعود لتغيير وتجديد حياة أهلها في مناطقها ورفع الظلم والغبن عنهم، وبهذا المعيار أخذ حماسها ينحسر ويفتر.
القوات المتواجدة في الجنوب: على اختلاف مواقفها السياسية، والانتماء السياسي أو عدمه، إضافة إلى ما هو سائد ومعروف من تظلمات وشكاوى القوات المتواجدة في الجنوب كان لتلك القوات في تلك الفترة تحفظاتها وتقديراتها الخاصة للتناقض والتباين بين السياسة المعلنة في بيان 9 يونيو وبين واقع الحال سياسياً وعسكرياً، والعديد من التساؤلات حول كيفية الوصول لتحقيق أهداف البيان.مجموعة الضباط التي شملها التطهير، ومن مختلف الرتب، واستمرار علاقاتها بالتنظيمات وجماعات داخل القوات المسلحة وارتباط بعضها بالأحزاب السياسية والبعض الآخر بالتحضير لعمليات انقلابية.انقلاب 16 نوفمبر كان نتاجاً لصراعات سياسية عسكرية ساهمت فيها بهذا القدر أو ذاك هذه القوى من تنظيمات وجماعات عسكرية على اختلاف أهدافها القريبة والبعيدة، وقد اشتدت حدة الصراع بعد الانقلاب.أخطر مواطن القصور في عملنا القيادي في تلك الفترة، أننا تابعنا الصورة العامة للوضع داخل الجيش دون التقدير الدقيق للنتائج المتوقعة أو المحتملة لصراعات القوى المحتدمة في داخله في ظل سلطة عسكرية انقلابية، وتنظيمات عسكرية انقلابية. لم تنجز ذلك التقدير الدقيق. ولم نطلبه من الشيوعيين وسط القوى الديمقراطية العسكرية ولم يبادروا به من جانبهم في تلك الفترة التي كانت بمثابة انعطاف حاد في مسار الصراع العسكري وفي مسار الحركة الجماهيرية. نتج عن تلك القصور أننا لم نضع الشيوعيين وسط القوى الديمقراطية العسكرية – تنظيم الضباط الأحرار- أمام مسؤولياته استناداً إلى تقديرات مع الديمقراطيين للوضع في الجيش بعد الانقلاب، ومقترحاتهم لوجهة وواجبات نشاطهم في الظروف الجديدة مع الاعتبار اللازم الكافي لخصوصية مجالهم والقدر المطلوب من الاستقلالية، ومن ثم صياغة برنامج عمل محدد للنشاط داخل الجيش مكملاً وخاضعاً لتطور الحركة الجماهيرية. نتج عن ذلك القصور أن سار نشاط التنظيم العسكري داخل الجيش في وجهة عامة مع خط الحزب، دون برنامج عمل محدد وأهداف واضحة محكومة بمسؤولية وقيادة الحزب.هذه مسؤوليتنا في قيادة الحزب وليست مسؤولية العسكريين الشيوعيين والديمقراطيين، ولا نسعى لتبريرها أو طمس معالمها، بأن الحزب في تلك الفترة كان يواجه أسبقيات إعادة تنظيم صفوفه واستجلاء وتوضيح القضايا السياسية، وتصفية الانقسام وتعبئة الحركة الجماهيرية أو أن ضرورة وتقاليد السرية في التعامل مع التنظيم العسكري جعلت قيادة الحزب تكتفي فقط بما يصلها من معلومات أشبه بالتنوير العام، أو بحقيقة أن العديد من العسكريين الديمقراطيين، بمن في ذلك الشيوعيين بدءوا يتحفظون في التعامل مع قيادات الحزب بعد أن تكشفت لهم المعلومات والأسرار الحزبية التي كانت تنقلها المجموعة المنقسمة لنميري وجهاز الأمن القومي.فوق هذا وذاك، لا نسعى للتبرير أو التنصل من مسؤوليتنا، بحقيقة أن الحزب لم يطرح لا في تلك اللحظات أو في بقية الفترة فكرة أو شعار التحضير لانقلاب عسكري، فالتقدير الدقيق للوضع داخل الجيش كان ضرورة سياسية لا يستقيم أو يكتمل بدونه تقدير الوضع السياسي العام، وطرح مهام سليمة للحركة الجماهيرية.
سابعاً: أجازت اللجنة المركزية في اجتماعها مساء 16 نوفمبر، قراراً بعقد مؤتمر شعبي يضم كافة القوى السياسية والنقابية التي تعارض الانقلاب. وكانت حملة الاحتجاج والرفض للانقلاب واسعة ونشطة ومستعدة لمزيد من المواجهة، وكانت تسندها حركة تضامن عالمي ذات وزن وتأثير – رغم تحفظات بعض الأحزاب الشيوعية الكبرى وبعض أوساط القوى التقدمية العربية على موقف الحزب الشيوعي من انقلاب 25 مايو، ووصف تكتيكات الحزب بأنها جامدة أو يابسة.لم تتابع اللجنة المركزية تنفيذ هذا الواجب بمثابرة وإصرار، ولم تحسم أساليب المماطلة التي لجأت إليها العناصر الانقسامية والعناصر الانتهازية في قيادة اتحاد العمال وقيادة بعض النقابات، فعقد ذلك المؤتمر كما تصورته اللجنة المركزية كان بمثابة منبر تتوحد حوله الحركة الجماهيرية للتصدي لهجوم السلطة، بدل التراجع غير المنتظم.وفي هذا الصدد، كان البيان الذي أصدره تنظيم الضباط الأحرار إيجابياً من حيث تأكيد وجود التنظيم رغم الانقلاب، ومن حيث التعبير عن وجود معارضة عسكرية للانقلاب. لكنه من جانب آخر، كان يعبر عن سير العسكريين في وجهة موازية، فالحركة الجماهيرية والقوى الديمقراطية داخل الجيش كانت أحوج ما تكون لبيان يصدر من هاشم العطا وبابكر النور وفاروق يوضح قضايا الصراع وتطورها، والأسباب الحقيقية للانقلاب، وكشف كل الحقائق للشعب والجيش. وقد ظل هذا الاقتراح مطروحاً منذ اليوم الأول للانقلاب وبعد رفع الاعتقال المنزلي عن ثلاثتهم.انقلاب 16 نوفمبر كان نتاجاً لصراعات سياسية عسكرية ساهمت فيها بهذا القدر أو ذاك هذه القوى من تنظيمات وجماعات عسكرية على اختلاف أهدافها القريبة والبعيدة. وقد اشتدت حدة الصراع بعد الانقلاب.أخطر مواطن القصور في عملنا القيادي في تلك الفترة، أننا تابعنا ملامح الصورة العامة للوضع داخل الجيش دون التقدير الدقيق للنتائج المتوقعة أو المحتملة لصراعات القوى المحتدمة في داخله في ظل سلطة عسكرية انقلابية، وتنظيمات عسكرية انقلابية. لم ننجز ذلك التقدير الدقيق. ولم نطلبه من الشيوعيين وسط القوى الديمقراطية العسكرية، ولم يبادروا به من جانبهم في تلك الفترة التي كانت بمثابة انعطاف حاد في مسار الصراع العسكري وفي مسار الحركة الجماهيرية خلال الفترة الممتدة من نوفمبر 70 وحتى يونيو71، تمت أربعة لقاءات مع العسكريين الشيوعيين شارك فيها من قيادة الحزب الشفيع وشكاك ونقد، وشارك فيها من جانب العسكريين هاشم العطا وبابكر في ثلاثة لقاءات ومحجوب إبراهيم في لقاءين ومحمد محجوب في آخر لقاء. تناولت المناقشة في اللقاء الأول في يناير موقف الحزب من الانقلاب والتقديرات العامة للوضع السياسي، وطرح بابكر أنهم يواجهون ضغطاً من الضباط الديمقراطيين لتنظيم عملية عسكرية متكاملة للإطاحة بالسلطة، وأنهم يواصلون مناقشة أولئك الضباط عن ضرورة الارتباط أكثر بالحركة الجماهيرية وتجميع أوسع قوى ممكنة داخل الجيش. ووعد بتقديم تقديراتهم لتطورات الوضع العسكري بداخل الجيش لقيادة الحزب. ثم تعرضت المناقشة للوضع داخل مجلس الثورة وضعف مجموعة القوميين العرب في مواجهة نميري دع عنك عزله، وعن ضعف القيادات الموالية لهم في وحدات الجيش، ولم تتطرق المناقشة لوضع التنظيم العسكري وبرنامج نشاطه. وتم اللقاء الثاني في مارس عقب الأزمة السياسية التي نشأت عن خطاب نميري في 12 فبراير ودعوته لتحطيم الحزب الشيوعي، وانحصرت المناقشة في تقديراتهم وتقديرات العديد من الضباط عن الخطر على حياة عبد الخالق بعد خطاب نميري، وعن اتساع نشاط المجموعات اليمينية داخل الجيش تحت مظلة خطاب نميري، وعن أزمة القيادة العامة وضعفها في مواجهة الوضع العسكري، وعن فقدان ثقة العسكريين فيها أو احترامهم لها لكثرة وعودها وضعف إنجازها، وان الأزمة ليست جديدة وظلت مكان مناقشة المجلس قبل إبعادهم، لكن الحقائق كانت تشوه والقرارات تصدر من خارج المجلس. كما تعرضت المناقشة للسؤال: هي يبقى جوزيف قرنق في الوزارة أم يستقيل؟ – حيث كان الوزير الشيوعي الوحيد في الحكومة. وكان جوزيف نفسه قد تقدم باقتراح الاستقالة منذ اليوم الأول للانقلاب – لكن اللجنة المركزية لم توافق، (فالسلطة هي التي عينته، ولا داعي لمساعدتها بتقديم الاستقالة). وتم الاجتماع الثالث في أبريل، وشملت المناقشة تطورات الوضع السياسي، ورسالة من عبد الخالق عن خطورة المحاولة التي قام بها محجوب إبراهيم للاتصال به في معتقله، واستفسار عما يقصده نميري في خطابه بالمؤامرة التي تحاك ضد السلطة، وضرورة معرفة القوى العسكرية التي يقصدها. كما تطرقت المناقشة للإشاعات عن احتمال تحركات وتمرد وانقلاب، والمشاكل والأزمات داخل مجلس الثورة، والمعلومات عن نشاط المجموعات التي ارتبطت بنميري وبدأت تتخطى القيادة العامة والقيادات المباشرة في الاتصال به والتنسيق معه، والمعلومات والإشاعات عن إمكانات انقلاب تحضر له القوى اليمينية، وأخيراً السؤال المحدد عما إذا كانت القوى الديمقراطية تحضر لانقلاب فنفوا ذلك، ولم يطرحوا تصريحاً وتلميحاً ما يشير إلى أنهم يحضرون لانقلاب أو يطلبون رأي الحزب في التحضير لانقلاب. وأخيراً أحيطوا علماً بأن الحزب يواصل خطواته لتهريب عبد الخالق، عندما أثاروا مرة أخرى خطورة ترك عبد الخالق تحت رحمة نميري، مع تأكيد أن هذه مهمة يتولاها الحزب ولا داعي لتدخلهم في تنفيذها، وتم الاجتماع الرابع في يونيو، حين وصلت لمركز الحزب معلومات عن ان جهاز الأمن القومي والمخابرات العسكرية يفرضان رقابة لصيقة على تحركات هاشم العطا ومجموعته، وقدموا من جانبهم معلومات عن أن نميري ومجلس الثورة يشتبهان في أن الحزب قد تمكن من خلق صلة بعبد الخالق في معتقله، وبدأ التفكير في ترحيله إلى مكان آخر، وكان تقديرهم أن المعتقل قد يكون في جهة نائية أو في الجنوب تمهيداً لتصفيته، واقترحوا الإسراع بهروبه. ثم قدموا معلومات عن التحضير لانقلاب تقوم به القوى اليمينية، ويطلبون أن ينقاش مركز الحزب هذه القضية ويمدهم بتقديراته وما يتوفر له من معلومات في هذا الصدد ثم أكدوا استفحال الأزمة في الجيش وحالة الضجر والمناقشات المفتوحة دون تهيب عن عجز السلطة. ثم قدموا معلومات عن أثر البيان الذي أصدرته اللجنة المركزية في 30 مايو، وأن مجلس الثورة والأمن القومي والمخابرات العسكرية اعتبروا البيان إعلاناً للعداء والسافر من جانب الحزب ضد السلطة، ووصفها بالديكتاتورية العسكرية والعمل على إسقاطها.خطورة الثورة المضادة:كان طبيعياً أن يتابع الحزب خطر الثورة المضادة كخطورة ماثلة وواردة لكن في تلك الفترة بالتحديد في تلك اللحظة السياسية الملموسة، كان على اللجنة المركزية أن تقدم إجابة شافية لمصدر خطر الثورة المضادة، مصدر الخطر المباشر على الحركة الثورية، وتحديد القوى التي تمثل ذلك الخطر ومن هم الأشخاص الذين يقودونها ويمثلونها سواء في السلطة أو خارجها، في القوات المسلحة أو خارجها.فالسلطة والمجموعة المنقسمة، ابتذلتا شعار (خطر الثورة المضادة) واستخدماه بانتهازية وعن قصد لشل حركة الجماهير القاصدة تطوير النشاط الثوري، ولإخماد صوت الانتقاد والمعارضة لسياسات ومواقف السلطة، بل ولتبرير عجز السلطة وتراجعها عن الشعارات والأهداف التي أعلنتها. فكلما رفعت الجماهير صوتها مطالبة بحقوقها المشروعة السياسية والاقتصادية، سارعت السلطة والمجموعة المنقسمة لإدانة تلك الأصوات باعتبارها أداة في يد الثورة المضادة أو تخدم مصالح ومخطط الثورة المضادة. وكلما أشارت الجماهير لعجز وتراجع السلطة، لجأت السلطة والمجموعة المنقسمة للتبرير بأن جهد السلطة مستنزف في مواجهة الثورة المضادة.لقد طرح السؤال نفسه وسط جماهير قريبة من الحزب وفي اجتماعات اللجنة المركزية أو وسط النقابات: هل خطر الثورة المضادة المباشر على الحركة الثورية يتجسد في الأحزاب التقليدية اليمينية، أم في سياسات ومواقف مجلس الثورة الذي يواصل توجيه الضربات للحركة الثورية وتصفية أهداف الثورة؟ وهل الحزب ملزم بالدفاع عن سلطة متراجعة عن شعارات الثورة، ومتهالكة أما ضغط القوى اليمينية؟ وكان السؤال يزداد إلحاحاً كلما صدرت بيانات أو ووثائق من قيادة الحزب تتحدث عن دور ونشاط القوى اليمينية داخل السلطة وخارجها في تعميم مبهم، دون ذكر الاتجاهات وتحديد الأسماء في مجلس الثورة أو الجيش أو الحركة السياسية. فنحن لم نركز على فضح نميري ودوره الذي أخذ يتبلور ويزداد وضوحاً مع الأيام كمدافع عن مصالح قوى اليمين الجديد الأكثر خطورة في تلك الفترة – قوى الرأسمالية الطفيلية الجديدة الصاعدة في صفوف قيادات البرجوازية الصغيرة المدنية والعسكرية. لم نفضح بالقدر الكافي دور المرحوم عمر حاج موسى والمجموعات الملتفة حوله داخل الجيش وخارجه ودور منصور خالد كمستشارين وشركاء للنميري في تمهيد الطريق لنظام الحزب الواحد والجمهورية الرئاسية وحكم الفرد. وعلاقة كل ذلك بتوجهات القوى الخارجية من ليبيا إلى مصر إلى غرب أوروبا إلى السعودية إلى أمريكا.على أن الحياة قدمت الإجابة البسيطة والحاسمة: لم تكن الأحزاب اليمينية والقوى الموالية لها في الجيش الخطر المباشر على الحركة الثورية في تلك الفترة، في تلك اللحظة السياسية، كان خطر الثورة المضادة، الخطر المباشر على الحركة الثورية، على أهداف وشعارات الثورة السودانية، هو النميري ومجلس الثورة والفئات الرأسمالية الطفيلية الجديدة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: إسماعيل وراق)
|
لجنة الميثاق: بعد انقلاب 16 نوفمبر، أعلنت السلطة قانون العمل الموحد للنقابات ، وتكوين لجنة لوضع الميثاق الوطني، لتمتص المعارضة والرفض، وتوحي للعاملين والحركة الجماهيرية أنها تسير في الاتجاه التقدمي وتنحاز للعاملين. لكن مناورتها سرعان ما تكشفت، إذ سحبت قانون العمل الموحد بعد شهر من إعلانه، وضربت حصاراً إعلامياً على جلسات ومداولات لجنة الميثاق، التي سارت في وجهة معارضة تماماً لتصورات السلطة المنقولة من التجربة المصرية.مشروع الميثاق الذي قدمته السلطة للجنة، ابتعد تماماً عن فكرة ومبادئ الميثاق الذي شاركت في مناقشته وصياغته وتطويره الحركة الثورية السودانية منذ ثورة أكتوبر 1964م عبر تجارب ومعارك النضال السياسي. فاتضحت معالمه وقسماته في "برنامج القوى الاشتراكية" الذي صدر قبل الانتخابات البرلمانية عام 68 ووقع عليه ممثلو الاشتراكيين الديمقراطيين والقوميين العرب والشيوعيين، ثم عاودت هذه القوى جهد تطوير ذلك البرنامج مطلع عام 69، وظلت تواصل مشاوراتها حوله ولم يكن قد تم الاتفاق على صيغته النهائية عندما وقع انقلاب 25 مايو وضمن بابكر عوض الله المبادئ العامة في خطابه ذلك الصباح كبرنامج لحكومته، دون استشارة أو موافقة بقية الأطراف.وعادت المشاورات والمناقشات من جديد بعد الانقلاب، وتوصلت تلك الأطراف إلى صيغة ميثاق يستند إلى تجربة وتقاليد الحركة الثورية السودانية ويختلف عن ميثاق التجربة المصرية في قضايا جوهرية، كقضية الجبهة واستقلال الأحزاب والتنظيمات المشاركة فيها بدلاً عن التنظيم السياسي الواحد – الاتحاد الاشتراكي – إلى جانب قضايا دور الجيش وضمانات الديمقراطية والحقوق الأساسية… الخ لم تطرح اللجنة الممثلة للأطراف المشاركة ما توصلت إليه، لأحزابها وتنظيماتها لإقراره، ولم تطرحه للحركة الجماهيرية للمناقشة العامة، بل أرجئ ذلك لأن مجلس الثورة طلب الإطلاع عليه ليشارك في المناقشة وكانت النتيجة موت ذلك الميثاق – أو كما عبّر الشفيع وعبد الخالق فيما بعد، إجهاض مبدأ الميثاق نفسه وطابعه الشعبي الجماهيري وفقدان المبادرة السياسية في الحركة الجماهيرية.المشروع الذي طرحته السلطة، كان البرنامج السياسي للحزب الواحد والمبرر الأيديولوجي لقيامه. كما أن مبدأ تعيين أعضاء لجنة الميثاق من جانب السلطة كان إقراراً بحق السلطة في التعيين للحزب الواحد نفسه – لا يغير من هذه الحقيقة أن بعض النقابات والتنظيمات انتخبت من يمثلها في اللجنة. مشاركتنا في أعمال اللجنة حسب قرار اللجنة المركزية، كانت قبولاً لما أقدمت عليه السلطة، وإضفاء شرعية سياسية عليه رغم المواقف الجرئية التي اتخذها الشيوعيون في مناقشات اللجنة حول سياسات الميثاق حيث أكدوا موقفهم أن (مايو) انقلاب وليست ثورة، وأن الثورة السودانية أفرزت صيغة الجبهة وليس صيغة الحزب الواحد، أكدوا فشل تجربة الاتحاد الاشتراكي في مصر، طالبوا بإقرار مبدأ الحريات الديمقراطية والحقوق الأساسية وحكم القانون، هاجوا الاتحاد الثلاثي وإقحام السودان فيه دون استشارة أهله. ولم يكن موقف الشيوعيين معزولاً داخل اللجنة فقد أعلن أغلب المشاركين موقفهم بوضوح صحيح أن للعمل السياسي بين الأحزاب والجماعات قواعد وأصولاً تنفذ بها كافة أشكاله بما فيها المفاوضات. لكن الممارسة السياسية أفرزت أسلوب البيانات المشتركة أو التصريحات المتزامنة للإعلام عن المفاوضات في مراحل معينة من مراحلها.ما كان للتفاوض مع السلطة في تلك الظروف أن يتعدى استطلاع الآراء، أو عرض وجهات النظر في الأحداث، فالسلطة التي فرضت أسلوب الإملاء والانفراد، ورفضت أي مستوى من العلاقة القائمة على قواعد وأصول التحالف في ظروف نهوض الحركة الجماهيرية، ما كانت لتقبل به بعد 16 نوفمبر، بل ولما أقدمت على الانقلاب نفسه. وهل كان وارداً أصلاً أن يتم التوصل إلى مستوى من التحالف أو التعاون بعد إقصاء بابكر وهاشم وفاروق من مجلس الثورة – السلطة الفعلية؟ وأي قيمة لأي تحالف سياسي لا يتجسد في موقع السلطة.مع قبولنا لمبدأ التفاوض كان يجب حسم هذه الأسئلة أمام عضوية الحزب والجماهير حتى تتبين وجهة التفاوض، وإعلامها بنتائجه بالأسلوب الملائم، لإحباط المناورات ومراوغة السلطة وأعوانها المنشقين، وكذلك الموقف من الجبهة الخارجية حيث كانت الأحزاب الشيوعية والحركة التقدمية تتابع موقف الحزب وصراعه مع السلطة باهتمام سواء من موقف التضامن، أو موقف الإشفاق، أو موقف الناقد والمعارض لموقف الحزب.شعارات العزلة:عالجت اللجنة المركزية ومن بعدها المكتب السياسي في أكثر من اجتماع قضية تصحيح بعض الشعارات الانعزالية والحلقية التي رفعها الشيوعيون في مظاهرات ومواكب عيد الاستقلال مطلع عام 71، وفي عدد من الندوات في المعاهد العليا والجامعات: مثل شعار (شيوعيون صامدون) وشعار (عائد .. عائد عبد الخالق)، وهتافات بحياة الحزب الشيوعي، فهي شعارات عزيزة على الشيوعيين، وتعبّر عن ضيقهم وتبرمهم تجاه التعامل والتفاوض مع السلطة التي تنكرت للشعارات الثورية. كما كانت تلك الشعارات تعبّر عن الصراع الذي كان محتدماً قبل الانقسام وبعده ضد المجموعة التصفوية المنشقة التي كانت تبرر كل موقف خاطئ تتخذه السلطة وكل سياسة خرقاء تعلنها، وكل ضربة توجهها للحزب.كان رأي ل.م والمكتب السياسي أن هنالك مطالب وشعارات عامة وهامة تعتمل في نفوس الجماهير وواجب الشيوعيين تفجير تلك الشعارات، وأن يرتبط الفضح لمواقف السلطة وتوجهاتها بقضايا ومطالب الجماهير، كيلا يبدو أمام الجماهير وكأن الشيوعيين مهتمون فقط بقضية حزبهم والتحالف مع السلطة، صرف النظر وشجاعة وضد توجهات مشروع الميثاق، فلجأت السلطة إلى التعتيم الإعلامي على مداولات اللجنة، ثم تجاهل كل مقرراتها وتوصياتها، ورفضت قرار تكوين لجنة فنية من المشاركين لإعادة صياغة الميثاق وإدخال التعديلات والمقترحات.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: إسماعيل وراق)
|
19 يوليو 1971م * التفاوض مع مايو بأسلوب الغرف المغلقة كان خطأ جسيماً * الحزب الشيوعي خرج مرهقاً من معركة الانقسام وصار مكشوف المواقع والقدرات * خطابنا للجماهير لم يكن واضحاً
مقدمة: دونما جنوح لتبرير القصور الذي نتج عنه تأخير صدور التقييم خلال الفترة التي أعقبت الانتفاضة – إبريل 1985م، وفقما كان مقراً في اللجنة المركزية، يفيد سرد الوقائع التالية:
أولاً: في دوراتها الأولى عقب الانتفاضة، طرحت اللجنة المركزية واجب إنجاز تقييم 19 يوليو ضمن الواجبات ذات الأسبقية قبل انعقاد المؤتمر الخامس. ثانياً: عقب الفراغ من احتفالات العيد الأربعين، شرعت السكرتارية في تجميع وتلخيص وصياغة ما تراكم من مواد وما نشر في أدبيات الحزب خلال سنوات القهر المايوي، وصاغت مسودة التقييم وأفردت لمناقشتها اجتماعات متتالية: 26/1/1989م و5/2/1989م، واكتمال التقييم في صيغته الحالية. ثالثاً: لإلقاء مزيد من الضوء على الشق العسكري وذيوله، كانت السكرتارية قد كونت لجنتين: لجنة من العسكريين المسرحين الذين شاركوا في 19 يوليو لتقييم كل الجوانب العملية العسكرية في فترة التحضير إلى نجاح الانقلاب ثم هزيمته، وتوسيع دائرة الاستماع لتقديرات كل المشاركين، واستكمال ما كتبه بعضهم من السجون ونشر كلياً أو جزئياً في أدبيات الحزب. ولجنة لتقصي الحقائق حول أحداث بيت الضيافة مواصلة لتجميع الشواهد والشهادات التي تعمدت السلطة المايوية التعتيم عليها. ولم تفلح أي من اللجنتين في إنجاز مهمتها حتى منتصف مارس 89 حسبما هو مثبت في محاضر السكرتارية. رابعاً: في آخر دورة موسعة عقدتها اللجنة المركزية 13/4/1989م – قبل الانقلاب – أخطرت السكرتارية الدورة أنها أنجزت تقييم 19 يوليو، وتبقى أن تنجز كل لجنة من اللجنتين مهمتها، التي تضيف إضاءة للتقييم، لكنها لا تمس جوهره، وحثت الدورة أعضاء اللجنتين، وكان بعضهم مشاركاً في الدورة، الإسراع في إنجاز المهمة، وأن يقدم التقييم في الدورة القادمة. خامساً: قطع 30 يونيو الطريق. ولم تسمح الظروف بعده بعقد دورة مكتملة أو موسعة للجنة المركزية لمناقشة التقييم. لهذا استقر الرأي، بعد التشاور مع أعضاء ل.م المتواجدين، على أن يصدر التقييم كما أعدته السكرتارية في مارس 89. سكرتارية اللجنة المركزية الوضوح النظري والسياسي حول: ثورة، انتفاضة، حركة، انقلاب
وسنواصل في الحلقة الثانية إن شاء الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: Abdel Aati)
|
حدث انقلاب مايو وكان هنالك صراع داخلى للحزب حول تقييم الحزب لمايو هل هى ثورة ام انقلاب والشكل الثانى والصراع حول بقاء الحزب ام ذوبانه فى مؤسسة مايو وانتهى الصراع بالانقسام الشهير للحزب عام 1970 وانعقادالمؤتمر التداولى للحزب الشيوعى تم ايضاح الخط السياسى للحزب وتقييمه لمايو بانها انقلاب عسكرى ذكر الاخ سلطان بان الحزب لم يخطط لانقلاب مايو واتفق مع هذه الرؤى ويمكن الاعتراف بالاتى دعم الشعارات المطروحه فرضت عليه وزارات من قبل السلطة عندما وقع الانقلاب اثنين من قيادة مجلس قيادة الثورة الشيوعيين بابكر النور وهاشم العطا كانوا خارج السودان راجع كتاب محمد سعيد القدال الحزب الشيوعى السودانى وانقلاب 25 مايو بخصوص 19 يوليو قام بها تنظيم الضباط الاحرار وفيه شيوعيون ملتزمون والتقييم مفتوح للجميع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: elsharief)
|
الاخ الشريف
تحية طيبة
تكرار المغالطات يا اخي لا يجعل منها حقيقة
التنظيم العسكري الشيوعي لم يكن يضم فقط هاشم العطا وبابكر النور؛ وانما العديدن ممن اشتركوا في انقلاب مايو ؛ ومنهم محمد محجوب عثمان؛ عثمان حاح حسين – ابو شيبة - ؛ محجوب ابراهيم – طلقة- ؛ عبدالمنعم محمد احمد – الهاموش- ؛ وقد سجل هذه الحقيقة محمد محجوب عثمان في كتابه الذي اشرت اليه انفا
في انقلاب 19 يوليو كان بابكر النور خارج البلاد؛ بينما كان هاشم العطا وفاروق حمد الله مفصولين من الجيش ؛ ومع ذلك نظم الانقلاب وكانوا هم قادته ؛ فهل يعني لك الوجود هارج اابلاد شيئا ؛ او خارج الجيش ؛ اذا ما كان لك تنظيم فاعل؟
واذا لم يكن بابكر النور وهاشم العطا مشتركين في انقلاب مايو ؛ فلماذا وضعوا في قيادة مجلس الانقلاب ؟
الحقائق كلها تقول ان الحزب كان عارفا بالانقلاب ؛ وانه ايده في اللحظات الاخيرة قبل التنفيذ ؛ وكلف التنظيم الشيوعي العسكري بالاشتراك فيه وحمايته بعد نجاحه؛ وقد لعبت معلومات هذا التنظيم دورا اساسيا في تامين مايو في ايامها الاولي
هل نصدق الوثائق والشهادات ؛ ام نصدقك انت والاخ سلطان
الرجاء احترام عقول المخاطبين
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: Abdel Aati)
|
الاح العزيز عادل شكرا لهذا الانارات احيلك الى كتاب Gabrial Warburg
Isalm nationalism& Communism in a tradional society the case of sudan
اشار الى دور الحزب الشيوعى فى السياسة السودانيى وارتباطه بالجيش ووطورته فى الانقلابات العسكرية
لقد احلتنى يا ابو ساندرا الى كتاب القدال مؤرخ الحزب وعضو اللجنة المركزية فأنا لم اصدق ما ورد فى ذلك الكتاب لعدم تنزه المؤرخ من الغرض فى الامر ولذلكك تنتفى عنه الموضوعية بالتالى المصداقية يا عادل هل لديك اى كتابات عما حدث فى قصر الضيافة الذى قال ابو ساندرا انه ضرب بمدفع مع ان الذين راوه بعد الحادث قالوا لم يكن هناك تدمير فى المبنى والقتلى قتلوا باسلحة يدوية على العموم هذه صفحة من التأريخ تريد ان تقرأ وتقلب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: bayan)
|
العزيزة دكتورة بيان
كامل التقدير والود
شكرا للمرجع ؛ وهو مرجع مهم
بالنسبة لتساؤلك حول بيت الضيافة ؛ فقد اعترف الضابط عبدالعظيم عوض سرور ؛ عضو التنظيم العسكري الشيوعي ؛ الذي نفذ انقلاب 19 يوليو 1071 ؛ في كتابه عن ذلك الانقلاب ؛ والذي نشر احد اجزاؤه في مجلة قضايا سودانية ؛ وهي مجلة دورية تصدر باشراف التجاني الطيب بابكر؛ عضو سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي؛ اعترف بتورط احد اعضاء التنظيم العسكري الشيوعي في اعطاء الامر بتصفية بعض العتقلين ؛ وان لم يذكر اسم ذلك العضو
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: أبو ساندرا)
|
الشيوعيين ومن لف لفهم لكم التحية لاحظت أنني كنت أتفق معكم في كثير مما أطرح وكثير مما تطرحون ، لكني هذه المرة أختلف معكم قلبا وقالبا ، فأنتم هنا تبريريون ، حزبيون ، عقائديون ، لم تستفيدوا من تاريخكم ولا من تاريخ هذا الشعب ، وقد كنت طرحت من قبل أكثر من بوست تساءلت فيه عنكم وعن حزبكم وعن رأيه في التوجه الديمقراطي ( الليبرالي ) أي الديمقراطية التي كنتم تعارضونها طوال حياة فكركم وكنتم دائما ترغبون في هزيمتها واستبدالها بالديمقراطية المركزية وهي واحدة من أساسياتكم ، لكن أحدا منكم لم يرد على تساؤلاتي ومن رد رد متخفيا وبنفس الروح التبريرية المستخدمة هنا ولكي لا يأتي أحدكم ويقول أنني لم أعاصر فأنا عاصرت وعايشت وخرجت في المظاهرات ، وما رأيت الشعب يوما يؤيد مايو أو برنامج مايو وما كان الحزب الشيوعي يفوز بغير مقعدين أو ثلاثة في البرلمان ، وحادثة معهد المعلمين كان لا بد أن تعود بكارثة على الحزب الشيوعي ، والإنفلات الذي مارسه ذلك العضو كان ناتجا عن القصور في التربية السليمة داخل مؤسسات الحزب الشيوعي ، وقد كان من السهل جدا ألصاق أي تهمة أخلاقية بأي من أعضاء الحزب لأن انفلات الأعضاء كان علنيا ومجاهرا به والشعب لم يكن ليقبل مثل ذلك الإنفلات ، وإذا لم تتخذ الحكومة موقفا تجاه ذلك لاتهمت بأن ديمقراطيتها جاءت لهدم الأخلاق ولهدم الدين ، ثم تعامل الحزب الشيوعي برد الفعل وارتكب حماقة الإنقلاب ، وقد خسر الحزب الشيوعي السوداني الكثير من كوادره بسبب الانسلاخ والموت والتقتيل والانشقاق والغبن ، كما فقد الكثير من قواعده لتبنيه الانقلابية والانتقام كما أنه حوسب من قبل الكثيرين بكل تبعة مايو إن اعتبر نفسه جزءا منها أم انسلخ عنها لا مفر وكما ذبحت الإنقاذ الترابي وصحبه ذبحت مايو عبد الخالق وصحبه وأذكر كتابا تداولناه في تلك الفترة يناقش مسألة الحزب الشيوعي السوداني وهو ( جذور السنديانة الحمراء - الحزب الشيوعي السوداني نحروه أم انتحر ) وأعتقد أن كاتبه هو فؤاد مطر وأذكر أنه لم بختر صراحة انتحار الحزب أو نحره لكنه أورد أسباب الأزمة ونتائجها بتحليل واف إذا كانت هناك أخطاء تاريخية فالاغتراف بها يكسب المعترف تعاطفا ودعما ودعوات بالمغفرة ، لكن النكران يزبد الحقد ويقلب المواجع ويؤكد على الاستمرار في النهج القديم وهو مرفوض مرفوض
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: أبو ساندرا)
|
الاخ عادل عبد العاطى تحية واحترام
فى حديثى لم اذكر اى مغالطات واستند على نفس المرجع ولاحظ الى اقتراح الشهيد عبد الخالق محجوب فى اجتماع اللجنة المركزية فى نفس مساء الانقلاب ان يرفض الحزب الاشتراك فى الوزاره وان الذى حدث هذا هو انقلاب بواجه شيوعية دون الموافقة من الحزب اخطاء الحزب مع نظام مايو فى فترة تحالفه الصغيره مع نظام مايو راجع ندوة مركز الدراسات السودانية شهادة الحزب الشيوعى السودانى الاستاذ التيجانى الطيب وثائق الحزب المنشوره جماهيريا تؤكد على الحزب لم يخطط لانقلاب مايو بل دعم الشعارات وتحالف مع النظام لفتره قصيره والاسباب هى الصراع الداخلى للحزب وهو خطاء ارتكبه الحزب فى مسيرتة السياسية
بيان من خلال حديثك ليس لديك اى معلومة حول مذبحة بيت الضيافة والمعلومات الموثقة تفيد فى التقييم
ود قاسم تحية واحترام بخصوص شوقى ومؤامرت حل الحزب مسرحية كانت مفبركه ووثائق الحزب الجماهيرية تؤكد ان شوقى لاينتمى الى عضوية الحزب سؤال كتاباتك تؤكد على مواقفك الديمقراطية ماهو رايك فى حل الحزب الشيوعى السودانى وطرد نوابه من البرلمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: elsharief)
|
الشريف
Quote: بيان من خلال حديثك ليس لديك اى معلومة حول مذبحة بيت الضيافة والمعلومات الموثقة تفيد فى التقييم |
دى فرصتك عشان تنورنا وترفع جهلنا فقط نحن نبحث عن الحقيقة ولا شئ غير الحقيقة على الاقل عارفة انه فى ناس عزل قتلوا فى بيت الضيافة فوثق لنا من قتلهم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: أبو ساندرا)
|
دكتوره بيان
كلنا نبحث عن الحقيقه والتقييم واقصد من كلامى لم تنشرى الينا اى وثيقة او تصريح احد المشاركين كما فعل الاخ عادل عبد العاطى وسلطان وهذا ما اقصده ليس اكثر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: bayan)
|
شكرآ لكل ألإخوة اللذين تفضلوا بالمشاركة والتعليق وإغناء هذا البوست بسجال مقدر ،نحترمه صرف النظر عن إتفاقي أو إختلافي مع ألآراء ،وبما ان المشاركات كثيرة ووقتي قليل مع واجبات اخرى ،أمهلوني قليلآ كيما أطالع واعود ،فقط وددت ان اعبر عن ترحيبي بالشاركين واسمحوا لي ان اخص إسماعيل وعادل عبدالعاطي الذي عاد بعد غيبة ملحوظة ، وكذلك اسمحوا لي أن الفت إنتباه ألأخت بيان لضرورة توخي الموضوعية وألإبتعاد عن رمي الناس بالإتهامات ووصفهم بالكذب دونما دليل ، فالدكتور القدال كمؤرخ يعلم تمامآ انه لو كذب او حتى لم يكن دقيقآ بما يكفي سوف يفقد مصداقيته ويحترق ، وهو حريص جدآ شأنه وشأن جميع المهتمين بالتأريخ على كسب ثقة وإحترام القاريء ، ولم يتنكب طريق الصدق والوضوح أبدآ ، لذا ادعو بيان كذلك لقرأة اعمال القدال ثم نقدها وليس إصدار قرار او رأي مسبق وخاضع للإنطباعية ، وهذا المنهج بالطبع يطول جميع المنتمين بأن لهم غرضآ فيما يقولون او يكتبون وهذا ظلم ويهزم فكرة النقاش من أساسها ،وبإعتبار ان ألأخت المحترمة بيان حائزة على درجة علمية رفيعة فيما أعتقد ، أتوقع منها إلتزام أسس النقد العلمي غير ألإنطباعي ، وكنت متوقع منها ان تراجع ما احلتها له وتطالعه بتروي وعقل مفتوح ثم تبني موقفها قبولآ أو رفضآ وفقآ لذلك وليس كما فعلت
وللأخوة سلطان وودرملية أعلن لهم عن أسفي نسبة لأميتي التكنلوجية لم أستطع فتح ما تفضلوا به وحتمآ نعود مع تاكيد تقديري وإحترامي للجميع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: أبو ساندرا)
|
سلامات شكرا للاهتمام ياابوساندرا ولكني لم اتفضل باي شي سوي اني مستعجب الحركة الاسلامية السودانية الحزب الشيوعي السوداني كلاهما وجهان لعملة واحدة وهذه وجهة نظري الخاصة جدا جدا شكرا اخر ياابوساندرا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: ودرملية)
|
اخى الكريم سلطان انا لم اقل دكتور القدال كذاب ولكن هو ينقل الخبر بالصورة المتداولة بين افراد حزبه
وشكرا على هذا الفيض من المعلومات هذا ما كنت ابحث عنه لمعرفة ما حدث كنت اعرف ان التصفية تمت بسلاح شخصى وليست دبابة كما ترى هناك من قال دبابة وهناك من قال سلاح شخصى والى الان الحقائف غير واضحة
شكرا جزيلا دائما فى التوب يا سلطان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: bayan)
|
طوال تأريخه التزم الحزب جانب الشعب ،يتلمس تطلعاته ويتخد دائمآ الموقف المنسجم مع تلك التطلعات ، ولم يعرف عنهم الكذب ولا المداهنة ، وفي مسيرته الطويلة واجه ملاحقات السلطة وعانى من ألإنقسامات ،وأخطأ وأصاب ولكنه لم يخن ، ولم يتردد في نقد أي موقف تبين خطأه لاحقآ ، ويمكن مراجعة شهادة التيجاني الطيب في برنامج مركز الدراسات السودانية في القاهرة والتي نشرت في كتاب أصدره المركز ، وكذلك إعلان السكرتير العام في اول ندوة جماهيرية له بعد إنتفاضة مارس/ابريل حينما ذكر ان الحزب شارك فيعدد من ألإنقلابات منقدآ ذلك زمعلنآ التوبة عن الإنقلبات ليس التخطيط والتنفيذ بل ولن يؤيد الحزب إنقلابآ حتى ولو كان يساري إن المشاركة في فعل سياسي كالإنقلاب لايتم وفقآ للرغبات الذاتية ولا ألأمنيات ولكن تحدده ظروف المرحلة ودرجة ألإستقطاب ووجود ألأزمة السياسية والتقاطع بين القوى الحاكمة والقوى ألأخرى الراغبة في التغيير وأسبابه ولذلك على المستوى الشخصي لا أقبل إنتقاد أي محاولة هدفت لتغيير نظام عبود ، وكذلك ألآن لن إتردد في تأييد إي إنقلاب ضد نظام الجبهة لأنه لا شيء أسواء منه ،شرط ان يكون ألإنقلاب لآ يأتي لقطع الطريق أمام النهوض الجماهيري وإمكانية هزيمة السلطة بالثورة الشعبية بإعتبار أن النضال الدؤوب وسط الجماهير حتى تنهض وتحدث التغيير هو ألأساس وعلى هذا ركز الحزب طوال تاريخية ماعدا تلك المحاولات التي لايمكن محاكمتها ألآن ونزعها من سياقها التاريخي وظروف تلك ألأياع العامة على مستوى الوطن أو الظروف الخاصة الداخلية الناتجة عن الصراع الفكري وتباين الؤى مما ينجم عنه ألإنقسامات وأثرها ولعادل اقول لست بصدد يبرير محاولات ألإنقلاب على نظام عبود ،لكن الثابت ان الحزب كان في قلب الحركة الجماهيرية ولذلك سادت شعارته مظاهرات ومواكب اكتوبر1964 ،فتلك المحاولات لم تؤثر عل نضال الحزب الجماهيري والذي يفسر ألإنعطاف نحو الحزب وتزايد عضويته تلك ألأيام وبروز نفوذه ونجاعة الوسائل التي إستخدمها ومن المعروف انه أول من نادى بالإضراب السياسي العام والعصيان المدني حتى تحول ذلك إلى سلاح مجرب في يد الحركة الجماهيرية ، كذلك لن ينكر إلا مكابر دور الحزب في بناء الحركة النقابيةووجوده الفاعل في وسطها وقيادتها حتى نال ثقة جماهير العاملين اللذين كانوا ينتخبون الشيوعيين لقيادة نقاباتهم لما عرف عنهم من دفاع عن قضايا وحقوق العاملين وبنكران ذات يليق بهم ، حزب بهذا النوذ وسط الجماهير لا يمكن منطقيآ ان يركن إلىألتغيير الفوقي وتدبير ألإنقلابات المعزولة عن حركة الجماهير عادل يعرف ان إنقلاب مايو هو إنقلاب القوميين العرب وذكر عادل نقلآ عن محمد محجون عثمان { ان تطور الموقف حول فكرة الانقلاب الذي تبنته عناصر القوميين العرب لاقى إعتراصآمن الحزب في إجتماع المكتب السياسي} هل هناك دليل أقوى من ذلك [ان المكتب الساسي للحزب إعترض على ألإنقلاب الذي نفذته عناصر القوميين العرب في تنظيم الضباط ألأحرار ، كما ان الحديث عن ان هناك كتلة وقفت مع ألإنقلاب ]ظل قاصرآ إن لم يبين حقيقة الأوضاع والصراع داخل اللجنة المركزية الذي إنتهى بإنقسام 70 المؤثر وا توحدت حوله غالبية الكادر في المؤتمر التداولي في أغسطس حول إستقللا الحزب وخطه الثوري في مواجهة التيار اليميني في سلطة مايو ، والسؤال لماذا يصر الحزب على ألآستقلالية وتمييز نفسه وموقفه المتقاطع مع إتجاهات السلطة ، السلطة المدعاة انه صانعها تخطيطآ وتنفيذآ وعن إفادة عبد العظيم عوض سرور التي زود بها ألأخ عادل ألأخت بيان ، أرجوهما وبالأخص ألأخت بيان ألإطلاع المتأني على ما تفضل به ألأخ سلطان نقلآ عن بوب وإفادات شهود العيان ، فقط ثمة سؤال في منتهى البرآة للأخ عادل لماذا لم يورد أيضآ إتهام عبد العظيم سرور لمجموعة التنظيم اليميني التيقصفت وضربت بيت الضيافة والقصر الجمهوري قاصدة هاشم العطا وجعفر نميري ثم ركبت الموجه مع نميري بعد هروبه وعودته للسلطة واللذين نفذوا فيما بعد إتقلاب حسن حسين في سبتمبر75 ،ولقد إندهش نميري لما عرف أن معهم حماد ألأحيمر وقال ده كان معانا ، يقصد أيام يوليو ، وقد أنعم عليه نميري بنوط الجدارة ، كتب عبد العظيم سرور في مجلة قضايا سودانية العدد 24 الصادر في اكتوبر 2000ص 36 ما يلي {ان الكثير من الادلة والبراهين تثبت انه لم يكن للحزب علاقة بما حدث في بيت الضيافة وانه حتلا التنظيم الذي نفذ الانقلاب لم تكن في حساباته مسالة التصفيات الجسدية او اراقة الدماء وان ما حدث في بيت الضيافة كان تصرفى فرديى يستوجب الشجب والادانة } وإستطرد عبدالعظيم قائلآ {وانه يمكن الحصول على البينات من تقارير وافادات شهود عيان من اللذين نجوا من المجزرة ومن افادات بعض اعضاء التنظيم اليميني اثناء محاكمتهم بعد فشل انقلابهم في 5 سبتمبر 75 حول قصفهم بيت الضيافة بمدافع الدبابات} وما هو دور المقدم صلاح عبدالعال مبروك ووفقى لسؤال عبدالعظيم سرور ن ما الذي يربط بين الملازم حماد الاحيمر والمقدم يعقوب اسماعيل والمقدم صلاح عبدالعال مبروك؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: أبو ساندرا)
|
الميدان العدد الاخير 1982
كلمة العدد
في ذكرى 19 يوليو
في ذكرى 19 يوليو يستعيد شعبنا ملاحم تلك الأيام الثلاث بسلبياتها وايجابياتها، فرحها المبكر واحباطها الفاجع .. كانت على قصرها فاصلاً مدارياً بين الحق والباطل حسمت في لحظاتها الأولى قضية السلطة التي تحولت من دكتاتورية الفرد المتسلط الفاسد إلى سلطة تبشر بالحرية واحترام الرأي الآخر وتعد بتنفيذ البرنامج الوطني الديمقراطي والدستور الديمقراطي الذي يحترم حقوق المواطنة صرف النظر عن الدين أو الجنس أو اللون أو الجهة.
لهذا جاء مقتل 19 يوليو من هذا البرنامج ومن شخوصها القياديين عسكريين ومدنيين، والذين عرفوا بين الناس بعفة اليد واللسان واخلاق ود البلد الذي يستميت دفاعاً عن حقوق المظلومين والمسحوقين، ويسكنه وله صوفي بحب الشعب واستعداد للموت من أجلهما .. وعرفهم الناس خلال تاريخ طويل من النضال المفعم بالتضحيات .. واستمع الناس إليهم في دور الأحزاب والساحات الشعبية وفي المساجد والكنائس وميادين الجامعات وفي المدن والقرى، وفي اتراحهم وافراحهم. ولهذا كان شعب السودان يعرف، من أين أتى هؤلاء؟
ولاجهاض هذا البرنامج واقتناص شخوصه تنادت القوى اليمينية الحاكمة في أمريكا وانجلترا وعدد غير قليل من البلدان الرأسمالية الغربية الأخرى ووضعت نفسها في حالة استنفار مجرجرة معها بعض الدول العربية مثل مصر وليبيا في عملية (تتييس)، مكونة تحالفاً دنساً، كرس كل قدراته لإنقاذ نظام عميل متعفن من هول الفساد، معادي للشعب وسامه الجوع والبطش وسوء العذاب. فاقاموا عرساً للدم استبيحت فيه الحرمات، وانتهكت مقدسات الشعب دون تمييز على يد عصابة من الصعاليك السكارى المجرمين الذين كانت ترتعد فرائصهم هلعاً أمام صمود ضحاياهم من الرجال الشجعان الذين زلزلوا بالثبات وقار المشانق ومنصات ضرب النار.
في هذا اليوم نعيد إلى ذاكرة الرأي العام الداخلي والعالمي المطالب العادلة التي ظلت تنادي وتطالب بها أسر الشهداء وهو حق يقتضيه العرف ويوجبه القانون وعلى رأسها:
- نشر المحاكمات التي تمت في كل بقعة في السودان.
- كشف أماكن قبور الشهداء.
- تسليم وصايا الشهداء لأسرهم.
- القصاص من القتلة.
وليتواصل النضال لاجبار سلطة الجبهة الرأسمالية الطفيلية المتأسلمة التي تفوق جلادي 19يوليو وتبذهم قسوة وتسلطاً وفساداً وصلفاً ومكابرة، وهي التي تحمي قتلة قادة 19 يوليو، وترفض تقديمهم للمحاكمات (للتقية) بذات الإصرار الذي ترفض به وضع بند المحاسبة في المفاوضات مع الحركة، على تنفيذ هذه المطالب.
القول الفصل لدى الشعب وقواه المعارضة والرأي العام العالمي ومنظماته التي تحترم حقوق الإنسان. وما ضاع حق وراءه مطالب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: elsharief)
|
ود قاسم 1- عفوآ لم يكن الحزب يرفض الديمقراطية ،بل هي أحدى ضمانات وجوده في الساحة السياسية ، ودمقراطيتنا العرجاء هذه أتاحت له العمل العلني الذي لم يحظ به حزب شيوعي في الوطن العربي صحيح برزت أفكار في الستينات عن الديمقراطية الموجهة، على حساب الديمقراطية الليبرالية ، والحزب منذ وقت مبكر يقف وينادي بالديمقراطية اللبرالية ويدعو للصبر على عيوبها حتى ترسخ في وجدان الشعب وقواه الفاعلة بما يستعصى على ألإنقلابات هزيمتها ،بل ولكي يعرف العسكر مزاياها حيث ان أكثر الفترات التي تتعرض فيها القوات المسلحة إلى التخريب ، وهدر الخبرات المتراكمة بفعل إحالة الرتب العليا للمعاش ليرتقي ألإنقلابيون ، وكذلك حرمان الجيش من كفاءات بسبب معارضتها للجهة التي نفذت ألإنقلاب ، ويمكن ملاحظة هذه النتائج المأساوية على القوات المسلحة بالنظر لما حدث فيها بعد إنقلاب ألأخوان المتأسلمين ، هذا غير ألإعدامات والتصفيات والصراعات ، فالدمقرطية مفيدة حتى للجيش الذي ترتكب خطيئة ألإنقلابات بأسمه ، ناهيك عن القوى السياسية التي تنمو وتزدهر في النظام اليمقراطي 2- المركزية الديمقراطية التي إعتبرتها من أساسيات ألحزب ، بحق ، لا علاقة لها بالديمقراطية التي تعنيها كنظام للحكم ، هناك خلط لديك ، فالمركزية الديمقراطية نظام داخلي لائحي ينظم العلاقات الداخلية بين الهيئات الحزبية والتراتبية الهرمية وكيفية إتخاذ القرارات ، وهي تتراوح بين مبدائين هامين هما خضوع ألأقلية لرأي ألأغلبية ، وخضوع الهيئات الدنيا للهيئات العليا 3- موضوع شوقي أكتفي برد الشريف ، وأضيف أن كل القوى عرفت لاحقآ انها فبركة من الكيزان ، تمامآ مثل فبركتهم ألأخيرة بإصدار فتوى تكفيرية للجبهة الديمقراطية بغية إنصراف الطلاب عنها في ألإنتخابات ألأخيرة وكانت الهزيمة لهم مزدوجة بل ثلاثية ألأبعاد 4- أي إنفلات تعني يا صديق ، لم يعرف عنهم الرشوة ولا السرقة ولا خيانة قضايا الجماهير ، ولذلك تتوجهم جماهير النقابات في قيادة نقاباتهم ، ونالوا إحترام وتقدير الشعب 5- في الديمقراطية الثانية كان للحزب 12-15 نائب في الجمعية التأسيسية عن دوائر الخريجين ، وليس نائبين او ثلاث كما ذكرت ، وفي ألإنتخابات ألآخيرة معروف للجميع قانون ألإنتخابات الضيق الذي فصله المجلس العسكري المتواطيء على مقاس الجبهة فأتاح لها قوة داخل البرلمان لا تستحقها ، ويكفيك أن تعلم أن هناك مرشح للجبهة ألإسلامية في إحدى دوائر الخريجين في ألأقاليم ففاز بعدد أصوات قليلة جدآ ن ولم يفز مرشحين آخرين للحزب في دوائر أخرى للخريجين أحرزوا آلآف ألأصوات ، تلك ألإنتخابات لم تكن قياس حقيقي لوزن القوى السياسية في الشارع السوداني 6- لم يحاسب الحزب بكل تبعة مايو ،إنها أشهر معدودات دفع ثمنها غاليآ وطهر نفسه منها بالدم والنضال وليل المعتقلات والزنازين الشقيقة والملاحقات والفصل والتشريد وألإختفاء السنوات الطوال عن عين السلطة مع التواجد الفاعل وسط الشعب حتى أنجز ألإنتفاضة معه والقوى ألأخرى
ود رملية لن إجتلف معك ، وأحترم وجهة نظرك الخاصة جدآ جدآ ، ونعتبرهما معك وجهان لعملة واحدة ، لكن ترى أيهما الطرة وأ]يهما الكتابة ، وهذه طبعآ بتفرق
الشريف شكرآ على ألإضافة وكان في بالي ان انزلها اليوم ، والذي سبق يأكل النبق ، فهنيئآ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: أبو ساندرا)
|
محاكمة شهداء 19 يوليو الشهيد عبد الخالق محجوب
قالوا له .. ماذا قدمت لشعبك اجاب بهدوء .. الوعى بقدر ما استطعت وشهد الصحفيون الذين حضروا الجلسة الاولى من محاكمتة بالاعدام وهم يرتجفون .. صعد الى المشنقة وهو يهتف
المجد لشعب السودان .... المجد لثوار السودان
الشهيد الشفيع احمد الشيخ
بصبر وشجاعة الثوار الكبار تحمل الضرب والركل ولم يتمكن النزيف من اطفاء ابتسامتة المشرقة
قال لجلاديه
لم نرتكب اى خيانة ضد الوطن وشعبه وقفنا مع التقدم ومصالح الناس واذا متنا فالمهم ان يحافظ الناس من بعدنا على التنظيمات الجماهيرية التى اشتركنا فى بنائها مع الاف الناس ازاءه ارتد أبو القاسم واليمانى الى اصولهم الحيوانية السحيقة وازاءهم تسامى الى مجد الانسان المناضل الشيوعى
الشهيد جوزيف قرنق
عندما استدعوه من سجن كوبر قال لرفاقة المعتقليين سأعود اليكم سريعا وعاد بالفعل ولكن لينفذ فيه حكم الاعدام دون محاكمة كتب لاسرته ، ارجو أن تعتبرونى احد الركاب فى طائرة تحطمت ناضل حتى الرمق الاخير من اجل وحدة الوطن وتماسك قومياته وتقدم شعبه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: elsharief)
|
محاكمة شهداء 19 يوليو
الشهيد هاشم العطا
انا اتحمل كل المسئولية وليست لديكم حجة فى محاكمة الضباط والجنود والصف ... قال للسفاح ـ لست نادما على ما قمت به وان كان لى أن أندم فلاننى تركتك ثلاثة ايام وعاملتك معاملة كريمة اصلقوا عليه ثمانمائة طلقة من الخلف ... السفاح المخمور يشهد المنظر وهو يترنح والشهيد العظيم يهتف باسم السودان
الشهيد بابكر النور
حكمت عليه المحكمة العسكرية برئاسة تاج السر المقبول باثنتى عشرة سنة . فرد اليها السفاح الاوراق فحكمت عليه بعشرين سنة . فأعا الاوراق اليها فاستقال رئيسها فعين السفاح سفاحا اخر لرئاستها هو صلاح عبد العال الذى حكم على الشهيد بالاعدام ـ خطب فى الجنود , وتراجع بخطوات منتظمة حتى لايطلق عليه الرصاص من الخلف
الشهيد فاروق حمدلله
حاول السفاح أن يستميله ضد رفاقه كثمن للابقاء على حياتة , فرفض . وقال له نحن أتينا بك كواجهه لانقلاب مايو بسبب غبائك وسهولة ازاحتك فى اى وقت وخطب فى الجنود وكان مثالا للشجاعة والثبات , وقال لاحد الضباط من اذناب نميرى تعال شوف الرجال بموتوا كيف . وأستشهد كما يفعل اعظم الرجال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 19 يوليو1971 (Re: أبو ساندرا)
|
محاكمة شهداء 19 يوليو
الشهيد محمد احمد الريح
قاتل حتى النهاية ورفض نداءات الاستسلام نسفوا المكتب الذى كان يحتمى به ، فاصابتة القذائف واخترق صدره . عندما وصلوا اليه كان ممسكا بسلاحه ، متألقا فى استشهاده
الشهيد محجوب ابراهيم
سيجارة واحدة تكفى للوصول الى الدروة نصب عليه حقد السفاح لانه كان يمثل كل ما يفتقده هو من صفات عظيمة وببن حجرةالمعتقلين وساحة الاعدام امتلأ الفضاء بالهتاف المجلجل بحياة الشعب والوطن لملمة أشلا الجسد كانت صعبة أما محو الاستشهاد الجميل فقد كان مستحيلا
الشهيد معاوية عبد الحى
قام جنود المظلات بتعذيبه تعذيبا وحشيا ومزقوا ملابسه وجسده ، وقادوه الى معسكر الشجرة مهشمة عظام رأسه فاقد الوعى تسيل منه الدماء ومكتوفا مع ذلك . وكانت مهمة المحكمة أن ترسله الى ساحة الاعدام قبل ان يلفظ انفاسه . هذا ماحدث
| |
|
|
|
|
|
|
|