|
الحاج ورّاق يكتب .. الكذّابون!
|
الكذابون! الحاج وراق نقلا عن جريدة الصحافة 15-10: * رداً على حديث صحفى للعميد م. يوسف عبدالفتاح - رئيس لجنة تفريغ ميناء بورتسودان - بصحيفة (اخبار اليوم)، أصدرت اللجنة المركزية لنقابة عمال هيئة الموانئ البحرية تصريحا صحفيا بصحيفة (الصحافة) بتاريخ 9 اكتوبر. ولم يحظ تصريح اللجنة المركزية للنقابة بالإهتمام الكافى، ربما بسبب نشره بدون عنوان وفى صفحة الاعلانات. ولأنه تصريح هام، لا يستحق أن يتبدد فى النسيان أو بعدم الاهتمام، فإنني أعيد اقتطاف أجزاء واسعة منه، ثم أعلق عليها! * يورد التصريح بأن ماورد فى حديث رئيس لجنة التفريغ العميد (م) يوسف عبدالفتاح: «بخصوص ماجاء بأن العاملين بالهيئة احتفلوا قبل يومين بنهاية التكديس، نرجو ان نؤكد بأن هذا الاحتفال كان مخططا له من قبل اكثرمن عام - ولم يكن لنهاية التكديس كما قال ولكن كان لمناسبة مناولة واستيعاب (200) ألف حاوية فى العام بدلا عن 60 ألف حاوية.»! - «ليس صحيحا ماذكره بأن الكثير من مواد بناء وغيرها توجد داخل الحاويات - حيث ان مواد البناء لا يتم حفظها فى حاويات، بل تصل للميناء ويتم تخليصها مباشرة بالميناء الشرقى (تسليم مباشر) ويتم حفظها فى ساحات تخزين داخل وخارج الميناء.»! - «أما بخصوص أن العمل فى الميناء أصبح على مدار الثلاث ورديات (24 ساعة) نرجو ان نشير بأن الميناء ومنذ افتتاحه فى العام 1905م يعمل لمدة اربع وعشرين ساعة حتى فى العطلات الرسمية والاعياد أسوة بالموانئ العالمية - وليس كما يفهم من سياق الحديث بأنه امر جديد.»! - «ونرجو ان نشير بأن الصلاحيات التى مُنحت من السيد/وزير المالية للجنة تفريغ ميناء بورتسودان - اذا منحت للجنة اسرة الميناء لاستطاعت ان تتم كل هذه المهام بكفاءة عالية وبدون زخم اعلامى.»! - مع العلم بأن لجنة تفريغ الميناء برئاسة العميد (م) يوسف عبدالفتاح، وبحسب تصريح النقابة «لم تجتمع بكامل هيئتها منذ اعلان تشكيلها فى 29/8/2005م إلا فى 5/10/2005م، أى بعد انتهاء فترة التكليف..»!! * وقبل أن أعلق على تصريح النقابة أود التذكير بأنها مثلها مثل كل النقابات القائمة حاليا نقابة إنقاذية مائة بالمائة! وبالتالى فإن تصريحها هذا لا يمكن رده إلى مؤامرة من «اليساريين» و «العلمانيين»!! * وتأتى أهمية التصريح من سببين، فمن جانب يقدم أنموذجا صافيا وساطعا لما آلت اليه حال الخدمة العامة فى البلاد - تشكيل لجان خارج الهرمية الطبيعية بدون حاجة إليها!، وفى المقابل فإن الأجهزة المختصة والقائمة فعلا تستطيع اداء ذات المهام وبصورة افضل! - ، وقد صارت مثل هذه الممارسة ممارسة راتبه لدى الانقاذ، كصندوق دعم الطلاب ، وأمانة الخرطوم عاصمة للثقافة، وهيئة السدود، .. الخ، ومن الجانب الآخر ، يكشف التصريح عن أثر الأنظمة المغلقة على المواصفات الاخلاقية لشاغلى المناصب العامة! وهو أثر بالغ السوء، ولا يتغير مثل هذا الأثر، لان نظاما كالإنقاذ يلهج صباح مساء عن «القيم الرسالية»، وذلك لأن القيم الرسالية ولكى لا تكون معلقة فى الهواء، او فى اثير ابواق الدعاية، فان هذه القيم ولتتنزل على ارض الواقع فإنها تحتاج الى الديمقراطية - فهى الكفيلة بتوفيرالحريات والشفافية والمساءلة والمحاسبة اللازمة لتحقيقها العملى، إضافة الى توفيرها المؤسسات والاجراءات المحددة والمضبوطة والتى تدفع شاغلى المناصب العامة إما الى التطابق مع ما يعلنوه من قيم، وإما مواجهة محاسبة المحكومين، عبر ممثليهم البرلمانيين والصحافة الحرة والقضاء المستقل، أو عبر الانتخابات الحرة والنزيهة والدورية! وهكذا، فبدون الديمقراطية والحريات، فإن الدعوة الى «القيم» الرسالية، لا تخرج عن أحد احتمالين - اما انها تصدر عن اناس حسنى النية، ولكنهم لم ينضجوا كفاية ليكتشفوا بأن النوايا الطيبة وحدها لا تكفى، او انها تصدر عن اولئك الذين يريدون التغطية على موبقاتهم العملية بالصخب اللفظى العالى عن القيم الرسالية! وللمفارقة فإن هؤلاء الاخيرين عادة ما يستندون على سذاجة الأولين! وذلك لأن «جهنم» الطغاة، غير ممكنة، الا بتعبيد الطريق إليها بالنوايا الطيبة للاغرار!! * على هامش التصريح ولكن فى المتن: قال العارف: - بحسب الاسلام فإن المؤمن قد يسرق، وقد يزنى، ولكنه لا يكذب! - بدأوا عهدهم بكذبة، وطريقة البداية تحدد منهجية الاستمرار، فاستمروا يكذبون! - جاءهم صادقون حسنو النيات عديدون، اختارغالبهم غابات الجنوب بدلا من غابات الاكاذيب، والآن، فإن الصادقين كالكبريت الاحمر! - فى توجيه واضح وصريح حدد القرآن الكريم شرط الانتماء للجماعات: «كونوا مع الصادقين»! - مهما كنت (داهية) فلن تستطيع ان تكذب على الكل كل الوقت!
|
|
|
|
|
|