|
|
 Re: اليوم العالمى للمسرح ...على الأبواب... (Re: Yahya Fadlalla)
|
والمســــــــــــــافة علاجا
طارق الطيب
(السودان/فينا)
[email protected]
لأننا خرجنا لنجعل خلفنا مسافة بحجم هوة - رمينا فيها خطانا وأحذيتنا التي كتبت سر مسيرتنا وخفنا منها في النهاية أن تشي بنا؛ فبقي الأثر شرخاً بحجم هوة وصارت المسافة علاجاً لقسمة الروح الأولى. بعد دهر احتجنا لرأب صدع قسمة الروح الأخرى التي بقيت هناك؛ فالروح لا تغادر المكان هكذا سهواً سهلاً كلما أراد الجسد.
- احتجنا علاجاً للمسافة.
عدنا إلى الهوة ننظر علـّنا نجد أحذيتنا التي أفقدناها. أو حتى بقايا أثر. كانت حسرة للعين والأمل، وكنا في حاجة إلي مخدر للزمن والامتداد؛ كنا في حاجة إلى بريق كلمات تخفف الهذيان الحبيس في الصدر وغصة والحلق. هذيان الرأس كان مستمراً مسمّراً؛ صدعاً لن يكون له علاج إلا بميلاد جديد.
عجّلنا وقلنا أن المسافة علاج فهججنا- ولم يكن خطأ- بعد أن ضجرنا بهذا المركب الذي يسيرونه في رمل يتصخـّر بربان طائش.
أوحوا ومازالوا يوحون إلينا بأن تجديفهم بنا صواب وتجديفنا لهم خراب.
ونحن لم نمسك يوماً سلاحاً ولا مدية. كنا نلعب بريش الحمائم. نرميه على وجوه الفتيات الناعسات نزيدهن نعساً وأحلاماً- وسط زجر الواعظ وردع المدجَّن- كي يحكين لنا بعد العودة المرهقة؛ يحكين لنا ونحن في دعة الأطفال ودهشة الإدراك الأول. لا تجنيبة شهريار.
قلنا؛ فلننقل القارب إلي الماء قبل كسر المجاديف. قالوا؛ أننا نخرب الرمل نحضه على التمرد.
قلنا؛ القارب حبيب الماء والشجر حبيب الرمل. جدفوا بنا فوراً إلى هناك، في عمق الماء الذي لم يرونه، وجدفوا بمن قال أن القارب سليل الشجرة وأن الماء حبيب الرمل- إلى أقرب أعمق يم.
في النهاية احتجنا إلى علاج للمسافة؛
إلي القارب أو الشجرة.
المجاديف ما زالت في أيدينا نجدف بها قليلاً في الهواء، حتى نمرن أنفسنا و لا ننسى، وحتى لا ننسى في هجمة الطوفان، كيف نُسلِت القارب هيـّناً في الماء لنبحث عن تلك الجزيرة.
ربما أدركت الآن أين هي
بل أكاد أجزم
وسأسبح قليلاً مع القارب
أسرح قليلاً في الشجرة
أمتطي مركباً وأجدف كثيراً لا أبالي
وانتظر برقاً واحداً يكفي في هذا الظلام لأرى أرض الجزيرة وصاحبة الحكاية.
(فيينـّا، 14-5-2001)
من موقع جهة الشعر
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| اليوم العالمى للمسرح ...على الأبواب... | Giwey | 03-16-04, 08:56 PM |
| Re: اليوم العالمى للمسرح ...على الأبواب... | منعمشوف | 03-16-04, 09:47 PM |
| Re: اليوم العالمى للمسرح ...على الأبواب... | yumna guta | 03-16-04, 09:52 PM |
| Re: اليوم العالمى للمسرح ...على الأبواب... | حبيب نورة | 03-16-04, 09:58 PM |
| Re: اليوم العالمى للمسرح ...على الأبواب... | Hadia Mohamed | 03-16-04, 10:14 PM |
| Re: اليوم العالمى للمسرح ...على الأبواب... | Tumadir | 03-16-04, 10:36 PM |
| Re: اليوم العالمى للمسرح ...على الأبواب... | Yahya Fadlalla | 03-16-04, 11:49 PM |
| Re: اليوم العالمى للمسرح ...على الأبواب... | Yahya Fadlalla | 03-16-04, 11:51 PM |
| Re: اليوم العالمى للمسرح ...على الأبواب... | Tumadir | 03-18-04, 04:34 AM |
| Re: اليوم العالمى للمسرح ...على الأبواب... | bayan | 03-18-04, 06:24 AM |
| Re: اليوم العالمى للمسرح ...على الأبواب... | بدرالدين شنا | 03-18-04, 06:26 AM |
| Re: اليوم العالمى للمسرح ...على الأبواب... | Giwey | 03-20-04, 08:01 PM |
| Re: اليوم العالمى للمسرح ...على الأبواب... | Giwey | 03-23-04, 09:13 PM |
| Re: اليوم العالمى للمسرح ...على الأبواب... | Giwey | 03-27-04, 08:25 PM |
| Re: اليوم العالمى للمسرح ...على الأبواب... | Yahya Fadlalla | 03-27-04, 08:35 PM |
| Re: اليوم العالمى للمسرح ...على الأبواب... | Giwey | 03-28-04, 08:07 PM |
|
| |
Tumadir
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست