|
أين الخلل (العالم, الزمن, الناس)
|
أين الخلل (العالم, الزمن, الناس)
من المعلوم بالضرورة أن حياتنا لا تخلو و لن تخلو من العقبات و المنغصات و المصاعب و المشاكل, و في هذا اختبار و ابتلاء للبشر لمعرفة الصابر و الشاكر و لكن و لان الإنسان بطبعه عجول تجده يعترض و لو دون قصد عمن يجري له, حتى و إن كانت جميع مشاكله نابعة من دواخله... و بناء عليه ... نراه وهو يسوق التبريرات و الأسباب و يحاول أن يبعد كل الشبهات عنه.. و هنا نسمع الكثير من الأعذار فمنهم من يقول لك: هذا حال الدنيا... العالم الذي نعيش فيه تغير ؟؟؟ و لا أرى موقع التغيير... فالعالم بكل ما يحتويه لم يتغير... الجبال هي الجبال.. و البحار هي البحار.. و كذلك المحيطات و الأنهار و السهول و الوديان و الشمس و القمر.....الخ
عندها يبحث عن عذر جديد.. و يقول لك الزمان تغير و من جديد و مع تكرار التدقيق و التمحيص...نجد أن السنة هي السنة و أن أيامها مازالت 360 يوما و كذلك الشهر و الأسبوع و اليوم و الساعة و الدقيقة و الثانية و اللحظة, جميعا لم يطرأ عليها تغيير من تقديم أو تأخير او زيادة أو نقص
وقتها تكون الحجة الجديدة... الناس تغيرت طبعا تبقى الأجساد بكل مكوناتها كما هي... لكن الاختلاف هنا يكون في موضعين: العقل و القلب فعلا.... هنا نجد أن التغير الكبير في طبائع البشر و تصرفاتهم و طمعهم المتزايد و تنامي الأنانية سببا يدفع الجميع ليتناسى معاني التضحية و الإيثار و حب مساعدة الغير و غيرها من المشاعر الحسنة لقد فقدنا أبرز ملامح المحبة و الصداقة الحقيقية... حتى الأهل و الجيران ما عادوا مثل ما نقرأ عنهم في كتب التاريخ التاريخ؟؟؟ ماذا نستنتج من وجود كلمة "تاريخ " في مثل هذا الموضع ؟ الا تدل على أن هذه المعاني و المشاعر كانت موجودة في فترة زمنية سابقة.. و اختفت و أوشكت على الفناء ؟؟ إلى أين ذهبت هذه الأحاسيس ؟ و ما هو سبب اندثارها ؟ لنعرف الجواب... علينا العودة إلى التاريخ... لعلنا نعرف الأسباب ,سوف نلاحظ أنه كلما عدنا في التاريخ إلى الوراء... فإننا نلاحظ التزايد الكبير في كميات الحب و الود و الوفاء و الإخلاص و حب الغير ....الخ و كأننا نقترب من مصدر هذه المشاعر كلما تراجعت عقارب التاريخ إلى الوراء... حتى نصل إلى أفضل فترات هذه المشاعر .. وهي الفترة التي عاشها خير أهل الأرض من الصحابة الكرام.. مع خير رجل في الأرض و على مر التاريخ رسولنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم. إذا.. ما هو الجديد... ما هو الشيء الذي أدى إلى تناقص أجمل المشاعر البشرية مع تقدم الزمن ؟ لم أجد سببا مقنعا سوى التراجع و الضعف المتتالي عهد بعد عهد و عصر بعد عصر من الناحية الشرعية الدينية . نعم لقد سقطت دول و انهارت حضارات بسبب ضعف الوازع الديني..... و ها نحن الآن بعد أن خسرنا عزتنا و كرامتنا...نجد نفسنا نفتقد حتى تلك المشاعر و الأحاسيس التي كانت سببا في توحد الصفوف و بناء الأمم لقد أصبحنا متفرقين , كلا يسبح في فلك, حتى و إن كان ظاهرنا غير ذلك... أصبحنا نتصنع الابتسامات.. و أصبح كلامنا مزيج من عبارات الإطراء و المجاملة و الدعم بالقول فقط, دون أن نشعر بأي دافع حقيقي لمد يد العون للغير إلا من باب لفت الأنظار أو تجنب الإحراج أو كسب الاحترام ... لم نعد نحب الخير للغير, أصبحت قلوبنا أصغر من أن تتسع للغير...و فجأة تجدنا نصرخ في كل محنة...ماذا نفعل الناس تغيرت ؟ على الرغم أننا تغيرنا معهم... و ربما نكون اسؤا حالا منهم ؟ لن تعود لنا سعادة تلك الأمم السابقة...الا بعوده مصدر سعادتها ..... المتمثل في كتاب الله و سنه نبيه عليه افضل الصلاة و التسليم.... جميعنا مقصرون... جميعا.... لم نعد نؤدي الواجبات فما بالكم بالسنن و المستحبات... هجرنا كتاب الله... و نسى البعض ما كان يحفظه منه تحت ظل الظروف و الظغوط الظروف... والظروف.. و الناس أصبحنا نعزي سبب شقائنا للناس و الظروف... و قمنا كعادتنا بتبرئة ساحاتنا من كل ذنب.... نحن مظلومون.... و نحن من ظلم أنفسنا هل من سبيل لرفع ظلم أنفسنا عنها..... نعم عودوا إلى الله....... تعود لكم أنفسكم بكل معاني الطهر و الشفافية تعود لكم السعادة الحقيقيه التي لا تفنى عودوا إلى الله.. و توكلوا عليه.. و ابذلوا الأسباب... و سوف تجدون بأذن المولى الكريم مصاعب الحياة و قد أصبحت عسلا لا علقما عودوا... فلن يصلح آخر أمتنا الا ما أصلح أولها...... و لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
|
|
|
|
|
|