( نعم، لو أن قوى الحرية والتغيير تجاسرت وأعلنت موقفاً واضحاً من قضية فصل الدين عن الدولة، لتمكنت من اكتساب زخم شعبي هائل كونها في قلب معركة وطنية، جُرحت فيها كرامة الشعب لثلاثين عاما وبلغ الغليان الشعبي ذروته، لكننا نعاني من نخب سياسية مترهلة لا تتقن استثمار اللحظات الحاسمة، كي تلتحم بالجماهير وتكفر ذنب خيباتها وخذلانها الطويل ) .
الأخ الفاضل / عبد الغني بريش التحيات لكم وللقراء الكرام
كيف حكمت بمنتهى السهولة وأنت تقول : ( نعم لو أن قوى الحرية والتغيير تجاسرت وأعلنت موقفاُ واضحاُ من قضية فصل الدين عن الدولة لتمكنت من اكتساب زحم شعبي هائل في قلب معركة وطنية ؟؟؟؟ ) .. وعزة الله تلك كذبة ما بعدها كذبة .. وذلك ( الزخم الشعبي الهائل ) لا يوجد إلا في خيال عبد الغني بريش وأمثاله الذين يحلمون .. إلا إذا كنت ترى الزخم في الأقليات السودانية وتنكر ذلك الزخم في الأغلبية المسلمة السودانية .. لماذا عبثاُ تحاول أن تتجاهل حقوق الأغلبية المسلمة في هذا السودان ؟؟؟ ولماذا تلك المحاولات في فرض واقع لا يمكن أن يكون في يوم من الأيام ؟؟.. وأنت تعلم جيداُ أن تلك الأغلبية المسلمة في السودان لا ترضى ولا تقبل بتلك المقولة .. ولا يحق لأي شخص أن يفرض أفكاره عليها بمنتهى السهولة .. ولا تظن أن تلك المواقف العدائية ضد ذلك النظام الإسلامي البائد يتيح لكل من هب ودب أن يفرض ( العلمانية ) على الأمة السودانية المسلمة .. وما هي تلك الكينونة التي تعطي الأقلية حق فرض الشروط على الأغلبية المسلمة ؟؟.. ولا تظن أن عدم توفر ( السلام ) في السودان منذ الاستقلال أمر يجبر الأغلبية أن يخضع لشروط الأقلية .. فتلك الحروب هي الحروب ولو دامت لألف سنة أخرى أو انتهت بالانفصال .. والانفصال أصبح لا يخيف أحداُ .. وفي النهاية فإن الأرض هي تلك الأرض لله وحده .. وإذا استمرت تلك الحروب دون ذلك السلام فهي أيضاُ لا تخيف .. وهي تلك الحروب التي تعودنا عليها منذ استقلال البلاد .. حروب تحرق وتهلك أهلها قبل أن تحرق وتهلك غير أهلها .. ولا تظن أن التلميح بالحروب أو ( بالسلام ) يغري الأغلبية المسلمة لتتنازل عن عقيدتها .. فذلك ( السلام المشروط بالعلمانية ) مرفوض من الأمة المسلمة جملة وتفصيلاُ .. حتى ولو تم الاتفاق بين تلك الأقليات التي تحارب وبين ( قوى الحرية والتغيير ) على سلام بشروط ( العلمانية ) فإن ذلك السلام لن يسري ولن يدوم في هذا السودان .. فإذا كانت تلك الأقلية ترى في نفسها أنها تستطيع أن تجبر الآخرين على قبول شروطها فإن الأغلبية المسلمة في هذا السودان أقدر في فرض شروطها أيضاُ وبدرجة أكبر وأخطر للغاية .
الأحرى بالجميع أن يتكلموا بالعقلانية وبالمنطق السليم الذي ينصف الجميع في هذا السودان .. وذلك بالقدر الذي لا يظم الأغلبية المسلمة في البلاد .. ولا يظم تلك الأقليات بأديانها المتنوعة .. والدساتير في معظم دول العالم تعترف بالأديان جميعاُ ( السماوية والوضعية ) ولا تفرق إطلاقاُ بين ( الدين عن الدولة ).. وتلك فرية من البعض الذين يجتهدون بطريقة ملتوية الهدف منها أولاُ وأخيراُ محاربة الأديان .. وتلك معركة معروفة منذ أقدم الأزمان .. ومهما يجتهد دعاة ( العلمانية ) فهم يفشلون في نهاية المطاف .. لأن الأمم المسلمة لا تنخدع بسهولة ولا ترضى إطلاقاُ بتلك الخزعبلات .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة