|
Re: مهارات فاقد النخبة السودانية في معاقرة ال (Re: حسن احمد الحسن)
|
الأخ الفاضل / حسن أحمد الحسن التحيات لكم وللقراء الأكارم دون لف ودوران فإن خلاصة التجارب في السودان بعد الاستقلال أوصلت البلاد والشعب السوداني إلى مرحلة اليأس التام .
البعض يلوم الشعب السوداني بشدة .. ذلك الشعب الذي رضي بالمذلة والخضوع .. ذلك الشعب الذي أبى أن يخرج من دائرة العذاب .. ذلك الشعب الذي يقف حاليا موقف السالب المتفرج .. ذلك الشعب الذي أصبح صماً بكماً عمياً .. لا يتكلم ولا يسمع ولا يرى .. ذلك الشعب الذي أصبح لا يلبي نداء المنادين .. ولا يلتفت لنصائح الناصحين .. ذلك الشعب الذي حير أصحاب العقول الباحثة عن الحقائق .. ذلك الشعب الذي يخلق المئات والمئات من علامات الاستفهام .. يتلقى الأوجاع والمطارق فوق الرؤوس ثم لا يبالي كثيراً ,, وبصبر عجيب يتحمل الأذى ولا يرد على كيد الكائدين .. شعب يشاهد حقوقه ومكتسباته تنهب وتسرق وتسلب أمام أعينه ثم يمر مرور الكرام .. يشاهد الوطن الكبير ينهار يوما بعد يوم ثم يجلس في مقاعد المتفرجين مثله ومثل الآخرين .. وكأنه ذلك الصنم الذي لا يحس ولا يشعر .. والعالم يسأل في حيرة ويقول : ( ماذا أصاب الشعب السوداني ؟؟ ) .. ذلك الشعب الذي عرف بالثورات والانتفاضات ؟؟ .. ولكن كما يقال في المثل ( إذا عرف السبب بطل العجب !! ) .. فذلك الشعب الذي أصيب بداء الانهيار أخيراً قد أرهقته التجارب تلو التجارب .. وهو ذلك الشعب الذي كان يزرع الآمال والأحلام في سودان الغد بعد الاستقلال .. وكانت أحلامه كبيرة للغاية في إيجاد سودان جديد يتصف بالمقدرات الحيوية والعقلية .. تلك الأحلام التي كانت تراوغ وتلمح بالنمو والتطور واللحاق بركب الدول المتقدمة .. فإذا بتلك الأحلام تذهب أدراج الرياح .. وهي تلك الأحلام التي وصمت الشعب السوداني بمواصفات البطولة في المواقف .. ومنذ استقلال البلاد عرف الشعب السوداني بمناصرته للحكومات السودانية المتفرقة بأشكالها وألوانها ( العسكرية والمدنية ).. وهو ذلك الشعب الذي كان يصفق ويهلل لكل حكومة ولكل عهد ولكل زعيم ولكل قائد ولكل رمز يبشر بالخيرات .. حتى سمي الشعب السوداني في مرحلة من المراحل بأنه ( شعب كل حكومة ) .. وكان آخر عهد للشعب السوداني تلك الرقصات الوهمية الغوغائية في حلبات البشير ،، واضعاً آخر الآمال والأحلام في نظام هو ذلك الخادع الغشاش الذي يتخذ الدين الإسلامي ستارا في تحقيق المآرب .. وبعد أن امتدت تجارب الشعب السوداني لأكثر من ستين عاما أصيب الشعب السوداني أخيراً بصدمة نفسية عنيفة للغاية .. تلك الصدمة التي جعلت من الشعب السوداني ذلك الأصم الأبكم الأطرش العميان الذي لا يرى ولا يسمع ولا يحس .. حالة من الأمراض النفسية العاصية التي أراحت الشعب السوداني من هواجس الأحلام .. وأبعدت الشعب السوداني من ميادين الثورات والانتفاضات .. وهي حالة مزمنة تصيب الناس وتجعلهم في غفلة الأحداث مهما كبرت أو تعاظمت .. والأشد ألماً ووجعاً ظهور تلك الفئات الغوغائية المتخلفة العنصرية التي تمثل غاية المهزلة بين أفراد الشعب السوداني ,, هي فئات لا تملك من المؤهلات الفكرية والثقافية غير الشتائم والسباب التي تليق بأهل الفجور ,, ويمثلون أدنى درجات البشر بين شعوب العالم ،، يزيدون المهازل مهزلة وهم ( الكلاب ) أشباه الرجال .
|
|
|
|
|
|