|
Re: السودان الجديد وصراع المركز والهامش بقلم (Re: محمد حسن)
|
غريبة امر هذا الرجل الطيب مصطفى. حتى تاريخ السودان القريب يريد ان يزيفه!! ان السودان عشية دخول الاتراك المصريين واحتلاله كان يتكون من اربع ممالك اسلامية هي: سنار ودارفور وتقلي والمسبعات، فاما الجنوب فقد كان معزولا عنه تماما. وهذه الممالك كانت مستقلة عن بعضها البعض وكانت تمارس نظام حكمها منفصلة عن بعض وان كانت المسبعات ما هي الا عبارة عن امتداد حكم دارفور في كردفان. وقد استطاع الاتراك اولا احتلال سنار والمسبعات في ان واحد كما احتلوا دارفور لاحقا بعد ان امتدوا الى الجنوب الى كل من اعالي النيل والاستوائية وبر الغزال وقد وصل السودان في مساحته تحت الحكم التركي المصري الى حدود اغندا والصومال واريتريا والى جنوب اثيوبيا الا ان المهديين لم يستطيعوا الاحتفاظ الا بجزء صغير لم يضم حتى سواكن. ولكن الاتراك المصريين عجزوا عن احتلال وضم تقلي الى حكمهم وكانت مملكة تقلي حرة لم تضاف الى الزريبة التي سميت بالسودان الا في اواخر ايام الحكم البريطاني المصري. فما يقوله الطيب مصطفى هنا غير صحيح البتة وعليه اعادة قراءة تاريخ السودان في تلك الفترة. فالسودان الحديث وضعت لبناته التركية الا ان الحكم الثنائي قد وضع لحم الراس ذاك في طبق واحد ولكنه لم يحسن طبخه وعندما خرج منه تركه في اسوا حالاته. فالسودان عمره لم يكن دولة واحدة بعد ان قضى عليه تحالف الهمباتة بين الفونج والعبدلاب واسقاط اخر المالك النوبية المسيحية فيه في العام 1504م لينقسم السودان الى عدة دويلات غير متجانسة ولا يوجد قاسم مشترك يجمعهم خاصة وان الدين والعرق يمثلان عاملا اساسيا فيه. لا الاسلام ولا العروبة تجمع بين السودانيين. فالسودان لا تجمعه الا دولة علمانية ديمقراطية تحترم التنوع في كل اشكاله. لذا كان الدكتور قرنق محقا عندما شخص امراض السودان. اذا السودان اما هو دولة علمانية واما ان يتفكك الى دويلات الى ما قبل عشية دخول الاتراك المصريين واحتلاله، فقد كانت لا تجمع بين مكوناته اي قاسم مشترك. فقد كان هناك عرب ومسلمين ومسلمين غير عرب وافارقة اروحانيين. وقد فرضت له وحدة غير متكافئة. لذا فهي الى الزوال طال الزمن ام قصر.
|
|
|
|
|
|