عبد العزيز البطل: إلخ (1-2) بقلم عبد الله علي إبراهيم

عبد العزيز البطل: إلخ (1-2) بقلم عبد الله علي إبراهيم


03-24-2017, 02:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1490361873&rn=1


Post: #1
Title: عبد العزيز البطل: إلخ (1-2) بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 03-24-2017, 02:24 PM
Parent: #0

01:24 PM March, 24 2017

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر




رد الأستاذ عبد العزيز البطل (السوداني) على مقالي بصفحتي بالفيس بوك الذي كان عنوانه "البطل: مبدأ الأمن أول "لا بيأول ولا بيحول". رداً هادئاً شابه الطول المفرط. وكنت أخذت عليه في مقالي أنه جنح إلى قيمة الأمن في معادلة الحرية والأمن العصية في سياق النقاش الذي دار إثر توصيات مؤتمر الحوار الوطني النظامي. وهي توصيات طالت إصلاح جهاز المخابرات والأمن. وأكد في رده أنه يطلب التوزان بين القيمتين فلا نقدم الحرية على الأمن ولا الأمن على الحرية. وقول البطل الوسط هذا مطمئن على أن بالوسع أن نجري حواراً وطنياً حول الأمن والمخابرات لا تعلو فيه قيمة على قيمة. وأقول بهذا برغم أني أعرض للمسألة بخلاف ذلك. وأرى الحرية مبدأ وهي الأولى وضرورات الأمن استثناءات ثقيلة ولكنها مبررة.
وقبل أن اشرع في الكلام المفيد عن جدل الحرية والأمن رغبت في رد بهتانين من البطل. والبهتان مما ينتظره محاور البطل ضربة لازب. فتشكى من أنني جَهّلته بقولي إنه لا يفرق بين جهازي وكالة الاستخبارات الأمريكية ووكالة التحقيقات الفدرالية امريكية. وأيم الله لم أتطرق في كلمتي لجهله بالفرق بينهما كما زعم. بل استنكرت منه عقد المقارنة بين جهازنا وعموم أجهزة أمريكا للاستخبار والأمن. فذكر مثلاً في كلمته الأولى أن يد المخابرات طليقة تقتل من تشاء. ونبهته إلى أنها لا تفعل ذلك بمواطنيها لأن صلاحيتها قاصرة على العمل في الخارج. فهي لا تستجوب مواطناً أمريكياً إلا في سياق تحقيق عن تهديد خارجي لأمن أمريكا وسلامتها. ومتى ارتكب هذا المواطن، المحروس بالتعديل الدستوري الرابع، جناية تولى مكتب التحقيقات الفدرالي أمر التحري معه وحجزه وتفتيشه.
وحاشاي أن أُجَهل البطل بنظم بلده هذه المرة كما فعلت في مرات أخر سلفت. فرأيت مرة أنه غاب عنه أن حق الخدمة المستديمة في الجامعة الامريكية (tenure) نشأ خصيصاً ليكفل للأكاديمي الخوض حراً في الشأن الوطني. وكان البطل طلب من الدكتور عصمت محمود، أستاذ الفلسفة الذي فصلته جامعة الخرطوم، لخوضه الكبير في السياسة، أن يتمسك بالوثقي من التعليم أو الوثقى من السياسة. فإن اختار التسيس فصلوه غير مبكي عليه وغادر الجامعة غير مأسوف عليه. وهذا تضييق لواسع العرف الأمريكي في الرأي الجامعة.
ووجدته مرة أخرى يجهل شغل المخابرات الأمريكية فتورط طائعاً في دفع تهمة التخابر بالقوالة عن الدكتور منصور خالد. وكنت أسست للمؤاخذة بعثوري على تقرير استخباراتي ورد فيه أسماء قوالين منصور فيهم. واضطرني جهل البطل بنظم الاستخبارات لكتابة بحثي المعنون "هذه أكاديميتي وأنا أجزي بها" لرد البطل وشيعة أخرى لمنصور من قبيلة اليسار الجزافي عن جهلهم بالاستخبار.
ولكني لم أخرج في مرتي هذه لتجهيل البطل بوظائف أجهزة المخابرات والأمن الأمريكيين. ولم أزد عن القول إنه مهما كان من أمر فمقارنة جهاز أمننا القومي بأجهزة أمن الولايات المتحدة عرجاء وخرقاء. فجهاز أمننا مسؤول عن سائر أمننا في الخارج والداخل بالتفاصيل المملة. بينما تفرق الولايات المتحدة بين أمن الخارج والداخل. فجَعلت لوكالة المخابرات أمن الخارج ولوكالة التحقيقات الفدرالية أمن الداخل الوطني.أما عَرَج فكرة البطل وخَرَقها في عقد المقارنة، ولو لماماً، بين نظم الاستخبار والأمن في بلدنا والولايات المتحدة فأوضح ما تكون في التكييف الدستوري لعمل كلا الجهازين في بلدهما. وهكذا لم أقصد تجهيل البطل كما أدعى بقدر رده عن استخدام بعض وظائف الاستخبار الأمريكي ليطلق يد جهاز أممنا فينا كيف شاء.
أما بهتان البطل الآخر فهو من باب "لا تقربوا الصلاة". فقال إنني وصفت دعوته إلى توسيع قاعدة الحوار حول قضية الأمن والحرية في مقاله الأول ب"النفايات". وهي ليست كذلك. وغضب غضبة بطلية. ولكنه حين احتكم إلى القارئ لبيان فساد رأيي جاء بنص من كلمته اجتزأه بصورة ثعلبية. فقال إنه قال فيه بضرورة "أن يتسم هذا الحوار بالقسط والاعتدال وأن يكتسي رداء المسئولية الوطنية إلخ". وإلخ هذه لذر رماد البطل عن نفاياته. ووددت لو واصل الاستشهاد بقوله بعد إلخ إلخ. فمتى واصل وجد القارئ أنه قصر هذا الحوار على الوطنيين الأحرار الذين "يضعون السودان في سويداء القلوب وحدقات العيون لا مكان فيه للموتورين وأصحاب الأجندة والزاعقين وطلاب الثأر". وعلقت على هذا العبارة قائلاً لو جرؤ أحدنا يوماً وكتب مثل هذه العبارات المستهلكة من نفايات إعلام النظم المستبدة للبطل لفرّج عليه خلق الله وأراه نجوم القائلة على "السوداني". ولا يمكن وصف لعبة الثلاث ورقات التي لعبها البطل على القارئ على حسابي بسوى بأنها خفة يد بطلية.
في كلمة أخيرة أعود لحوار الأمن والحرية الذي قال البطل بوجوبه لا تعلو فيه قيمة الحرية أو الأمن واحدتهما على الأخرى.



أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 24 مارس 2017

اخبار و بيانات

  • بيان توضيحي من محمد عبد الله الدومة نائب رئيس حزب الأمة القومي
  • بيان صحفي ما يربط أهل مصر والسودان أعظم من نهر النيل.. إنه الإسلام العظيم وهو شريان الحياة الحقيقي
  • الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة تنفي علاقتها بالييان الصادر باسم الجبهة الثورية
  • كاركاتير اليوم الموافق 23 مارس 2017 للفنان ودابو بعنوان محاولات التنصل من المسؤولية..!!
  • طالب بحل قضية حلايب والمعارضة السودانية بمصر غندور :جهات تعمل على "توتير العلاقة بين الخرطوم والقا
  • النائب الاول لرئيس الجمهورية و رئيس مجلس الوزراء القومي يؤكد ان السودان و تونس قادران على رسم مستقب
  • يوسف الشاهد في الخرطوم بدْء المباحثات بين السودان وتونس بعد انقطاع لـ "10" سنوات
  • رئيس البرلمان : الترابي أحد عباقرة البلاد
  • أحداث شغب بجامعة القرآن الكريم في ود مدني
  • مواطنو جنوب الشريك يجدّدون المطالبة بتوصيل الكهرباء
  • سفير السودان بالسعودية يزور جامعة نايف للعلوم الامنية
  • الإخوان المسلمين: لم نتلقَ دعوة رسمية للمشاركة في المؤتمر العام للشعبي
  • المهدي يدعو لدعم مستشفى سرطان الأطفال أبو قردة : 160 ألف إصابة بالسرطان في البلاد
  • غندور: الحملة الإعلامية للإعلام المصري ضد السودان غير مبررة
  • الخرطوم تحظر حمل السلاح الأبيض في الأماكن العامة
  • توتر في سواكن وقيادي يتهم دولة مجاورة
  • قال إنه لم يرَ المنظومة الخالفة غازي: الحوار متصل حول المشاركة في حكومة الوفاق
  • زيادة كهرباء المصانع (0016%) وتوقعات بصيف أسوأ من 2015م
  • جدَّد الدعوة لممانعي الحوار فيصل إبراهيم: المؤتمر الوطني لا يزال الحزب الأقوى في الساحة
  • بيان من ابناء دارفور بالحركة الشعبيه لتحرير السودان - شمال حول استقاله الرفيق عبدالعزيز ادم الحلو

    اراء و مقالات

  • صفحات مشرقة بقلم د. عارف الركابي
  • الكهرباء السياحية..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • وزارتني ليلاً !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • في مفهوم الجاهلية بقلم الطيب مصطفى
  • الكنيسة الإنجيلية : الإنتهاكات الكبيرة!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • الدكتور / زاهي حواس وزير الآثار المصري السابق ومصر التي كانت ولا زالت عاراً علي الأمة العربية والإس
  • وطن ,بلارسن بقلم بدوى تاجو
  • نجع الفرسان الاصائل شعر نعيم حافظ
  • أئمة و قادة الدواعش يسرقون الكثير و يُعطون الفتات القليل بقلم احمد الخالدي
  • المؤتمر الوطنى وإنعدام التخطيط الإستراتيجي لإدارة الدولة-السياسة الخارجية /نموذجاً بقلم يوسف الطي
  • حكايات خفيفة وطرائف 8 بقلم هلال زاهر الساداتي
  • العصيان المدني هو الطريق الوحيد للتخلص من الكيزان بقلم الطيب محمد جاده
  • ابقو الصمود ما تبقو زيف ابقو الصمود ما تبقو خوف بقلم عبير المجمر(سويكت
  • ليبقى الجيش الشعبي ...أو يتفتت السودان المتبقي ..وغير مأسوفا عليه بقلم المهندس مادوجي كمودو برشم

    المنبر العام

  • بيان من حزب مصر القوية حول منع ابوالفتوح من دخول السودان
  • قدر شوية التصليح والعمار الحاصل في السودان حاصل بي مجهود الشعب ما مجهود الحكومة
  • كارثة: مصر تقر بتزوير مستند بلد المنشأ لإدخال المنتجات الزراعية للسودان (فيديو)
  • أحذر من شراء الذهب المصري .. تعرف على أنواع الغش في الذهب المصري
  • ...نعــي أليم ... الحاجة نصرة أحمد خوجلي في ذمة الله
  • مقاطعة المنتجات المصرية .. من أجل صحتك وعزتك وكرامتك واعتزازك بوطنك
  • متوجا وحاملا شهادة رضاء شعبك وما أعظمها من شهادة يا زميل(صور)
  • تعقيب النعمان حسن على موضوع أثاره د. محمد حسن عن الاستقلال:
  • (لأول مرة.. استيراد 5 آلاف عجل من السودان لتربيتها في مصر)
  • حكم سودانى يحكم بالطبنجة بدل الصفارة
  • الجالية السودانية بمصر تتنفس الصعداء على انتهاء الازمة الاعلامية بين البلدين
  • ترامب يمدد العقوبات على دويلة "جنوب السودان" لعام آخر
  • الولايات المتحدة تحذر دويلة "جنوب السودان" من «أساليب التجويع المتعمد»
  • ومن يبتغ غير الاسلام دينا..عدنان الرفاعي
  • يا اخوانا ... عثمان صالح ما كفاهو كده ... حرجلنا كمل ...
  • أكوكو الخطير تزوج من 130 امرأة
  • أسماء حركات دارفور
  • لماذا مُنِعَ من دخول السودان؟ عبدالمنعم أبو الفتوح الطالب الذي جادل السادات في شجاعة
  • صدور كتاب (تحديديات بناء الدولة السودانية) للكاتب محمد الفكي سليمان
  • الميرغني يرفض ترشيحات الحسن ويدفع بالسر وإبراهيم للحكومة
  • سيرة ومسيرة سودانى عاش قرابة ال79 عاما فى اوربا ( العم حسن ارباب )
  • فايزة نقد : في ذكرى الراحل المقيم الأستاذ محمد إبراهيم نقد22 مارس (يوم الفراق المر)
  • أم بديلة ولا أم حقيقية؟ بقلم سهيرعبدالرحيم
  • اليوم 23 مارس: يمة – أمي – ماما بحبك بحبك بحببببببببك......
  • تقرير حكومي بألمانيا يقرر أن الأغنياء في ألمانيا يزدادون ثراء بينما يزداد الفقراء فقرا
  • التلفزيون الفرنسي عاجل انقلاب عسكري في سوريا وضباط يسيطرون على وزارة الدفاع ويحاصرون قصر الرئاسة

  • Post: #2
    Title: Re: عبد العزيز البطل: إلخ (1-2) بقلم عبد الله عل�
    Author: محمد أبوجودة
    Date: 03-31-2017, 01:34 PM


    شكراً يا بروف، على ما أبنتَ من وجهة نظرك الفعّال في "تكديب"* ما اشتمل عليه تعقيب الأخ البطل، من دفوع ضد ما ارتآك قد قارفته فيه ..!
    وجميل جداً أنّك عُدَتَّ عليه، وبظنِّي أنه ما كان ظانٌّ لك عودة ..!


    حقيقي، لقد أجليتَ النقاط التي دَفَعَ بها البطل، وبآخر جُهد المُكثِر! أن يزيل أثر نقدك على سلسلته! وربما كلّفته باغيا ..!

    ومع ذلكك! أودّ أن أتناول هذه الفقرة من مقالك التعقيبي على ردّ البطل، وسأذيّلها بتعقيبٍ منِّي موجَــز، فـ هاك:

    Quote: ....... ووجدته مرة أخرى يجهل شغل المخابرات الأمريكية فتورط طائعاً في دفع تهمة التخابر
    بالقوالة عن الدكتور منصور خالد. وكنت أسست للمؤاخذة بعثوري على تقرير استخباراتي ورد فيه
    أسماء قوالين منصور فيهم. واضطرني جهل البطل بنظم الاستخبارات لكتابة بحثي المعنون "هذه
    أكاديميتي وأنا أجزي بها" لرد البطل وشيعة أخرى لمنصور من قبيلة اليسار الجزافي عن جهلهم بالاستخبار.


    إنّها يا عزيزي، تُهمَتك الإعلامية لوحدك..! وقد جلبت عليك الأقلام من صاغر وكابر، ليس حُبٌّ لــ " العدل " مطلقاً
    فحسب، بل حُبّ أثر العلاّمة منصور خالد بما كتَب وَ ساس و قام وَ قعَد وأبرَق و أرعد ..!

    ثم لا أحسَب (!) أنّك بقيتَ remain after it بعدها، كما كنتَ قَبْلَها؛ فقد كُشِّرتْ في وجهك الأنياب
    ورُجِمتْ مقالاتك فيها، رجم العُجاب، فانسَــرّ المنصور، وأمسَك فيك عن أدنى عِتاب!

    لماذا تستشهد بها الآن ..! هل عدمتَ الحُجة لتردّ للأستاذ البطل، ما تراه قد بهتَك به؟

    ولولا أنك تخشى التطويل، لأطنبتُّ بدل هذا الإيجاز.


    مع أنو في البال الكتييييير!


    ولك التحايا الطيبة



    الصندوق وُ كِدا
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    * "تكديب" من كَدَّب الأرض، وهي إزالة الحشائش التي لم تُجَزّ في ال(حَشَّة) الأولى، يقولون لك: فلان دا والله بِكَدِّب كَدَيْبَة!

    Post: #3
    Title: Re: عبد العزيز البطل: إلخ (1-2) بقلم عبد الله عل�
    Author: محمد أبوجودة
    Date: 04-01-2017, 03:28 PM
    Parent: #2

    عزيزي البروف،
    لك التحايا الطيبة
    وحيث أن الشيءَ بالشــيءِ يُذكّـــِـــر، فقد ذَكّرتني بـ"لطّعنِ وكنتُ ناسـيا" ..
    وأُهديك هذا النص الأدبي، وأنا أزعُم أنه "قصة قصيرة" حسب فهمي للقصة
    القصيرة المُفتَرَضة في أدبنا الســوداعــربي، وقد يكون العربسلامي أو حتى
    العُربسلواني:

    فــــَوَران الطِّــين

    لم يكن من المستحسن عند كثير من جماعتنا. أن يطلق أحدهم على عمدتنا الثائر "ود خِريم الباب"
    تلك الجُملة الماسخة: عُمدة خالي أطيان ..! فالعارف بأثيرية الطين عند عمدتنا الحالي، لن يفوت عليه
    أنّ الجهرَ بمثل هذا القول، نوعٌ من الأذية الجسيمة! والناس أيّامنا هذي طيِّبون. وأكثرُ إلمامهم من نشب
    الحكمة: أنّ حُبَّ الأذية من طباع العقرب. واقع الأمر فإن الوصف بخلوّ العمدة من الأطيان، غير مُباعَدٍ
    البتَّة في المحصَّلة النهائية عمّا للعموديات الجديدة من طينٍ مغشوش! وبسببٍ من ذلك فإن العمدة لا ينفطم
    عن التَّمَسُّح بالطينِ، نزولِه ورَواحِه. بل لايتورَّع عن احتكاره ما بدا له في النظر طين. أو استقرَّ
    بالجوار عجين.

    عُمدتنا الغائر على الطين في كل الأوقات، دوماً ما تراه يشُدّ الخيطان ويبتني الحيطان فيما اكتنز بإحسانه
    الرواية والجباية، وبعض أحيانٍ العصاية. وتلك غيوض من فيوض وسائله لمِلك اليمين. قَلَّ أن يفرِّط عمدتنا
    ود خِريم الباب، في عودٍ أو قيراطٍ من الطين. يُجبيه في حَذاقةٍ ولو تعلّق بأستار السما الأحمر؛ أو غاص في
    البحر "عِز الضَّحا" الأعلى. قد يضطر أحياناً لإثبات واقعة شرائه لطين الغير، حتى قبل أن يعرضوه للبيع..!
    ما فرقت كتير. إنه عالمٌ من أين وكيف ولماذا يتقاتل الناسُ في أيلولة الطين. كما أنّه من الذين لا يحلو لهم
    الطِّين إلا حينما يكون في حيازة الآخرين. لايملك ساعتها إلاّ أن يُغريهم ببيع ما عندهم. تنتابه حالة من
    الشهوانية التي لا تشبع. كأنما يريد تخليص أهل المدر والحجر من عبءٍ جسيم. وإن لم ينفع الناسَ حَذَرُهم،
    رماهم بنقيع الإغراء. أو أتاهم من خلفهم بوجيع الإزراء لا يحُدُّه سَقْف. على ذلك تجده يكدّ نهاره ويُدلجُ
    ليله بحثاً عن الطين؛ وفي أيِّ المناحي طلع. لقد تطوَّرت عنده الحِيَل فأصبح ألخّ طينا. تفوق طينيّاته "تور
    بقر الجواميس الرُّقادِن لُخ".

    هاهو الآن طينٌ في طين، يتسربله من ساسه إلى رأسه. كُتلة من الطين تتدحرج وتترجرج، لتفرِض على
    الرَّائـيـــن والسامعين، لِــكــّة الطين وصليله الأبكم. وبتواتر الأقوال والرواية داخل الرواية، فإنّ دَكّة عمو
    ديتنا لم تكن، وإلى وقتٍ قريب، بالرتبة اللامعة في نظر عمدتنا الحالي. ولا في نظرِ أمثاله من "العمادين"
    اللائذين من حَرِّ التراب بالطين البارد ..! وما إن توهطت العمودية في الطين؛ والتصقتْ بالشَّعَرة والعجين،
    حتى غدت ملجأ مَنْ لا فكرة واضحة له عن مآسي الطين، فصولِه وغاياته. اندلقوا نحوها صرفاً غير عابئين
    بوعورتها. ولا بخطورة معاوِلهم التي تكبِّدهم من سباحاتٍ عكس الشورى والمشوار.

    وحيث أننا ما نزالُ في حِرز المعرفة غير الموثّقة. تلك التي تقول: بأنّ عُتاة الطَّامعين في الطين من بني
    قريتنا المجدودة قد ظلوا، في قديمهم الذي مضى ولن يعود؛ يتطاردونها ويفرون منها فِرار السَّليم من الأجرب،
    فليس أمامنا إلا أن نعتمد على كونهم، في أفضل حالاتهم الطينية. لم يحملوا عِبءَ الطين محمَل الكدَر الجَّد.
    بل كانوا أشغل بمداواة الرمال المتحرِّكة منهم بالطين الجامد. على هذا التفسير، وحسبما أتانا كابراً عن كابر.
    فإنّ العمودية لم تكن في نظر عمّنا "ودمنصور" إلاّ "وغوشة" في الفاضي! لايزيدها عن هذا التعبير المُفحِم
    إلا لماماً، ما كان السّامع متَّفِقاً معه في الإحسان. ماذا وإلاّ أردفها بقولِه الحكيم: " الفاضي يعمل فيها قاضي ..! "
    مُزِفّاً في فاء الفضاء وألِفِ الإملاءِ ما استطاع من إشباع. تصيخُ له الأسماع وترتعد له الفرائص. ومَنْ كمثلِ
    منصور توثَّبا..! لولا أنّ الهرم، قاتل اللَّهُ الهَرَم، قد نَشّ في نونِه وميمِه ورائه.

    الأبدعُ من ذلك، أنه على الرغم من أنّ طرف ثوبه لا يخلو من "تلطيخة" أو اثنتين قديمتَيْن، إلا أنّهما في
    عُرف الكثيرين، لا تعدوان عن كونهما بقايا من غُبار المعارك المجيدة. تتوِّج ولا تُمَوِّج. مأجورة وغير
    مأبورة؛ بل لا يُرَى فيها أثرٌ من شُنار. وودمنصور، عُمدتنا السابق والبدر المُعانِق، يتمتّع برُتبة العمودية
    جديراً بها للأبد! يقولون: إنّه لما أتته العمودية منقادة تجرجر أذيالها، أخذَ بمرباعها وغُربالها مأخذ الجدِّ
    والحَدْ. فكان لها نِعم الوَزين. وبحسب إغراض ود الخبير، والذي لا ينتهِ؛ فإنّ ذاك السؤدد الطيني قد كان
    في زمنٍ مضى وانقضت شماريخه. بل أضحى "مسهوكاً" كالورَق الذي "انفرَكْ". وفيما بدا فإنّ الخبيرَ غ
    يرُ مَعنيِّ بما جرى في الأمصار، ولا هوَ حَفيٌّ بما أتى أو قد صار! متناسياً قديمُه بغير القَنَع المعتاد،
    وآيساً من جديد الناس في كُلِّ العِناد. ها هنا فقد رجعَ الحديثُ الى أوسط الحجوة كَرّة أخرى. مُعيداً البحث
    في التلطيختَيْن الهيِّنَتَيْن! تَينَكْ المُبَرَّرَتَيْن بجميل الفصاحة غير المتبجِّحة كثيراً. ومرةّ أخرى يُسهِمُ عمّنا
    ود الخبير بباعِه الطويل في القص. يصول ويجول بما عَنّ له من عَرَض أو غَرَض. بالحفر حيناً والطّمْرِ
    بعض أحيان في بخسِ عموديات ود منصور. ناقراً نقرَ فأرَيْ ابن المقفّع في متن غُصن النجاة على فَمِ
    الجُب السحيق. مع ذلك فلم يُحسنْ قَرضاً أو نثيراً..! وقد عاش قَبْلَها لطيف الالتفاتات، في غيرها من تباريح.

    حينها أطلّ علينا بدر التمام عَمُّنا ودمنصور، ثانياً عَنان فرسِه. قاصداً جمعنا في بُلهَنيةٍ كَسَتنا أنوارها قبل
    ثبوت هلاله. يزيلُ برفقٍ ما عَلَقَ على جُلبابِه الناصع من غُبارات الطريق. فحدَفنا إليه سراعاً ما "انسهَك"
    بين أيدينا من طيننا الذي مضى ولم يَكَدْ..! فالتزم "المايك" واستعدل المنظار وأشعل الراس ثم فتح الكرّاس؛
    فحدَّثنا في الطين حديثاً غير مِهزار. فأين حديثنا من نسجِه البتَّار. وتجلّى على هواه يُثبِتْ لنا غير مُجادَل:
    أنّ طينَه ما يزال على حاله، أحَقَّيّةً من نهوضٍ ودَنفاً من نجوض. أما طين ود خِرَيم الباب، عُمَدتنا الخالي،
    فستصادره العمودية الجديدة عبرَ المفوَّضيّات والمفاوضات "الفاضيات". ذلك أنّ الطين المُلَمْلمْ في غير حقٍّ،
    مصيرُه الزوال! بل هوَ عينُه الحرامْ المقصود يذهَبُ من حيث أتى. وساعتها فستعلمون أنّ عمدتكم خالي أطيان!
    وذاك قد ينفعه ولن يضرّه في كثيرٍ أو قليل؛ من حيث أنه سيتيحُ له العودة إلى وزنِه الحقيقي من الطين. وأمّا بعد:
    فإنّ ود الخبير، عليه أوّلاً أن يستعيد الكَرّة للإمساك بالطين فَرَادَةً. حتى ليتجاسر من بعد، على مَنْ جاءهم الطين
    وهو يسعى! ولم يذهبوا إليه فُرادى أو جماعاتٍ في أقاربهم من أولات الأحمال الثِّقال.



    --- --
    حي النّزهة (الرياض-السعودية) 2007/ بقلم:/ محمد أحمد أبوجـــودة ..

    Post: #5
    Title: Re: عبد العزيز البطل: إلخ (1-2) بقلم عبد الله عل�
    Author: عبد الله علي إبراهيم
    Date: 04-02-2017, 04:40 PM
    Parent: #3

    شكراَ ابوجودة غلى القصة الهدية. قلت مرة في مسرحية عن "عمدة" سعران طين مثل عمدتكم: "وهل رايت دود الأرض إلا آكلاً طيننا". سعار الطين حجب فانوس الشمش والرشاقة عندنا.

    Post: #6
    Title: Re: عبد العزيز البطل: إلخ (1-2) بقلم عبد الله عل�
    Author: عبد الله علي إبراهيم
    Date: 04-02-2017, 04:40 PM
    Parent: #3

    شكراَ ابوجودة غلى القصة الهدية. قلت مرة في مسرحية عن "عمدة" سعران طين مثل عمدتكم: "وهل رايت دود الأرض إلا آكلاً طيننا". سعار الطين حجب فانوس الشمش والرشاقة عندنا.

    Post: #7
    Title: Re: عبد العزيز البطل: إلخ (1-2) بقلم عبد الله عل�
    Author: محمد أبوجودة
    Date: 04-02-2017, 10:13 PM
    Parent: #6



    تسلم يا عبدالله،

    وتالله إنّي لأعزّك صواباً وشـيء من بعض خطل؛ فكلانا من طين
    وإنما سماحة بعض طيننا من صلصال حمئكم المسنون ..




    وأأمل أن أقرأ مسرحيتك .. وفيها العمدة سعران طين، نجتْ منسأته من الأرضة، فتلقّف سُعارها الدود؛ أيكون هو ذاك الدود قَرْ قَر حبس الدّرِب .. (ربوع السودان) بتوع زمان..