الجعليين و الشوايقة في حيرة حول أصلهم الحديث عن أزمة الهوية و الأصول في السودان لا يعني أي شئ و لا يخص غالبية أهل السودان. فقبائل دارفور و النوبيين و النوبة و البجا و باقي القبائل القديمة يعلموا تماما كما يعلم العالم بأسره هويتهم و أصولهم و لا يحتاجوا للجدال و المغالطات و النظريات لإثبات أصولهم و هويتهم. و لكن منطقة الوسط النيلي و ما جاورها هي فقط التي تنشغل و يحيرها و يربكها بهذه القضايا بشكل مزعج و مثير للشفقة و للحيرة. فما أن تنقضي بضعة أشهر إلا و تثار قضية الهوية و قضية الأصول و تصم الأذان و نقرأ مهاترات و يثار الكثير من اللغط و الأزعاج حولهما. فما أن تنتهي و تخمد النيران و تنقشع الأدخنة إلا و يلحقها و يشتعل حريق آخر بجدل و نظريات أتعبت السودان بل و أتعبت حتي دول جوار السودان الذين أصيبوا بحيرتنا و بسخطنا. ظل الجعليين و الشوايقة يرددوا لزمن طويل جدا و يتمسكوا بروايات متعددة و متناقضة و لكن في مجملها تشير إلي نسبهم للعباس. و لازال الكثيرون منهم يؤكدوا ذلك و يدللوا عليه بقوائم نسب كتبوها في الزمن الحديث و تعود بهم لاكثر من 1400 عام و لاصل من فرد واحد فقط. و رغم غرابة الطرح و ضعف الأدلة إلا أن باقي قبائل السودان تركوا لهم هذا الأمر كما يحلو لهم بعد أن فترت همتهم في إقناعهم بعدم صحته. و عندما ذكر للجعليين بأن عادة الضرب بالسوط لا يشاركهم فيها أي قبيلة لا عربية و لا إفريقية سوي الفولاني (الفلاتة) و أن سحنات و هيئات الجعليين و الشوايقة لا تشابه العرب و لا تقنع العرب بأنتسابهم لهم ثارت حفيظتهم و فضلوا النسب العباسي العربي علي النسب الفولاني و بذلك فقدوا تعاطف الفولاني و أحترقت أولي مراكبهم. ثم طرحت لهم فرضية أن تكون أصولهم نوبية و أنهم فقدوا اللغة النوبية خلال فترات الأستعمار و الرق الروماني ثم المملوكي ثم التركماني للسودان. غير أن هذه الفرضية أيضا لم ترضي شخصيتهم. ثم ظهر من البعض منهم مؤخرا إدعاءات بأنهم أحفاد ملوك الكوشيين و بالتحديد أبناء مروي و نبتا و كرمة و لكنهم ليسوا نوبيين. و أصولهم سابقة للنوبيين بل و أن لغتهم العربية هي ليست لغة وافدة بل هي لغة أصيلة و قديمة في السودان و أنه قد أستعار منهم العرب اللغة العربية. و أضافوا إلي ذلك نعت النوبيين بأنهم هم الوافدين و أنهم هم أحفاد الرقيق الذين أنتزعوا أراضي ليست لهم. و لا زالت هذه الفرية الكبيرة تحاول تثبيت أقدامها في أرض الواقع و صناعة تاريخ مزيف لأقدم و أعرق الحضارات في إفريقيا و واحدة من أوائل الحضارات في العالم و هي الحضارة النوبية. و عندما ذكروا بأن مكتشفات الحضارة النوبية تثبت بأنهم أصلاء و موغلين في القدم و أن الإكتشافات لازالت متواصلة و تزيد من إدلة قدم حضارتهم و آخرها أكتشافات "نبتا بلايا" Nabta Playa المذهلة التي تثبت وجود زراعة و مدن و تقنيات و مراصد فلكية غاية في الدقة و التطور ترجع لأقدم من 7500 عام قبل الميلاد لم يعيروا ذلك إهتمام و ظلوا في شخصيتهم الجعلية المنفردة. و رغم أن وجود و قدم و أصالة و عظمة الحضارة النوبية مثبتة علميا و هي مفخرة لكل قوميات السودان و لكل إفريقيا بل و للإنسانية جمعاء إلا أن بعض الجعليين و الشوايقة لا يروا بدا من الطعن فيها لإجاد مخرج مشرف لهم لحيرتهم الذاتية الخاصة بهم فقط حول أصلهم و هويتهم. و هم بذلك لا يحرقوا مراكبهم العربية و النوبية فقط كما حرقوا مراكبهم الفولانية من قبل بل أنهم يقفوا في مواجهة الغالبية من أبناء الجعليين و الشايقية و مواجهة السودان و العالم بأسره. التساؤل المشروع هنا هو إلي متي سيظل الجعليين و الشايقية (لآنهم يستهجنوا بوصفهم كجعليين فقط) يخلقوا لأنفسهم و للسودان بأكمله أزمات مفتعلة هي الهوية و الأصول و الفقدان ؟ و لما يتحمل الفولاني و العرب و النوبيين نتائج حيرتهم في أمورهم و شخصيتهم المنفردة ؟ Ancient Nubian history is categorized according to the following periods: A-group culture (3700-2800 BCE) C-group culture (2300-1600 BCE) Kingdom of Kerma (2500-1500 BCE) Nubian contemporaries of Egyptian New Kingdom (1550-1069 BCE) Kingdom of Napata and Egypt's Nubian dynasty XXV (1000-653 BCE) Kingdom of Napata (1000-275 BCE) Kingdom of Meroe (275 BCE-300/350 CE) Kingdom of Makuria (340-1317 CE) Kingdom of Nobatia (350–650 CE) Kingdom of Alodia (600s–1504 CE)
بقلم : طارق عنتر أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 08 يوليو 2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة