[email protected] امام البرلمان وكعادته واصل عمر البشير تصريحاته المثيرة للضحك والرثاء في وقت واحد،فهو مايزال يكذب ويتحري الكذب حينما قال ان تدخل اجهزة الدولة في العمل الاعلامي يهدف احيانا للحفاظ علي امن الدولة وسلامة المجتمع،قالها هكذا دون ان يطرف له جفن او يرق له قلب،جهر بها دون ان ينتابه شعور بالذنب،صدح بها معتقدا بوجود من يصدق هذا الادعاء الكاذب،وقوله هذا في تقديرنا كلمة حق اراد بها باطلا،لانه لايتسق مع منطق الاشياء والفطرة السليمة ومباديء الحكم الرشيد التي ترتكز بشكل اساسي علي حرية الاعلام وليس محاربته وتضييق الخناق عليه بمختلف صنوف واساليب الحرب ،فالبشير كان عليه ان يكون واضحا وان يتحلي بالشجاعة الكافية التي تجعله يقول ان الكبت الذي يتعرض له الاعلام فان الهدف منه حفظ امن نظامه الفاشل وحزبه الفاسد وليس امن البلاد والمجتمع كما يزعم..والواقع يؤكد ان نظام الانقاذ لايخشي الله لكنه يخاف الاعلام الحر حتي لايكشف فساده وظلمه ،لذلك كلما اشرقت الشمس علي ارض السودان التي باتت جرداء بفعل انهار الدماء التي تسيل ودعوات المظلومين فان النظام يزيد من الضغط علي الاعلام ويكفي انه اوقف صحيفة التيار لانها تخصصت في كشف الفساد واخيرا يعمل علي تركيع الصيحة والجريدة والايام واخر لحظة بسلاح الحرمان من الاعلان الحكومي الذي اصدرت فرمانه لجنة تجلس علي راسها زوجة مدير جهاز الامن ،كما ان النظام يحظر علي الصحف توجيه سهام النقد نحو الاجهزة الامنية ويمنعها من تناول فساد الكبار واهلهم ،واذا كان البشير يريد عبر اجهزته القمعية حفظ امن البلاد والمجتمع فعليه ان يتحلي بالشجاعة ويصدر قرارا يقضي بالسماح للاعلام الرسمي والخاص بتناول كل القضايا التي تؤرق المواطنين بشفافية وان يترك الاعلام يؤدي دوره بوصفه سلطه رابعة..نثق بانه لن يفعل لانه يدرك جيدا ان فتح مثل هذا الباب سيعجل برحيل نظامه اليوم قبل الغد،وهكذا هي الانظمة الشمولية يضيق صدرها بالراي الاخر لذا فانها تصادره وتضييق عليه الخناق ولكن الي متي يسستمر هذا الرعب والخوف من الاعلام
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة