قرأت مقالي عبد الرحمن الامين و خالد موسي دفع الله و غيرهما من الذين اطروا و مدحوا منصور خالد ، و مع هذا لي رأي في عبقري عصره منصور خالد . سمعت بمنصور خالد ، عندما صار وزيرا في بلاط جعفر نميري ، حدثني احد الانصار المقربين لعبد الله خليل رئيس الوزراء السابق بان منصور هذا حزب امة فاندهشت و تساءلت كيف يكون عضو في حزب الامة وزيرا في بلاط نميري و لا يزال جرح الجزيرة ابا و ود نباوي نيا و ينزف دما . كان الشريف حسين الهندي يهاجم نظام مايو من محطة اذاعة خارج السودان و اغلب هجومه موجه للرشيد الطاهر الذي يشبهه بالعاهرة التي تقبض من احد زبائنها و اذنها علي الباب و في ذلك الوقت ذكر ان مهندسي دولة اجنبية شيدوا لمنصور خالد منزلا فخما ، تكون جالس في غرفة جلوس فيه اذا ضغطت علي ذر تتحول الغرفة الي غرفة نوم . كنت مسافرا في قطار من كسلا الي الخرطوم فقال احدهم حكومة نميري كلها من اهل غرب السودان و طلبت منه ان يذكر ابناء غرب السودان الذين يحتلون مواقع في نظام نميري فذكر منصور خالد و كان معنا رجل اعترض بغضب و استنكار فيه رائحة العنصرية علي ان ينسب منصور خالد لأهل الغرب و قال لنا ان منصور ابن اخيه و انه جعلي عمرابي اما و ابا . قرأت كتاب منصور خالد النخبة السودانية و ادمان الفشل ، قد كانت له فيه مآخذ علي حكام السودان بعد انتفاضة عام 1985 منهم عبد الرحمن سوار الدهب الذي جاء عنه في الكتاب المشار اليه انه كان عضو في جماعة الاخوان المسلمين منذ ان كان طالبا و الجزولي دفع الله اخو مسلم بعث برقيات باسم نقابة الاطباء يؤيد فيها نظام نميري قبل الانتفاضة بأيام معدودة صار رئيس وزراء الانتفاضة و عثمان عبد الله الذي وجه جنوده بضرب المتظاهرين بالرصاص الحي ، صار وزير دفاع بعد الانتفاضة وكل هؤلاء كانوا من خلصاء الاخوان المسلمين و حماه لهم من المحاكمات علي دورهم في تنصيب النميري اماما للمسلمين و دورهم في اعدام محمود محمد طه و تقطيع ايادي و ارجل وصلب بعض فقراء السودان و لهم دور في تمكين الاخوان المسلمين ليفوزوا بدوائر الخريجين في انتخابات عام 1986. حضرت اجتماع في فندق سمير اميس بمصر بين الحركة الشعبية لتحرير السودان و بعض ابناء القبائل التي تعيش في جنوب مديريات دار فور و كردفان و النيل الازرق ( قديما ) و تبحث عن المراعي و الماء صيفا في مديرية بحر الغزال و اعالي النيل و عندي تسمية هذه القبائل بقبائل التماس خطا في ذلك الوقت حيث ان السودان موطن لجميع السودانيين لأي سوداني حرية الحركة فيه . كان يرأس الاجتماع جون قرنق و مع ان منصور خالد كان موجودا ، ظل واقفا اغلب الوقت و لم يشارك في النقاش و لا ادري ما هو السبب لذلك و من حديثي القصير مع باقان و يوسف كوة و غيرهما من شباب الحركة الشعبية اتضح انهم يكرهون العرب كراهية لا مبرر لها و لا علاج لها و يتساءل المرء ما دور العالم و الدبلوماسي القدير منصور خالد الذي عاشر هؤلاء لسنوات يفطر ويتعشى معهم دون ان يعمل شيئا لإزالة الاتربة من عقول هؤلاء كما ان انفصال الجنوب يتحمل منصور خالد وزره مع الاخوان المسلمين و لا اظن يوجد احد يشك بان وجود منصور مع الحركة الشعبية ساعد في تقديمها للعالم الخارجي بخبرته و المامه بما يجري في العالم و بصلاته مع الغرب منذ ان كان طالبا . تحدث عبد الرحمن الامين عن خروج منصور خالد عن المألوف و تمرده عن القوالب الجاهزة و دخوله في معركة مفتوحة مع ديوان شئون الخدمة عندما قرر ان يجعل الكفاءة و الجهد اساسا للترقيات و الغي معيار الاقدمية و زحف الصف الذي يستغله الوثابون المثابرون ......... الخ هذا القول يذكرنا الوثب بالزانة الذي استحدثه جعفر محمد علي بخيت ، هؤلاء الوزراء استغلوا صلف الدكتاتورية التي هم خدامها فعاثوا في الخدمة المدنية فسادا فانهارت الخدمة المدنية و انتشر فيها الفساد و هذا الوثب بالزانة و الغاء الاقدمية هو الذي شجع الاخوان المسلمين ان يكسروا الزانة و يرموها في الزبالة ويستعملوا المكنسة فكنسوا كل من لا ينتمي الي تنظيمهم و جعلوا الكفاءة هي الانتماء للتنظيم و مزاج علية القوم و في النهاية صار كل شيء بيد العميد عمر حسن احمد البشير والله يرحم الخدمة المدنية التي كانت . جبريل حسن احمد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة