|
Re: سدود الشمال.. من أين تؤكل الكتف؟ (5-5) بقلم ن� (Re: نور الدين محمد عثمان نور الدين)
|
الأخ الفاضل / نور الدين محمد عثمان السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته : أنا كاتب هذه الحروف من أبناء النوبة ،، والنوبة من أذكى الأذكياء .. ولكن مع الأسف الشديد لا أحس بمعالم الذكاء والدهاء عندما أتابع مقالاتك تـلك تحت عنوان ( سدود الشمال ) ،، يا أخي الفاضل لقد ولـت أزمان الأوهام والخوض في متاهات السراب ،، وكأنك تخاطب عقولاَ جاهلة تجهل الحقائق ،، وهذا العصر هو عصر مواجهة الحقائق بشجاعة الشجعان وليس بسلاح الافتراءات والتأليف والتلفيق ،، ونراكم بمنتهى البراءة تخلقون نوعاَ من الانتصارات الوهمية الزائفة للشعب النوبي ،، وكأن أبناء النوبة كانوا على قلب رجل واحد في معركة ضد النظام القائم حول السدود المقترحة في مناطق النوبة ثم انتصروا على النظام ،، وتلك مجرد أوهام من صنع خيالك وخيال من يجاريك ،، وتحليلاتك تلك تدخل في نطاق سخرية أبناء النوبة أنفسهم قبل أن تدخل في نطاق سخرية الآخرين من أبناء السودان ،، والحقيقة التي يجب أن نقولها بمنتهى الشجاعة والصراحة هي أن النظام القائم الحالي لم يتراجع عن بناء سد كجبار تراجعاَ وخوفاَ من تلك اللجان والجهات التي أنت تظن أنها كانت السبب في عدم قيام سد كجبار.. ولكن الحقيقة أبعد من تلك الفريـة الجاهلة كثيراَ ،، وهي تلك الحقيقة التي يعرفها جيدا ذلك الصغير وذلك الكبير من أبناء السودان .. والمشكلة الحقيقية التي يواجهها النظام في تنفيذ سد كجبار تتمثل في تلك الإمكانيات المالية والتمويلية الهائلة .. بما في ذلك الإمكانيات المطلوبة للتعويضات ،، والنظام حالياَ يترنح تحت ويلات الإفلاس الشديد من كل الجهات ،، فإياك أن تتوهم وتخلق لنفسك وللنوبة بطولات زائفة .. وهي بطولات ليست صادقة ،، ونحن أبناء النوبة لا نريد أطلاقـاَ ذلك الزيف من البطولات الوهمية الكاذبة ،، وعليه المرجو التوقف عن تلك الأوهام التي تتسوق لهـا .. وهذا الكلام يقال بغض النظر عن مواقف البعض الذين يقفون في خندق النظام القائم أو مواقف البعض الذين يعارضون النظام القائم .. فإن ذلك النظام لم يتراجع في لحظة من اللحظات عن فكرة إقامة سد كجبار .. ولو كان ذلك النظام بنفس الحماس والعنفوان والتحدي في بداياته الحكم لأقام سد كجبار رغم أنف النوبة .. كما أقام الكثير من المشاريع في مناطق أخرى في السودان رغم أنف الأهالي في تلك المناطق .
وفي موضوع السدود في مناطق النوبة فإن الإنسان النوبي قد بلغ ذلك الباع من العلم والتقدم والتحضر .. ولا يعارض أو يؤيد إقامة سد من السدود من منطلقات التوجهات الحزبية أو السياسية أو العنصرية .. فتلك من معدات البدائية والتخلف والجاهلية .. ولو كانت الأمور تتم بتلك النظريات البدائية لما أقيمت الآلاف و الآلاف من السدود في أنهر الصين أو في أنهر الكثير من دول العالم ،، ولكن الإنسان النوبي يعيش ضمن الشعوب التي تواكب القرن الحادي والعشرين .. حيث تلك الجهات المتوفرة عالميا في إيجاد دراسات الجدوى لأي مشروع من المشاريع الحيوية .. وهي تلك الدراسات التي تحدد مضار ومنافع تلك السدود .. وبالتالي هي تحدد وترجح الكفة الموجبة أو الكفة السالبة من إقامة سد من السدود .. وفي تلك اللحظة فإن الإنسان النوبي يملك الحق في قبول أو رفض أقامة ذلك السد المقترح من منطلقات الدراسات وليس من منطلقات العنصرية والنزعة النوبية .
|
|
|
|
|
|