نعي السيد اسماعيل عبد الله الفاضل المهدي بقلم د محمد سيد احمد عبد الهادي

نعي السيد اسماعيل عبد الله الفاضل المهدي بقلم د محمد سيد احمد عبد الهادي


01-30-2016, 01:50 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1454115029&rn=0


Post: #1
Title: نعي السيد اسماعيل عبد الله الفاضل المهدي بقلم د محمد سيد احمد عبد الهادي
Author: مقالات سودانيزاونلاين
Date: 01-30-2016, 01:50 AM

00:50 AM Jan, 30 2016

سودانيز اون لاين
مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA
مكتبتى
رابط مختصر


رحل عنا الي جوار ربه الاسبوع الماضي السيد إسماعيل عبد الله الفاضل المهدي "سمعه" او "مهدي" كما كان ينادونه زملائه في كلية فكتوريا. لقد فقدنا اخا اكبر وصديقا لايعرف الحواجز بين الاجيال، كان صديقا لكل من عرفه، او زامله . قليلا ان تكون العلاقلات مستمرة بين بين زملاء المراحل الاولية والمتوسطة ولكن السيد اسماعيل كان محتفظا بعلاقات وطيدة حتي بزملاء المرحلة الاولية في كلية فكتوريا وهم محتفظين بها.
وكانت داره في القاهرة تجمعهم، وقبله للجميع، ومن زواره الممثل القدير احمد رمزي رحمه الله و احمد النحاس باشا، والدكتور الخطيب الزوج الثاني للملكه ناريمان ملكة مصر وكل ابناء الباشوات، وأمراء الاسره الهاشمية بالمملكة الاردنية الذين زاملوه في كلية فكتوريا. كما كانت داره ايضا، قبلة لكل السودانيين بمختلف اطيافهم ، فما من امسية تزوره فيها الا وتجد صالونه يعج بالناس ، فيهم المقيم في القاهرة، والزائر للسياحة او العلاج والترازيت ... كان كريما صدره رحب ،بشوش ، متسامح مع نفسه و مع الجميع.
كان كل من يصل القاهرة ،و يحط الرحال، اول شئ هو الاتصال بسيد إسماعيل . وصلت ذات مرة عام 2005 في مهمه للمشاركة فيما كان يعرف ب"اتفاقية القاهرة" بين التجمع الوطني الديمقراطي و الحكومة، ولحضور مراسم التوقيع،. وفور وصولي اتصلت بالمرحوم اسماعيل للتحية و قلت له اني وصلت اليوم لحضور مراسم توقيع "اتفاقية القاهرة" ، فدعاني للعشاء في داره قائلا : "تعال عندي المساء لتتعشي معـي،.. عندي بعض الاخوان جايين يتعشو معاي الليلة" ، فذهبت ملبيا الدعوه، ولكن من وجدت ؟؟؟!!... وجدت قيادات واركان "جهاز امن النميري" السابقين، وجدت: مامون عوض ابوزيد رحمه الله، والمرحوم أبايزيد رحمه الله وعاصم عطا مد الله في ايامه، وآخرين لااعرفهم، وهم في غاية الود. ومعروف ان بيت المهدي والانصار قد عانوا الكثير من جهاز الامن في عهد مايو إضافه الي احداث الجزيرة ابا. ولكن هذا هو السيد اسماعيل الطيب المتسامح الاجتماعي الهميم.

اما في السودان وقبل ان يتركه عام 1989، الي منفاه الاختاري بالقاهرة ، كان مكتبه بشارع السيد عبد الرحمن "شركه ساكيام" ايضا قبلة لجميع اطياف المجتمع ، سياسيين، شعراء ،فنانين،رجال اعمال، وكذلك السودانيين من الاصول الاجنبية امثال غارو فانيان كان وكيل لسيارات البيجو،و شارلس كافوري، و فالفس، وبابادام، ورشيتي، وبدريان (هولاء تركو السودان بعد 1989 ، ما عدا كافورى وبدريان ) والذين كانت لهم صداقات واعمال مع والده السيد عبد الله الفاضل رحمه الله، ثم اصبحو هم وابنائهم متواصلين مع السيد اسماعيل.
كما اسس لنا جمعية خريجي كلية بالسودان وجعل مكتبه مقرا لها، وساهم مساهمه فعالة في استقطاب تبرعات سخية ابان فيضان 1988، لصالح مستشفي العيون من زملاءه الاثرياء، الشيخ كمال ادهم شقيق زوجة الملك فيصل ابن عبد العزيز وخال الامير سعود الفيصل، والشيخ عبد اللطيف الحمد رئيس الصندوق الكويتي للتنمية آنذاك، وأخرين، .

ان الفقد لعـظيم لاسرة المهدي وبيت المهدي خاصة و الانصار عامه، فقد كان محبب لهم جميعا، صديقا لهم جميعا، مقرب لهم جميعا، وكان دوما جزء من الحلول. أعزيهم وأعزي نفسي في هذا الفقد العظيم.
ان سـيد اسماعيل حقا يستحق لقب "سيد"، كان قمة الرقي في حياته الخاصة وقمة التواضع في معايشته وتعامله مع الناس.

تألمت كثيرا لعدم حضور وداعه الي مثواه الاخير ، فقد فاضت روحه الطاهرة وانا في الطائرة في طريقي الي ابوظبي، تمنيت لو حضرت لاقول بضع كلمات في حقه، ولكن انا اريد وانت تريد، والله يفعل ما يريد.
اللهم ارحمه رحمة واسعة واسكنه جناتك والهم اسرته و أخوانه وال بيت المهدي الكرام وعموم اصدقائه الصبر والسلوان.

كان بين الناس محمود المقام ،،، كان مدرارا للضيف كالسحاب
لم يكن يذكر بسوء في المقال ،،، كان ذا بعد عن الامر المعاب
كان شهما حاملا خير الصفات ،،، سالكاً درب المعالي والصواب
ربنا اجعله في عالي الجنان ،،، خالدا، يلقي بها خير الصحاب

انا لله وانا اليه راجعون

د محمد سيد احمد عبد الهادي
ابوظبي






أحدث المقالات

  • ليتها كانت أخطاء طباعة بالفعل أيها الصديق غير الصدوق! (3) بقلم محمد وقيع الله
  • المحيط الآسن بقلم على حمد إبراهيم
  • ليتها كانت أخطاء طباعة بالفعل أيها الصديق غير الصدوق! (2) بقلم محمد وقيع الله
  • جيش البشير.. شذوذ.. مخدرات.. عدم إنضباط.. بقلم خليل محمد سليمان
  • الرئيس يطرق ابواب الفشل من جديد..!!! بقلم سميح خلف
  • تحريك المياه السودانية الآسنة بقلم الفاضل عباس محمد علي
  • الحزب الليبرالي وقضية المثلية الجنسية بقلم عادل عبد العاطي
  • لعنة الغريب !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • حول إيقاف بث قناة الشروق لحلقة اسماء محمود محمد طه!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • ما بين اقتصاد البترول واقتصاد البقر! بقلم الطيب مصطفى
  • الصيحــات القادمــة مــن وديــان المـــوت !!
  • الشاعر منيل راو: لم نر الشيطان الرجيم بعد في أبيي بقلم عبد الله علي إبراهيم