*ومثلما يفعل التاجر دعونا نجرد حسابات عامنا هذا..*حسابات الربح والخسارة لصحافتنا بحسبانها سلطة رابعة..*فعلى صعيد الأرباح هنالك- وقبل كل شيء- قضية الحريات الصحفية..*فبغير الحريات هذه يتعذر علينا ممارسة السلطات المشار إليها..*فبحمد الله ها هو العام ينقضي دونما رقابة مفروضة علينا..*لا قبلية ولا بعيدية ولا شكلية ولا استباقية ولا تحت أي مُسمَّى كانت..*وبفضل ما توافر لنا من هامش الحريات هذه نجحنا في تحقيق (أرباح)..*صحيح هي أرباح بسيطة ولكنها أفضل مما (جنيناه) العام الماضي..*ففي عامنا هذا نجحنا في أن نهز الأرض من تحت أقدام المطيع مثلاً..*وها هي الأخبار تتحدث عن قرب إقالته من منصبه بعد أن كدنا نيأس..*ولكنا نطمع في إلغاء هيئة الحج والعُمرة نفسها بعد كثير لغط عن فسادها..*ولتكن - إن كان لا بد منها- محض إدارة في وزارة الشؤون الدينية..*ونجحنا في لفت الأنظار- بشدة- إلى تجاوزات ديوان الزكاة أيضاً..*ومن المؤسف جداً أن يطال الفساد حتى مؤسساتنا (الدينية)..*المؤسسات التي على قممها رجالٌ ذوو لحى وشالات وعمائم وملافح..*ونجحنا في هدم (طوطم) الحصانات المقدس بحسبانها حامية للفساد..*وسايرتنا في ذلك وزارة العدل شاكيةً من إعاقتها سير العدالة..*وقالت إن نحو (25%) من السودانيين باتوا يحظون بـ(حصانات)..*وتبعها نواب البرلمان محتجين على بطء إجراءات رفع الحصانة..*ثم تبعتهم هيئة علماء السودان واصفةً الحصانات بأنها (حاضنة) للفساد..*أما ما خسرنا فيه فهو معركتنا ضد الترهل الوزاري (الرهيب)..*فهي الحكومة الأكثر عدداً بين نظيراتها في العالم كافة على مر التأريخ..*وخسرنا - كذلك- في جعل وزارة المالية تكف عن (الكذب) على المواطنين..*ونعني الكذب فيما يخص (الدعم) مهددةً برفعه كل حين وآخر..*وهي تعلم أنه ما من دعم أصلاً حتى يُرفع وإنما التي تُرفع هي الأسعار..*وأن رفع الأسعار هذا لم تعد للشعب المسكين قدرة عليه أكثر من ذلك..*بل هو ذاته صار يحتاج إلى من (يرفعه) عن الأرض التي انبطح عليها..*انبطح عليها رهقاً وعنتاً وفقراً بعد أن (قاوم) فوق طاقته سنين عددا..*وبما أن جرد الحساب - في مجمله - ليس في صالحنا فإننا نقر بالخسارة..*ولكنها خسارة - على أية حال- أقل مما كنا نتوقع في بداية العام..*ويكفينا ربحاً (ذهاب مطيع الحج والعُمرة !!!). أحدث المقالات