عندما ترشح السيناتور الراحل جون ماكين ضد باراك اوباما في الانتخابات الرئاسية الامريكية ، كان كبيرا في السن ، استغل اوباما وسائل التواصل الاجتماعي لمخاطبة الناخبين ، وقد نجح في ذلك نجاحا منقطع النظير ، وفي المناظرة الأخيرة على ما اظن عندما سأل اوباما منافسه عما اذا كان يمتلك بريدا الكترونيا ، تحدث الرجل بشجاعة البيض المعهودة والصدق وعدم الكذب وأعترف انه لايمتلك بريدا الكترونيا وحتى انه لايعرف التعامل معه. فقد كانت هذه المعلومة بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ، وقد سقط الرجل سقوطا مدويا . لأن الناخبين معظمهم من الشباب الذين لايصدقون ان رئيسهم القادم لايعرف التعامل مع الحياة العصرية.
واستمرار الاحزاب السياسية السودانية بالعقلية القديمة ، ومحاولة الحصول على الاصوات لمجرد أنهم يتبنون الاسلام أو احفاد الامام والمهدي او الميرغني . لكن تبني الاسلام من قبل الكيزان خلال الثلاثة عقود الماضية اتضح انه متاجرة بالدين ، وهم قمة اللصوصية والكذب ، وقد كانوا عبارة عن عصابة مجرمة سرقت خيرات البلاد وقتلت وعذبت اهله وشردتهم باسم الدين ، وأما استمرار احزاب الامة والاتحادي بالطريقة القديمة لمجرد أنهم احفاد المهدي والميرغني ، وهم من عملوا على مساعدة الباطل لمدة ثلاثين عاما, إن ذلك غير كاف . الزمن تغير والمفاهيم والافكار تغيرت.
في مجال السياسة او الاقتصاد اصبحت الخريطة في حالة تحول مستمرة ، حيث أنه بين يوم وليلة اصبح مارك زوكربيرغ صاحب فيسبوك من أغنى اغنياء العالم وهو في العشرينات من عمره . بمجرد انشاء مجموعة لزملائه بالجامعة . وكما خرج العديد من الشركات العالمية التي كانت تعتبر الرائدة عالميا في مختلف مجالات الاعمال من السوق ، ومنها من افلس ومنها من اصبح على حافة الافلاس ، لأنها لم تواكب التطور و تدخل عالم التكنولوجيا ، وتكون قريبة من الشباب ، لأن الشباب اليوم هم الذين يبيعون ويشترون وهم الذين يبتكرون ، ويطورون ، حيث أن الثورة السودانية الرائدة التي اصبحت نموذجا للثورات السلمية في العالم ، كانت من البداية للنهاية بواسطة وسائل التواصل الاجتماعية ، حيث تمكنت من قهر ، الآلة الحربية لنظام الكيزان التي صرف عليها تريليونات الدولارات.
حتى رئيس جهاز الامن والمخابرات المخلوع صلاح قوش اعترف بفشله في مواكبة التكنولوجيا ، وفي الوقت الضائع كان يريد تدريب منسوبيه على ذلك بعد فوات الأوان ..لذلك يا سيد الصادق ، انصحك بعد الترشح والانسحاب من الحياة السياسية لتحفظ بعضا من كرامتك المبعثرة ، وأن تعتذر انت وانجالك بسبب مشاركتكم في نظام الانقاذ المخلوع. وأنت من قام بافشال كافة الثورات ضد هذا النظام الفاشي ، وكنت من اكبر المخذلين في بداية الثورة وضربت امثال "بتاعت حبوبات" ، وراهنت على فشل ثورة الشباب المجيدة ، التي راهن الجميع على نجاحها.
واستمرارك في التدخل وابداء آراء ولاتسمن وتغني من جوع لافائدة منها ، لأنك من كان السبب الرئيسي في افشال ثورة الشباب في 2013 ، كما انكرت خروجك في المسيرة على الرغم من ظهورك في الفيديو، وهذا الموقف بكل صراحة كان مخزيا ، ولا يشبه أسرة الامام المهدي ، واستمرار اولادك عبدالرحمن وبشرى في النظام لآخر لحظة خطأ كبير لايغفر لك او لهم. كما ان شرط ان يكون رئيس الحزب من اولادك واحفادك هذه من الاخطاء التي قادت الحزب إلى الهاوية. وعلى الرغم من التاريخ النضالي الطويل للحزب الا انه عاش لحظات صعبة بسبب الاصرار على ان يكون ملكا عضوضا لك ولعائلتك. وهذا الحزب رائد الحركة الوطنية والاستقلال ، يجب ان يكون لكل السودانيين وكل من لديه الكفاءة أن يكون رئيسا للحزب .
وحتى مواقف ابناء عمومتك مبارك الفاضل والصادق الهادي بلاشك فيه الكثير من الاساءة للحزب ولمسيرته. ويجب أن يعمل الحزب على الارتقاء والتطور ومواكبة الحياة العصرية وطرح برامج تتواكب مع الزمن وتستوعب طموحات الشباب وتستشرف المستقبل بعيدا عن استمراره مثل اي طريقة صوفية أو ملك خاص لعائلة بعينها . ومن لم يستطع مواكبة العصر والتطور الذي يجرى من حوله فليبتعد.
قال الشاعر : زهير بن أبي سلمى.
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولاً لا أبا لك يسأم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة