اشتعلت الميادين بالأضواء وأنهزم صمت الكآبة الثلاثينية بأبواق السيارات وهتافات الفتيات اللطيفات والأطفال والشيب والشباب والأهازيج والرقصات.. لاحظت الآتي: - لم يقم أي شخص بترديد (الله أكبر)... فهل علم الاسلامويون الآن ماذا فعلوا... فليسألوا زراديتش نيتشه إذا لم يكونوا يعلمون. - رأيت الشماسة أو المشردين يتجمعون ويصخبون نصف عراة يجرون هنا وهناك وابتسامات أفواههم التي التصقت بلعاب الجوع اضاءت ما بين المشرق والمغرب فرحا... اقتربت من أحدهم وكان في الرابعة عشر فهتف: سقطت سقطت يا كيزان...ورفع أصبعي علامة النصر. متأكد تماما أن الشماسة يتبعون حاسة الجماهير دون أن يفهموا أن لا شيء في حياتهم سيتغير سواء سقطت أم لم تسقط... ولاحظت أيضا شيئا أخيرا.. لا يوجد من بين كل المطروحين على ساحة رئاسة الدولة ، لا المجلس العسكري ولا المرحلة الانتقالية نوباوي واحد ولا فوراوي واحد... النيليون ينتصرون كالعادة وتعلوا أصواتهم على صوت الآخرين...ورغم ذلك لديهم حلم بعودة الجنوب..وهم لا يفكرون حتى بمنح شخص واحد من خارجهم فرصة الظهور والأضواء...وربما كما كانوا يفعلون مع الجنوبيين سيطعمون الرئاسة بنائب من اولئك الذين يمضون وجودهم دوما ككومبارس في لعبة النافعيين والطاهويين الجدد. ومع ذلك يتمنون عودة الجنوبيين الذين هم الآن ذاقوا طعم أن يكونوا مواطنين من الدرجة الأولى بل فوق هذا يتحاربون ويقتلون بعضهم البعض إيمانا بحقهم في وطنهم...فهل سيعودوا وهم يرون الآخرين يقبعون على الهامش من خلفهم... لماذا لم يتم اقتراح رئيس نوباوي واحد؟ ألا يوجد ضباط ولا متعلمين ولا مثقفين من جبال النوبة؟ أما كان هذا سيؤدي إلى إزالة شعور هؤلاء بالاغتراب داخل وطنهم؟ مع احترامي لابراهيم الشيخ وحمدوك والدقير وكل أبناء الشمال النيلي وشمال كردفان من أصحاب الطموحات.. امنحوا الآخرين ذات الحق في أن يكون لهم أيضا ذات الطموحات..حاولوا أن تمنحوا انفسكم فرصة استجمام والتقاط أنفاس وامنحوا المهمشين فرصة تقلد منصب الرئاسة ؛ ليس بالضرورة أن يكون الرئيس بروفيسور فالرؤساء عموما لا يمارسون عملا تخصصيا بل هم يقودون عبر المؤسسات التي تحت قيادهم. عاوزين رئيس من جبال النوبة أو من الفور أو البجا هدندوة أو بني عامر....الخ.. يكون مدنيا صرفا ، وله حضور بين أهله وقبيلته ، ليكون ذلك دليلا على صدق شعارات الثورة. خلاص.. كفاكم فقد حكمنا من صراصر ومن شندي ودنقلا وخلافهم من حكمنا ... امنحوا الباقين فرصة القبول من الكافة كحكام... وكونوا أنتم خداما للوطن. فليكن الرئيس القادم من جبال النوبة ، ونائبه من الفور، ورئيس الوزراء من الفلاتة....تماما كما فعلت أمريكا وأتت بأوباما رئيسا. هنا فقط ستكون الثورة قد نجحت بالفعل وانتصرت على ذاتها.
العنوان
الكاتب
Date
مع احترامي لي البشير واب نعوف وبرهان .. وابراهيم الشيخ ومحمد يوسف وحمدوك...الخ ولكن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة