(1) التحق الترابي بالجامعة عام 1952، وانتمى لحركة التحرير عام 1952 وهو في السنة الثانية، فهو ليس من مؤسسي الحركة الذين سبقوه في الجامعة مثل بابكر كرار ويوسف حسن ومحمد خير ومحمد يوسف والطيب صالح ، ولكن الترابي في برنامج احمد منصور قال: " لم يكن هناك وجود للفكر الإسلامي في الجامعة"1 ومؤدّى العبارة مفهوم بالبداهة أن الحركة تبدأ به، ولأن أحمد منصور لم يطلع على الكتب التي تناولت هذا الجانب من تأليف كتاب سودانيين من " الحركة" فإنه يبدو مُسطحا ويحتج بالوجود المصري في السودان مملوك المماليك، فيرد الترابي: " مصركانت مهمشة في السودان"! أحمد منصور مغسول الدماغ مثل معظم الإعلاميين المصريين اليوم يعتقد أن مصر حكمت السودان، بينما كان في مصر مندوب سامي بريطاني يركع له كل الباشوات! مصر ياسيدي كانت دائما مملوكة لغير أهلها قبل الإسلام وبعده! ولكن حقيقية الأمر تنجلي في الآتي: 1: أول تكوين لجماعة الإخوان المسلمين في السودان، كان قائده الشيخ عوض عمر إمام مسجد أمدرمان، ويضم التنظيم طليعة مثقفة ومتمكنة من العلوم العربية الإسلامية من خريجي المعهد العلمي. من كانوا في جمعية الثقافة في المعهد. وأوراق المخا برات الإنجليزية تتضمن اسم الشيخ عوض عمر ومنظمتين إسلاميتين أخريين، هما حزب الله برئاسة الشيخ طنون وأنصار السنة وذكر بينهم اسم كامل الباقر. وفي عام 1945 -1946 جاء إلى السودان في جولة سعيد رمضان موفدا باسم الإخوان المسلمين في مصر، ومعه الكاتب السوداني:محي الدين جمال أبو سيف، وزارا بورتسودان وكسلا وعطبرة والعاصمة وأقاما ندوات، وكونا فروعا للتنظيم في السودان وعادا، هذا ما أنقله من تقارير الخابرات الإنجليزية في الخرطوم نصا. 2" آلت قيادة الحركة إلى الأستاذ علي طالب الله وسمي: المراقب العام، وكان من قادة مؤتمر الخريجين، ومشاركا في كل المظاهرات وكل أنماط الاحتجاج ضد الإنجليز ونزيلا كثير التردد على السجن. 3: ثم فجأة ظهر الحركة في الجامعة وسط المتدينين من خريج التعليم المدني. وادارت ظهرها للحركة الموجودة من قبل، التي تضم كوكبة من المعهديين خاصة. 4ك على أيام حسن البنا، كان للطلاب السودانيين في القاهرة تنظيم خاص بهم، من قادته:المرحوم رزق المرغني من كلية الحقوق جامعة القاهرة، والمرحوم أحمد التجاني عمر وصالح بلو من كلية اللغة العربية في الأزهر، والطاهر خير الله من كلية دار العلوم. ومن يرحع إلى صحف الإخوان المسلمين في القاهرة يجدها توثق هذا الدور السوداني. ( أحمد منصور لم يفعلها لأن استقصاء البحث ليس من كسبه) (يحبون العاجلة)! وذلك عندما كان الترابي ما يزال طالبا في المرحلة الثانوية. 2 ذكر الترابي أنه شارك في هبة رفاعة التي قادها الأستاذ محمود محمد طه في " حادثة الخفاض" وهوطالب في الوسطى ولكنه أضاف هذه المرة قوله " سجنونا" ولأن أسماء من حوكموا وسجنوا موثقة في صحيفة الرأي العام وتقاير المخابرات الإنجليزية وركن الفكرة ولكن اسم حسن الترابي لم يرد، ولنا أن نذكر هنا أنه في عام 1968، عندما انعقدت محكمة الردة التي حاكمت محمود محمد طه، كتب الترابي مقالا ممهورا باسمه في جريدة الميثاق ذكر فيه مشاركته في المظاهرة التي خرجت من المدرسة الأميرية ولكنه لم يذكر أنه سجن البتة. قرنـّا المعلومتين السابقتين لنثبت وجود نشاط سياسي إسلامي قبل مجيئ الترابي إلى الجامعة وأن وجود الحركة لم يبدأ بشخصه،وقد حرص على إلغاء الوجود السابق له، وانتدب من المقربين يومئذ من يقوم بدور مؤرخ البلاط الذي يحجب مكانة الإمام علي! ومن ناحية أخرى نريد الاستدلال على حقيقة مهمة، هي أن الترابي أمضى مرحلتي دراسته الثانوية والجامعية في أيام الإنجليز قبيل الا ستقلال، ولكننا لا نجد له مشاركة في النشاط السياسي الاحتجاجي الذي أدى إلى سجن كثير من الطلاب بل وفصلهم من الجامعة أو المدرسة ، فمن أبناء جيله فُـصل الطالبان نقد وشيبون من الجامعة عام 1952، وفصل عدد كبير من طلاب الثانويات، ورأينا من قبل علي طالب الله يتردد على السجن والمحاكم مرات ومرات،، واسم عوض عمر وارد في تقارير الإنجليز، بل إن الأستاذ يس عمر الإمام شارك في مظاهرة احتجاجية في شوارع الخرطوم،على إعدام قادة الإخوان في مصر عام 1954، فورد اسمه. ويوسف حسن سعيد أحد أهم القادة المؤسسين للحركة الإسلامية كانت له مواقف ساخنة ضد الإنجليز. فمن الصعب إثبات أن للترابي مشاركة حقيقية في الكفاح ضد الإنجليز. في حين أن هناك عملا ومزارعين وأناسا عاديين كانوا الوقود الملتهب في أتون المقاومة! في حين أن الرجل الذي سعى لرئاسة البلاد من بعد الاستقلال، واتسم بقدر كبير من الاستخفاف والاستهزاء بقادة العمل ضد الإنجليز مثل مناوشاته مع المحجوب في الجمعبة ومهاتراته مع الشيخ علي عبد الرحمن وقيليب عباس غبوش ومحمد سليمان بل مع القادة الإسلاميين أنفسهم مثل علي طالب الله، هذا الرجل خرج من ملحمة الاستقلال برصيد القعدة الذين كانوا على الهامش خارج إطار المعمعة. في حين أن الطلاب افسلاميين بعيد الاستقلال نازلوا وضحوا: علي الحاج ودفع الله الحاج يوسف فصلا ضمن اتحاد خورطقت الذي ضم محمد سليمان ومبارك قسم الله فصل من جامعة الخرطوم لنه قاد مظاهرة متضامنة مع قضية حلفا عام 1959.! وكل ذلك يجهله أحمد منصور الذي يحاول استغفال المشاهد بأنه يعرف كل حاجة عن السودان، في إطار تجربة الترابي، وهو ليس أكثر من حاطب ليل! الهدف من هذين المقالين هو تبيان الأخطاء والأكاذيب التي وردت في المعلومات، أما الأفكار والمواقف فسنتناولها في مجال آخر داخل كتاب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة