يحمد لدكتورمحمد محمود في مقاله هذا ذكر أن الجمهوريين: ( هم القوة الوحيدة التي عبّرت عن اعتراضها العلني على ما أطلقوا عليه "قوانين سبتمبر 1983" عندما أصدروا بيانهم الشهير "هذا أو الطوفان" في ديسمبر). ويؤخذ عليه أنه كتب ككاتب روائي، متأثرا بدراسته الواسعة في الأدب، فأطلق العنان لخياله ليتخيل أن ما عاشه الأستاذ وجسده هو مجرد خيال!!! كتب الدكتور محمد محمود مقاله تحت عنوان: محمود محمد طه: رحلة الكفاح والخيال، وختم مقاله ب: (حملوا جسده ودفنوه في مكان مجهول. بدأت مسيرة الطفولة من لحظة مجهولة التاريخ وانتهت رحلة الكفاح والخيال لقبر مجهول المكان).
لم يكن الأستاذ داعيا أو مجسدا لخيال فلقد كتب: (إن ما جئت به هو من الجدة بحيث أصبحت به بين أهلي كالغريب وبحسبك أن تعلم أن ما أدعو إليه هو نقطة إلتقاء الأديان جميعها، حيث تنتهي العقيدة ويبدأ العلم، وتلك نقطة يدخل منها الإنسان عهد إنسانيته، ولأول مرة في تاريخه الطويل). هذا العلم الذي يدعو إليه الأستاذ محمود هو تجسيد المعارف في اللحم والدم، وفي ذلك يقول الله جلّ شأنه وعلا: ( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد). إن كلمتي " تقشعر" و" تلين" هي ليست خيال بل واقع معاش للعابد..
إن الفكرة الجمهورية علمية وعملية لأقصى مدى ويستطيع السالك في النهج النبوي والذي شرحه الأستاذ في عدة كتب منها طريق محمد، ورسالة الصلاة، وتعلموا كيف تصلون، وأدب السالك في طريق محمد، أن يجسد الدين في اللحم والدم وأن يجعل جسده روحانيا ويتذوق ويعيش الدين بصورة علمية ويستطيع روحنة جسده لكي يستيقن معان ومشاهد مثل الإسراء والمعراج. إن الجاذبية لا تفعل فعلها في الأجساد المروحنة، ولقد كان عدم تأثر جسد الأستاذ بالشنق هو أكبر تجسيد لذلك.هذا ليس خيال بل واقع جسده الأستاذ في يوم 18 يناير 1985م..
دعنا من خيالك الذي ليس له حدود والزم نفسك الحياد حين تكتب عن الأستاذ محمود محمد طه...إن اختلاف الرأي لايفسد للود قضية إن كانت العقول كبيرة ولكن العقول الصغيرة تضيق بالرأي المخالف...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة