قد تكون هذه الامنية’ و التي لسؤ الحظ لن تتحقق’ قد تكون غريبة و مستهجنة’ اذ كيف يمكن للانسان الذي كرمه الله تعالى ان يتمنى مثل هكذا امنية’ و لكن في بلاد الغرائب و العجائب هذه’ وجب التفكير بطريقة متجددة و غير تقليدية و خارج الصندوق, و التي اصبحت الموضة و النبرة هذه الايام النحسات. فنحن بدخلنا المحدود و غلاء الاسعار (نجابد و نكابس) لشراء المشرب و الماكل و الملبس ’ و كلنا شاهدنا اطفال عرايا و اخرين لا يسترهم شئ في نهارا قيظ الصيف و زمهرير الشتاء ’ بينما تاتي (ملابس ) و (شيلة) ماري انطوانيت السودانية بالحاويات و البواخر’ و لكن الخراف احسن حالا منا ’ كونها (مستورة) و دوما ترفل في الاصواف. اصبح الفرد منا يخرج من صالة المناسبة في تمام العاشرة ليلا برفقة زوجته’ خوفا من المساءلات و نهرب من ظلالنا خوف انتهاك حظر التجمعات’ و بعد كل ذلك يستوقفك ضابط (الحملة) على النيل ليفتشك و (دي منو) و عند استفسارك عن ماذا جنيت ’ يجيبك بكل برود (خلقتك دي ما عاجباني) و بعد ان تخرج له كل بطاقاتك و حتى صرافك الالي و صورة المرحوم والدك’ يسمح لك بالمرور بكل تثاقل’ بينما الخراف تفعل ما تشاء و (تنطط) ليلا و نهارا دون انقطاع و لا تسائل و بدون مضايقات’ و تمشي كما تشاء في الطرقات و على الضفاف’ يا بختها الخراف. اقول اننا نخشى كتابة بعض الاشياء خوف مقص(الرقيب) و لا نريد كتابة اشياء اخرى حاصلة (عشان ما نجيب هواء للجريدة)’ و لا نريد نشر الكثير من الوثائق الخاصة بالفساد و الافساد (عشان ما نقطع عيش العاملين في مهنة الاعلام) بالمصادرة و الاغلاق و تعليق الصدور حتى يشاء(سيد العارفين)’بينما كلنا نسمع الخراف تقول (ميييع) و باعلى صوتها كل يوم و هي تثغو و لا تخاف’ هنئيا لك ايتها الخراف. نحن في ظل عباقرة المالية و دهاقنة التجارة و اساطين الاقتصاد و الادراة و الذي جاء بهم اهل السلطان من شاكلة: جئت لا اعلم من اين و لكني اتيت ابصرت قدامي منصبا فمشيت كيف جئت ’ كيف جاءوا لست ادري في ظل هؤلاء و العيشة بجنيهين’ اذا حسبنا ثمن الكيس’ و غلاء السلع الاستهلاكية دون استثناء و شظف العيش المصاحب و الضغوط الكثيفة على المواطن البسيط’ و ليس ذلك الذي يصيف في ماليزيا و يذهب للمساج على درجة رجال الاعمال في تركيا الشقيقة و يداوي عيونه من الالتهاب في روسيا الرفيقة و يشد الرحال للترفيه في الصين الجديدة’ هذا المواطن اسواء حالا من الخراف’ و التي يعتني بها صاحبها و ياتيها بالعليقة (في محلها) و يغسلها و يعالجها و ياتيها بالماء الصافي الثجاج دون مجابدة و سهر لانتظار مياه الهيئة و طمي الوزارة’ دون صفوف تتطاول يوما بعد يوم ’ و دون سرقة و دون نشل و ضياع زمن’ و هي جالسة في ظلها تاتيها المياه و الاعلاف. اقول انه في بلد (منظومة الاستخلاف) و (كثرة الاحلاف)’ نتمنى صادقين لو اننا كنا خراف.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة