يا ليتنا كنا خراف! بقلم ا د/ علي بلدو

يا ليتنا كنا خراف! بقلم ا د/ علي بلدو


10-13-2019, 11:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1571007491&rn=0


Post: #1
Title: يا ليتنا كنا خراف! بقلم ا د/ علي بلدو
Author: علي بلدو
Date: 10-13-2019, 11:58 PM

11:58 PM October, 13 2019

سودانيز اون لاين
علي بلدو-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



خواطر طبيب


قد تكون هذه الامنية’ و التي لسؤ الحظ لن تتحقق’ قد تكون غريبة و مستهجنة’ اذ كيف يمكن للانسان الذي كرمه الله تعالى ان يتمنى مثل هكذا امنية’ و لكن في بلاد الغرائب و العجائب هذه’ وجب التفكير بطريقة متجددة و غير تقليدية و خارج الصندوق, و التي اصبحت الموضة و النبرة هذه الايام النحسات.
فنحن بدخلنا المحدود و غلاء الاسعار (نجابد و نكابس) لشراء المشرب و الماكل و الملبس ’ و كلنا شاهدنا اطفال عرايا و اخرين لا يسترهم شئ في نهارا قيظ الصيف و زمهرير الشتاء ’ بينما تاتي (ملابس ) و (شيلة) ماري انطوانيت السودانية بالحاويات و البواخر’ و لكن الخراف احسن حالا منا ’ كونها (مستورة) و دوما ترفل في الاصواف.
اصبح الفرد منا يخرج من صالة المناسبة في تمام العاشرة ليلا برفقة زوجته’ خوفا من المساءلات و نهرب من ظلالنا خوف انتهاك حظر التجمعات’ و بعد كل ذلك يستوقفك ضابط (الحملة) على النيل ليفتشك و (دي منو) و عند استفسارك عن ماذا جنيت ’ يجيبك بكل برود (خلقتك دي ما عاجباني) و بعد ان تخرج له كل بطاقاتك و حتى صرافك الالي و صورة المرحوم والدك’ يسمح لك بالمرور بكل تثاقل’ بينما الخراف تفعل ما تشاء و (تنطط) ليلا و نهارا دون انقطاع و لا تسائل و بدون مضايقات’ و تمشي كما تشاء في الطرقات و على الضفاف’ يا بختها الخراف.
اقول اننا نخشى كتابة بعض الاشياء خوف مقص(الرقيب) و لا نريد كتابة اشياء اخرى حاصلة (عشان ما نجيب هواء للجريدة)’ و لا نريد نشر الكثير من الوثائق الخاصة بالفساد و الافساد (عشان ما نقطع عيش العاملين في مهنة الاعلام) بالمصادرة و الاغلاق و تعليق الصدور حتى يشاء(سيد العارفين)’بينما كلنا نسمع الخراف تقول (ميييع) و باعلى صوتها كل يوم و هي تثغو و لا تخاف’ هنئيا لك ايتها الخراف.
نحن في ظل عباقرة المالية و دهاقنة التجارة و اساطين الاقتصاد و الادراة و الذي جاء بهم اهل السلطان من شاكلة:
جئت لا اعلم من اين و لكني اتيت
ابصرت قدامي منصبا فمشيت
كيف جئت ’ كيف جاءوا
لست ادري
في ظل هؤلاء و العيشة بجنيهين’ اذا حسبنا ثمن الكيس’ و غلاء السلع الاستهلاكية دون استثناء و شظف العيش المصاحب و الضغوط الكثيفة على المواطن البسيط’ و ليس ذلك الذي يصيف في ماليزيا و يذهب للمساج على درجة رجال الاعمال في تركيا الشقيقة و يداوي عيونه من الالتهاب في روسيا الرفيقة و يشد الرحال للترفيه في الصين الجديدة’ هذا المواطن اسواء حالا من الخراف’ و التي يعتني بها صاحبها و ياتيها بالعليقة (في محلها) و يغسلها و يعالجها و ياتيها بالماء الصافي الثجاج دون مجابدة و سهر لانتظار مياه الهيئة و طمي الوزارة’ دون صفوف تتطاول يوما بعد يوم ’ و دون سرقة و دون نشل و ضياع زمن’ و هي جالسة في ظلها تاتيها المياه و الاعلاف.
اقول انه في بلد (منظومة الاستخلاف) و (كثرة الاحلاف)’ نتمنى صادقين لو اننا كنا خراف.