الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
ترجيب بالاخوة عبد الله شمس الدين والصديق اكرم عبده (Re: قاسم المهداوى)
|
عشت أيها الجميل قاسم, و لك كل الشكر لفتح هذا الأفق السرمدى لنا.دمت يا وسيم. بو عسل, تصور أن كل ذاك الزمن المطاطى الذى تتمتع به القاهرة لم يمتد ليدع لى المزيد من الوقت حتى (نتسامر) إذ إلتقيتك و أنت تحزم حقائبك لمدائن و أوطان أخر,لك الشكر يا ندىّ على الترحيب بنا, و قبلها على ما نقرأ لك من كتابة تفضح صلف المنافى.دمتم أعزائى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ترجيب بالاخوة عبد الله شمس الدين والصديق اكرم عبده (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
الجميل عبد الله يا ود شمس الدين
حيثما نولي وجوههنا فثمة أزمنة للمطاط تأكد، يا صديقي، أنني كنت أنشد تلك الإتكاءات من على ثقوب ثوب التراكض العبثي.. هناك في تلك المدينة التي يزحمها الضوء و الضجيج و النساء.
و كان أن أزمعت تفيؤ القاهرة الصيف الذي إنقضى.. لألتقي شخوصا في الوجدان تقيم منذ دهور؛ قاسم، أكرم، عبدالله، ناجي ، عادل، عاصم، عبد الحليم، أحمد، أسعد، رياض، و ثلة المقهى ، و ورودا كثيرة .
أنظر إلى مآلي، إنتهى بي الحال الي أن أمني النفس بتنسم زمهرير الشتاء القادم هناك.. و إن الشتاء لناظره لقريب.
مرة أخرى؛ مراحب كثيرة عبدالله و لأكرم مثلها و أشواق
| |
|
|
|
|
|
|
e: ترجيب بالاخوة عبد الله شمس الدين والصديق اكرم عبده (Re: قاسم المهداوى)
|
أبو عسل, و كأن إسمك قد مال وئيداً, فصبّ فى روحك القليل, أتذكر أهزوجة الأطفال الصغار( أميّل كده أكبّ اللّبن,أميّل كده أكبّ العسل) يالك الله يا عسل. تهزمنا اللّغة فى ما يهزمنا من أشياء, و كأنه "كلما اتّسعت الرؤية ضاقت العبارة"(النفرى). و عن تلك المقاهى التى نشرب شايها و يشّربنا بها الملل, المقاهى التى أكلت (أط...) على قول أمير شمعون,فمازلنا نتحلّق فيها ندخن أركيلة السأم بنكهة التفاح و نلوك ذكريات من عبروا إلى منافىً تطارد روحك روحك فيها. القاهرة فى تبرّجها الأزلىّ, و فى غنج شوارعها المحزّقة المضمومة كسيقان صباياها المحشورة عنوة فى سراويل الجينز, ممتلئة بالناس و لا إنسان يلوّح و لو بالوداعات المقيتة, القاهرة ما زالت إختبار قاسى كما عهدتها,كالرياضيات و الجبر...(الجبر) هى الكلمة يا صديق,,الجبر و القسر و كل ما هو ضد إرادة المرء.لكنّا لا (نغلب) حيلة, لصوص المسرات الصغيرة, ملوّنو الأشياء و صابغوها بدهان اللآلون. سنموت يا رجل إن لم نسرق ذاتنا من هذا المحلّ. كيف أنت ؟ أى أفق لديك هناك؟ و هل يزور نافذتك قمر غبى تائه ما؟ أميرا بخير, يتغير الناس بها كالفصول فتورق تاره و تسقط أوراقها تارة أخرى لكن تظل تربتها خصبة ولود, تمنح زرعاً و لو شحّ المطر, ولو قلّت نساؤها, البيضاوات و الشقراوات و آخراً الخلاسيات. وافينا عنك, و عن منافيك الجديدة. دمت ندياً كالأطفال. شمس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: e: ترجيب بالاخوة عبد الله شمس الدين والصديق اكرم عبده (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
قمري الذي نصبني شمسا افريقية يعاني خسوفا جبارا ممضا. هي ابثاقات العتمة، أيها الصديق، دون جدال. أحيانا أغافل نفسي و أتطلع إليه في ثرياه عساني أراه. . أما اليوم فها هو يتطلع لثرى الضياع المخادع.
غدا ستزورني اثنتان من شقراوات أميرا الماجدات.. نعم، يا صديقي، يقيم ذهب رأسيهما قريبا مني على ساحل الأطلسي.. هل هي مصادفة أن أشرت إلى أميرا و ماجداتها الخلاسيات و الأطلسيات؟ هو ليل النبوءات يا صديقي.
أما المنافي ، و آه من وجيع المنافي، فلأترك الأمير قادما من رحم المنافي الأكثر استحالة ليقول يوما ما في رسالة إلى الراوي الذي ظل وفيا للحزن الباذخ:
" أن تكون مهاجرا في اقاصي هذا الكوكب، الذي بات يصغر يوما فآخر، فأنت تصبح حتما ضحية الإنبثاقات. ذلك أنك عندئذ تمسي مثل صياد وحيد في غابة يرتادها ذات ليلة ظلماء للمرة الأولى. تحاول أن تستحث الطرائد من هجعتها المتخفية، و لا تدري أي الوحوش يتربص بك. أنت، إذن، بين الأمل و الخوف، بين الرجاء و الرعب. تسير على غير هدْي إلى نهاية لا تعلمها.. تخشاها و ترجوها. أما أن تكون منفيا متوحدا، فحتما ليس لك من خيار، لأن المنفى هو الذي ينتخبك عادة.. ينتقيك متعللا بأنه يمنحك حياة مستحيلة. المنافي تفقرنا.. تسلبنا كل ما نملك دفعة واحدة من دون رحمة، و تطلب منا أن نكون ممتنين لأنها أتاحت لنا النجاة من عسف بني جلدتنا. بذلك تصنع لنا سجونا جديدة من اللغة، الثقافة، السحنات، الدين، وسائل التواصل مع الناس، و نهج السير في الطرقات، و حتى النظر في وجوه الآخرين و عابري السبيل."
| |
|
|
|
|
|
|
|