السمندل في غياهب الغياب .. بقلم دكتورة نجاة محمود (بيان)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-05-2024, 08:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-11-2006, 11:47 PM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السمندل في غياهب الغياب .. بقلم دكتورة نجاة محمود (بيان) (Re: HOPEFUL)

    ب - مضمون البحث عن الهوية والثقافات المحلية :

    لقد كان سؤال الهوية هذا شغل شاغل للشاعر طول عمره ، وظهر ذلك بصورة جلية في قصيدته " العودة إلى سنار" التي اعتبرها النقاد خطاب الهوية السودانية (سنتحدث عنها بالتفصيل في الفصل الثالث) ، وكذلك وظف محمد عبد الحي الموروث المحلي في طرح مضامين وأفكاراً جديدة ، وقد برع في ذلك إذ يمكننا أن نقول إنه استلهم هذه الموروثات ، لا لأنه يؤمن بالسلفية ، بل ليستلهمها ثم يفجر فيها معاني وتحاميل معاصرة ، وبذلك يحقق غرضين مهمين فيحس قارئ شعره السوداني بعمق جذوره القديمة ، وإمكانية النزوع مستقبلاً إلى عالم مشرق إذا انطلقنا من ماضينا التليد . (17)

    ولقد أظهر عبد الحي في هذه القصيدة مضامين الهوية والثقافات المحلية :

    الليلة يستقبلني أهلي :
    خيلٌ تحجل في دائرة النار ،
    وترقص في الأجراس وفي الديباج
    امرأة تفتح باب النهر وتدعو
    من عتمات الجبل الصامت والأحراج
    حراس اللغة ـ المملكة الزرقاء
    ذلك يخطر في جلد الفهد ،
    وهذا يسطع في قمصان الماء .
    الليلة يستقبلني أهلي :
    أرواح جدودي تخرج من
    فضة أحلام النهر ، ومن
    ليل الأسماء
    تتقمص أجساد الأطفال .
    تنفخ في رثة المداح
    وتضرب بالساعد
    عبر ذراع الطبال .
    الليلة يستقبلني أهلي :
    أهدوني مسبحةً من أسنان الموتى
    إبريقاً جمجمة
    مصلاة من جلد الجاموس
    رمزاً يلمع بين النخلة والأبنوس . (1



    ج - مضامين معطيات التراث الغربي :

    كما أسلفنا في المبحث الأول فأن محمد عبد الحي قد درس الأدب الإنجليزي والأدب المقارن فتوفرت لديه معرفة عميقة وواسعة بالتراث الغربي ونجد ذلك واضحاً في استلهامه لبعض الرموز من الثقافة الغربية التي غالباً ما يحملها مضامين ومغازي جديدة وكأني به يريد أن يؤكد على الأبعاد الإنسانية الجمعية للأدب ، يقول :

    ثم لما كوكب الرعب أضاء
    ارتميت .
    ورأيت ما رأيتُ :
    مطراً أسود ينثر سناء من نحاس وغمام أحمر .
    شجراً أبيض ـ تفاحاً وتوتاً ـ يثمر
    حيث لا أرض ولا سقيا سوى ما رقرق الحامض من رغو الغمام وسمعت ما سمعت :
    ضحكات الهيكل العظميّ ، واللحم المذابْ فوق فسفور العبابْ
    يتلوى وهو يهتز بغصات الكلامْ .
    وشهدت ما شهدتُ :
    كيف تنقض الأفاعي المرعده
    حينما تقذف أمواج الدخان المزبده
    جثةً خضراء في رملٍ تلظى في الظلام .
    صاحبي قلْ ! ما ترى بين شعاب الأرخبيلْ
    أرض " ديك الجنّ " أم " قيس" القتيل ؟
    أرض " أوديب" و" لير" أم متاهات "عطيل" ؟
    أرض " سنغور" عليها من نحاس البحر صهدٌ لا يسيلْ ؟ (19)



    د - مضمون الوجود الديني في النفس البشرية :

    يرى محمد عبد الحي أن الثابت في الإنسان هو وجود العنصر الديني المتأصل في النفس البشرية ونراه دائماً يؤكد على ذلك في كثير من أشعاره :

    إشارة محمدية

    فاجأتنا الحديقة
    فاجأتنا الحديقة انعقدت ورداً وناراً في قلبها الأضواء
    والخيول النورية البيضاء
    والطواويس نشرت في بلاد الصحو ريشاً منسجاً
    كل شيء في غصون الحقيقة
    آسُ نارٍ ، وموجةٌ في بحار عميقة
    من لهيب ومن جمال ويمن
    يسقط الطير قبل أن يدرك الساحل منها
    مستقبلاً في ابتهاج حريقه .
    فاجأتنا الحديقة
    فاجأتنا الحديقة الزهراء
    أشرقت في مركزها القبة الخضراء
    وتوالت بشرى الهواتف أن قد ولد المصطفى وحق الهناء ،
    واكتست بالنور الجديد من الشمس ابتهاجاً وغنت الأسماء . (20)



    هـ - مضمون الموت :

    نجد أن فكرة الموت وهو " أول مراحل الانبعاث " تسيطر على الكثير من أعماله فهل هي هذه الرؤى الاستشرافية التي تميز هذا الشاعر المتنبئ ؟

    قد مرض وهو في عنفوان شبابه ومات وهو في السادسة والأربعين بعد صراع مع المرض الذي أورثه العجز واليأس ، قد كتب قصائده تلك قبل مرضه هذا ، ولكن فكرة الموت دائماً ممددة في كثير من أشعاره ، ومن ذلك يقول :

    إقرعي في عتمة الصمت المدوِّي
    يا نواقيس الرياح الأربعة
    على ذاك الميت يصحو ويغني
    تحت شمسٍ مبدعة . (21)



    هنا أنا والموت جالسان
    في حافة الزمان
    وبيننا المائدة الخضراء
    والنرد والخمرة والدخان
    من مثلنا هذا المساء . (22)



    و - مضمون المعطيات الصوفية :

    درس عبد الحي الرومانتيكية وأعجب بـ " التيجاني يوسف بشير" ولكنه وجد أنها حركة انغلاق على النفس لأنها حركة ذاتية ، ثم اتجه إلى الصوفية التي يرى أنها انفتاح على الكون والوجود والإنسان ، وقد كانت هذه المسحة الصوفية غالبة على جل شعره :

    ركعتان للعاشق
    اذبــــح فـــــؤادي إنني بك يـــــا حبيب متيم
    أيضيء مصباح الهوى إن لــم يضئ فيه الدم
    إني وقفت أمـــــــام بابك بالـعـــــــذاب أجمجم
    لأراك تـشــرق في الظلام وفي المشارق أظلم
    أنت الزوابــــــــع ينحدرن فــــلا يغالبها مجنّي
    أنت الزلازل هدمت حصني ففي التشريد أمني
    وسجنتُ فيك معانـقـــا حريــتي في ليل سجني
    وقتلت فيــــك مغنياً للموت مــــا جهل المغني
    جهلوا فـمــــا يدرون أنـــا ملتقى وتـــــرٍ ولحن
    كالخمر تنمو في دم المخمور مــــــن كرمٍ ودن
    أسفرت فيَّ ، فإنني مــــرآة وجهك يـــا جميل
    وسملت عيني كي أراك بعيــــن قلبي يـــا خيل
    فأنـــا الضرير يقودني شـــوقي إليك ولا دليل
    وأراك دوني محض وهــم مشرق فوق الزمان
    وأراك دون قصائدي لغة تفتش عن لسان(23)

    ز - مضامين قهر السلطة والتفاوت الطبقي :

    تظهر هذه المضامين في كثير من أشعار محمد عبد الحي خاصة في شعر سنوات السبعين التي ظهر فيها قهر السلطة في أقصى مظاهره ، فترة حكم الرئيس جعفر نميري (24) وكذلك بدأ التفاوت الطبقي يظهر في المجتمع السوداني بصورة واضحة ، ونورد هنا هذا النموذج ليدلل على ذلك ، فيقول الشاعر في قصيدة (التنين) :

    رفرف التنين في ليل المدينة
    أخضر الجلدة وهاج الشعل
    وأنار النهر ، فالأصداف في الماء مرايا
    والحصى في الرمل أزهار غريبة
    وهدايا
    من مغارات الفراديس الرهيبة .
    ورآه الناس في غمرتهم بين اندهاشٍ ووجل :
    فرآه الشرطي
    ورآه اللص في مكمنه
    ورآه صبية السوق ينامون على كوم القمامة
    ورآه رجل القصر الفسيح
    ورأته امرأة الكوخ الصفيح
    ورأته العاهرة
    ورآه الطفل والشحاذ والسكران :
    وهْم ما رأوه أم حقيقة
    أم حديقة
    صعدت في السحر
    للعلى ، أم هبطت من شرفات القمر .
    رفرف التنين في ليل المدينة
    صمتت أجهزة المذياع في كل البيوت
    وأزيز الطائرات
    ورزيز العربات
    وضجيج الحافلات
    والمطابع
    والمصانع
    والمحطات وأحياء البغاء .
    وسرى في الصمت شيءٌ كالغناء
    بعضهم قال : علامة !
    بعضهم قال : " استعدوا ، إنه يوم القيامة "
    " النهاية .. النهاية .. النهاية "
    " البداية .. البداية .. البداية " . (25)
                  

العنوان الكاتب Date
السمندل في غياهب الغياب .. بقلم دكتورة نجاة محمود (بيان) HOPEFUL09-11-06, 11:36 PM
  Re: السمندل في غياهب الغياب .. بقلم دكتورة نجاة محمود (بيان) HOPEFUL09-11-06, 11:37 PM
    Re: السمندل في غياهب الغياب .. بقلم دكتورة نجاة محمود (بيان) HOPEFUL09-11-06, 11:38 PM
      Re: السمندل في غياهب الغياب .. بقلم دكتورة نجاة محمود (بيان) HOPEFUL09-11-06, 11:39 PM
        Re: السمندل في غياهب الغياب .. بقلم دكتورة نجاة محمود (بيان) HOPEFUL09-11-06, 11:40 PM
          Re: السمندل في غياهب الغياب .. بقلم دكتورة نجاة محمود (بيان) HOPEFUL09-11-06, 11:41 PM
            Re: السمندل في غياهب الغياب .. بقلم دكتورة نجاة محمود (بيان) HOPEFUL09-11-06, 11:41 PM
              Re: السمندل في غياهب الغياب .. بقلم دكتورة نجاة محمود (بيان) HOPEFUL09-11-06, 11:42 PM
                Re: السمندل في غياهب الغياب .. بقلم دكتورة نجاة محمود (بيان) HOPEFUL09-11-06, 11:44 PM
                  Re: السمندل في غياهب الغياب .. بقلم دكتورة نجاة محمود (بيان) HOPEFUL09-11-06, 11:45 PM
                    Re: السمندل في غياهب الغياب .. بقلم دكتورة نجاة محمود (بيان) HOPEFUL09-11-06, 11:46 PM
                      Re: السمندل في غياهب الغياب .. بقلم دكتورة نجاة محمود (بيان) HOPEFUL09-11-06, 11:47 PM
                        Re: السمندل في غياهب الغياب .. بقلم دكتورة نجاة محمود (بيان) HOPEFUL09-11-06, 11:48 PM
                          Re: السمندل في غياهب الغياب .. بقلم دكتورة نجاة محمود (بيان) HOPEFUL09-11-06, 11:49 PM
                            Re: السمندل في غياهب الغياب .. بقلم دكتورة نجاة محمود (بيان) HOPEFUL09-11-06, 11:50 PM
                              Re: السمندل في غياهب الغياب .. بقلم دكتورة نجاة محمود (بيان) HOPEFUL09-11-06, 11:51 PM
                                Re: السمندل في غياهب الغياب .. بقلم دكتورة نجاة محمود (بيان) HOPEFUL09-11-06, 11:53 PM
                                  Re: السمندل في غياهب الغياب .. بقلم دكتورة نجاة محمود (بيان) HOPEFUL09-11-06, 11:54 PM
                                    Re: السمندل في غياهب الغياب .. بقلم دكتورة نجاة محمود (بيان) HOPEFUL09-11-06, 11:55 PM
                                      Re: السمندل في غياهب الغياب .. بقلم دكتورة نجاة محمود (بيان) HOPEFUL09-11-06, 11:57 PM
                                        Re: السمندل في غياهب الغياب .. بقلم دكتورة نجاة محمود (بيان) HOPEFUL09-11-06, 11:59 PM
                                          Re: السمندل في غياهب الغياب .. بقلم دكتورة نجاة محمود (بيان) bayan09-12-06, 00:55 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de