Quote: فلو أن الأمن استتب، ورجع النازحون إلى ديارهم، واستطاعت الاغاثة الدولية، أن تصل المتضررين، وبدأت الحياة في الإقليم تعود سيرتها الأولى، ووصلت الجماعات المتحاربة لسلام حقيقي، لكان قرار مجلس الأمن لا مبرر له، ولما وافق عليه سكان دارفور، الذي فرحوا به الآن، بمن فيهم الذين وقعوا اتفاق السلام، مع الحكومة!!
. . .
Quote: أما الشعب السوداني، فإن الله قد حفظه من خطل الحكومة، وجعله يعلن من خلال جموعه المتضررة في دارفور، ومن خلال مثقفيه، ومن خلال ممثلي أحزابه السياسية، تأييده لقرار مجلس الأمن، بارسال قوات دولية، لاستنقاذ إقليم دارفور، فماذا بقي للحكومة، ومواجهتها المزعومة؟!
لم تتعلم هذه الحكومة في سبعة عشر عاما أي شئ يمكن أن يقربها الي الشعب السوداني . الآن تتصرف كأن مشكلة دارفور و ضرورة دخول القوات الدولية للحماية .... تتصرف كأن معجزة ما ستحدث في آخر دقيقة تمسك هذه البلاد من السقوط في هاوية الفوضي و فراغ الحكم .
التحذير الذي وجهه السيد كوفي عنان ( أن الحكومة ستتحمل - أفرادا و جماعة - مسؤولية ما يحيق بأهل دارفور أي معاناة تنتج من غياب قوات الإتحاد الأفريقي و منع دخول القوات الدولية) ربما لم تستوعبه الحكومة جيدا. فكوفي عنان لا يطلق تحذيرات كهذه جزافا. فهو من نادي بضرورة دخول هذه القوات ... و حدد عددها بالأرقام.
السودان اليوم كقطار منفلت يسافر بسرعة جنونية علي قضيبين ينتهيان بجدار صلب . لا يمكن تقرير مصير أمة كاملة بقسم غليظ دون أن تكون هناك عصا غليظة تعين علي البر بهذا القسم .
و الحكومة لو كانت فعلا فطنة لركزت علي دارفور و جعلتها الأولوية في أجندتها و لسعت بيديها و رجليها لكسب ثقة و رضاء أهل دارفور و العمل مع الفصيل الذي وقع لرفع معاناة أهل دارفور مع السعي لضم من لم يوقع و التفاهم معهم بإخلاص . أيضا لسعت الي التعامل بنزاهة مع الحركة الشعبية و كسب ودها بدلا من إغضابها بألاعيب صبيانية تؤكد شكوك أهل الجنوب في التعامل مع أي حكومة شمالية .
أيضا كان من الأجدر للحكومة و صورتها مشوهة أمام كل العالم ... أن تمنح مزيدا من هامش حرية التعبير و التظاهر للمعارضة . فليست القوة في القمع .. بل القوة هي في السماح بالنقد و القبول به و مد جسور الحوار بين أبناء الوطن الواحد .... فالسودان ليس ضيعة للمؤتمر الوطني و زبانية جهاز الأمن .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة