- بات من المألوف-ونحن نمارس التجوال فى عاصمتنا "الحضاريه"- أن نرى عربة مينى بص مكشوفه وعلى متنِها عمال صينيين يجلسون- كما القرفصاء- فى سكونٍ تام...وطمأنينةٍ ظاهِره...!
- والطمأنينه ليست بسبب عدم خوفٍ من أعمالٍ إرهابيه تُشن ضدهم فحسب...ولكن القوم قد "تجدّعوا" فينا بسبب عدم وجود بوادر منافسه من تلك المسماه بالعماله المحليه..!
- وإنداحت "موضة" إستجلاب العماله الأجنبيه فشملت كل الأجناس الآسيويه من ماليز وبنغال وهندٍ وسندٍ...وفى كل التخصصات تقريباً من عمالة بناء...وتمريض..وسائقى عربات ركّاب (!)...وأشياء أخرى...ولعيبة كرة قدم..!
- (نعم) *...لم يشفع لأخواننا من أنصار السنه** تميزهم الواضح فى قيادة عربات الأمجاد من حيث الكفاءه والأمانه...لم يشفع لهم ذلك...فطفقت رأسماليتنا (الخلاقه) فى (إبتداع) مسألة إستيراد سائقى العربات..!
- وفى مباراة فريقنا القومى الأخيره رأينا-بأم أعيننا- شريط إعلانى يبشر المواطنيين (الكرام) بوصول أخصائى العٍظام العالمى.......وعلى المرضى الإسراع......!...طفق هذا الشريط يدور ويدور حتى شَغَلَنا من الأداء الرتيب للمباراه..!
- وقد قابلتُ-فى ذاتِ حافلة- عمال مصريين يركبون بجوارى يحملون مَعَاوِل بناء تقليديه...الله يخَلّيك يا "سْطَى"...يتخاطبون مع رئيسهم بكل أدب وإحترام (!!)... لم تنتظرُ (شَلاقتى) كثيراً..فسريعاً ما وجدت طرف خيطٍ لتجاذب الحديث معهم...فعرفتُ انهم إستجلبوا خصيصاً لبناء عماره فخمه...وعندما كَثُرت أسئلتى عليهم نَهَرنى أحدهم بحزم:"إنتو عِندكو مانع (نَقِى) نَشْتَغَل عِندِكو؟"..!!
- يحدث هذا وما زال العم العزيز الأستاذ التجانى الطيب بابكر يتحدث عن الحزب الشيوعى وطبقته العامله..!
- وإذا واصل أصيحابى-الأعزاء- على مِوّالهِم هذا فحتماً سيجدون أنفسم قد أصبحوا مناضلين -بالوكاله- من أجل الطبقه العامله الهنديه...!!
- ويا عُمال الهند...والشعوب الآسيويه...إتحدوا...!
- لا ننكر أن الحزب الشيوعى بقيادة العم التجانى قد نجح نجاحات مقدره فى (تعليم) عمالنا كيفية إستخلاص حقوقهم...لكنه فشل-فى الوقت نفسه- فى تدريبهم طرق الإرتقاء بمهنيتهم وسلوكهم...!
- فالعامل السودانى إذا جاعَ أَضربَ...وإذا شبِعَ تغيّبَ عن العَمَل...!!
- ويتميز العمال السودانيين -مقارنةً مع رصفائهم الآخرين- بفحولةٍ زائده...فهم مستعدون لترك عملهم على الفَور-وبصوره فِطريه- من أجل التعارك للفوز برضاء سِت شاى ...!
- لا نمتهن إنوثة "طبقةٍ ما"...لكن للعمل وقتٌ...ولل### أوقاتٌ أخرى...!
- والإنوثه- بدورها- أيضا عندنا زائده...وأذكر اننى قد ذهبتُ-ذات مره- بطفله مريضه لمستشفى البُلُك الذى يجاورنا...فإنشغلت الطبيبه "الوجيهه" عنّا بمحادثه فى الموبايل لمده تزيد عن الساعه (بتوقيت شخص لديه طفله مريضه)...ولم تنتبه لنَفسها فَفَلَتَ صوتها الى أذنى :" لكن هو أصلاً ما جادٍّى فى مسألة العِرِس دى...."..!!
- حَفَظ الله أطفالنا وأسبق عليهم رعايته وعافيته...وحماهم شر الذهاب الى تلك "الكازينوهات"...!
- لا نريد-بالطبع- إعفاء آكلى مال السحت الذين يتربعون على قيادة بلادنا الآن...لكن الأمر أكبر من التداعيات السياسيه "اللحظيه"
- إذا تحدثنا بلغة الكمبيوتر...فالقضيه شائكه ولن تُجدى معها الحلول التوافقيه(customization)...الحكايه محتاجه لى "فَرمَته" عدييل.!
- الإحترافيه تبدأ بالسلوك
- وبالإنجليزى كمان:"Professionalism is behavior rather than skills "***
- ورحم الله الإنجليز مؤسسى الدوله السودانيه الحديثه..
- وكبح الله جِماح المثقفاتيه "هادمى لذات" المؤسسيه
- ما تخافش يا خويا...ما فيش "حاقه" حا تحصل ليكو..".إتوهطو" فى بلدنا "تَب"..."ومحل ما تختو راسكو..ختو رجليكم"...
هو "قيشنا" ذاتو إتفرغ للسياسه...وترك مسألة حفظ الأمن للقوات "الأمميه"- غايتو الله يستر...رئيسى فى العَمَل بى شوف سودانيز أونلاين...ولو كترت من ها المنوال...التُرابه فى خشمى...بى يقوم يجيب مبرمج هندى...!!!
حواشى ومتون:
* إستخدام (نعم) بهذه الطريقه إقتبستها من إسلوب الشهيد محمد طه محمد أحمد أسكنه الله فى فسيح جناته مع الشهداء والصديقين.
**أؤكد أننى سُنّى أصيل...وأحترم كل الأعراق والقوميات فى السودان.
***الجمله من بنات أفكارى..ارجو الإحتفاظ بحقنا الأدبى عند الرجوع اليها.
تحياتى للجميع