إن أكثر الحروب اشتمالا على الأخطاء الصغيرة هي حرب تشنها امرأة على فستانها القصير عندما تكون جالسة قبالة رجل لا تستوثق من إحساسها حياله. هذا كان حال تسنيم في بواكير لقاءاتي معها مع فوارق بسيطة، إذ كانت ترتدي تنورة سابغة بلا فتحة من أسفل. فوقها إرتدت قميصا فضفاضا بألوان رجالية. لكن الحرب إشتعلت بينها و بين غطاء رأسها. طريقتها في وضع الغطاء و نوع قماشه و درجة شفافيته تحالفت جميعا، و أصبح الغطاء بفضلها ينزلق إما عن الشعر بأسره أو عن وجنتيها التفاحيتين. في كل مرة ترفعه يعود للإنزلاق، و ينزلق معه تركيزي إلى التفاح.
كنت وقتها، و ما أزال إلى اليوم، متبطلا كبيرا، و لم يكن ذلك بمحض رغبتي، بينما كانت هي طالبة متفوقة، إلى حد ما، و جميلة أيضا. مع ذلك كنت أجد نفسي مشدودا إلى الجلوس إليها و مسامرتها بلا هدف سوى محاولة محو عزلتها.. العزلة التي تحسها فتاة جامعية في مجتمع غير متعلم بالمرة، خاصة إذا كانت وحيدة وسط خمسة من الإخوة تشتتوا في أنحاء الوطن الكبير جريا وراء فردوس هارب، أو بحثا عن لقمة، أو ما يعين الأخت الصغرى على مواجهة الحياة في المدينة الكبيرة، حيث تدرس.
07-21-2006, 10:31 PM
ابوعسل السيد احمد
ابوعسل السيد احمد
تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 3416
في أمسيات الصيف الحار، و الأجساد تنضح بالتعرق في ظل رطوبة كبيرة تجعل التنفس ثقيلا، أجد نفسي جالسا في ساحة المنزل النظيفة على كرسي بلا ذراعين، مواجها لها. نبدأ حديثنا عن الطقس الحار، كالعادة، و الملل و انعدام الإضاءة و غياب أجهزة التلفزة. باختصار تبتدئ تسنيم في ندب أوقات الدراسة و حياتها-أثناءها- في المدينة، و تتمنى أن تستمر تلك الأيام بتواصل خالد كي لا تحضر في الإجازات إلى هذا الجحيم. أضيف مقترحا، في دعابة، أن تتزوج من رجل يقيم في المدينة الكبيرة، فيخيم الصمت قصيرا على حديثنا لأواصل البحث عن مداخل أخرى للحديث بذكر مساوئ المدينة، و أتحاشى التطرق إلى أفظع المساوئ حياءً من الفتاة الجميلة باعتباري من أنسباء والدها (بهذا كانت قد عرفتني المدينة القرية، بيد أنني في الأساس كنت فقط أنتمي إلى الإقليم الذي تحدّر منه والد الفتاة ذات أزمنة غابرة).
07-21-2006, 10:42 PM
ابوعسل السيد احمد
ابوعسل السيد احمد
تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 3416
مع مرور أيام جلساتنا تلك، تصبح تسنيم أكثر جرأة و تشير إلى معاكسات الشباب في المدينة للصبايا و محاولاتهم التقرب إليهن، و أصبح أكثر جسارة على إضافة أنهم لا يتورعون عن إغوائهن بأية وسيلة على الأرجح، فتسترسل الفتاة في سرد ما أعرفه جيدا من محاولات الأثرياء الأربعينيين و الخمسينيين من راكبي العربات الفارهة إغواء فتيات في أعمار بناتهم بدعوى توصيلهن. أبدي اندهاشي الشديد و عدم تصديقي أنهم أحيانا ينجحون. و تخبرني الفتاة عن محاولات بعضهم استدراجها إلى الركوب و استعطافاتهم، فأخبرها عن بلادي البعيدة حيث لا يعرف الناس العربات و لم يروها إلا يوم أن جاءت الحرب اللعينة و اقتحمت حياتهم حتى أن ما رأوه لم يكن سوى الدبابات و العربات المصفحة. أحكي لها عن عمي الذي يمتلك ألف رأس من الإبل صارت هي زوجته و أبناءه، و مسكنه أيضا، يرتحل بها على مدار العام. في كل مرة أحدثها عن عمي ذاك أزيد عدد الإبل حتى صارت ذات مرة ألفين.
و أتحين سوانح ضجرها لأروي لها عن المرتفعات البركانية الجميلة في موطني و كيف أن مياه الشلالات و النوافير الحارة تتدفق على مدار العام، و كيف أن أحيانا تجتاح قرانا مجموعات من الحيوانات البرية الضالة دون أن يفكر أحد في إيذائها حتى جاءت الحرب و ألجأت تلك المخلوقات إلى موائل في أقاصي الأقطار المجاورة.
07-21-2006, 10:52 PM
ابوعسل السيد احمد
ابوعسل السيد احمد
تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 3416
تستطيل بنا الأيام و تتحسن صحتي كثيرا و أصبح أقوى على تحمل الجلوس الطويل معها و تزداد هي إحساسا أكثر بالقرب مني فأكلمها عن زوجتي و أطفالي في بلاد الغال، و أنني حالما سيكتمل شفائي سوف أسافر إلى هناك للإنضمام إليهم. أكثر الحديث عن زوجتي و كيف أنها أحيانا تكاتبني لتشرح أحوالها و الطفلين، و أنهم في انتظاري منذ أن فرقتنا الحرب و أبعدتنا، عن الوطن، كلا في إتجاه عن. في هكذا أثناء تسخط تسنيم على مرارة الحياة، و تقول أنها لا ترغب في الزواج ناسية أنها تساءلت بحضرتي ذات مرة إن كانت ستجد زوجا متعلما في مدينتها القرية من بين الكثيرين الراغبين في الزواج منها. أضحك كثيرا و أعدها مازحا بأنني سأبعث إليها بالطفل الذي سأنجبه بعد إلتحاقي بزوجتي في عاصمة بلاد الغال، و سيكون لها ابنا بالتبني طوال العزوبية الطويلة التي تنتظرها. . . . .
07-22-2006, 07:44 PM
ابوعسل السيد احمد
ابوعسل السيد احمد
تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 3416
ثم جاء يوم كان مساؤه أكثر أوقات الصيف اعتدالا. حينها كنت أشعر أنني شفيت تماما من إصابتي التي ذهبت من أجلها إلى مدينة تسنيم للإستنقاه. بعد أن طلبت منها أن تصنع شايا بطعم الجمال الذي يحرك الأشياء، جلسنا لوحدنا نحتسي الشاي في ساحة المنزل. الأم خرجت في مشوار لزيارة امرأة حديثة الولادة. أما الأب فغاب أو غفل. على الفراش حيث كنت أجلس، جلست الفتاة بقربي.كان جمالها، و كما أراه إلى اليوم، ينير الأشياء و يبدد العتمة. بعد فراغنا من إحتساء المشروب في صمت، شرعت تسنيم فجأة في النحيب. بذلت كل جهد ممكن كي أعرف سبب نحيبها، و لم أفلح. إنصرفتُ إلى محاولة إسكاتها و إنتهى بي الحال إلى أن أقنع بالفشل. إقتربت منها أكثر فلاذت بحضني مسترسلة في بكاء أعنف. أخذت أطيّب خاطرها بكلمات لا أذكرها الآن. و أخيرا استكانت ثم سكتت. نحيتها عني، ثم جلس الصمت متربعا بيننا. فجأة قالت: _ لم لا تتزوجني عرفيا؟ . . . . .
07-22-2006, 09:24 PM
ابوعسل السيد احمد
ابوعسل السيد احمد
تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 3416
الأنيق أيمن هرون تسلم يا أخي، و في انتظار عودتك و رؤاك حول الموضوع و ما يلامس من أشياء هي من صميم حياتنا اليوم في كل أنحاء السودان و في دارفور بشكل خاص... سعدت بمرورك
أخذت أفكر فيما سأرد عليها به من دون أن أجرحها أو أشوه صورتي عندها. بعد تفوهها بالجملة الصاعقة أشاحت بوجهها عني بينما مضيت إلى اعتصار خيالي. لكن الباب انفتح و ولج الحل. . معه ولجت الأم. فورا إقترحتْ أن نتعشى ثلاثتنا معا، و فعلنا. كنت أزدرد الطعام بصعوبة و أبدد الصمت بإطراء جودة الطبيخ.
في الصباح الباكر جدا حملت حقيبتي و ركبت الأوتبيس الذي يقلني إلى المدينة الأكبر المجاورة. منها ستأخذني طائرة إلى العاصمة لأسافر منها إلى بلاد الغال. كانوا ثلاثتهم في وداعي؛ الأب و الأم و تسنيم التي انتحبت بحرقة و الأوتبيس يتحرك بعد أن دنت مني عبر النافذة لتقول: _ أعلم أن عمك ذاك لم يكن سوى إختلاق.
و أنا الآن تقلني حافلة داخل بلد اللجوء إلى زوجتي الوهمية و الأطفال أتساءل ما إذا كانت تعلم أن معظم ما سردته عليها باستثناء ما له علاقة بالحرب كان محض خيال، و أتساءل أكثر ما إذا ظلت إلى اليوم عذراء.
07-22-2006, 06:13 AM
ayman haroun
ayman haroun
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 1409
هل من نهاية لهذا اللحاق اليومي للفراديس؟ هل هي فعلا فراديس كما نتوهم؟ أليست سوى هموم صغيرة هي من صميم ضرورات الحياة؟ هل هي مسؤوليتنا وحدنا نشدان تلك الفراديس-الهموم؟ أليس هناك هناك من يتوجب عليه أكثر منا حمل عبء الهموم الفراديس؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فمن يكون؟
07-28-2006, 06:43 PM
ابوعسل السيد احمد
ابوعسل السيد احمد
تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 3416
لماذا لا نضع أجزاء هذا اللحاق إلى جوار بعضها عسى أن جهرا تتوحد الفراديس:
إن أكثر الحروب اشتمالا على الأخطاء الصغيرة هي حرب تشنها امرأة على فستانها القصير عندما تكون جالسة قبالة رجل لا تستوثق من إحساسها حياله. هذا كان حال تسنيم في بواكير لقاءاتي معها مع فوارق بسيطة، إذ كانت ترتدي تنورة سابغة بلا فتحة من أسفل. فوقها إرتدت قميصا فضفاضا بألوان رجالية. لكن الحرب إشتعلت بينها و بين غطاء رأسها. طريقتها في وضع الغطاء و نوع قماشه و درجة شفافيته تحالفت جميعا، و أصبح الغطاء بفضلها ينزلق إما عن الشعر بأسره أو عن وجنتيها التفاحيتين. في كل مرة ترفعه يعود للإنزلاق، و ينزلق معه تركيزي إلى التفاح.
كنت وقتها، و ما أزال إلى اليوم، متبطلا كبيرا، و لم يكن ذلك بمحض رغبتي، بينما كانت هي طالبة متفوقة، إلى حد ما، و جميلة أيضا. مع ذلك كنت أجد نفسي مشدودا إلى الجلوس إليها و مسامرتها بلا هدف سوى محاولة محو عزلتها.. العزلة التي تحسها فتاة جامعية في مجتمع غير متعلم بالمرة، خاصة إذا كانت وحيدة وسط خمسة من الإخوة تشتتوا في أنحاء الوطن الكبير جريا وراء فردوس هارب، أو بحثا عن لقمة، أو ما يعين الأخت الصغرى على مواجهة الحياة في المدينة الكبيرة، حيث تدرس.
في أمسيات الصيف الحار، و الأجساد تنضح بالتعرق في ظل رطوبة كبيرة تجعل التنفس ثقيلا، أجد نفسي جالسا في ساحة المنزل النظيفة على كرسي بلا ذراعين، مواجها لها. نبدأ حديثنا عن الطقس الحار، كالعادة، و الملل و انعدام الإضاءة و غياب أجهزة التلفزة. باختصار تبتدئ تسنيم في ندب أوقات الدراسة و حياتها-أثناءها- في المدينة، و تتمنى أن تستمر تلك الأيام بتواصل خالد كي لا تحضر في الإجازات إلى هذا الجحيم. أضيف مقترحا، في دعابة، أن تتزوج من رجل يقيم في المدينة الكبيرة، فيخيم الصمت قصيرا على حديثنا لأواصل البحث عن مداخل أخرى للحديث بذكر مساوئ المدينة، و أتحاشى التطرق إلى أفظع المساوئ حياءً من الفتاة الجميلة باعتباري من أنسباء والدها (بهذا كانت قد عرفتني المدينة القرية، بيد أنني في الأساس كنت فقط أنتمي إلى الإقليم الذي تحدّر منه والد الفتاة ذات أزمنة غابرة).
مع مرور أيام جلساتنا تلك، تصبح تسنيم أكثر جرأة و تشير إلى معاكسات الشباب في المدينة للصبايا و محاولاتهم التقرب إليهن، و أصبح أكثر جسارة على إضافة أنهم لا يتورعون عن إغوائهن بأية وسيلة على الأرجح، فتسترسل الفتاة في سرد ما أعرفه جيدا من محاولات الأثرياء الأربعينيين و الخمسينيين من راكبي العربات الفارهة إغواء فتيات في أعمار بناتهم بدعوى توصيلهن. أبدي اندهاشي الشديد و عدم تصديقي أنهم أحيانا ينجحون. و تخبرني الفتاة عن محاولات بعضهم استدراجها إلى الركوب و استعطافاتهم، فأخبرها عن بلادي البعيدة حيث لا يعرف الناس العربات و لم يروها إلا يوم أن جاءت الحرب اللعينة و اقتحمت حياتهم حتى أن ما رأوه لم يكن سوى الدبابات و العربات المصفحة. أحكي لها عن عمي الذي يمتلك ألف رأس من الإبل صارت هي زوجته و أبناءه، و مسكنه أيضا، يرتحل بها على مدار العام. في كل مرة أحدثها عن عمي ذاك أزيد عدد الإبل حتى صارت ذات مرة ألفين.
و أتحين سوانح ضجرها لأروي لها عن المرتفعات البركانية الجميلة في موطني و كيف أن مياه الشلالات و النوافير الحارة تتدفق على مدار العام، و كيف أن أحيانا تجتاح قرانا مجموعات من الحيوانات البرية الضالة دون أن يفكر أحد في إيذائها حتى جاءت الحرب و ألجأت تلك المخلوقات إلى موائل في أقاصي الأقطار المجاورة.
ثم جاء يوم كان مساؤه أكثر أوقات الصيف اعتدالا. حينها كنت أشعر أنني شفيت تماما من إصابتي التي ذهبت من أجلها إلى مدينة تسنيم للإستنقاه. بعد أن طلبت منها أن تصنع شايا بطعم الجمال الذي يحرك الأشياء، جلسنا لوحدنا نحتسي الشاي في ساحة المنزل. الأم خرجت في مشوار لزيارة امرأة حديثة الولادة. أما الأب فغاب أو غفل. على الفراش حيث كنت أجلس، جلست الفتاة بقربي.كان جمالها، و كما أراه إلى اليوم، ينير الأشياء و يبدد العتمة. بعد فراغنا من إحتساء المشروب في صمت، شرعت تسنيم فجأة في النحيب. بذلت كل جهد ممكن كي أعرف سبب نحيبها، و لم أفلح. إنصرفتُ إلى محاولة إسكاتها و إنتهى بي الحال إلى أن أقنع بالفشل. إقتربت منها أكثر فلاذت بحضني مسترسلة في بكاء أعنف. أخذت أطيّب خاطرها بكلمات لا أذكرها الآن. و أخيرا استكانت ثم سكتت. نحيتها عني، ثم جلس الصمت متربعا بيننا. فجأة قالت: _ لم لا تتزوجني عرفيا؟
و صعقت.
أخذت أفكر فيما سأرد عليها به من دون أن أجرحها أو أشوه صورتي عندها. بعد تفوهها بالجملة الصاعقة أشاحت بوجهها عني بينما مضيت إلى اعتصار خيالي. لكن الباب انفتح و ولج الحل. . معه ولجت الأم. فورا إقترحتْ أن نتعشى ثلاثتنا معا، و فعلنا. كنت أزدرد الطعام بصعوبة و أبدد الصمت بإطراء جودة الطبيخ.
في الصباح الباكر جدا حملت حقيبتي و ركبت الأوتبيس الذي يقلني إلى المدينة الأكبر المجاورة. منها ستأخذني طائرة إلى العاصمة لأسافر منها إلى بلاد الغال. كانوا ثلاثتهم في وداعي؛ الأب و الأم و تسنيم التي انتحبت بحرقة و الأوتبيس يتحرك بعد أن دنت مني عبر النافذة لتقول: _ أعلم أن عمك ذاك لم يكن سوى إختلاق.
و أنا الآن تقلني حافلة داخل بلد اللجوء إلى زوجتي الوهمية و الأطفال أتساءل ما إذا كانت تعلم أن معظم ما سردته عليها باستثناء ما له علاقة بالحرب كان محض خيال، و أتساءل أكثر ما إذا ظلت إلى اليوم عذراء.
08-10-2006, 12:30 PM
ابوعسل السيد احمد
ابوعسل السيد احمد
تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 3416
ها هي الفراديس بعضها قد توحد جهرا و بعض سرا، و آخر يأبى ألا يتوحد أبدا فهذا هو زمان الشتات .. نعيشه داخل الوطن.. خارج الوطن.. فوق أرض الله على أي حال؛ هذا الكوكب الذي لم يعد حنونا بما يكفي. و تظل الفراديس عصية و قصية . . . و يستمر اللِحاق
08-11-2006, 09:12 AM
bayan
bayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة