رسالة شوق مجددة في بريد العميري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-31-2024, 04:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-16-2006, 12:49 PM

saadeldin abdelrahman
<asaadeldin abdelrahman
تاريخ التسجيل: 09-03-2004
مجموع المشاركات: 8857

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة شوق مجددة في بريد العميري (Re: محمد علي يوسف)



    العميري يا وتر الغُنا المفقود

    بقلم : بدرالدين عبدالرحمن


    "كان الخريف يبشر ببشة حنونة على تلك الرمال البيضاء في ذلك الوقت من عام 1954، وما أن لامست حبيبات المطر تلك الرمال، إلا وانفلق عنها هذا الإنسان الجميل الذي جاء مع أول ومضة برق، وأول زخة مطر فلون حي القبة بمدينة الأبيض بعطره، وأطرب مسامعها بصرخة شجية معلناً عن ميلاد خليل آخر ناصية الغرب، ومؤكداً بأن حواء السودانية حُبلى بالكثير فجاء هذا الصوت الذي أضحى حلقة الوصل بين الأجيال، ولد هذا الطائر الذي يساوره القلق منذ أن كان زغباً، حيث كان يبحث عن جناحين لكي يلحق بهما، يريد أن يتجاوز مرحلة الطفولة لكي يعلو في سماء عالية من شفافية الروح، يتمرد على النصوص، فيخرج، بضجة راقية من الصور الجميلة، يعرف ماذا يريد، هو نفسه عبد العزيز عبد الرحمن العميري، وقد غلب اسم العائلة على اسمه ولقب به....

    أما الحديث عن هذا المبدع فإنه منقوص، مهما استهلك فيه من لغة، ومن نغم وأشعار، فكيف نتحدث عن طاقة هائلة من الإبداع، فالعميري يدخل المسرح بكل حواسه ويكون تركيزه عالياً، يعرف كيف يتقمص الدور، وعندما يغني يحرض ملكاته وموهبته الكبيرة في هذا المجال؛ فما أن يتناول نصاً مكتوباً إلا ويدخل عليه هالة من السحر بصوته الدافئ المليء بالشجن والتطريب... وعندما يكتب شعراً تسكت الحروف وتنتظر دورها، حتى ينظمها في عقد دُري فكيف لا نشعر بفقده، وقد كان هو صاحب الأفكار الجميلة واللفتات البارعة، فكان يغيب عن التلفزيون وعندما يعود من غيابه تعود معه الأفكار الجديدة التي لم تخطر ببال، هو الوحيد الذي كان يحول أي مكان يلجه إلى جنة تعج بالطرفة والبسمة حيث كان له سُر عجيب بين أحبابه وأصدقائه من وجوده الحي في الخواطر الجميلة، وفي الغناء العذب، وفي بحثه عن نكتة جديدة يحكيها في مرح عجيب.
    وللعميري روح ساخرة ومتأملة ومتطلعة في الوقت نفسه، فكان لابد أن تجد هذه الروح القلقة مرفأ يستوعب هذه الطاقات الكثيرة فالتحق بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح في سبعينات القرن الماضي لينثر ابداعاته، وخفة روحه على الجميع، وتأتي ملكاته ومهاراته وتتفجر هذه الطاقات وتعلن عن ميلاد فنان شامل، وقد تخرج من المعهد العالي للموسيقى بمسرحية "شريط كراب الأخير" للكاتب العالمي "صموئيل بيكيت" وحتى نعرف أنه كان يريد أن يتفرد وأن يكون له لون خاص به في كل ما يقدمه.
    فالراحل كان يغوص في جواهر الحقيبة ويشجينا بصوته المميز فيؤدي هذه الروائع بنكهة خاصة تحمل ماركة "العميري"، هذا المبدع الذي رحل عن دنيانا قبل ستة عشرة عاماً إلا أن صوته مازال يعيش بيننا، ولا أدري كيف مضت هذه السنوات، ومازال جرحه يؤلم؛ هو ذلك اللحن العبقري العميري الذي غاب عنا في 30 يونيو1989، وأثرنا أن نتحدث عنه الآن بعد مضي شهر كامل للذكرى السنوية حتى نعطيه حقه، وطيلة فترة رحيله لم يحظ باهتمام؛ ولا أعتقد أنه يجد الاهتمام طالما تزامنت ذكراه مع ذكرى احتفالات الإنقاذ؛ والعميري الذي كان يملك حنجرة ذهبية دائماً ما تضبطه متلبساً بالروعة وهو يترنم بروائع الحقيبة ولعل "لي متين تطراني" إحدى هذه الروائع يلبسها شجناً آخراً، ثم تجده وهو يرتقي ناقة بيضاء ضامرة الحشا يجوب بها أرض الفلاة والفيافيا يتقمص شخصية الحاردلو وسحر حنجرته يساعده على ترديد الدوباي بطريقته المميزة، وإذا عدنا إلى المسرح والإخراج نجد العميري قد أسس مدرسة متفردة؛ ولعل تجربة المحطة الأهلية إحدى بنات أفكاره مع رفاقه وأحبابه الذين كانوا نواة لفرقة الأصدقاء المسرحية هذه المجموعة المميزة من المبدعين، إذن نحن أمام موسوعة للإبداع ماذا فعلنا من أجله صدقوني لم نفعل شيئاً فقط نتحدث عنه....
    الحبيب العميري سامحنا لم نخلد ذكراك، لم نبني ذلك المسرح الذي كنت تراه برؤيتك الثاقبة، وبذلك الطموح الذي كنت ترجوه؛ عندما رحلت بكيناك أيها الرائع والينبوع جف ماؤه ويبس العود الأخضر وتجردت الورود من تيجانها فسقطت أوراقها صريعة على سيقانها، وكفت ألسن الكناري عن التغريد فوق أغصان الربيع المرتحل قبل أن يبدأ صار الهواء ثقيلاً على النفس وتحجرت الرئتان، فمن منا لم يقرأ مراثي هند لأخيها صخر وشجا أخت ابن طريف في رثائها له : أيا شجر الخابور مالك مورقاً كأنك لم تحزن على بن طريفِ ورثاء متمم لأخيه مالك بن نويرة:", وتستمر الفواجع لتستمر المراثي فكل يوم لنا فاجعة ولكن.... يبدو أن فاجعتنا الآن تخطت موضوعة النواح على الموتى فوجع الراحل عميق وفقده جلل فقد نثر فنه المتعدد على أرض المليون ميل مربع، لماذا لا نقدر هذا الإبداع ونكرمه بأن نبني مسرحاً نطلق عليه اسمه، أو أن نطلق جائزة للإبداع نسميها العميري، أو حتى نقوم بتخصيص أسبوع للمسرح والإبداع ونسميه أسبوع العميري للمسرح والإبداع.
    فقد قدم الراحل الكثير من الإبداع الذي يعجز الوصف واللسان حصره في هذا المساحة، ولعل مسرحية تاجوج من أعظم الأعمال التي قدمها، حبذا لو يقوم تلفزيون السودان في ذكرى العميري بتقديم هذه المسرحية، لعل هناك الكثير من الأجيال لا يعرفون هذه المسرحية، ولا يعرفون الأعمال الدرامية العظيمة التي قدمها هذا الرائع....صاحب الصوت الفخم الغني بالشجن والتطريب، وهانحن ننتظر تلفزيون السودان ومعه قناة النيل الأزرق... لكي يقدموا لنا أعمال العميري وأن يخصصوا يوماً أو يومين لعرض أعمال الراحل...
    العميري يعرف كيف تكون السخرية عميقة ، يبحث دائما عن الضحكة و حين لا يجدها يتعب و لكنه لا يعدم حيلة في أن يخترعها، يعرف كيف يمارس الحياة، ممارسة الحياة تحتاج إلى بصيرة نافذة تعرف كيف تنسجم مع التناقضات، كتلة من النشاط و الحيوية، إن الحزن على العميري كان عظيماً، ولغرابة الأشياء كما بدأنا الحديث أن ميلاد العميري كان تواصلاً لجيل خليل فرح، فقد أخذ الكثير من ملامح خليل فرح، فآثر أن يودع الدنيا في الشهر نفسه هو 30 يونيو الذي غادر فيه خليل فرح في عام 1932، وقد غادرنا حبيبنا العميري في 30 يونيو 1989، وكأنه كان يشعر بأن مودع فقد كان في عمق ظرفه يقول لأصحابه "أنتو يا اخوانا 35 سنة مش كفاية" ويترنم ويقول:

    أديني سمعك في الأخير
    أنا عمري ما فاضل كتير
    شالوهو مني الأمنيات
    الضايعة في الوهم الكبير
    والدنيا ما تمت هناء
    لسه فاضل
    ناس تعاشر
    وناس تضوق طعم الهناء
    بكرة أجمل من ظروفنا
    و لسه جايات المني



                  

العنوان الكاتب Date
رسالة شوق مجددة في بريد العميري محمد علي يوسف07-16-06, 09:55 AM
  Re: رسالة شوق مجددة في بريد العميري محمد علي يوسف07-16-06, 10:03 AM
    Re: رسالة شوق مجددة في بريد العميري عادل فضل المولى07-16-06, 10:42 AM
      Re: رسالة شوق مجددة في بريد العميري خالد سند07-16-06, 12:31 PM
  Re: رسالة شوق مجددة في بريد العميري saadeldin abdelrahman07-16-06, 12:49 PM
  Re: رسالة شوق مجددة في بريد العميري saadeldin abdelrahman07-16-06, 02:43 PM
  Re: رسالة شوق مجددة في بريد العميري saadeldin abdelrahman07-16-06, 04:20 PM
  Re: رسالة شوق مجددة في بريد العميري saadeldin abdelrahman08-09-06, 05:26 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de