|
Re: محجوب عثمان : لنبدأ جمع ملفات التعذيب.. فضلاً أملأ الفورم المرفق! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)
|
الأخ عدلان
تحياتي
أخال قدرنا أن نترحل مع ( القضية ) من ركن لضلع , ومن بوست إلى بوست ومن فينة لأخرى . سأدلي هنا برأي والذي هو غير مستقل عن موقفي الإستراتيجي من المسألة الشيوعية , أعلم أن ما أنت بصدده موقف سياسي آهل بالمعاني العدلية وباللحظة السياسية وهي تحط على منعطف الوطن ولما إنظلم ومواطنيه , إذ تبدو دعوتكم هنا مئثارة مفضالة, طالما كان القصد هو رد المظالم وإحقاق الحق , وطالما أن هناك بالفعل ضحايا للإنقاذ أحياء وأموات , أعتقد فى الإثر أن رهانكم الشيوعي هنا يتقيد بإعتبارات الدفق العاطفي والوطني لقضية من الصعوبة أن يعترض عليها أحد , فلا المسوغات العدلية ولا الوطنية ولا الدينية ولا الإنسانية لتسمح بثمة رفض محتمل .
بناء عليه لن أعترض على فتح ملف التعذيب الإنقاذي , لكني ( أتحفظ على الداعي ولما كان شيوعيا, فردا أم مؤسسة لا يهم ) , فهو أولا منقوص الأهلية الفكرية لأنه يستلفح منهجا قمعيا كذلك , ويشترك مع الإنقاذ فى سماتها الفكرية الشمولية وإن إختلفت المدارس , فتجربة الإنقاذ ما كانت سوف تختلف كثيرا من إنقلاب 19 يوليو إن قدر له أن يعتمر , وحمد لله أن ما كان , وهو ثانيا ينتسب تاريخيا ووجدانيا للثقافة الماركسية , والتي معروف ومشهود غلواءها وهي تمتطي صهوة جوادها الواحد الأحد , فلا ديمقراطية ولا حقوق إنسان ولا محاسبة ولا يحزنون , فالإدعاء هنا تدحضه النظرية والإستثناء تتكفله العادية الماركسية والمبادرة يخرصها المنهج ( الماركسي ) وهو يتفاعل فى الإتجاه النقيض لما تزعمون .
كان فى الإمكان معايرة الأمر فى صحونه السياسية المحضة , لكنكم ... أيها الشيوعيون ... إستثناء يتماهى فى فرادته , فأنتم ليسوا حزب سياسي فحسب , إنما ينهض قوام دعوتكم فى كلياته على الآيدلوجية , بطابعها الشمولي ومقررها الأشمل وأدواتها الشاملة , لا يجوز فى التعامل معكم وفى النظر إلى إجتهادكم الفصل بين الموقف والمرجع , بين السياسية والآيدلوجيا , بين الفاصل والمنتهى , بين الحب والثورة , فكله عندكم صابون ماركسي أخلد .
قامت الشيوعية فى هذه الدنيا وجلست , كانت كل التجربة إحقاقا لما أنف , ولما إنهارت الإمبراطورية الشيوعية , ما إقتيدت سيادات المجتمع الشيوعي ( المنهار ) إلى المقاصل , كما فعل بماري أنطوانيت , ولا رصت الصفوف لإبادة الشيوعيين جماعيا ( وبكل ما إغترفوه من جرم ) , إنما علت الأفضال الديمقراطية , وتسامت القيم الوطنية حتى إستوعبت العاق من أبنائها , لأن من فعل هذا يعتقد إعتقادا لجد هو صحيح , بأن المستقبل الديمقراطي أفضل وأرحب من الماضي الديكتاتوري . فلما تمتون بسبب لهؤلاء الشيوعيين الذين إسترحمتهم مجتمعاتهم , ولما كانوا دولا ومدائن عظيمة , فما بال ضاحية شيوعية ثالث/عالمية تشطط , وتحاول إستدارة الهلب الشيوعي ولما ( غطس )
منذ أن كنت فى الحزب الشيوعي وبعدما تركته , تأكد لي درس بليغ فى كلا المرحلتين , هي أن محاسبة الشيوعي فى ميزان المجتمع السوداني تتم ( بالجملة ) وليس القطاعي , أعذر قومي على هذا الحكم الفظ , لكن أجد لهم العتبى , ولما تتأتى الشيوعية بالجملة كذلك , قيض بقيض ودفع على دفع والبادئ أظلم , وإن كان فى إمكاني ثمة لائمة فسوف ألقي بها على الحزب الشيوعي , إذ يصر على البيع بالمفرق السياسي ولما هو شمولي من مبتدئه وإلى اللحظة ... وعشان خاطر عدلان ... دعني أقول ... إلى حين إشعار آخر .
كان الأحرى بالعم المحترم محجوب عثمان أن يبذل مسعى آخر , أقصد أن يمسكا من أولا , ويستنظف سوءآت الإلتحاق الفكري الجزافى بالماركسية , حتى يؤوب وحزبه إلى عقر الوطن وحتى يتصالحا ومجتمعه . أعتقد أن جيل الشيوخ الشيوعيين الراهن تقيض عليه الظروف الوطنية موقفا صريحا , وإختيارات يرونها صعبة وأراها موضوعية , ليس ذنب الوطن إن إختار هؤلاء الشيوخ فى ميعة صباهم الشيوعية , لكنه إختيارهم الذي دحرته التجربة فيما يزيد من براءة الوطن مما أتوا. لا أتخيل أنهم يعاقبون أهلهم ولما حنس حلمهم الشيوعي , كما لا أعتقد أن عسف الإنقاذ هو دابتهم العنقاء فى رحلة بوهيمية نحو المجهول. وحيث لا أستنطق لسان حال المجتمع , لكني أتخيله يقول لهم : تخلصوا من الآيدلوجيا الشيوعية ... نستمع إليكم أكثر ... فتربحون ... أتمناهم حسن الحرث والختام.
|
|
|
|
|
|