|
غازي صلاح الدين يحذر الدول العربية الكبرى من تداعيات القرار 1706
|
سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com
غازي صلاح الدين يحذر الدول العربية الكبرى من تداعيات القرار 1706
الدوحة - قطر
نشرت صحيفة الراية القطرية تقريرا لندوة نظمتها السفارة السودانية بالدوحة تحدث فيها الدكتور غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية وفيما يلي نص التقرير:
حذر مستشار الرئيس السوداني غازي صلاح الدين من أن قرار مجلس الامن الدولي رقم 1706 الخاص بنشر قوات دولية في دارفور يهدف إلي التدخل في الشؤون الداخيلة للسودان بأكمله وليس في إقليم دارفور فحسب.
وجدد صلاح الدين في ندوة أقامتها السفارة السودانية في الدوحة مساء الجمعة وحضرها حشد كبير من المواطنين السودانيين رفض الحكومة السودانية القاطع للاعتراف بهذا القرار والتعامل معه مشككا في نوايا الإدارة الأمريكية التي وصفها بالسيئة من وراء صدور هذا القرار.
وكشف صلاح الدين أن السودان حذر الدول العربية من تداعيات هذا القرار ليس علي السودان فحسب بل علي الدول العربية الكبيرة نفسها التي ستكون ''الجائزة الكبري ''للسياسة الأمريكية في المنطقة مشيرا انه يأتي في إطار المشروع الأمريكي للسيطرة علي المنطقة وإعادة ترسيم الحدود الأفريقية وضمن الاستراتيجية التي تستهدف الثروات البترولية ليس في جنوب السودان وحسب بل في غرب السودان بحيث يجري تصدير هذا البترول عبر موانئ تشاد إلي المحيط الأطلسي وبحيث تشكل بديلا لمرور النفط عبر المناطق التي تحتوي مضائق كالخليج العربي والبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط والتي يمكن لقرارات سياسية أو عمليات عسكرية أن توقف انسياب النفط من هذه المناطق معتبرا أن وصول البترول من المحيط الأطلسي عبر الموانئ في الغرب الإفريقي هدف استراتيجي للسياسة الأمريكية في المنطقة.
وشدد غازي صلاح الدين أن هذا القرار الذي ينتقص من استقلال وسيادة السودان ليس موجها إلي الحكومة السودانية بل موجها إلي السودان بأكمله وهو ضد جميع الأطراف والحركات السياسة في إقليم دارفور.
وكان مستشار الرئيس السودان غازي صلاح الدين قد بدأ عرضه عن قضية دارفور باستعراض تاريخي وثقافي للإقليم الذي بات يشكل واحداً من اكثر مناطق العالم سخونة مشيرا أن المشكلة في دارفور لم تبدأ مع الحكومة الحالية بل هي ممتدة منذ مئات السنين وحتي الآن وان أهالي إقليم دارفور كانت لهم مطالب بالتنمية والتعليم والمشاركة في الحكومة المركزية والحكم منذ سنوات طويلة.
وأضاف صلاح الدين إلي بروز عوامل خارجية ليست سياسية في قضية دارفور تمثلت في التصحر والتدهور البيئي الذي أصاب مناطق شمال دارفور وأدي إلي نزوح جماعي إلي جنوب دارفور وأثار احتكاكات سكانية لم تكن موجودة إضافة إلي عامل البعد الإقليمي والذي اصبح مؤثرا جدا والمتمثلة بالمجموعات التي نزحت من تشاد عبر الحدود إلي شمال دارفور فزادت من وتيرة الاشتباكات السكانية وأدي ذلك إلي انتشار السلاح ووجود استعداءات في الإقليم وخلق الحركات المسلحة التي لم تكن موجودة في السابق وحول قضية دارفور من قضية مطلبيه وقضية تنمية إلي قضية سياسية.
واستعرض غازي صلاح الدين جهود الحكومة السودانية إلي وصفها بأنها حكومة الوحدة الوطنية اكثر من مرة لحل مشكلة إقليم دارفور من خلال الحوار مع الحركات المسلحة وإشراك الاتحاد الإفريقي في جهود وقف إطلاق النار ومن ثم السعي لإيجاد حل تدريجي للمشكلة.
كما أوضح انه بعد توقيع اتفاقية السلام مع بعض الأطراف في دارفور دعمت الحكومة السودانية الجهود الإنسانية الدولية وأطلقت يد المنظمات الدولية لمعالجة القضايا الإنسانية هناك إلي حد دفع البعض لانتقاد الحكومة السودانية علي ذلك إلا انه قال أن ما جري بعد ذلك هو معالجة أعراض المرض وليس المرض نفسه مما فاقم المشكلة مشيرا إلي ضرورة وجود حل جذري هناك يعالج قضية المشاركة والعلاقات السكانية المحلية وقضية الا مركزية وتفويض السلطات في الإقليم وقضية المشاركة السياسية علي مستوي الإقليم والولايات والمستوي المركزي وقضايا التنمية والمشاكل الإنسانية
وبين صلاح الدين انه لا يوجد حل سياسي يرضي جميع الأطراف وانه لا بد من علاج القضايا الإنسانية وإعطائها الأولوية إلا أن ذلك لا يكون إلا من خلال الحل السياسي وهو ما حصل عندما أبرمت اتفاقية السلام والتي رغم وجود مآخذ عليها فإنها يجب أن تكون الأساس الذي يجب البناء عليه.
وأدان صلاح الدين ما وصفه بالنوايا السيئة للولايات المتحدة تجاه السودان وأسلوب التعامل الاستعلائي الذي تتعامل به واشنطن قائلا أن المبعوثين الدوليين لا يأتون للسودان للتشاور بل يأتون بقرارات يجب الالتزام بها.
وأشار إلي أن الدول التي تدعم اتفاقية السلام وتتحدث عن دعم القوات الأفريقية في دارفور لم تقدم دعما ماليا حقيقيا لهذه القوات لكي تنجح في مهمتها فالكونغرس الأمريكي رفض تخصيص مبلغ 50 مليون دولار العام الماضي لدعم ميزانية القوة الأفريقية في دارفور وهم حريصون أن تأتي قوات دولية إلي دارفور لكنهم ليسوا حريصين علي سد النقص الحاصل في الصندوق الإنساني لدعم التنمية وحل الأوضاع الإنسانية الصعبة في دارفور.
ورفض مستشار الرئيس السوداني اعتبار أن الحكومة السودانية سعت إلي المواجهة مع المجتمع الدولي ومواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وقال ساخرا - هي لم ترسل بأساطيلها إلي الشواطئ الأمريكية ولم تطالب الأمم المتحدة بالتدخل لرفع المعاناة عن السود في أمريكا- بل هي حريصة علي طرح البدائل وحريصة علي استمرار الحوار مع المجتمع الدولي في قضية دارفور وهي لا تعترض علي دور الأمم المتحدة في الجانب الإنساني والتنموي في الإقليم والسودان رفض اغراءات اللحظة الأخيرة والوعود الخادعة التي قدمت في السابق ولم تتحقق مشيرا بهذا الصدد إلي وعود واشنطن برفع اسم السودان من الدول التي تدعم الإرهاب ورفع العقوبات الاقتصادية عليه وأكد صلاح الدين حرص الحكومة السودانية الدائم علي الحوار مع جميع الفصائل المسلحة في دارفور من اجل التوصل إلي اتفاق يحقق السلام في الإقليم وهو الموقف الذي لا تزال تؤمن به الحكومة السودانية وتسعي إليه.
وقدم غازي صلاح الدين قراءة للقرار 1706 أكد من خلالها أن هذا القرار يمس بسيادة واستقلال السودان ويتدخل في شؤونه الداخلية واصفا إياه بأنه اضعف قرار يتعلق بنشر قوات دولية صدر عن مجلس الأمن لمعارضة روسيا والصين وقطر له لما للصين وروسيا موجها الشكر لدولة قطر علي موقفها الرافض للقرار والذي جسد الموقف العربي المؤيد للسودان.
وقد آثار بعض المواطنين السودانيين عدداً من القضايا المعارضة لموقف الحكومة السودانية من قضية دار فور حيث دعوا الحكومة السودانية إلي الاهتمام بقضايا التنمية والتعليم والخدمات في الإقليم وتحقيق مبدأ المشاركة السياسية لأبناء الإقليم في القرار علي المستوي الوطني وهو ما أغضب عدداً من الحضور وأدي إلي بعض المشادات الحادة حيث قوطع المتكلمون وهو الأمر الذي رفضه مستشار الرئيس السوداني مؤكدا علي حق الجميع بالتعبير عن مواقفهم ثم رد علي ما أثير من اعتراضات في الندوة مؤكدا أن القرار 1706 ليس في صالح السودان وليس في صالح أبناء السودان وأبناء دارفور علي وجه الخصوص وان الحكومة مستمرة في الحوار مع جميع الحركات المسلحة في دارفور للتوصل إلي اتفاق شامل يحقق مطالب أبناء الإقليم.
© Copyright by SudaneseOnline.com
|
|
|
|
|
|