أيام في واشنطن العاصمة ... مع وفد حركة و جيش تحرير السودان

Quote: انطباعات زائر لواشنطن بمعية رئيس حركة تحرير السودان في خصصت الحلقة الأولى من هذه السلسلة من المقالات عن انطباعاتي الشخصية عن نماذج مختارة من أفراد الشعب الأمريكي الذين التقيتهم أثناء هذه الرحلة ، تمثلت بالسيدة الأمريكية التي جاورتني بمقعد الطائرة في رحلة دبي – نيويورك والتي أجرت تقويميا أمينا للأوضاع السياسية في دولة أوغندا والتى كانت عائدة لتوها من هناك بعد ان قضت فترة معقولة بها ، ثم المعاملة الراقية من ضابط الجوازات/هنري بمطار جون كنيدى عند أول منفذ دخول لأمريكا ثم أخيرا بإيراد نموذجين من الناشطين في مجالي السياسة و حقوق الإنسان سواء كان لمناصرة قضايا أمريكية محلية أو لمناصرة قضايا عالمية من منطلق ضمير إنساني بحت كقضية دار فور . وعدت القراء في الحلقة المذكورة بأني سوف أتحدث في هذه الحلقة الأخيرة عن انطباعاتي الشخصية في تشكيل وفد حركة تحرير السودان المرافق لرئيسها السيد / منى اركو مناوى في زيارته تلك ، و قصدت من تسجيل هذه الانطباعات لابين إلى إي مدى يذهب معارضو ثورة دار فور في إطلاق تهم باطلة عندما يقال مثلا أن الحركة يسيطر عليها عرقية أو قبيلة واحدة وان قادتها فقط ينتمون لقبيلة واحدة أو قبيلتين على احسن الفروض وان هنالك إقصاء كامل للمجموعات العربية وما إلى ذلك من التهم التي لا تستند على أساس متين . أتذكر الآن بكثير من الأسف كيف أن شخصا معينا من أبناء دار فور في مدينة الرياض السعودية، ظل يردد خطابا ثابتا في كل المنابر التي يتحدث فيها، هذا الخطاب لم يتغير منذ اندلاع الثورة وحتى الآن، ومضمونه أن ثورة دار فور ما هي إلا حرب عرقية لاجندة قبلية ضيقة والقائمين عليها ليسوا إلا قطاع طرق ولصوص. هذا الادعاء يتطابق مع خطاب حكومة الإنقاذ في بداية الثورة ولكن أغراض الحكومة من هذا الادعاء كانت مفهومة بالطبع، ولكن نتيجة لتسلسل ظروف موضوعية وأحداث متواترة قد غيرت الحكومة هذا الخطاب واعترفت ب " قطاع الطرق واللصوص السابقين " كممثلين لثورة دار فور وتفاوضت ووصلت أخيرا مع اكبر فصيل من هذه الحركات المسلحة إلى اتفاق سلام ، ومن نتائج ذلك فقد تم تعيين السيد / منى اركو مناوى كبيرا لمساعدي رئيس الجمهورية وحاكما لسلطة دار فور الانتقالية يوم أمس ، مع العلم أن منى اركو هذا هو نفس الشخصية التي تم اتهامها سابقا بتلك التهم الجزاف ولكن خطاب الحكومة هو الذي تغيير وفق تطورات الأحداث وهذا شئ منطقي وإيجابي ، ولكن الشيء الغير إيجابي مطلقا هو موقف بعض الأشخاص ال(Static) - كالمثال الذي ذكرته في مدينة الرياض – الذي لم يتغير طوال هذه المدة من عمر الثورة . دعونا الآن نرى عن قرب تشكيل الوفد لنوضح كذب ادعاء المغرضين الذين يروجون مثل هذه الأحاديث خدمة لأغراضهم الخاصة، لان الوفد كان في تقديري واسع التمثيل لأهل دار فور بمختلف قبائلهم، وسأذكر أدناه بعض أعضاء الوفد مع ذكر قبائلهم وأوزانهم في الحركة كقادة سياسيين بالدرجة الأولى، وذلك على سبيل المثال لا الحصر: § الأستاذ/ مصطفى محمد احمد تيراب ، الأمين العام للحركة ، وهو شاب سياسيى ذات توجه قومي وينتمى لقبيلة الفور § الدكتور / التجانى بدر، وهو سياسي ضليع و خبير اقتصادي والمستشار الاقتصادي لرئيس الحركة ومن أوائل الذين وقفوا مع الثورة وساندوها بالدعم المادي والمعنوي وتقديم النصح لقادة الثورة الشباب والذين تنقصهم الخبرة بالضرورة وهو ينتمى لقبيلة البرتى § الأستاذة / مريم عبد الرحمن تكس ، وهى صحفية مرموقة وشخصية سياسية واعية ومؤهلة تحوز على احترام كل من يتعامل معها ، وهى تنتمى إلى قبيلة المعاليا العربية § الدكتور / صلاح مناع ، وهو رجل أعمال شاب وناجح ، غيور لقضية أهله بدار فور لا يبخل بماله ووقته في سبيل إعلاء شأن دار فور ويحظى باحترام وقبول الجميع في الحركة ، وهو ينتمى إلى من اسميهم تجاوزاً ب " زغاوة دار صباح " ، اى انه من أصول دار فورية ولكنه ولد وتربى في وسط السودان (الجزيرة / العاصمة ) وهو المستشار السياسي لرئيس الحركة § المهندس / تاج الدين حسن تاج الدين ، وهو من قدامى خريجي هندسة جامعة الخرطوم ذات خبرات واسعة و من أوائل الذين ساندوا الثورة وهو حفيد السلطان تاج الدين ، سلطان المساليت في حاضرتها المعروفة " الجنينة " § الناظر/ يحي إبراهيم موسى مادبو ، شقيق ناظر قبيلة الرزيقات الحالي وهو سياسي واعى مستوعب لكل أبعاد الصراع الحالي في دار فور ومن الذين يعتمد عليهم للمساهمة الفعالة لرتق النسيج الاجتماعي المتهتك بدار فور § الملك / ابكر حسب النبى ، ملك دار " ارتاج" وهو من حكماء شراتى وملوك قبيلة الزغاوة ويحظى باحترام واسع وسط وخارج قبيلته § الأستاذ/ ابوعبيدة عبدالرحيم الخليفة التعايشى ، وهو سياسي واحد مستشاري رئيس الحركة وحفيد الزعيم السوداني الخليفة عبدالله التعايشى § المهندس / عبدالجبار محمود دوسة ، وهو سياسي محنك وكبير المفاوضين في مفاوضات ابوجا ومسئول الملف السياسي بالحركة وهو حفيد السلطان دوسة عبدالرحمن المعروف بمنطقة الطينة غربي دار زغاوة § الأستاذ / مصطفى عبدالله أبكر حسين ، وهو ناشط طلابي يحمل درجة الماجستير من جامعة الخرطوم وممثل الطلاب بالحركة وينتمى إلى قبائل رزيقات الشمال العربية فى مناطق غرب دار فور هذه بعض النماذج من الوفد المرافق لرئيس الحركة في زيارته إلى واشنطن، ولا ننسى بالطبع الدور الفعال الذي لعبه الأستاذ/ بحر عربي القيادي بالحركة والذي أتى مبكرا إلى الولايات المتحدة ضمن وفد آخر جاب في تجمعات السودانيين في عدة ولايات أمريكية في وقت سابق لشرح القضية وبقى هناك لتنسيق هذه الزيارة بالتعاون مع أعضاء مكتب الحركة بالولايات المتحدة الأمريكية ، ورغم أن الضيافة كانت على وزارة الخارجية الأمريكية إلا أن الأستاذ / بحر و أعضاء المكتب بالداخل قد سهروا الليالي لتوفير الراحة لأعضاء الوفد .. ونشكر أيضا أبناء الجالية السودانية عامة وأبناء دار فور المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة والذين زارونا في الفندق والذين اتصلوا بالهاتف من ولايات نائية للتحية والمجاملة ونشير بهذا الخصوص إلى أن هنالك أيضا من اتى بالطائرة من كاليفورنيا من أبناء دار فور في رحلة امتدت إلى ست ساعات لمقابلة الوفد والتعرف عليهم والتفاكر معهم حول مستقبل دار فور في ظل السلام القادم، وإذا كان لا بد من ذكر بعض الأسماء من أعضاء مكتب الحركة هناك فيلزم ذكر الدكتور/ إبراهيم الإمام ممثل الحركة بأمريكا والشاب النشط الأستاذ/ عثمان على جامع ، فهما أعضاء الوفد من الداخل (أمريكا) فلهم منا اجزل الشكر على تفانيهم لخدمة الوفد والمشاركة في برامج الزيارة بجد واجتهاد . محمد بشير مناوى [email protected] الرياض – السعودية الثلاثاء 8 أغسطس 2006