فى الذكرى الرابعة.. من سرق الثورة؟-تقاريرومقالات أخري عن الذكري الرابعة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-23-2024, 06:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-18-2022, 01:31 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 8158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فى الذكرى الرابعة.. من سرق الثورة؟-تقاريرومقالات أخري عن الذكري الرابعة

    12:31 PM December, 18 2022

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    تقرير ـ مريم حسن ـ مُهيبة بيِّن

    يصادف يوم غدٍ الاثنين 19 ديسمبر 2022م الذكرى الرابعة لثورة 19 ديسمبر المجيدة 2018م والتي أطاحت بنظام الرئيس المعزول عمر البشير، وخلال فترة الأربع سنوات الماضية مرت البلاد بظروف اقتصادية وسياسية معقدة في فترة انتقالية متمددة، ويرى محللون أن الثورة التي خرج من أجلها كل أبناء الشعب السوداني سرقت وضاعت.

    والحديث عن ضياع وسرقة الثورة قاد لاتهامات متبادلة مابين جهات مختلفة سواء كانت أحزاباً أو قوى أخرى، باتت الاتهامات تبحث عن ما وراء عرقلة مسار الثورة والأيادي الضالعة في إعاقة مشوار تحقيق أهدافها وتنفيذ برامجها.


    ويرى الأكاديمي والمحلل السياسي حسن الساعوري أن قوى الحرية والتغيير هي من أضاعت الثورة ولم تحرص على تنفيذ البرنامج الموكل لها، وانشغلت بالنيل من المؤتمر الوطني وقياداته على حد تعبيره. وانشغت (المركزي،التوافق الوطني…الخ)، وأشار لتاثيرات الخلاف مع المكون العسكري في كثير من القضايا، والانفراد بقرارات قومية مثل التطبيع مع إسرائيل ونداء الأمم المتحدة لحماية الثورة، إضافة إلى الاتفاق مع الحركات المسلحة (اتفاق جوبا) ومنح الحركات (مناها) دون الآخرين، إضافة إلى اتخاذ قرارات دون تشاور حيث أصبح كل مسؤول يصدر بياناً لوحده. واستمرت التظاهرات وانشقت لجان المقاومة وأصبح هنالك لا الثورة ولا الحكومة وقحت تستطيع فعل شيئ. كذلك يرى الساعوري أن 25 أكتوبر كانت إعاقة لتصحيح المسار الذي شق قحت لقسمين كبيرين.

    ولا يتفق الأكاديمي والمحلل السياسي صلاح الدومة مع الحديث عن ضياع الثورة وقال، إن الثورة لم تضع بل لم تحقق أهدافها بالصورة المطلوبة وحققت منها بنسبة 20%، وتابع بأن أهم هدف حققته هو تحقيقها شعار “تسقط بس “التي أسقطت نظام عمر البشير في نفوس السودانيين والمجتمع الدولي. وأوضح الدومة أن كل الأساليب التي تثار عن ضياع الثورة ما هو إلا محاولة من النظام البائد العودة بها واقتلاعهم للسلطة، ونوه إلى ضرورة أن تكون هنالك سلطة كاملة من المدنيين. وأضاف قد يؤخر تحقيق أهداف الثورة لكن يمكن أن تتحقق، وإن تأخير تحقيق الأهداف ستحقق لا ريب في ذلك، ويرى بأن الحديث عن ضياعها يطلقه (الفلول) وشدد بأن الثورة (شغالة) وكل يوم النظام البائد يفقد مكانته.

    صعود للانتهازيين

    ويقول المتحدث الرسمي باسم لجان مقاومة بمدينة الخرطوم حسام علي إن فكرة سرقة وضياع الثورات غير صحيح، إلا أن تكون هبة والهبات الثورية توجه في اتجاهات غير اتجاهاتها وتتوظف لمصالح غير مصالح الفئات الاجتماعية التي قامت بها، وهذا يحدث وهو غير منطق الثورات الذي يشير إلى أن منطقها مختلف. وقال إنهم مؤمنون إيماناً تاماً بأن ثورة 19 ديسمبر ثورة حقيقية لديها دوافعها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والنفسية العميقة، التي لا يستطيع أحد أن يقف في طريقها وأصبحت ضرورة ملحة وأصبحت حاجة من حاجات الإنسان لا يمكن الالتاف عليها أو إجهاضها. وأكد حسام عدم صحة سرقتها وضياعها، وقال إن دسيمبر باقية وكل الذي من الممكن أن يحدث هو صعود الانتهازيين وخذلان بعض أبنائها لها ليعرقلها، ولكن الحقيقة الثابتة هي أن الثورة ملك للشعب السوداني مسؤولية الحفاظ عليها مسؤوليته وفي يده الحل أو العقد ولا يمكن أن تسرق أو تنتهي إلا إذا جماهير الشعب السوداني رفعت يدها من الثورة وغيرت رأيها، وغير ذلك ليس هنالك قوى على الأرض سواء الأحزاب السياسية أو لجان المقاومة والمجتمع الدولي أو الترسانة العسكرية يستطيعون إيقاف مدها، وأوضح حسام أن الذي يحدث من صراع بين الأحزاب ولجان المقاومة من الاشياء التي تعيق مسار الثورة وتعرقلها وترفع التكلفة، سواء في الزمن أو الأرواح أوغيره ولكن كون هذا الصراع سبباً في ضياع الثورة غير صحيح، وأشار إلى أن هذا الصراع مثلما له سلبياته له إيجابياته.

    ومما جعل لجان المقاومة تتطور وسمح لها بأن تشغل مجال أوسع في الفضاء العام والسياسي وتأخذ مساحة أكبر، وإذا نظر لها أنها تعبير عن قوى اجتماعية معينة لم تكن تجد حظها في التمثيل من الطبقة والنادي السياسي، برغم ما يبدو منها سوء أو يتوهم ولكن باطنها كبير جداً، وفكرة أن فئات اجتماعية جديدة تطلق وتعبر عن نفسها هذا أمر جيد وطبيعي في أن يكون هنالك صراع بينها وبين النادي السياسي القديم. والفئات التي احتكرت لنفسها تمثيل النادي السياسي والاجتماعي والإنساني في التاريخ السوداني، وهي كلفة إضافية لكلفة الثورة ونتيجتها في آخر الطريق مكاسب إضافية للمكسب الأساسي للثورة المتمثل في إسقاط النظام وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو وتحقيق السلام والحرية والثورة، هذه لا يفترض أن ينظر إليها كحدث طارئ بل ينظر لها كتغيير جذري عميق في طبيعة المجتمع السوداني وترسيخ الحياة السياسية والاجتماعية الذي يجعل المشهد معقداً والصراعات تتجلى به. وبعد أربع سنين يستطيعون أن يهنئوا الثوار والشعب السوداني بهذا الإنجاز كون الحراك رغم الظرف الاقتصادي والقمع الشديد والصراعات السياسية والقتال القبلي وغيره من المشاكل يستمرالحراك ويحافظ على نفسه، ويخرجوا مليونات يخبرنا أنها ثورة حقيقية وثورة شعب يصعب الالتفاف فيها أو سرقتها ولديهم ثقة في الإرادة الجماهيرية، وهي التي تستطيع قيادة الجميع إلى بر الأمان وإنقاذ السودان من المأزق.

    الثورة ما زالت متقدة

    أما القيادي في حزب المؤتمر السوداني نورالدين صلاح الدين، قال: من المؤسف أن تكون هناك مثل هذه الاتهامات بين قوى الثورة، وأعتقد من جانبنا نحن في المؤتمر السوداني أو في تحالف قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، لم نتوجه بأي اتهام لقوى الثورة بأنها تسببت في ضياع الثورة، بل على العكس نحن نعتقد أن الثورة مازالت متقدة ونعتقد كذلك أن الثورة تتمتع بنفس طويل جداَ في سبيل الوصول إلى غاياتها. وتابع “إن الثورة ما يعترضها الآن عدد من التحديات ومن الواجب علينا أن نواجه هذه التحديات مع بعضنا البعض باعتبارنا نتحد في أهداف هذه الثورة، وجميعاَ نعمل من أجل تحقيق أهداف الثورة المتمثلة في قيام الدولة المدنية الديمقراطية .

    وقال صلاح إن انقلاب 25 أكتوبر مثل انعطافة خلفية غوضت مسار التحول المدني الديمقراطي وعلينا أن نهزم هذا الانعطاف العكسي الذي حدث في 25 أكتوبر، مؤكداَ أن ذلك لن يتأتى إلا برفع معدلات الثقة ما بيننا نحن كقوى الثورة، أن نمتن بناء الجبهة المدنية وأن نقوي عوامل الثقة التي تجمعنا وأن ندير حواراَ مفتوحاَ، حول كيفية أن تتكامل وسائل وطرائق عملنا التي نريد من خلالها الوصول إلى الهدف المشترك .


    ومضى بالقول هناك تباين في كيفية استخدام الأدوات المؤدية إلى هزيمة الانقلاب وهناك بعض قوى الثورة التي ترى أنه، لا يمكن أن تتحقق أهداف الثورة وهزيمة الانقلاب، إلا عبر وسائل المقاومة السلمية اللاعنفية. وهناك قوى أخرى ترى هذه الوسيلة هي وسيلة أساسية للغاية لكن ممكن إضافة بعض الوسائل الأخرى عليها مثل العمل على توسيع قاعدة الانتقال وتوسيع قاعدة المشاركة بين قوى الثورة والقوى المؤمنة بالتحول المدني الديمقراطي، وأيضاَ حشد أكبر تضامن دولي وإقليمي لصالح القضية السودانية. ومن الوسائل أيضاً الحل السياسي متى ما كان هناك إمكانية لقيام عملية سياسية منتجة وأن تكون هذه العملية السياسية قابلة أن تعطينا مخرجات تتمثل في تحقيق أهداف هذه الثورة، وأضاف أعتقد أن مسألة الاتهامات المتبادلة إن وجدت لم تخدم قضيتنا وستعمل على توسيع الشق ما بيننا وستعطي الإمكانية لقوى الانقلاب وقوى الردة، أن تلعب على المتناقضات التي توجد ما بيننا كقوى الثورة في سبيل عرقلة مسار التحول المدني الديمقراطي.



    مد وجزر

    من جهته قال عضو المكتب السياسي لحزب الأمة القومي بازرعة علي العمدة، إن الثورة لم ولن تضيع من خلال الأثر العميق الذي تركته الثورة ثقافياَ وفكرياَ والذي انعكس على الأجيال الصاعدة والقطاعات الحية من المجتمع من الشباب والنساء والمهمشين .وأضاف العمدة صحيح هناك خلافات على صعيد الحركة السياسية من أحزاب وحركات سياسية ومكونات اجتماعية ومدنية، وذلك شيء طبيعي يحدث في كل الثورات لأن الثورات تكون في الغالب في شكل موجات وليست موجة واحدة وبعدها تستقر الأوضاع، لذلك عمليات المد والجزر سوف تلازم الثورة حتى تستقر في النهاية على المستوى الأعلى الذي تنشده أهداف وشعارات الثورة . ونبه العمدة أن الخلافات السياسية طبيعية في ظل الديمقراطية ولكن السودان يمر بظروف استثنائية بعد 30 عاماً من الاستبداد، وغياب الحريات وسيادة حكم القانون والحروب الأهلية وغياب العدالة، لذلك تحتاج إلى وقت لكي تصل إلى توافق وطني حول القضايا التأسيسية.



    اتهام الأحزاب

    وأيضاً يرى القيادي في الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية، محمد السماني، أن الثورة السودانية لم تضيع ولكن هناك العديد من الاتهامات الموجهة ضد الأحزاب السياسية السودانية، وأن أسباب خروج هذه الاتهامات والانقسامات والصراعات السياسية التي مرت بها قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي هي خروج الحزب الشيوعي من هذا التحالف. وأضاف لا أحد يستطيع إنكار قوة تنظيم هذا الحزب (العجوز) على حد تعبيره وطرقه وخداعه ساهمت مساهمة كبيره جداّ في نجاح الثورة، وهو من ساهم مساهمة كبيرة في الحراك الجماهيري للثورة وهو من حافظ على إشعالها. والحزب الشيوعي هو من ابتدر فكرة لجان المقاومة واستطاع السيطرة عليها على مستوى المركز .

    وقال السماني لا يستطيع العسكر ولا كيزان المؤتمر الوطني أن يفعلوا أي شيء للثورة والثوار لولا الصراعات الداخلية لقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، ومن ثم جاءت فكرة شيطنة وتخوين القوى السياسية لبعضها البعض وهي موجودة داخل تحالف سياسي واحد، وانعكست كل أشكال الصراع السياسي بين القوى السياسية على الشارع الثوري وجاءت بعض القوى السياسية لكي تسيطر على مؤسسات الدولة، وهي سبب رئيسي في بعد المسافات بين الشارع السوداني والقوى السياسية، وذلك جاء نتيجة للبحث عن السيطرة على المشهد السياسي والقرار السياسي في البلاد .

    وأكد السماني أن انقسامات أكبر تحالف سياسي كان موجوداً في البلاد جاءت نتيجة للصراعات وهذه الصراعات كانت لها تأثيرات كبيرة جداَ على الشارع السوداني، وأصبحت كل مجموعة من المجموعات تلقي بالاتهامات على المجموعة الأخرى. وقال بعد كل هذه الصراعات الموجودة الآن في الساحة السياسية مازالت الفرصة موجودة من أجل المحافظة على الثورة السودانية، وأن الشارع السوداني وبعد الحراك السياسي والجماهيري الكبير أصبح واعياً جداَ بكل القضايا الوطنية، وأن أغلبية الشباب الموجودين في الشارع لا يؤمنون بالأحزاب السياسية القديمة وأصبح أمام هؤلاء الشباب خيارين فقط، إما الدخول في هذه الأحزاب لكي يسعوا للتغيير فيها وإما إنشاء أحزاب سياسية شبابية.

    الحراك السياسي

    الذكرى الرابعة.. محطات في طريق ثورة ديسمبر الظافرة
    الخرطوم: محجوب عثمان

    بمثلما فجر طارق الطيب محمد البوعزيزي الثورة التونسية وبمثلما كان محمد الدرة ملهماً للانتفاضة الفلسطينية، وكان الطفل معاوية الصياصنة ملهماً للثورة السورية، كان الطفل أسامة الذي يلقبه أقرانه في مدرسة عطبرة الأساسية بـ”بن لادن” قائداً ومفجراً لثورة ديسمبر قبل أربع سنوات في مثل هذا اليوم.. ففي يوم 19 ديسمبر من العام 2018م كانت كل الأوضاع طبيعية في مدينة عطبرة أكبر مدن ولاية نهر النيل، غير أن تلاميذ المدارس عندما خرجوا في “فسحة الفطور” لم يجدوا خبزاً يتناولون به إفطارهم، فكان أن قاد أسامة زملاءه للخروج إلى الشارع قادحاً زناد الثورة التي سرعان ما تمددت لتعم كل أرجاء السودان.

    انتشار النار

    شرارة الثورة التي اندلعت بقوة حارقة دار المؤتمر الوطني في عطبرة لم تتوقف في مدينة الحديد والنار فسرعان ما وصلت لمدينة بربر التي واجه فيها عسكر النظام البائد المتظاهرين بالرصاص الحي، فحصدوا أول شهيد في الثورة الشهيد محمد عيسى الشهير بماكور أحد ظرفاء مدينة بربر بطلق ناري مباشر على الرأس من قبل مليشيات المؤتمر الوطني، قبل أن تسقط شهيدة أخرى في ذات المدينة وتزامن الأمر مع سقوط الشهيد محمد أبو الريش بطلق ناري أطلقه تجاهه أحد عسكر بوليس مدينة كريمة بالولاية الشمالية، لتتصاعد وتيرة الغضب وتعم كل مدن السودان وتكون الأيام التالية في شهر ديسمبر ذاك لهيباً ثورياً عم كل أرجاء البلاد، من الدمازين إلى كادوقلي ومن بورتسودان إلى حلفا في ثورة لم تفلح كل محاولات النظام البائد الذي أعمل آلة القتل في المتظاهرين في أن تفت من عضدها وتنال من قوتها.

    الاستقلال.. سودان بلا كيزان

    ورغم أن النظام البائد حاول أن يصنع من احتفالات البلاد بعيد الاستقلال مناسبة لاستعادة رباطة جأشه وحاول أن يحشد أنصاره لاستعادة ما سلبته الثورة في أيامها العشرة، إلا أن الوضع انقلب عليه عندما خرج الشباب ليحتفلوا بما حققوه من انتصار بهز عرش النظام، وكان أن اطلقوا وسماً باسم “سودان بلا كيزان” ليكون شعاراً للاحتفالات وظلوا يستغلون وسائل التواصل الاجتماعي لبث رسائل للجمهور تكشف جرائم النظام البائد على مدى 30 عاماً. ونجحوا في أن يكشفوا للعالم أن الحكومة التي ظلت تحكم لمدة 30 عاماً عملت على هدم الاقتصاد وتفكيك النسيج الاجتماعي، وفي عهدها قامت حروب في عدد من أقاليم السودان وأدت إلى تدهور التعليم والصحة والبنى التحتية، بجانب القطيعة الدولية والعقوبات الاقتصادية وإدراج اسم السودان ضمن الدول الراعية للإرهاب.

    اهتزاز عرش النظام

    ظل تجمع المهنيين يحرك الشارع من وراء حجاب غير أن إحساس القوى السياسية بنضوج الثورة حتم عليهم طرح إعلان الحرية والتغيير الذي وقعت عليه عدد من القوى السياسية المعارضة، فصار تحالف قوى الحرية والتغيير هو الجسم الذي يحرك التظاهرات ضد النظام، ما جعل الحكومة تستشعر الخطر بعد أن اهتز عرشها بقوة فعمدت على تكثيف حملات الاعتقالات وزيادة قمع التظاهرات، غير أن كل ذلك لم يجد نفعاً. فما كان من رأس النظام إلا وأن خرج ليعلن للشعب السوداني عدم ترشحه في الانتخابات ووقوفه على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية، غير أن ذلك الإعلان الذي تم في 22 فبراير من العام 2019م لم يقنع الثوار الذين مضوا في طريق إسقاط النظام.


    6 أبريل

    واستمرت التظاهرات على وتيرة متصاعدة لتعلن مركزية الثورة عن حشد الثوار للاحتفال بذكرى انتفاضة أبريل 1985 بتظاهرة حاشدة تقصد القيادة العامة، وتعمل على الاعتصام فيها حتى يسقط النظام وكان لها ما أرادت، إذ احتشد الملايين أمام القيادة العامة التي اقتحموها عنوة رغم العنف الذي مارسته ضدهم القوات النظامية الموالية للنظام البائد، بيد أن وصول الثوار لمحيط القيادة العامة شكل نقطة تحول كبيرة، إذ رحب قادة الجيش بالثوار وعملوا على حمياتهم من قوات جهاز الأمن، واعتصم الثوار أمام القيادة العامة منذ مساء 6 أبريل حتى سقوط النظام.

    سقوط النظام

    في فجر الخميس 11 أريل بدأت الإذاعة السودانية بث أغانٍ وطنية وتواترت الأنباء بأن قوة من القوات المسلحة عزلت الرئيس عمر البشير واستلمت مقاليد الحكم، واستمرت التكهنات والأخبار غير المؤكدة حتى أعلن القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عوض بن عوف نهار الخميس عن استلام السلطة و”التحفظ” على رأس النظام، معلناً الفريق كمال عبد المعروف نائباً له غير أن ذلك لم يكن كافياً للثوار الذين يعلمون أن ابن عوف كان وزيراً لدغاع المعزول، وأنه ونائبه الفريق كمال عبد المعروف من أكثر قادة الجيش قرباً من المخلوع، وطالب الثوار فوراً بتغيير كامل مرددين شعار “لم تسقط بعد”. وكان أن استمرت حكومة الفريق عوض بن عوف لمدة 48 ساعة أعلن بعدها التنحي وتسليم مقاليد إدارة البلاد للفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الذي كان يدعم الثورة حينها.

    انقلاب وفض اعتصام

    في صبيحة يوم 3 يونيو من العام 2019م داهمت قوات ترتدي أزياء الدعم السريع والشرطة والقوات المسلحة الثوار المعتصمين أمام القيادة العامة الذين كانوا يتهيأون لاستقبال عيد الفطر المبارك، بعد أن صاموا رمضانهم أمام القيادة العامة محققين شعار “صايمين رمضان من دون كيزان” الذي كانوا يرددونه قبيل سقوط النظام البائد. وأعملت القوات المداهمة في الثوار الذين كانوا لا يزالون يغطون في نوم عميق قتلاً وحرقاً وضرباً واغتصاباً، وتزامن ذلك مع إغلاق القيادة العامة للقوات المسلحة أبوابها في وجه الثوار لمنعهم من الدخول إليها والاستنجاد بقوات الجيش. وتم ذلك الأمر بينما كان المجلس العسكري بقيادة الفريق أول البرهان يشاهد ما يتم، كما أوضح عضو المجلس الفريق أول شمس الدين الكباشي الذي أقر بفض الاعتصام. وتزامن فض الاعتصام وقتل الثوار مع إعلان المجلس العسكري قطع الحوار مع قوى الحرية والتغيير واستلام الجيش لمقاليد الحكم في أول انقلاب عسكري ينفذ على ثورة ديسمبر.

    استعادة الثورة

    رغم أن انقلاب المجلس العسكري وفض الاعتصام صاحبه إغلاق كامل للبلاد وقطع لخدمات الانترنت، إلا أن الثوار ابتدعوا وسائل عدة لاستعادة الثورة وإنهاء الانقلاب، ودعوا لمسيرة مليونية تستعيد الثورة المسلوبة يوم 30 يونيو، فكان أن احتشد الملايين واحتلوا شارع أفريقيا والساحة الخضراء بأعداد كبيرة، جعلت المجلس العسكري يعلن عودته للحوار مع قوى الحرة والتغيير لينتهي بذلك انقلاب البرهان الأول بعد 27 يوماً من قيامه.

    حكومة الثورة

    في 17 أغسطس وقعت قوى الحرية والتغيير اتفاقاً مع المجلس العسكري شمل التوقيع على الوثيقة الدستورية التي أنهت حكم المجلس العسكري منفرداً وأدت لتكوين حكومة مدنية بقيادة رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، مع تكوين مجلس سيادة يرأسه العسكر في الفترة الأولى. واستمرت الحكومة حتى تم استيعاب الجبهة الثورية بعد توقيع اتفاق جوبا الذي مكن بتعديلاته على الوثيقة الدستورية قوى الحرية والتغيير من التسلل للمناصب الدستورية، بعد أن كان الاتفاق الأول أن تشغل تلك المناصب كفاءات مستقلة.

    محاولة الإجهاز على الثورة

    كثيرون يرون أن الخلافات التي ضربت قوى الحرية والتغيير والمحاصصات التي انتهجتها في تكوين الحكومة وخلافات المكون المدني مع المكون العسكري داخل مجلس السيادة، هي التي أدت لمحاولة إنهاء ثورة ديسمبر والقضاء عليها، غير أن الواقع يقول إن الثورة المضادة التي سمحت بها تناقضات قوى الثورة نفسها كانت سبباً رئيساً في عودة فلول النظام البائد، ومحاولات الإجهاز على الثورة فضلاً عن الخلافات التي نتجت من استيعاب قوى سلام جوبا ما مهد لقيام انقلاب البرهان الثاني في 25 أكتوبر والذي جاء مخالفاً لأهداف ثورة ديسمبر، ما جعل الثوار يخرجون ضده من اللحظات الأولى للانقلاب.

    مقاومة

    منذ يوم الانقلاب الأول انتظمت الشارع الثوري مقاومة شرسة للانقلاب قابلتها محاولات مستميتة وعنف زائد من قبل قادة الجيش لتثبيت أركان الانقلاب الجديد، غير أن الثوار لم يتراجعوا شبراً عن مواقفهم مقدمين في سبيل إنهاء الانقلاب 124 شهيداً، واستطاعوا أن يفشلوا الانقلاب، بيد أن قوى الحرية والتغيير نفسها عادت لتدخل بتسوية تخالف رغبات قوى الثورة، ما جعل الثوار يواصلون النضال من أجل تحقيق أهداف ثورة ديسمبر التي قدمت مئات الشهداء وآلاف الجرحى.

    الحراك السياسي






                  

العنوان الكاتب Date
فى الذكرى الرابعة.. من سرق الثورة؟-تقاريرومقالات أخري عن الذكري الرابعة زهير ابو الزهراء12-18-22, 01:31 PM
  Re: فى الذكرى الرابعة.. من سرق الثورة؟-تقاريرو زهير ابو الزهراء12-18-22, 01:35 PM
    Re: فى الذكرى الرابعة.. من سرق الثورة؟-تقاريرو زهير ابو الزهراء12-18-22, 01:39 PM
      Re: فى الذكرى الرابعة.. من سرق الثورة؟-تقاريرو Nasr12-18-22, 07:28 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de