فى الذكرى الرابعة.. من سرق الثورة؟-تقاريرومقالات أخري عن الذكري الرابعة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 02:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-18-2022, 01:31 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 8143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فى الذكرى الرابعة.. من سرق الثورة؟-تقاريرومقالات أخري عن الذكري الرابعة

    12:31 PM December, 18 2022

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    تقرير ـ مريم حسن ـ مُهيبة بيِّن

    يصادف يوم غدٍ الاثنين 19 ديسمبر 2022م الذكرى الرابعة لثورة 19 ديسمبر المجيدة 2018م والتي أطاحت بنظام الرئيس المعزول عمر البشير، وخلال فترة الأربع سنوات الماضية مرت البلاد بظروف اقتصادية وسياسية معقدة في فترة انتقالية متمددة، ويرى محللون أن الثورة التي خرج من أجلها كل أبناء الشعب السوداني سرقت وضاعت.

    والحديث عن ضياع وسرقة الثورة قاد لاتهامات متبادلة مابين جهات مختلفة سواء كانت أحزاباً أو قوى أخرى، باتت الاتهامات تبحث عن ما وراء عرقلة مسار الثورة والأيادي الضالعة في إعاقة مشوار تحقيق أهدافها وتنفيذ برامجها.


    ويرى الأكاديمي والمحلل السياسي حسن الساعوري أن قوى الحرية والتغيير هي من أضاعت الثورة ولم تحرص على تنفيذ البرنامج الموكل لها، وانشغلت بالنيل من المؤتمر الوطني وقياداته على حد تعبيره. وانشغت (المركزي،التوافق الوطني…الخ)، وأشار لتاثيرات الخلاف مع المكون العسكري في كثير من القضايا، والانفراد بقرارات قومية مثل التطبيع مع إسرائيل ونداء الأمم المتحدة لحماية الثورة، إضافة إلى الاتفاق مع الحركات المسلحة (اتفاق جوبا) ومنح الحركات (مناها) دون الآخرين، إضافة إلى اتخاذ قرارات دون تشاور حيث أصبح كل مسؤول يصدر بياناً لوحده. واستمرت التظاهرات وانشقت لجان المقاومة وأصبح هنالك لا الثورة ولا الحكومة وقحت تستطيع فعل شيئ. كذلك يرى الساعوري أن 25 أكتوبر كانت إعاقة لتصحيح المسار الذي شق قحت لقسمين كبيرين.

    ولا يتفق الأكاديمي والمحلل السياسي صلاح الدومة مع الحديث عن ضياع الثورة وقال، إن الثورة لم تضع بل لم تحقق أهدافها بالصورة المطلوبة وحققت منها بنسبة 20%، وتابع بأن أهم هدف حققته هو تحقيقها شعار “تسقط بس “التي أسقطت نظام عمر البشير في نفوس السودانيين والمجتمع الدولي. وأوضح الدومة أن كل الأساليب التي تثار عن ضياع الثورة ما هو إلا محاولة من النظام البائد العودة بها واقتلاعهم للسلطة، ونوه إلى ضرورة أن تكون هنالك سلطة كاملة من المدنيين. وأضاف قد يؤخر تحقيق أهداف الثورة لكن يمكن أن تتحقق، وإن تأخير تحقيق الأهداف ستحقق لا ريب في ذلك، ويرى بأن الحديث عن ضياعها يطلقه (الفلول) وشدد بأن الثورة (شغالة) وكل يوم النظام البائد يفقد مكانته.

    صعود للانتهازيين

    ويقول المتحدث الرسمي باسم لجان مقاومة بمدينة الخرطوم حسام علي إن فكرة سرقة وضياع الثورات غير صحيح، إلا أن تكون هبة والهبات الثورية توجه في اتجاهات غير اتجاهاتها وتتوظف لمصالح غير مصالح الفئات الاجتماعية التي قامت بها، وهذا يحدث وهو غير منطق الثورات الذي يشير إلى أن منطقها مختلف. وقال إنهم مؤمنون إيماناً تاماً بأن ثورة 19 ديسمبر ثورة حقيقية لديها دوافعها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والنفسية العميقة، التي لا يستطيع أحد أن يقف في طريقها وأصبحت ضرورة ملحة وأصبحت حاجة من حاجات الإنسان لا يمكن الالتاف عليها أو إجهاضها. وأكد حسام عدم صحة سرقتها وضياعها، وقال إن دسيمبر باقية وكل الذي من الممكن أن يحدث هو صعود الانتهازيين وخذلان بعض أبنائها لها ليعرقلها، ولكن الحقيقة الثابتة هي أن الثورة ملك للشعب السوداني مسؤولية الحفاظ عليها مسؤوليته وفي يده الحل أو العقد ولا يمكن أن تسرق أو تنتهي إلا إذا جماهير الشعب السوداني رفعت يدها من الثورة وغيرت رأيها، وغير ذلك ليس هنالك قوى على الأرض سواء الأحزاب السياسية أو لجان المقاومة والمجتمع الدولي أو الترسانة العسكرية يستطيعون إيقاف مدها، وأوضح حسام أن الذي يحدث من صراع بين الأحزاب ولجان المقاومة من الاشياء التي تعيق مسار الثورة وتعرقلها وترفع التكلفة، سواء في الزمن أو الأرواح أوغيره ولكن كون هذا الصراع سبباً في ضياع الثورة غير صحيح، وأشار إلى أن هذا الصراع مثلما له سلبياته له إيجابياته.

    ومما جعل لجان المقاومة تتطور وسمح لها بأن تشغل مجال أوسع في الفضاء العام والسياسي وتأخذ مساحة أكبر، وإذا نظر لها أنها تعبير عن قوى اجتماعية معينة لم تكن تجد حظها في التمثيل من الطبقة والنادي السياسي، برغم ما يبدو منها سوء أو يتوهم ولكن باطنها كبير جداً، وفكرة أن فئات اجتماعية جديدة تطلق وتعبر عن نفسها هذا أمر جيد وطبيعي في أن يكون هنالك صراع بينها وبين النادي السياسي القديم. والفئات التي احتكرت لنفسها تمثيل النادي السياسي والاجتماعي والإنساني في التاريخ السوداني، وهي كلفة إضافية لكلفة الثورة ونتيجتها في آخر الطريق مكاسب إضافية للمكسب الأساسي للثورة المتمثل في إسقاط النظام وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو وتحقيق السلام والحرية والثورة، هذه لا يفترض أن ينظر إليها كحدث طارئ بل ينظر لها كتغيير جذري عميق في طبيعة المجتمع السوداني وترسيخ الحياة السياسية والاجتماعية الذي يجعل المشهد معقداً والصراعات تتجلى به. وبعد أربع سنين يستطيعون أن يهنئوا الثوار والشعب السوداني بهذا الإنجاز كون الحراك رغم الظرف الاقتصادي والقمع الشديد والصراعات السياسية والقتال القبلي وغيره من المشاكل يستمرالحراك ويحافظ على نفسه، ويخرجوا مليونات يخبرنا أنها ثورة حقيقية وثورة شعب يصعب الالتفاف فيها أو سرقتها ولديهم ثقة في الإرادة الجماهيرية، وهي التي تستطيع قيادة الجميع إلى بر الأمان وإنقاذ السودان من المأزق.

    الثورة ما زالت متقدة

    أما القيادي في حزب المؤتمر السوداني نورالدين صلاح الدين، قال: من المؤسف أن تكون هناك مثل هذه الاتهامات بين قوى الثورة، وأعتقد من جانبنا نحن في المؤتمر السوداني أو في تحالف قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، لم نتوجه بأي اتهام لقوى الثورة بأنها تسببت في ضياع الثورة، بل على العكس نحن نعتقد أن الثورة مازالت متقدة ونعتقد كذلك أن الثورة تتمتع بنفس طويل جداَ في سبيل الوصول إلى غاياتها. وتابع “إن الثورة ما يعترضها الآن عدد من التحديات ومن الواجب علينا أن نواجه هذه التحديات مع بعضنا البعض باعتبارنا نتحد في أهداف هذه الثورة، وجميعاَ نعمل من أجل تحقيق أهداف الثورة المتمثلة في قيام الدولة المدنية الديمقراطية .

    وقال صلاح إن انقلاب 25 أكتوبر مثل انعطافة خلفية غوضت مسار التحول المدني الديمقراطي وعلينا أن نهزم هذا الانعطاف العكسي الذي حدث في 25 أكتوبر، مؤكداَ أن ذلك لن يتأتى إلا برفع معدلات الثقة ما بيننا نحن كقوى الثورة، أن نمتن بناء الجبهة المدنية وأن نقوي عوامل الثقة التي تجمعنا وأن ندير حواراَ مفتوحاَ، حول كيفية أن تتكامل وسائل وطرائق عملنا التي نريد من خلالها الوصول إلى الهدف المشترك .


    ومضى بالقول هناك تباين في كيفية استخدام الأدوات المؤدية إلى هزيمة الانقلاب وهناك بعض قوى الثورة التي ترى أنه، لا يمكن أن تتحقق أهداف الثورة وهزيمة الانقلاب، إلا عبر وسائل المقاومة السلمية اللاعنفية. وهناك قوى أخرى ترى هذه الوسيلة هي وسيلة أساسية للغاية لكن ممكن إضافة بعض الوسائل الأخرى عليها مثل العمل على توسيع قاعدة الانتقال وتوسيع قاعدة المشاركة بين قوى الثورة والقوى المؤمنة بالتحول المدني الديمقراطي، وأيضاَ حشد أكبر تضامن دولي وإقليمي لصالح القضية السودانية. ومن الوسائل أيضاً الحل السياسي متى ما كان هناك إمكانية لقيام عملية سياسية منتجة وأن تكون هذه العملية السياسية قابلة أن تعطينا مخرجات تتمثل في تحقيق أهداف هذه الثورة، وأضاف أعتقد أن مسألة الاتهامات المتبادلة إن وجدت لم تخدم قضيتنا وستعمل على توسيع الشق ما بيننا وستعطي الإمكانية لقوى الانقلاب وقوى الردة، أن تلعب على المتناقضات التي توجد ما بيننا كقوى الثورة في سبيل عرقلة مسار التحول المدني الديمقراطي.



    مد وجزر

    من جهته قال عضو المكتب السياسي لحزب الأمة القومي بازرعة علي العمدة، إن الثورة لم ولن تضيع من خلال الأثر العميق الذي تركته الثورة ثقافياَ وفكرياَ والذي انعكس على الأجيال الصاعدة والقطاعات الحية من المجتمع من الشباب والنساء والمهمشين .وأضاف العمدة صحيح هناك خلافات على صعيد الحركة السياسية من أحزاب وحركات سياسية ومكونات اجتماعية ومدنية، وذلك شيء طبيعي يحدث في كل الثورات لأن الثورات تكون في الغالب في شكل موجات وليست موجة واحدة وبعدها تستقر الأوضاع، لذلك عمليات المد والجزر سوف تلازم الثورة حتى تستقر في النهاية على المستوى الأعلى الذي تنشده أهداف وشعارات الثورة . ونبه العمدة أن الخلافات السياسية طبيعية في ظل الديمقراطية ولكن السودان يمر بظروف استثنائية بعد 30 عاماً من الاستبداد، وغياب الحريات وسيادة حكم القانون والحروب الأهلية وغياب العدالة، لذلك تحتاج إلى وقت لكي تصل إلى توافق وطني حول القضايا التأسيسية.



    اتهام الأحزاب

    وأيضاً يرى القيادي في الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية، محمد السماني، أن الثورة السودانية لم تضيع ولكن هناك العديد من الاتهامات الموجهة ضد الأحزاب السياسية السودانية، وأن أسباب خروج هذه الاتهامات والانقسامات والصراعات السياسية التي مرت بها قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي هي خروج الحزب الشيوعي من هذا التحالف. وأضاف لا أحد يستطيع إنكار قوة تنظيم هذا الحزب (العجوز) على حد تعبيره وطرقه وخداعه ساهمت مساهمة كبيره جداّ في نجاح الثورة، وهو من ساهم مساهمة كبيرة في الحراك الجماهيري للثورة وهو من حافظ على إشعالها. والحزب الشيوعي هو من ابتدر فكرة لجان المقاومة واستطاع السيطرة عليها على مستوى المركز .

    وقال السماني لا يستطيع العسكر ولا كيزان المؤتمر الوطني أن يفعلوا أي شيء للثورة والثوار لولا الصراعات الداخلية لقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، ومن ثم جاءت فكرة شيطنة وتخوين القوى السياسية لبعضها البعض وهي موجودة داخل تحالف سياسي واحد، وانعكست كل أشكال الصراع السياسي بين القوى السياسية على الشارع الثوري وجاءت بعض القوى السياسية لكي تسيطر على مؤسسات الدولة، وهي سبب رئيسي في بعد المسافات بين الشارع السوداني والقوى السياسية، وذلك جاء نتيجة للبحث عن السيطرة على المشهد السياسي والقرار السياسي في البلاد .

    وأكد السماني أن انقسامات أكبر تحالف سياسي كان موجوداً في البلاد جاءت نتيجة للصراعات وهذه الصراعات كانت لها تأثيرات كبيرة جداَ على الشارع السوداني، وأصبحت كل مجموعة من المجموعات تلقي بالاتهامات على المجموعة الأخرى. وقال بعد كل هذه الصراعات الموجودة الآن في الساحة السياسية مازالت الفرصة موجودة من أجل المحافظة على الثورة السودانية، وأن الشارع السوداني وبعد الحراك السياسي والجماهيري الكبير أصبح واعياً جداَ بكل القضايا الوطنية، وأن أغلبية الشباب الموجودين في الشارع لا يؤمنون بالأحزاب السياسية القديمة وأصبح أمام هؤلاء الشباب خيارين فقط، إما الدخول في هذه الأحزاب لكي يسعوا للتغيير فيها وإما إنشاء أحزاب سياسية شبابية.

    الحراك السياسي

    الذكرى الرابعة.. محطات في طريق ثورة ديسمبر الظافرة
    الخرطوم: محجوب عثمان

    بمثلما فجر طارق الطيب محمد البوعزيزي الثورة التونسية وبمثلما كان محمد الدرة ملهماً للانتفاضة الفلسطينية، وكان الطفل معاوية الصياصنة ملهماً للثورة السورية، كان الطفل أسامة الذي يلقبه أقرانه في مدرسة عطبرة الأساسية بـ”بن لادن” قائداً ومفجراً لثورة ديسمبر قبل أربع سنوات في مثل هذا اليوم.. ففي يوم 19 ديسمبر من العام 2018م كانت كل الأوضاع طبيعية في مدينة عطبرة أكبر مدن ولاية نهر النيل، غير أن تلاميذ المدارس عندما خرجوا في “فسحة الفطور” لم يجدوا خبزاً يتناولون به إفطارهم، فكان أن قاد أسامة زملاءه للخروج إلى الشارع قادحاً زناد الثورة التي سرعان ما تمددت لتعم كل أرجاء السودان.

    انتشار النار

    شرارة الثورة التي اندلعت بقوة حارقة دار المؤتمر الوطني في عطبرة لم تتوقف في مدينة الحديد والنار فسرعان ما وصلت لمدينة بربر التي واجه فيها عسكر النظام البائد المتظاهرين بالرصاص الحي، فحصدوا أول شهيد في الثورة الشهيد محمد عيسى الشهير بماكور أحد ظرفاء مدينة بربر بطلق ناري مباشر على الرأس من قبل مليشيات المؤتمر الوطني، قبل أن تسقط شهيدة أخرى في ذات المدينة وتزامن الأمر مع سقوط الشهيد محمد أبو الريش بطلق ناري أطلقه تجاهه أحد عسكر بوليس مدينة كريمة بالولاية الشمالية، لتتصاعد وتيرة الغضب وتعم كل مدن السودان وتكون الأيام التالية في شهر ديسمبر ذاك لهيباً ثورياً عم كل أرجاء البلاد، من الدمازين إلى كادوقلي ومن بورتسودان إلى حلفا في ثورة لم تفلح كل محاولات النظام البائد الذي أعمل آلة القتل في المتظاهرين في أن تفت من عضدها وتنال من قوتها.

    الاستقلال.. سودان بلا كيزان

    ورغم أن النظام البائد حاول أن يصنع من احتفالات البلاد بعيد الاستقلال مناسبة لاستعادة رباطة جأشه وحاول أن يحشد أنصاره لاستعادة ما سلبته الثورة في أيامها العشرة، إلا أن الوضع انقلب عليه عندما خرج الشباب ليحتفلوا بما حققوه من انتصار بهز عرش النظام، وكان أن اطلقوا وسماً باسم “سودان بلا كيزان” ليكون شعاراً للاحتفالات وظلوا يستغلون وسائل التواصل الاجتماعي لبث رسائل للجمهور تكشف جرائم النظام البائد على مدى 30 عاماً. ونجحوا في أن يكشفوا للعالم أن الحكومة التي ظلت تحكم لمدة 30 عاماً عملت على هدم الاقتصاد وتفكيك النسيج الاجتماعي، وفي عهدها قامت حروب في عدد من أقاليم السودان وأدت إلى تدهور التعليم والصحة والبنى التحتية، بجانب القطيعة الدولية والعقوبات الاقتصادية وإدراج اسم السودان ضمن الدول الراعية للإرهاب.

    اهتزاز عرش النظام

    ظل تجمع المهنيين يحرك الشارع من وراء حجاب غير أن إحساس القوى السياسية بنضوج الثورة حتم عليهم طرح إعلان الحرية والتغيير الذي وقعت عليه عدد من القوى السياسية المعارضة، فصار تحالف قوى الحرية والتغيير هو الجسم الذي يحرك التظاهرات ضد النظام، ما جعل الحكومة تستشعر الخطر بعد أن اهتز عرشها بقوة فعمدت على تكثيف حملات الاعتقالات وزيادة قمع التظاهرات، غير أن كل ذلك لم يجد نفعاً. فما كان من رأس النظام إلا وأن خرج ليعلن للشعب السوداني عدم ترشحه في الانتخابات ووقوفه على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية، غير أن ذلك الإعلان الذي تم في 22 فبراير من العام 2019م لم يقنع الثوار الذين مضوا في طريق إسقاط النظام.


    6 أبريل

    واستمرت التظاهرات على وتيرة متصاعدة لتعلن مركزية الثورة عن حشد الثوار للاحتفال بذكرى انتفاضة أبريل 1985 بتظاهرة حاشدة تقصد القيادة العامة، وتعمل على الاعتصام فيها حتى يسقط النظام وكان لها ما أرادت، إذ احتشد الملايين أمام القيادة العامة التي اقتحموها عنوة رغم العنف الذي مارسته ضدهم القوات النظامية الموالية للنظام البائد، بيد أن وصول الثوار لمحيط القيادة العامة شكل نقطة تحول كبيرة، إذ رحب قادة الجيش بالثوار وعملوا على حمياتهم من قوات جهاز الأمن، واعتصم الثوار أمام القيادة العامة منذ مساء 6 أبريل حتى سقوط النظام.

    سقوط النظام

    في فجر الخميس 11 أريل بدأت الإذاعة السودانية بث أغانٍ وطنية وتواترت الأنباء بأن قوة من القوات المسلحة عزلت الرئيس عمر البشير واستلمت مقاليد الحكم، واستمرت التكهنات والأخبار غير المؤكدة حتى أعلن القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عوض بن عوف نهار الخميس عن استلام السلطة و”التحفظ” على رأس النظام، معلناً الفريق كمال عبد المعروف نائباً له غير أن ذلك لم يكن كافياً للثوار الذين يعلمون أن ابن عوف كان وزيراً لدغاع المعزول، وأنه ونائبه الفريق كمال عبد المعروف من أكثر قادة الجيش قرباً من المخلوع، وطالب الثوار فوراً بتغيير كامل مرددين شعار “لم تسقط بعد”. وكان أن استمرت حكومة الفريق عوض بن عوف لمدة 48 ساعة أعلن بعدها التنحي وتسليم مقاليد إدارة البلاد للفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الذي كان يدعم الثورة حينها.

    انقلاب وفض اعتصام

    في صبيحة يوم 3 يونيو من العام 2019م داهمت قوات ترتدي أزياء الدعم السريع والشرطة والقوات المسلحة الثوار المعتصمين أمام القيادة العامة الذين كانوا يتهيأون لاستقبال عيد الفطر المبارك، بعد أن صاموا رمضانهم أمام القيادة العامة محققين شعار “صايمين رمضان من دون كيزان” الذي كانوا يرددونه قبيل سقوط النظام البائد. وأعملت القوات المداهمة في الثوار الذين كانوا لا يزالون يغطون في نوم عميق قتلاً وحرقاً وضرباً واغتصاباً، وتزامن ذلك مع إغلاق القيادة العامة للقوات المسلحة أبوابها في وجه الثوار لمنعهم من الدخول إليها والاستنجاد بقوات الجيش. وتم ذلك الأمر بينما كان المجلس العسكري بقيادة الفريق أول البرهان يشاهد ما يتم، كما أوضح عضو المجلس الفريق أول شمس الدين الكباشي الذي أقر بفض الاعتصام. وتزامن فض الاعتصام وقتل الثوار مع إعلان المجلس العسكري قطع الحوار مع قوى الحرية والتغيير واستلام الجيش لمقاليد الحكم في أول انقلاب عسكري ينفذ على ثورة ديسمبر.

    استعادة الثورة

    رغم أن انقلاب المجلس العسكري وفض الاعتصام صاحبه إغلاق كامل للبلاد وقطع لخدمات الانترنت، إلا أن الثوار ابتدعوا وسائل عدة لاستعادة الثورة وإنهاء الانقلاب، ودعوا لمسيرة مليونية تستعيد الثورة المسلوبة يوم 30 يونيو، فكان أن احتشد الملايين واحتلوا شارع أفريقيا والساحة الخضراء بأعداد كبيرة، جعلت المجلس العسكري يعلن عودته للحوار مع قوى الحرة والتغيير لينتهي بذلك انقلاب البرهان الأول بعد 27 يوماً من قيامه.

    حكومة الثورة

    في 17 أغسطس وقعت قوى الحرية والتغيير اتفاقاً مع المجلس العسكري شمل التوقيع على الوثيقة الدستورية التي أنهت حكم المجلس العسكري منفرداً وأدت لتكوين حكومة مدنية بقيادة رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، مع تكوين مجلس سيادة يرأسه العسكر في الفترة الأولى. واستمرت الحكومة حتى تم استيعاب الجبهة الثورية بعد توقيع اتفاق جوبا الذي مكن بتعديلاته على الوثيقة الدستورية قوى الحرية والتغيير من التسلل للمناصب الدستورية، بعد أن كان الاتفاق الأول أن تشغل تلك المناصب كفاءات مستقلة.

    محاولة الإجهاز على الثورة

    كثيرون يرون أن الخلافات التي ضربت قوى الحرية والتغيير والمحاصصات التي انتهجتها في تكوين الحكومة وخلافات المكون المدني مع المكون العسكري داخل مجلس السيادة، هي التي أدت لمحاولة إنهاء ثورة ديسمبر والقضاء عليها، غير أن الواقع يقول إن الثورة المضادة التي سمحت بها تناقضات قوى الثورة نفسها كانت سبباً رئيساً في عودة فلول النظام البائد، ومحاولات الإجهاز على الثورة فضلاً عن الخلافات التي نتجت من استيعاب قوى سلام جوبا ما مهد لقيام انقلاب البرهان الثاني في 25 أكتوبر والذي جاء مخالفاً لأهداف ثورة ديسمبر، ما جعل الثوار يخرجون ضده من اللحظات الأولى للانقلاب.

    مقاومة

    منذ يوم الانقلاب الأول انتظمت الشارع الثوري مقاومة شرسة للانقلاب قابلتها محاولات مستميتة وعنف زائد من قبل قادة الجيش لتثبيت أركان الانقلاب الجديد، غير أن الثوار لم يتراجعوا شبراً عن مواقفهم مقدمين في سبيل إنهاء الانقلاب 124 شهيداً، واستطاعوا أن يفشلوا الانقلاب، بيد أن قوى الحرية والتغيير نفسها عادت لتدخل بتسوية تخالف رغبات قوى الثورة، ما جعل الثوار يواصلون النضال من أجل تحقيق أهداف ثورة ديسمبر التي قدمت مئات الشهداء وآلاف الجرحى.

    الحراك السياسي






                  

12-18-2022, 01:35 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 8143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى الرابعة.. من سرق الثورة؟-تقاريرو (Re: زهير ابو الزهراء)

    تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية

    (1) ثورة 19ديسمبر في فخ إرث نظام الشيوخ..

    المبتدأ:
    (واقع كل ثورة بعد سقوط الدكتاتور، يذهب الثائر ليخلد للراحة، ويستيقظ المتخاذل من نومه بكل نشاطه ليستلم السلطة).. على شريعتي.

    الخبر:
    (1)
    قد ظل تاريخيًا للدولة السودانية دورًا مميزًا في بناء المجتمع وفي جدلية حركته وعلى مدى ما يقارب من الثلاثة عقود سادت دولة الحركة الإسلامية الاستبدادية، التي سعت بشكل تسلطي إلى إلغاء الصراع الاجتماعي والطبقي، من أجل تأمين ظروف أكثر ملائمة للفئات الاجتماعية من منسوبيها التي صعدت إلى السلطة على أكتاف انقلابها المشؤوم عام 1989م، وتحولت إلى فئات متحكمة وسائدة اعتمدت القمع والإقصاء إزاء القوى السياسية والاجتماعية الأخرى، كي تستأثر بامتيازات الوظيفة العامة وتهيمن على القرار السياسي والاقتصادي في البلاد.

    (2)
    أدى هذا الواقع غير المتزن إلى ترجيح وزن الدولة في التشكيلة الاجتماعية، وتفتيت مجموعات كاملة من القوى الاجتماعية. لهذا فإن فشل نمط الدولة (الثيوقراطية) لم يكمن في اعتقادي في فشل السياسات الاقتصادية المتبعة فقط؛ ولا في النوايا الواعية التي ترجمها من يمسكون بمقاليد السلطة السياسية لمشروع لا عقلاني (المشروع الحضاري) فحسب، بل وفي شكل الدولة نفسها وفي محتواها الاجتماعي وعلاقته بالمسار التاريخي لتشكل الطبقات الحاكمة. ومن هنا برزت أهمية النضال وحتميته من أجل فك التشابك بين المجتمع المدني ومؤسسات السلطة، بما يتيح خلق الشروط لتطور المجتمع السوداني وتحرره من سطوة الدولة الثيوقراطية وقمعها في آن، وبما يحول دون صعود بدائل استبدادية أخرى تحت يافطات مختلفة، فيما تحتاج البلاد إلى دولة جديدة تمثل نفيًا جذريًا لكافة أشكال الدولة الاستبدادية القديمة.

    (3)
    عندما يتكرس الطابع القبلي والجهوي والعنصري لبناء الدولة، ينشأ تناقض حاد بين الدور السياسي التقليدي للدولة، المتمثل في تأمين ديمومة النظام المسيطر دون عوائق وبين دورها الاقتصادي المتمثل في تأمين (الرَيْع) للتجمعات القبلية والجهوية الطامحة إلى السلطة والثروة، والتي احتلت بنهج الترضيات والاحتواء الذي مارسته بغباء مطلق الحركة الإسلامية في السودان مواقع السيطرة على المفاصل الاقتصادية والسياسية والأمنية الأساسية في الدولة.

    (4)
    إن المعلم الأبرز للفترة التي تلت سقوط رأس النظام وانتصار ثورة 19 ديسمبر 2018م؛ كان هو اختطاف سلطة الثورة الانتقالية من يد الثوار؛ ووضعها في يد قوى غير ثورية صعدت قياداتها في غفلة لسدة السلطة الانتقالية؛ أوقعت هذه القيادات الإصلاحية الصاعدة ضرارًا بالغًا بصيرورة الحراك الثوري؛ ومارست نكوصًا مخزيًا عن شعارات وأهداف الثورة؛ وعجزت تمامًا حتى عن تنفيذ برنامج اسعافي لرفع المعاناة عن كاهل الجماهير؛ وواصلت تخبطها حيث فشلت في تفكيك بنية النظام البائد واسترداد الأموال والثروات المهولة التي أكتنزها منسوبيه من دم الشعب؛ والتي غدت تسخر بكل صلف ووقاحة لخدمة ودعم الثورة المضادة.

    (5)
    لم تكترث سلطة الانتقال الإصلاحية كثيرًا لمناشدات القوى الثورية؛ ولا لمطالبها بضرورة التمسك بشعارات وأهداف الثورة؛ ومضت قدما في التخلي عن البرامج المتفق عليها والمعدة سلفًا لمعالجة تشوهات واختلالات الوضع الاقتصادي؛ فوضعت سياسات اقتصادية تتناقض كليًا مع البرنامج الثوري المتفق عليه وأسقطت من حساباتها استخدام مبدأ (الشرعية الثورية) السلاح الفعال لنجاح أي ثورة؛ لتستمر معاناة المواطن، ويتفاقم التفاوت الاجتماعي، ويتعمق الفرز الطبقي منذرا بحتمية اندلاع توترات اجتماعية كبرى، قد يصعب احتوائها حال حدوثها.

    (6)
    وتشير الحصيلة الملموسة الراهنة لما تراكم من آثار السياسات التي نفذتها سلطة الفترة الانتقالية حتى اليوم، إلى أن ذات النمط القديم لتوزيع الدخل يفرض نفسه الآن لمصلحة رأس المال وضد مصالح الشرائح الاجتماعية الأكثر فقرًا. ولم يكن عمق تأثير هذه السياسات أفقيًا فحسب، أي على مختلف الطبقات الاجتماعية، وإنما راح يؤثر عليها بشكل عمودي، أي داخل فئات الطبقة الواحدة. فنجد دومًا أن الفئات الأكثر ضعفًا وفقرًا داخل كل طبقة قد تضررت ضررًا أكبر.

    (7)
    السياسات التي تبنتها سلطة الانتقال في السودان حتى اليوم؛ تدفع البلاد سريعًا نحو اقتصاد السوق المنفلت، عبر إزالة الضوابط وحجب الصلاحيات عن مؤسسات الدولة، وفتح الاقتصاد السوداني على مصراعيه، وتهيئة الأجواء لمواصلة سياسة الخصخصة دون قيد أو شرط التي انتهجها النظام البائد؛ وأدت لتشكل خارطة مشوهة لعلاقات القوى الطبقية والاجتماعية؛ فثمة محاولات تجري للسماح لرأس المال الأجنبي بالتحكم في المقدرات الاقتصادية -قضية ميناء بورتسودان- للبلاد تحت أغطية مختلفة فالموقع الجغرافي المميز لبلادنا؛ وتوفر احتياطيات هامة من المواد الأولية والخامات (الطبيعية والمعدنية) والأراضي الخصبة مع وفرة في المياه؛ كلها عوامل جذب وإغراء للقوى الإقليمية وقوى الرأسمالية العالمية.

    (8)
    ظرف اقتصاد السودان الحالي لا يسمح بسياسة اقتصادية تعتمد على آليات السوق و(التحرير الاقتصادي) وجعل التنمية رهينة بدور القطاع الخاص فقط؛ وذلك بسبب ضعف القطاع الخاص السوداني لأسباب تاريخية معروفة؛ والذي من المرجح أن يظل لأمد غير قصير بعد اكتمال الحراك الثوري وتأسيس الدولة المدنية الديمقراطية مرهون في نموه وتطوره بحماية الدولة؛ إذا دعوات القوى الإصلاحية الليبرالية الرافضة للدور الراعي للدولة والمعارض لأي تدخل تنظيمي أو رقابي لها؛ لا مكان لها من الإعراب في هذه المرحلة الهشة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.

    (9)
    لا جدال في حاجة الاقتصاد السوداني الماسة لإصلاح جذري، لكن المعضلة تكمن في مضمون هذا الإصلاح. فما يجري الترويج له من إصلاح إنما يهدف إلى اعتماد السوق محورًا للنشاط الاقتصادي وآلية لممارسته وتوجيهه، بجانب الترويج لضرورة ممارسة الخصخصة دون أن تسبق ذلك دراسات جدوى حقيقية. وينافح اليوم صقور الخصخصة والإصلاحات الاقتصادية مؤكدين أن هذه العملية يجب أن تنطلق من تضييق دور الدولة الاقتصادي، وإعطاء القطاع الخاص الأولوية في السياسات الاقتصادية، واجتذاب الاستثمارات الأجنبية متعددة الجنسيات.

    (10)
    في ظل الخيارات الاستراتيجية التي تواجه الاقتصاد السوداني؛ لا يجب أن نسمح أن تتعرض الإرادة الوطنية إلى الضغط والابتزاز؛ من قبل صندوق النقد الدولي أو أيًا من المؤسسات المالية الدولية كالدول الدائنة في نادي باريس؛ ولا يجب أن نلبي لها كافة اشتراطاتها المجحفة؛ والمتمثلة في مواصلة خصخصة المنشآت المملوكة للدولة، والعمل على إلغاء الدعم الحكومي بجميع أشكاله، وإزالة القيود الضريبية والجمركية على تبادل السلع والخدمات مع الأسواق العالمية؛ بحجة أن الديمقراطية صنوًا لاقتصاد السوق وحصيلة للتحرير الاقتصادي الليبرالي، هذه الحجة الواهية التي طالما دمرت العديد من اقتصاديات الدول النامية وأورثت شعوبها الفقر والفاقة والبطالة وأسهمت في تفكك عرى المجتمعات ونسف منظومة قيمه الأخلاقية.
    نواصل.
    ـــــــــــــــ
    الميدان 3995،، الخميس 10 نوفمبر 2022
                  

12-18-2022, 01:39 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 8143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى الرابعة.. من سرق الثورة؟-تقاريرو (Re: زهير ابو الزهراء)

    مرحى بالثورة.. ما نمر به مرحلة من مسيرتها الظافرة!!

    د..مرتضى الغالي

    هذه الثورة ثورة عميقة تجذّرت عند أطفالنا وعند الجدات والخالات والأمهات والعمّات والكهول والشباب والصبايا والصبيات وفي الريف والقرى والمدن والمراحيل والحارات والمعسكرات ومراكز اللجوء وعند السودانيين في أي صقع من الدنيا وحيث كانوا!.. والذي نمر به الآن هو فقط مرحلة من مراحلها.. ولن تصيب الثورة منها إلا قوة بعد قوة و(المزيد من العنفوان) مهما تباينت آراء الثوار والمناصرين.. فماذا يضير التباين حول كيفية بلوغ أهداف الثورة.. وأهدافها واضحة للأعشى والبصير وحتى لمن طمس الله بصيرته!.. وهي أهداف من الشمول والبساطة والوضوح بحيث حواها شعار مجيد من كلمات ثلاث (حرية سلام وعدالة) فهل في هذا اختلاف؟!.. وهل من أحد يريد أن يجري عليه أي حذف أو إضافة!!..
    الأشقياء والمضروبون بالهم والغم هم أعداء الثورة من الفلول والإخونجية و(الحركاتية) والبركة مطروحة على كل مناصري الثورة.. نسأل الله أن يزيدهم إلهامًا وصبرًا على مخاضاتها من أجل بلوغ أهدافها بمحبة ومودة واحترام للتباين.. الذين يريدون الجذرية ومن يميل طبعهم إلى التدرّج و(البوليتيكا) على طريقة الأب “فيليب غبوش”!.
    في كل الأحوال الهدف الاسمى هو كنس الإنقاذ.. كنسها من حيث هي سلوك وطباع وأفكار شريرة سوداء ومكر فاسد.. فلن يفيدنا الحنق على شخوصهم و(سناحتهم).. إلا الذين يتوجّب القصاص منهم.. حيث لا شفاعة في إزهاق الأرواح.. وفي دماء الشهداء وفي نهب المال العام ولبن الأطفال وتخريب مرافق الوطن وسرقة المستقبل!!.. نعم لا تسامح مع القتلة واللصوص بموجب أحكام العدالة واسترداد (أخر مليم) من المال المسروق ولو وضعوه في سقف حلوقهم.. يجب حملهم على (استفراغ) كل ما أكلوه بالسحت!
    العدالة لا تعرف إعفاء القتلة واللصوص.. إلا أن يكون ذلك في حكم وكلاء نيابة الإنقاذ وقضاتها (بالعي الضمير) والمدافعين عن الإجرام.. حفنة المرتشين الذي يزينون للصوص والقتلة أفعالهم من أجل قبض (أتعابهم) من المال الحرام!..
    ما نمر به هو مرحلة من مراحل الثورة.. وتيار الثورة يجرى (كما العهد به) قويًا عاتيًا متدفقًا في مسيرته المباركة غير عابئ بما على سطح الماء من أوشاب وأعشاب ميتة وزبد طافٍ وطحالب متعفنة!!.. الثورة سلسلة من العمل الثوري الهادف نحو الغايات الأسمى لبلوغ الديمقراطية والكرامة وإقامة الحكم المدني.. (ثورتنا هي الأعظم) ولكن أنظر إلى الثورة الفرنسية التي يلهج بذكرها اللاهجون وتأمل في مراحلها وانحناءاتها وفصولها وأعوامها الطوال!.. وقد كان في فتراتها المتعاقبة اختلاف وتباين حول الوسائل وعراك وعنف وتقاتل بين الثوار ومقاصل ومشانق وانقلابات واتهامات وتسلط من بعض قادتها وانقلابات ومحاولات لعودة (البوربون) ولويس الثامن عشر.. وكل هذا لم يوقف مسيرتها ولم يمنعها من الوصول إلى غاياتها في الحرية والإخاء والمساواة!..
    مع هذه الثورة لن يفلح الفلول.. فقد انتهت صلاحيتهم الافتراضية كمواطنين صالحين.. وعلى مجرميهم ولصوصهم أن يستعدوا للحساب ومواجهة العدالة.. أما التابعين منهم فعليهم أن يقعدوا ليأكلوا ويشربوا ويعيشوا مثل السوائم بعد أن فاتهم فضل أن يحيوا مثل البشر الذين كرّمهم الله وحملهم في البر والبحر ورزقهم من الطيبات!..
    ثورتنا أعظم.. إنها ثورة سلام ومحبة سلمية ووعي وإيمان بالحرية والعدالة والديمقراطية والحكم المدني.. وما نمر به حاليًا مرحلة من مراحلها.. المجد والخلود لشهدائها.. فأنظر يا صديقي إلى الغد بتفاؤل وإيجابية (وقل إني مع الأحرار لا أرضى بهم بدلا)!!.
                  

12-18-2022, 07:28 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10844

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى الرابعة.. من سرق الثورة؟-تقاريرو (Re: زهير ابو الزهراء)

    ثورة ديسمبر الظافرة المجيدة في حالة جزر
    والمد والجزر من طبائع البحار
    ومن طبائع الثورات كذلك
    حاجة بتشبه هزيمة أحد للمسلمين والإسلام في بداياته
    كل ما في الأمر
    أننا إنشغلنا بالثورة عن أعدائها الكثر
    مصر التي يزعجها جدا ديمقراطية في حدودها الجنوبية
    والدولة العميقة عسكرية ومدنية
    والفلول الذين قضت لجنة تفكيك التمكين مضاجعهم وهبشتهم في ثرواتهم المنهوبة من الشعب السوداني
    وملوك وأمراء الجوار الذين يصم آذانهم أذان الديمقراطية

    بس الثورة ماضية في طريقها الوعر وبتقدر عليهم كلهم
    المجد للشهداء
    والمجد للشعب البطل معلم الشعوب
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de