نقلاً عن مصادر تركية.. المخابرات المصرية قللت من حدة وإعتراض الشارع السوداني على الانقلاب ، وعلى الرغم دعم المخابرات المصرية للإنقلاب في السودان ولكن تطور الأحداث في هذا البلد جعل المخابرات المصرية تقيم الوضع الأمني من جديد ، فقد فشل قادة الإنقلاب في فرض سلطتهم حتى داخل الخرطوم وبدوا عاجزين عن مواجهة موجة الغضب الشعبي مما فتح الباب للتدخل الدولي والذي سوف يشكل عائقاً امام تحقيق نظام الرئيس السيسي لطموحاته في السودان ، ونقلاً عن موقع (تركيا الحديثة ) وهو موقع مقرب من دوائر صنع القرار داخل الحكومة التركية ، يقول أن مصر حاولت نقل تجربتها في الإنقلاب للسودان من دون الإحاطة بالظروف المعقدة لهذا البلد والذي عرف طريقه مبكراً في إسقاط الأنظمة العسكرية ، وقال الموقع أن الإنقلاب فشل عندما فاوض العسكر الدكتور حمدوك على الرجوع وهو كان تحت قيد الإقامة الجبرية ، وقال الدوائر التركية أن المخابرات المصرية لم يكن لها علم بهذه الخطوة والتي إنفرد بها قادة الإنقلاب رضوخاً للضغوط الدولية ، وقد فعلوا ذلك دون التشاور مع مصر والتي كان لديها تحفظ كبير في طريقة تعامل الدكتور حمدوك مع قضية سد النهضة. أما الخطأ الثاني هو توقيت الإنقلاب مع إحتدام المعارك بين الجيش الأثيوبي وقوات التيغراي أمام العاصمة الأثيوبية أديس أببا ، فكان من المتوقع أن يقوم البرهان بإستغلال الوضع الأمني المتردي في أثيوبيا لشن الحرب عليها ، وعلى الاقل كان يمكنه إستعادة الجزء المتبقي من اراضي الفشقة والذي لا زال محتلاً من قبل أثيوبيا ، وكانت هذه الخطوة سوف تجد دعماً مصرياً لأنها سوف تتطيح بنظام الرئيس أبي أحمد وتهيئ الوضع في أثيوبيا لنظام حكم تسيطر عليه مجموعة التيغراي المدعومة من مصر ، وكان وصول فصيل التيغراي للحكم في أثيوبيا سوف يخدم المصالح المصرية ويعرقل تكملة سد النهضة .. ويقول الموقع التركي أن قرار تنفيذ الإنقلاب تم دون دراسة العواقب ، ولم تتوقع مصر فشل الإنقلابيين في مواجهة الشارع فهي كانت قد اشرفت على وضع الخطة الأمنية لمواجهة الشارع والتي إلتزم الفريق بتنفيذها ، وكان في حساباتها ان الامن في السودان سوف يعود لطبيعته خلال أسبوع واحد من التصدي للمظاهرات ، وذكّر الموقع التركي ان قائد الإنقلاب الفريق برهان قد ضلل حلفائه في مصر الإمارات وأوهمهم بأن له وجود شعبي داخل الشارع السوداني يدعم الإنقلاب ولكن لم تثبت صحة ذلك حتى الآن ، بل أنه إعتمد في مواجهة الشارع على مليشيات مسلحة عقد معها إتفاق سلام ، وهذه المليشيات طالما حاربت الجيش السوداني ومكروهة لدى الشعب .. ومن ناحية أخرى ، يقول الموقع التركي أن الرئيس الأثيوبي ابيي أحمد قد إستغل إنشغال الفريق برهان بمعركة القصر في الخرطوم ليستعيد كل المناطق التي سقطت في يد قوات التيغراي ، وأنه أعاد التموضع في الفشقة واستولى على مناطق جديدة كان قد إنسحب منها سابقاً ، وربط الموقع بين الزيارات المتبادلة بين حركة مالك عقار ومحافظ إحدى المقاطعات الأثيوبية على الحدود الأمر الذي ادى لفتح المعبر الحدودي بين البلدين والذي ظل مغلقاً لعدة شهور بسبب الضغوط المصرية ، وترى تركيا أن مالك عقار وهو قائد مليشيا واشتهر بالتقلب في الولاءات ومقرب من اثيوبيا ربما يحلم هذا الرجل بوضع سياسي فات على قادة الحكم في الخرطوم. وتقول المخابرات التركية أن الفريق برهان يفكر الآن فقط في إنقاذ نفسه وإنقاذ بقية أركان نظامه ولا يهتم كثيراً بملف النزاع الحدودي مع اثيوبيا ، وهو في وضع عسكري متأزم داخلياً لا يسمح له بشن حرب لاستعادة بقية ما تبقى من محافظة الفشقة . بل أنه سوف يترك الأمور على ما كانت عليه كما حدث في المحافظات التي احتلتها مصر سابقاً من السودان .. وختم التقرير في الموقع أن المخابرات المصرية تعيش مرحلة قلق كبير ، فإن استمر البرهان في الحكم وهومحاصر من الخارج فإنه لن يخدم المصالح المصرية بالشكل المتوقع منه ، اما إذا سقط فإن اي نظام حكم جديد لن يغفر لمصر خطيئتها في دعم الإنقلاب والمتوقع هو المزيد من التقارب مع اثيوبيا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة