الصحافه العلميه

Quote: الصحافة العلمية.. جسر العلماء مع الجمهور خالد بن الشريف - كاتب صحفي من المغرب بدون كتاب العلوم والصحفيين، سيبقى عالم العلم والعلماء لغزًا غامضًا بالنسبة للناس العموم، ولتَعزّز إيمان العامة بأسطورة "العلم نخبوي ويخص العلماء فقط".لكن لحسن الحظ، هناك أناس انبروا لمهمة إيصال العلم إلى الجميع عبر وسائل الإعلام، وهم ليسوا بالضرورة علماء، ولكنهم يجيدون تحويل أوراق العلوم البحثية الجافة والمعقدة، إلى قصص ممتعة مكتوبة بطريقة جذابة، دون أن يضيعوا الأجزاء المهمة من البحث العلمي، إنهم ممارسو الصحافة العلمية. الصحافة العلمية هي صحافة متخصصة تتناول مستجدات العلوم وتغوص بالمتلقين في عمق الحقول العلمية، وهي تتخذ أشكالًا مختلفة من الإعلام، فقد تكون مجلة علمية أو صحيفة متخصصة أو موقع علمي أو مدونة لمهووسين بالعلوم، وأيضًا هناك فيديوهات علمية، وعادة ما تُخصص وسائل الإعلام بتلوناتها أقسامًا للأخبار العلمية. يساهم الصحافيون العلميون في إشراك الجمهور في العلوم، ومدّهم عبر أسلوب سهل المنال بمعلومات غنية، مثبتة عن طريق أعلى معايير إثبات الحقيقة، بواسطة المنهج العلمي التجريبي. مما يسهم في توسيع مجال نفوذ العلم في حياتنا المجتمعية، ودحر الخرافات والأوهام من عقول الناس. كاثرين ساندرسون، هي محررة أخبار مساعدة في مجلة "نيتشر" المرموقة، تقدم للشباب الطموحين الراغبين في الانخراط في الصحافة العلمية، خلال مساق تعليمي على منصة فيوتشر لورن، مجموعة من المفاتيح التي تسهل الولوج إلى هذه الحرفة الدقيقة. تقول كاثرين إن أول أمر ينبغي تعلمه في الصحافة العلمية هو التأكد من دقة المصادر العلمية ومصداقيتها، لتجنب السقوط في نقل "الادعاءات العلمية المزيفة". وأفضل طريقة للتأكد من دقة المعلومات العلمية هي الاقتصار على استخدام المصادر حسنة السمعة فقط. وهناك بعض الأشياء التي يمكن أخذها بعين الاعتبار: من كتب المادة العلمية؟ هل هو متخصص؟ هل هذا البحث العلمي منشور في مجلة تتم مراجعتها بالأقران، ويُعتدّ بها في الحقل العلمي؟ هل يمكنك العثور على مصادر علمية أخرى تدعم نفس الرأي أو المعلومات التي أتت بها هذه المادة العلمية؟ لكن قبل البدء في كتابة مادة صحفية علمية، يحتاج الصحافي إلى التفكير في مدى صلاحية كتابة هذه القصة، ولماذا هي جديرة بالكتابة، حيث ينبغي أن تتعلق إما بمستجد علمي يمثل تقدمًا ملموسا في ذلك التخصص، أو مصلحة بشرية تهم الناس، أو أن ترتبط بحدث وقع في الراهن مما يجعلها مطلوبة. كما أنه من الجيد أخذ الجمهور في عين الحسبان من البداية، والتفكير فيما مدى معرفة قرائك بهذا الأمر وما درجة اهتماماتهم عموما بالشؤون العلمية. بعد ذلك، يمكن الشروع في نسج قصتك الصحفية، ومباشرة أول مرحلة وهي جمع المعلومات عن الموضوع، حيث لا يختلف الأمر كثيرا عن العمل الصحفي المعتاد، إذ يظل جوهر الإبلاغ الجيد هو الفضول والتشكيك وطرح الأسئلة، ومن خلال البوصلات السبع، ماذا، أين، من، متى، لماذا، كيف، وبماذا، يمكن جمع أجزاء القصة. ويفضل الحصول على المعلومات من مصادر علمية متعددة، حتى يمكن بناء صورة ثرية عن الموضوع ومن زوايا مختلفة، وفي هذا الصدد ينبغي العودة إلى المصادر الأصلية: مثل الأوراق البحثية المنشورة والبيانات الإحصائية، والوثائق التاريخية والقانونية، ومنشورات المراكز العلمية المرموقة، وتقارير المؤتمرات العلمية أو كلمات الخبراء المتخصصين أنفسهم. وأيضا يمكن الاستعانة بالمصادر الثانوية، من صحف ومجلات ومواقع ومدونات ذات سمعة علمية طيبة، ومن المفيد استخدام مخازن المعلومات التي تسهل الوصول إلى المصادر مثل: Wikipedia ،PubMed ،Google Scholar. ثم تأتي مرحلة الكتابة، حيث عليك أن تفكر مليًا فيمن سيقرأ قصتك، لتنتقي الزاوية المناسبة والأسلوب المناسب لتقديم المادة، وعلى غرار الكتابة الصحفية العامة، تتكون بنية القطعة الصحفية العلمية، من عنون جذاب يتضمن عنصرا مهما من القصة، ثم عتبة مثيرة تمهد للقارئ التهام القطعة، وبعدها سرد أجزاء القصة، واحدا تلو الآخر في ترابط وانسجام، مقدما الأهم فالأقل أهمية، ومستخدما الاقتباسات والأمثلة التشبيهية لشرح المسألة المُتناولة. في الكتابة العلمية، احرص على الدقة والتوازن، وإبلاغ الحقائق بصورة عادلة بدون آراء شخصية أو تحيز. ومع ذلك، لا يجب ألا تبحث عن رأي مخالف في كل مقالة تكتبها، على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في كتابة قصة عن أبحاث تغير المناخ، فلن تضطر إلى البحث عن آراء من ينكر تغير المناخ لإضافة توازن، رغم أن هذا قد يبدو منافيا لقاعدة التوازن، لكن في المواضيع التي تحظى بإجماع العلماء يكون الأمر محسوما. واحدة من أفضل الطرق لتعلم الكتابة العلمية، كما تنصح كاثرين ساندرسون، هي قراءة المقالات العلمية بانتظام. ويمكن زيارة مواقع الويب الخاصة بمجلة Nature أو New Scientist، وكذا الأقسام العلمية في الصحف المحترمة، للاطلاع على أمثلة جيدة للمقالات العلمية.