رامادام في بلاد العم سام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-30-2024, 02:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-12-2021, 02:51 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رامادام في بلاد العم سام

    02:51 PM April, 12 2021

    سودانيز اون لاين
    Tagelsir Elmelik-فرجينيا الولايات المتحدة
    مكتبتى
    رابط مختصر



    في اليوم الذي يسبق أول يوم في رمضان، اليوم الذي تعارفنا على تسميته بالوقفة، تقدمت بطلب إلى رئيستي في العمل، السيدة (موديستين ويسلي)، وهي إمرأة افروميريكية ستينية، لا تزال تحتفظ بقدر من حيوية شبابها، وابتسامة واريحية لا تخطئهما العين، تقدمت إليها بطلب أسألها فيه، إن كان بالإمكان، إنصرافي من العمل باكراً إبتداءً من يوم الغد، لم أكن أتوقع منها غير أن تهز رأسها بالإيجاب وحتي دون أن ترفع وجهها المكب على دجاجة مشوية وحيدة، أولاً لأنها سوداء، والجنس للجنس رحمة، وثانياً لأن للسود إحترام خاص للمسلمين، وثالثاً لأنها كانت تحدثني دائما عن مدى إعجابها بأدائي، وإعجابها بالسادة اليجا محمد (والذي يصر كثير من أتباع أمة الإسلام الأمريكية على أنه محمد الذي أوحي إليه)، ومالكوم إكس والسيد فرح خان، ومضاف لذلك إعجابها كالعادة (بأمانة الراعي السوداني)، ولكن السيدة ويسلي خيبت طنوني، حين رفعت رأسها، وسألتني عن السبب وراء طلبي، فأجبتها عفواً ولكنني كنت أظن أنك تعلمين بقدوم الشهرالكريم رمضان، حدقت في وجهي ملياً وسالتني وما هو هذا الرامادام؟ شرحت لها وقد تضعضعت آمالي في اللحاق بالإفطار، فلاحقتني بلكمة أخري، وماهي فائدة هذا الرامادام بالنسبة لعملنا هنا في هذه الصالة؟ لم أحر جوابا، ولكن من تحت أنفي .. البركة مثلاً، فأحنت راسها مواصلة في نهش الدجاجة، وأجابتني ضد طلبي دون تردد، إذن تجئ في المواعيد وتنصرف في المواعيد، وبرفضها فقد أجابت على سؤال ظل عالقاً بذهني لزمن طويل، لماذا يكون الأسلام في امريكا شاملاً لكل الشهور العربية، عدا رمضان، ولماذا لايحب الأمريكيون أغنيات رمضان حسن ورمضان زايد.
    ثم أطل فجر رمضان وإن اختلفت المطالع.. فقلت الحمد لله أنه ربيع ثان وجمادى الآخر، إلا أنه رمضان واحد، أو كما قال احد فقراء السودان.
    مضيت إلى العمل في غرة الشهر متوكلاً على الله
    اليوم طويل يا اخوتي طويل، أشك في أنه قد بدأ باكراً على غير عادة البكور، والناس من حولي يمضغون، يمضغون ويمضغون، دون توقف، حتى أشفقت عليهم من أدواء السمنة ومخاطرها، بدأ وكأنه لن ينتهي، المطاعم فيه لا تسد لحرمته هذا الرمادام، والناس هنا يشربون، والرمادام (لا يعاين لهم)، وليس هنالك من (ضب) يصوم حتى يصوم الناس مثله، فيآخذوا على ذلك، ولا صلوات وسطى تقام، يسعف وضوءها الصائم، بجغمة أو جغمتين من ماء الحنفية المغلي، تسعفانه مثلما فعلتا بالإعرابي في القصة الشهيرة، ولا حساب نصف يوم للأطفال ولا نصف دقيقة، فهموا لن يكفو عن قضم البيرغر وشفط الميلك شيك لثانية، بدأ اليوم والناس يدخنون، ويسفون حتى، يرفعون أكوب البارد في الهواء، يحصلون على آخر قطرة في الكوب او الزجاجة او العلبة المعدنية، وإنهم ليشربون القهوة والكاباشينو، والديكاف، والعياذ بالله والبرغر روائحه تأتيني على غير العادة من (بيرغر كنج) مجاور، ماعلمت بوجوده طوال العام، فتأكد لي ساعتها أن لحمه حلال حتى وإن ادعي المسرفون غير ذلك، وأن النكهة طبيعية حتى لو إدعى علماء الأغذية بأنها صناعية، أقول ولا ادعي بان الابقار التي ذبحت، هي بالقطع ابقار صديقنا (سانشو) في الأرجنتين، وأن المواعين التي تخدم فيها الوجبات من صنع صديقنا (آفو) في الصين، وحين يغضبون يسبون بحرف الفاء، كم كنت اقول ذلك واستمتع بتلك الكلمة حتى يوم امس القريب، كلما غضبت من أحد.
    ورغماً عن تبتلي الروحي الواضح للعيان، فإن السيدة ويسلي أصرت على منحي ساعة للغداء كعادة كل يوم، قالت لي تبدو جائعاً ومنهكاً، فقلت لها:
    Duh
    وهكذا فإن لم يكن في الأمر أكل، فالأمريكان لا يودون سماع القصة، قلت أخرج أتجول، أتسلى، اسبّح، أمدح، أسرح، اذكر، اتأمل، ادرب النفس على الصبر، والجهد والمجاهدة كما ذكرنا مولانا السمح في سنوات غابرة، خرجت اتجول على غير هدي، المول المجاور، انظر في واجهات المحال التجارية، قلت والشاعر في صوت واحد، دعني أمتع نفسي بالدهشة، فكرة غير صائبة، حدثتني نفسي في قلق، فكرة غير ساخنة في نهار حار، تلجأ فيه الحسان إلى برودة ردهات المول، وعليهن استغفر الله، التنانير، هل ذكرت التنانير؟ والشورتات؟ والبلوزات؟ والخط (ستة) حيث وقف السيد جكسا ذات يوم فصارت الذكري نبأً ومثلا؟؟ أو عيداً قومياً لا أذكر، أو رمزاً للحد الفاصل بين الشهوات؟ يتبضعن ويتلاغين، ويتهنجكن، سبحان الله، مخربشات لجلد الرمادام مهما تجلد، فيعود مثخن بالجراح، عدوت قافلاً إلى مكان العمل، احتمي من عصف الديهايدريشن الجسدي والعقلي، وهنالك.... كانت السيدة ويسلي، تهم بأداء القسم على دجاجتها المشوية، كليهما طازجتين، وكانهما ينتظران وصولي. وسلطة البطاطس.. استغفر الله من البطاطس المسلوق وعليه المايونيز، والباباريكا الحمراء تنتشر باهمال على سطحه، والبقدونس، و(نتفة) كما يقول الشوام (زغيرة هالقد) من الثوم، متوجة بزيت الزيتون، وارد صقلية من الشجر للحجر، والدجاجة يا سادتي، تربية السيد بيردو على يديه الطيبتين، طازجة، مبهرة و(مارينيتد)، ظلت تدور داخل الشواية، مثل رائد فضاء في كبينته، حتي نضجت وحان قطافها، وهاهي ذي عارية دون حياء من الرمادام، تؤكل لا حيلة لها ولاقوة، وعلى غير عادتها، فقد سمعت السيدة ويسلي تتمطق، وكأني بالدجاجة والشاعر يغني، ترفع ساقاً وتحط ساق، مكرفسة تناضل في نومتها الأبدية، وعلي غير عادتها في ثلاثة سنوات قضيناها نعمل معاً، قالت لي.. تفضل! وهي تفض غطاء مشروب الاسنابلز، المنكه بنكهة النكهات جميعاً، يا معتصماه.
    وابليس جالس حين دخلت مكتبي، يقرأ في مقال على الانترنت، من قال انه يحبس هنا؟؟ رأيته بام عيني، حسابه على الفيس بوك، يعزي ويبارك، ويمجد في كتائب الجهاد الالكترونية، ومن قال انه يحبس في السودان؟؟ أما بلغكم قرآنه وآية (العارف)؟ أما سمعتم بسورة (المجمجة)؟ وأشار بيده الى حيث قال (أدونيس): إن الجحيم هو أن تقتل لتدخل الجنة، فقلت في سري رمضان كريم على أهلنا في دارفور، وحمدت الله أنني في وضع أفضل من ملايين الملايين، الذين يصومون السنة كاملة، أحنيت راسي ووضعته على ساعدي تهيؤاً لنومة القيلولة، فرنت التلفونات جميعا، والنوتيفيكيشانات كلها من فيس ووتس واسكايب ولاين وملح، وصاحت بصوت واضح بسؤال سوداني تاريخي:
    الساعة عندكم كم هسة؟؟
    نحنا فطرنا
    فكاد حرف الفاء يخرج من فمي.






                  

العنوان الكاتب Date
رامادام في بلاد العم سام Tagelsir Elmelik04-12-21, 02:51 PM
  Re: رامادام في بلاد العم سام waleed nayel04-12-21, 03:38 PM
    Re: رامادام في بلاد العم سام Tagelsir Elmelik04-12-21, 08:10 PM
  Re: رامادام في بلاد العم سام عبدالله عثمان04-12-21, 03:40 PM
    Re: رامادام في بلاد العم سام Tagelsir Elmelik04-12-21, 08:11 PM
  Re: رامادام في بلاد العم سام سيف النصر محي الدين04-12-21, 04:02 PM
    Re: رامادام في بلاد العم سام طلحة عبدالله04-12-21, 08:02 PM
      Re: رامادام في بلاد العم سام Tagelsir Elmelik04-12-21, 08:14 PM
    Re: رامادام في بلاد العم سام Tagelsir Elmelik04-12-21, 08:13 PM
  Re: رامادام في بلاد العم سام Amira Hussien04-12-21, 08:20 PM
    Re: رامادام في بلاد العم سام طلحة عبدالله04-12-21, 09:05 PM
    Re: رامادام في بلاد العم سام Abureesh04-12-21, 09:08 PM
      Re: رامادام في بلاد العم سام Tagelsir Elmelik04-13-21, 00:17 AM
        Re: رامادام في بلاد العم سام عبدالله عثمان04-13-21, 06:43 AM
          Re: رامادام في بلاد العم سام Tagelsir Elmelik04-13-21, 12:44 PM
            Re: رامادام في بلاد العم سام Osman Musa04-13-21, 08:10 PM
              Re: رامادام في بلاد العم سام خضر الطيب04-13-21, 08:56 PM
                Re: رامادام في بلاد العم سام Tagelsir Elmelik04-13-21, 11:58 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de