|
اللامعقول في فوبيا الشيوعية (1 من 2): فبركات, معبد يهودي وجرح السودان الدامي
|
01:30 PM March, 14 2021 سودانيز اون لاين مازن سخاروف-UK مكتبتى رابط مختصر
خربشات: النبيل المتوحش
في ربيع 2013 كنا في منتدى سودان دوت نت sudanforum.net الذي اختفى الآن من الوجود كأنه لم يكن. معاذ محمد عطا السيد, صاحب الموقع تكرّم وأعلن عن بيعه قبل ثلاث سنوات. بيد أن الشمس طلعت ذات يوم في موعدها لتجد "سودان نت" نسيا منسيا. كمستخدمين للموقع اعتدنا على اختفاءات مؤقتة له بتأثير وعكة أمنية مثلا .. عربدة هكر مبتدئ يعاني من الملل. لكن تلك الواقعة المتزامنة مع تنصيب رئيس الولايات المتحدة الجديد شهدت الهجعة الأخيرة .. الرقدة النهائية لأحد أكبر المعارض الإلكترونية لإنتاج لوحات المفاتيح السودانية المؤمنة بسكب الذات في الأسافير. "المرحوم" رحل دون أن يكلف نفسه عناء ترك وصية ليتامى وأرامل عالمه الإفتراضي. كرجل مخابرات محترف يُعدم أي أثر له بعد إنتهاء المهمة.
بالنسبة لنا في حوش النخب التي تستطيع "تجريد الحدث", أي امتصاص الصدمة عقب كل ضربة جديدة, حملنا أوراق الذاكرة بهدوء, وأعدنا تصفير العداد للبدء من جديد. لكن بالنسبة لآخرين فلا يستطيع المرء سوى تخيل غيره والتأمل ما أمكن دون انحياز. ما نسميه في جمهورية أكاديميا بالقيصرية. يستدعي الصورة في خيال شاعر مجيد من رام الله يعدل في الصياغة وهو ينشد بأسى: سلام على النائمين, سلام على الحالمين, سلام على المتورطين انفعاليا مع شاشة تلفزيون يمكنها الإضرار بصحتك النفسية. وتمضي الحياة. تستمر ق.س.ن و ب.س.ن, أي قبل وبعد موت "سودان نت" الفجائي. عمليا, فبالتأكيد حفظت بعض مواضيعي الأهم؛ لكن مع زحمة الحياة, كان يمكن أن (نشلع) كسور وبواقي كثيرة جدا من إنتاج عقد ونصف من خربشات القلم.
على أية حال, كنا في المنتدى من جميع الألوان السياسية, بما فيهم المحسوبون على "جيش الردع الإلكتروني" (الترجمة الأقل أدبا هي جداد الكتروني). كان أحد هؤلاء من فئة نافخي الكير: فإما أن يحرق ثيابك, وإما أن يذكرك برواية صنع الله ابراهيم,, تلك الرائحة. الشخصية (أو الشخصيات) التي استعملت يوزر "النبيل المتوحش", كانت بالفعل شيئا مزعجا: فغير فبركاته الكثيرة, وسوء أدبه, كان كذلك "حرامي" مواضيع: يقوم بسرقات أدبية من منتديات أخرى ليضيفها من بعد ذلك إلى ما ينشره دون الإشارة إلى المصدر, ودون أن يطرف له جفن. لقد إستمرأ الرجل السطو الأدبي حتى صار المسروق في المادة المشبوهة أكثر من الأصلي فيها.
تأبطت يوما شرا وتربصت بالرجل فرصدت سرقاته بشكل علمي, ثم عملت موضوعا كبيرا بعنوان: "تتبع لصوص النت الكيزان, خبث المدينة وريحها: النبيل المتوحش". كان موضوعا مفيدا على سخريته. فقد أسقط في يد الرجل بعد أن أحرج بمواجهة الشهود ومحاضر البضاعة المسروقة. لكنه في النهاية (وأقرانه المستعملين لحسابه في الموقع) لم يعبأ كثيرا. فقد جسد بوقاحته بعد فضحه بالجرم المقولة الشائعة, ليس بعد الكوزنة ذنب
النبيل, كما كان يناديه البعض كان من نادي فوبيا الشيوعية. لا يكاد يمر عليه يومان دون ذكر الشيوعيين بسوء. كان يؤذينا كثيرا بالأكاذيب والأخبار الخارجة من عدائية أقرب للمرض, ومن بيوت رذيلة الحركة الإسلامية كيدا للشيوعيين. ليت شعري إن كانت اللاأخلاقية في العداء طفحا من انفعالات كامنة يتم إسقاطها من منطقة ظلام الروح على الآخرين؟ إذا ما كانت أخلاقيات بعض مبغضي الشيوعية ما عبّرتُ عنه يوما كـ"شطف للذات في وعاء الآخر"؟ مثل "عقدة بروسبيرو", التي بشيئ من التبسيط تعادل شحنة انفعالات رجل أبيض تتعرض ابنته لمحاولة اغتصاب متخيييييييلة على يد كائن دوني.
وهذا البوست شهادتي عن إحدى أكاذيب "النبيل المتوحش".
|
|
|
|
|
|