في ربيع 2013 كنا في منتدى سودان دوت نت sudanforum.net الذي اختفى الآن من الوجود كأنه لم يكن. معاذ محمد عطا السيد, صاحب الموقع تكرّم وأعلن عن بيعه قبل ثلاث سنوات. بيد أن الشمس طلعت ذات يوم في موعدها لتجد "سودان نت" نسيا منسيا. كمستخدمين للموقع اعتدنا على اختفاءات مؤقتة له بتأثير وعكة أمنية مثلا .. عربدة هكر مبتدئ يعاني من الملل. لكن تلك الواقعة المتزامنة مع تنصيب رئيس الولايات المتحدة الجديد شهدت الهجعة الأخيرة .. الرقدة النهائية لأحد أكبر المعارض الإلكترونية لإنتاج لوحات المفاتيح السودانية المؤمنة بسكب الذات في الأسافير. "المرحوم" رحل دون أن يكلف نفسه عناء ترك وصية ليتامى وأرامل عالمه الإفتراضي. كرجل مخابرات محترف يُعدم أي أثر له بعد إنتهاء المهمة.
بالنسبة لنا في حوش النخب التي تستطيع "تجريد الحدث", أي امتصاص الصدمة عقب كل ضربة جديدة, حملنا أوراق الذاكرة بهدوء, وأعدنا تصفير العداد للبدء من جديد. لكن بالنسبة لآخرين فلا يستطيع المرء سوى تخيل غيره والتأمل ما أمكن دون انحياز. ما نسميه في جمهورية أكاديميا بالقيصرية. يستدعي الصورة في خيال شاعر مجيد من رام الله يعدل في الصياغة وهو ينشد بأسى: سلام على النائمين, سلام على الحالمين, سلام على المتورطين انفعاليا مع شاشة تلفزيون يمكنها الإضرار بصحتك النفسية. وتمضي الحياة. تستمر ق.س.ن و ب.س.ن, أي قبل وبعد موت "سودان نت" الفجائي. عمليا, فبالتأكيد حفظت بعض مواضيعي الأهم؛ لكن مع زحمة الحياة, كان يمكن أن (نشلع) كسور وبواقي كثيرة جدا من إنتاج عقد ونصف من خربشات القلم.
على أية حال, كنا في المنتدى من جميع الألوان السياسية, بما فيهم المحسوبون على "جيش الردع الإلكتروني" (الترجمة الأقل أدبا هي جداد الكتروني). كان أحد هؤلاء من فئة نافخي الكير: فإما أن يحرق ثيابك, وإما أن يذكرك برواية صنع الله ابراهيم,, تلك الرائحة. الشخصية (أو الشخصيات) التي استعملت يوزر "النبيل المتوحش", كانت بالفعل شيئا مزعجا: فغير فبركاته الكثيرة, وسوء أدبه, كان كذلك "حرامي" مواضيع: يقوم بسرقات أدبية من منتديات أخرى ليضيفها من بعد ذلك إلى ما ينشره دون الإشارة إلى المصدر, ودون أن يطرف له جفن. لقد إستمرأ الرجل السطو الأدبي حتى صار المسروق في المادة المشبوهة أكثر من الأصلي فيها.
تأبطت يوما شرا وتربصت بالرجل فرصدت سرقاته بشكل علمي, ثم عملت موضوعا كبيرا بعنوان: "تتبع لصوص النت الكيزان, خبث المدينة وريحها: النبيل المتوحش". كان موضوعا مفيدا على سخريته. فقد أسقط في يد الرجل بعد أن أحرج بمواجهة الشهود ومحاضر البضاعة المسروقة. لكنه في النهاية (وأقرانه المستعملين لحسابه في الموقع) لم يعبأ كثيرا. فقد جسد بوقاحته بعد فضحه بالجرم المقولة الشائعة, ليس بعد الكوزنة ذنب
النبيل, كما كان يناديه البعض كان من نادي فوبيا الشيوعية. لا يكاد يمر عليه يومان دون ذكر الشيوعيين بسوء. كان يؤذينا كثيرا بالأكاذيب والأخبار الخارجة من عدائية أقرب للمرض, ومن بيوت رذيلة الحركة الإسلامية كيدا للشيوعيين. ليت شعري إن كانت اللاأخلاقية في العداء طفحا من انفعالات كامنة يتم إسقاطها من منطقة ظلام الروح على الآخرين؟ إذا ما كانت أخلاقيات بعض مبغضي الشيوعية ما عبّرتُ عنه يوما كـ"شطف للذات في وعاء الآخر"؟ مثل "عقدة بروسبيرو", التي بشيئ من التبسيط تعادل شحنة انفعالات رجل أبيض تتعرض ابنته لمحاولة اغتصاب متخيييييييلة على يد كائن دوني.
وهذا البوست شهادتي عن إحدى أكاذيب "النبيل المتوحش".
03-14-2021, 02:47 PM
Gafar Bashir Gafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220
نشر النبيل المتوحش موضوعا (بوستا) بمنتدى سودان دوت نت في بداية أبريل لعام 2013 بالعنوان التالي:
الحزب الشيوعي يتآمر من داخل المعبد اليهودي
أنهِ الإقتباس. من الذاكرة أسترجع كلمات النبيل المتوحش وما دار في البوست بعد نشره؛ فحوى الموضوع بصياغتي باختصار وأمانة في النقل وتركيز على الوقائع:
بعد ذلك قام النبيل المتوحش مباشرة داخل البوست بالتعريض بالشيوعيين, ومضى كأيّ شخص يظهر التشفي والشماتة بعد أن قبض شخصا يآخر عمل شيئا مخجلا؛ لعله (النبيل) قال شيئا مثل, يا لفضيحتكم يا شيوعيين, وعاملين فيها ناس مبادئ, وكلاما من هذا القبيل.
أتذكر جيدا أنني تداخلت مع النبيل وتحديته, لوووووووووو ثبت اشتراك الحزب الشيوعي فيما يزعم عنوان موضوعك, فسأكون أول من يقول "طز في الحزب الشيوعي", لكن عليك توضيح الوقائع.
فأجاب النبيل وهو لا يكاد يتمالك نفسه بإن ندوة أو فعالية مزمعٌ عقدُها قريبا في نفس الشهر للتعريف بمشكلة ضحايا أهلنا في دارفور, وقد أعلِن عن استصافتها في معبد يهودي في لندن. قد يكون ذكر المعبد بإسمه. وأظنه فعل.
عندها, قلت له, جميل جدا. لكن ما دخل الحزب الشيوعي بالموضوع؟ (1)
قهقه النبيل المتوحش كإمرأة لعوب, طبع من لوحة مفاتيحه شيئا مثل ههههااااااااااااااي, وأتبعها بقوله: ما تتزنق يا شيوعي, يوم الـ (يوم الأسبوع الموافق لعقد ندوة دارفور) النجيضة حتظهر.
إنتهى موضوع النبيل المتوحش باقتباسه من ذاكرتي, وهي جيدة ليست فقط من حيث تقييم قدرتي على التذكر إن كانت تستحق ما يسمى في القانون البيّنة, ولكن لأن هناك أسبابا إضافية تجعلني أتذكر ما تذكرته جيدا.
ماحدث بعد ذلك, درس حقيقي في مآلات علم الإشاعة.
---------------------------- (1) عرفت من بعد ذلك أنها طريقة مبتذلة لاغتيال الشخصية: أي تصيد واقعة حقيقية يُعتبر عملها نائلا من شخص وسمعة من يعملها, ثم الزج بالشيوعيين فيها, أي تنسب إليهم. وقد كان. المهم هو أن الضرر الذي يلحق بسمعة الضحية في وقت وجيز وارتباط ذاكرة الناس به, أصعب من أن يتم تحييده بما ينفيه. وليس بما ينفيه فقط, بل ما يدحضه بالأدلة.
والوقت الذي تظل خلاله ذاكرة من هم حول الضحية, صديقا كان أو عدوا ظانة ظن السوء به, أطول بكثير من أثر الوقت المستغرق في دحض بلاغ إشانة السمعة في تاريخه. إذ أن الأول, أي وقت الضرر متجدد ويتعمق إستدعاؤه بترديد الكذبة وإضافة التفاصيل الملفقة. بينما وقت رد الضرر يحدث عادة مرة واحدة. من وجهة نظر نفسية, الإشاعة الكيدية تجد نزعة إلى التصديق والتضخيم من النفس الأمارة بالسوء. كما تنقلب ذات النفس ضد تبرئة المتهم عند أول مبادرة لعمل تحقيق عادل. وهذه ركيزة من ركائز الحرب النفسية - اللعب على نزعة الظلم في ظروف الإشاعة والإتهام بلا دليل. أحد معايير المجتمع المتطور هو درجة للضبط الإجتماعي على مستوى الفرد دون تدخل سلطة رسمية انحيازا إلى الحق. هذه مسؤولية ذكورية بالمقام الأول, ليس هذا تجنيا على الأنثى, ولكنه وضع مسؤولية تحكيم العدالة الإجتماعية أمام الرجل خاصة في ظروف الفتن الإجتماعية. ليس بالعضلات لكن بقوة الإرادة.
عندما نقول العدالة الإجتماعية ففي إطار أعم, يعني هذا رد المظالم. وهذا يتنافى مع مهزلة نموذج ما يسمى الحقيقة والتشافي Truth and Reconciliation على الطريقة الإنجليزية. أخيرا, وليس آخرا, الفتن الإجتماعية ليست البلاغات الكيدية وحسب. االهوى في الميراث (المرحوم كان "بيسمع") فتنة إجتماعية أخرى وسبب كبير للمشاكل والظلم في المجتمع السوداني.
03-15-2021, 01:34 PM
مازن سخاروف مازن سخاروف
تاريخ التسجيل: 03-10-2021
مجموع المشاركات: 738
وجدت نفسي أمام مأزقين على الأقل . المأزق الأول هو الإنتماء الأيديولوجي, أي رغبتي في إبراء الحزب الشيوعي مما اتهم به, مقابل وضع الجانب السوداني المزعوم مشاركته في فعالية المعبد اليهودي في خانة الإتهام. فرسمت لنفسي سقف طموحات. عزمتُ ألا يكون تبرئة حزبي الشيوعي خاتمة المطاف. بل أحرى به أن يكون بداية لسبر غور مشكلة سودانية كبيرة, خاصة مأساة أهلنا في دارفور ولماذا وصل بنا الحال إلى كون كل من هب ودب حاشرا أنفه في قضايانا (2). وطبعا كله بإسم جرائم الإبادة الجماعية. كما سيرد لاحقا في عمل منفصل, فجرائم الإبادة الجماعية كحقيقة واقعة تستخدمها الفعاليات الإعلامية, الحراكات الدبلوماسية, التشريعات في الدول التي تسمي نفسها متحضرة, وقوات الأمم المتحدة ضد الضحايا. نعم ضد الضحايا, سواء في دارفور, رواندا, أو البوسنا والهرسك.
أما بالنسبة للمأزق الثاني, فكان مرتبطا بعملية تبرئة الحزب الشيوعي نفسها مما نسب إليه. فكرت أولا أن أتصل بمكتب الحزب الشيوعي وأطرح السؤال بكل شفافية: حصل\حيحصل ,ولا بلاغ كيزان كيدي؟ مسألة سهلة.
لكن سألت نفسي, مع وضع الإنتماء الحزبي والإنضباط الأيديولوجي جانبا, ماذا لو؟! ماذا لو كان هناك فرضية "بارانويا" بنسبة واحد في المائة أنهم في الحزب "داسينها وبايعنها من جوة"؟ لأنه في تلك الحالة فمن المؤكد أنهم سينكرون, كما قد يقومون بمؤامرة أخرى لإخفاء دورهم. وحتى في المتوقع, أي الحزب الذي بعد دراسة واقتناع أضعه بين حدقات العيون كترسانة لشيل الهم الوطني عندما ينكر وهو صادق فسأصدقه كما هو متوقع. وعند ذلك بعد نفي ما نسبه إليه عضو الكتيبة الأمنية بموقع سودان نت, فما حقيقة الندوة المزمع عقدها؟ عنده هذه النقطة من التفكير, حزمتُ أمري وعقدتُ العزم على "التسلل" إلى المعبد. ليس طبعا بسرقة المفتاح, الولوج إلى مغارة علي بابا, و من ثم تركيب دائرة مراقبة إلكترونية هناك :)
------ (2) في منتدى سودان نت الشائع والمتعارف عليه عندما يأتي الحديث عن دارفور, كان الناس يستخدمون عبارة "الدافوريين" أو "أبناء دارفور" . بعد عدة سنوات كتابة في ذلك المنبر, دون أن أقوم بمؤاخذة زيد أو عبيد, كنت عندما أتحدث عن أي مجموعة سودانية كنت أجنح لجعلها مقترنة بـ "أهلنا", مثلا, أهلنا الجنوبيين, أهلنا الأقباط, أهلنا في دارفور وقس على ذلك. حدثت بعض الإستثناءات, مثل بتداخلي مع بعض الإنتهازية من حاملي الشوفينية القبائلية. الذين يقدمون إنتماء القبيلة المعينة على الإنتماء للسودان. مشروع برجوازية صغيرة سواء في القرية أو بعدها عند الإنتقال إلى المدينة بعقلية ما أسميه the city peasant. هذا طبعا ليس إنتقاصا من القرويين الـ peasants ولكنه تسجيل نقطة نظام أن الإنتهازية من هؤلاء هم الأقلية الـ "بتجيب الهوا" لغيرهم. هم من تنطبق عليهم فرضيات علم الإجتماع المنحازة. أما السواد الأعظم من القرويين من أهلنا الغبش (الأغلبية الصامتة), فهم من نستمد قوتنا وتفاؤلنا منهم.
ذات يوم, كتبت إحدى الزميلات في البورد, لعها كانت مستخدمة إسم فُلة حسب ما أذكر. فلة كانت بنت مشاغبة, وقطيمة جدا في الردود, و"دعّاية" شديد. في أحد الأيام كتبت فلة (أو زميلة غيرها) بوستا عن الإحتراب والأزمات في دارفور وقالت, "أهلنا في دارفور" بدل الديباجة المعهودة كما تقدّم. إنفرجت أساريري وابتسمتُ إبتسامة كادر بولشفيك مجتهد يجد بذرة خير غرسها قد آتت أكلها.
03-17-2021, 04:10 PM
Gafar Bashir Gafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220
Quote: Gafar Bashir الموضوع ده ما توقفو غير ديل في برضو ما عارف تسميهم المستقيلين من الحزب او مرافيد الحزب او ايا كان القائمة طويلة
أكيد. مع الإذعان بحق الناس في تغيير قناعاتهم, لكن أعتقد أن الماركسية اختبار لا يقدر عليه الكثيرون. لذلك تجد "إهتداءات" الرفاق القدامى الذين يميلون للثرثرة و"فضح" الحزب أكثر من تحقيق تقدم على المستوى الثوري بنقد ووقفة مع الذات. تشهد علينا السجون وأخلاقياتنا. وتشهد على بعضهم المكايدات. كثيرون من يبصقون على تاريخهم. وتمضي الماركسية. بالنسبة لي شخصيا, فهي مسألة ضمير.
شكرا على المرور.
04-03-2021, 01:42 AM
مازن سخاروف مازن سخاروف
تاريخ التسجيل: 03-10-2021
مجموع المشاركات: 738
فكرت في الأمر جيدا. تسكعت على محركات البحث متحصلا أولا على بيانات الحدث, وأهمها إسم المعبد اليهودي بلندن, الذي كان, Alyth North Western Reform Synagogue ثم البريد الإلكتروني للتواصل, والذي كان على ما أذكر إيميل المعبد نفسه. سجلت لنفسي حسابا جديدا على موقع ياهو yahoo.com وفعّلت الإيميل. ثم أرسلت رسالة استفسار إلى بريد المراسلة. اخترت ذات الإسم الوهمي الذي سجلت به, "أحمد الطاهر", وقم بانتحال شخصية, مدعيا بالكذب أنني من دارفور الحبيبة.
صغت إيميلي بالإنجليزية, مقحما فيه شيئا من الركاكة عمدا حتى لا أبدو متعلما أكثر من اللازم فأثير الشكوك. أظهرت شغفي بندوة دارفور التي حسب إدعائي سمعت بها صدفة من الذين في دائرة معارفي. إستلمت ردا على إيميلي من سيدة احتفت بي جدا. بدا أن رسالة كرسالتي من أحد "الدافوريين" مثلت في حسها الإمبريالي أخبارا سارة جدا لمساعدة اللاجئين بطريقتها الخاصة. تخيلتها كوصيّ على الإنسانية تمور أحشاؤه بكل ما في الكون من "تطرف الرغبة" في إنقاذ العالم الثالث. مثل مندوب للمعاناة على الأرض "أوقظ الشوق" لعمل الإحسان, "فغاشى وحشة الليل واستثار الخيالا". تصوّرتها غادة شابة, أو إمرأة في صيف العمر, أو عجوزا–تعمل بإخلاص لهداية خراف الرب الضالة إلى الصراط الكوني المستقيم الذي يمثله المعبد اليهودي بلندن.
راسلتها بعد ذلك مرتين على الأقل وفي كل مرة أحاول بلطف أن تعطيني معلومات عن الحضور الذين سيخاطبون منصة الحدث, أي الـ panel. نجحت في نهاية مسعاي حين أعطتني السيدة مشباكا لقناة الأخبار اليهودية رقم واحد, Jewish News 1 يعرض على صفحته جزءً من مقطع قصير للتسجيل الفيديوي للحدث. كما أذكر جيدا, فقد جاء في ذلك المقطع فتاة سمراء مليحة التقاطيع عملت لتغطية الحدث إعلاميا, حيث أظهرها المقطع وهي تتحدث وبيدها مكرفون. إلى الجانب ووراء الفتاة بمسافة استعرضت الكاميرا "المنصة" التي جلس خلفها نفر كلهم ذكور, مع مقعد أو مقعدين كانا شاغرين. تمعنت في الوجوه جيدا .. بدَوا كلهم أوربيين. لم يكن من سود البشرة سوى الجمهور الجالس على مقاعد قبالة المنصة. لم يكن هناك أسماء تعرّف بالسادة الحضور في المنصة؛ وبخلاف ضوضاء في الخلفية لم يُسمَع سوى صوت البنت المقدمة. لا أثر لحزب شيوعي مزعوم على الأقل في ذلك المقطع من الفيديو. هنأت نفسي على تحقيق سبق صحافي .
بمهارات فردية في مجال الهندسة الإجتماعية social engineering التي يستخدمها طالبو المعلومات بصورة روتينية. لم يُـتِح الموقع على أية حال تنزيل مقطع الفيديو على جهاز الكمبيوتر. فاكتفيت بالبيانات التي تحصلت عليها (مراسلات الإيميل, والفيديو). بالنسبة لي لم يكن الإستنتاج النهائي بدرجة البينة في القانون لنفي التهمة inconclusive, رغم أنني بالتأكيد سأتمكن من مواجهة "النبيل المتحوش بما سمعت ورأيت: "مافي ولا أضان زرقاء" ضمن ما رأيت من المنصة– أو بالأدق ما لم أره؛ فمن موقعي على الأقل لا يبدو أن هناك حزبا شيوعيا ضمن المنصة, ناهيك أن يكون الحزب الشيوعي السوداني.
04-03-2021, 03:46 PM
مازن سخاروف مازن سخاروف
تاريخ التسجيل: 03-10-2021
مجموع المشاركات: 738
حكم المحكمة, بعد التحري وسماع البينة: تبرئة ا لحزب الشيوعي
لا أستطيع أن أذكر بالضبط ما حدث بعد ذلك في موقع سودان نت في تاريخه. قد يكون النبيل المتوحش قد اختفى (أو أخفى نفسه) لينأى بنفسه عن مساءلة بشأن ما زعمه. وقد يكون الموقع تعرض لهجمة إٍسفيرية, أو انشغلت أنا بأمور الحياة. لكن لم نعد لمناقشة "البلاغ الكيدي" مرة أخرى. ترتيب الأحداث اليوم, وبعد أن جرت الكثير من المياه تحت جسر الحياة برأت الحزب الشيوعي مما نـُسب إليه زورا وبهتانا كما يلي: أ. الندوة كانت بعنوان, "ليس مرة أخرى" Never again وهو شعار يهودي عالمي يقسم بالأيمان المغلظة أن "الهولوكوست" لن يحدث مرة أخرى. عنوان الندوة كاملا هو "ليس مرة أخرى: هل سنتعلم أبدا الدروس عن الإبادة العرقية؟"
ب. أقيمت الندوة في معبد أليث اليهودي بلندن يوم الخميس 11 أبريل 2013, بتغطية من القناة التلفزيونية للأخبار اليهودية رقم واحد كما تقدم, ونشر بعد ذلك تسجيل مطول للحدث على موقع يوتيوب بتاريخ الأحد 14 أبريل 2013. على الرابط:
ج. الندوة كانت بالتنسيق بين المعبد اليهودي ومنظمة غير حكومية تدعى شن السلام, Waging Peace, المصدر موقع المعبد الشبكي, (3).
د. كما يظهر في الزمن 0.39 من الدقيقة الأولى من عمر الفيديو, أسماء المتحدثين الأربعة ضمن فريق المنصة قـُدّمت مع وضع صفاتهم, أي ما يمثلونه بين أقواس كما يلي: 1. ليزْل سيلفرستون (هولوكوست) 2. كمال بيرفانتش (البوسنة) 3. ألفونسين كوبوقابو (رواندا) 4. عثمان شريف (دارفور)
هـ. الحدث الرئيسي من المنصة كانت مخاطبة المدعو موكيش كابيلا للحضور. المذكور كان منسق الأمم المتحدة الإنساني المقيم بالسودان و"النذير الذي كشف عما يجري في دارفور". هذا الجزء لم يظهر في الفيديو, باستثناء لقطة خاطفة تظهر المنصة والرجل في طرفها ومعه رجل آخر وثلاثا من المتحدثين الأربعة (المجموع خمسة من أصل ستة, وأفصّلهم لاحقا), إضافة إلى السيدة نِكي ليفِتان, "مسؤولة التقوى" بالمعبد التي كانت مقدمة الليلة حيث تظهر واقفة في الزمن 22 ثانية الأولى من عمر الفيديو. رجل الأمم المتحدة السابق لم يُحذف حديثه من الفيديو وحسب, بل تم كذلك إخفاء إسمه من قائمة المتحدثين عبر المنصة (4), وكأنما الأربعة الذين تقدّم ذكر إسمائهم هم المتحدثون الوحيدون. تحصلت على إسم الرجل وصفته من مصدر آخر على موقع المعبد اليهودي (3), كما تقدّم.
و. منظمة "شن السلام" غير الحكومية, إحدى الطرفين المنظمين للندوة مع المعبد اليهودي قام بتمثيلها السيديا أوليفيا ويرَم وتظهر في الزمن 50 ثانية الأولى من عمر الفيديو.
ز. الحاخام موريس مايكلز ظهر في الزمن 1.33 مدليا لمقدمة البرنامج بحوار قصير.
أخيرا, تظهر المنصة مكتملة في الزمن 1.54 من عمر الفيديو. وأستطيع أن أستعرض كل حضورها كما يلي, من اليمين إلى اليسار (إنظر الصورة رقم 1, فيما سيلي): 1. موكيش كابيلا, منسق الأمم المتحدة الإنساني المقيم بالسودان سابقا. وهو طبعا, "النذير whistleblower الذي كشف عما يجري في دارفور"؛ 2. كمال بيرفانتش (البوسنة)؛ 3. ليزْل سيلفرستون (هولوكوست)؛ 4. الحاخام موريس مايكلز (مدير الندوة)؛ 5. الفونسين كوبوقابو (رواندا)؛ 6. عثمان شريف (دارفور), ولدنا, ولمثل هذا يذوب القلب من كمد..
النتيجة النهائية: أ. تبرئة الحزب الشيوعي ببيان بائن بينونة كبرى من بلاغ النبيل المتوحش.
ب. أي شخص يشاهد الفيديو سيعتقد (خطئا) أن أولئك الأربعة الممثلين لأربع مجموعات شهدت الإبادة الجماعية هم ضيوف الشرف الوحيدون في الندوة. أما بقية التفاصيل (المسكوت عنه), فهذا متروك كتمرين للمشاهد على الإحترافية في "مونتاج" الأجندة. فليس الفن فقط في تبديل المقاعد لإتاحة الفرصة لزيد وعبيد للحديث, بل هناك "فقه للتلاعب".
ج. تحليل محضر الأقوال يبيّن إلى أي مدى تسببت العصابة التي تحمل إسم السودان في تدويل دارفور, إهلاك وإشقاء الملايين داخل وخارج أوطانهم كمقتولين, مفقودين, نازحين ولاجئين, والإضرار بالمصلحة الوطنية العليا. ليس لديّ عداء مع اليهود كيهود, ولا أرى غضاضة في إعلامهم العالم بـ "قضيتهم", أيا تكن. بيد أن الحسرة تنتاب المرء حين يرى نخبا يهودية تنسق لحشر أنوفها في شأن سوداني داخلي. لكن حين تكون "الفضيحة بجلاجل يأتي الجيران للسؤال, ومن ثم التدخل. أحس بالمهانة حين أرى النخب اليهودية "تخت روسينها مع بعض" وتدول القضية في الإتحاد الأوربي, الأمم المتحدة, والثمانية العظام (5)
د. "فقه التلاعب" ليس حكرا على النخب اليهودية. هل يدري "كمال" اللاجئ من البوسنة بالأبعاد الدولية لقضيته؟ وطالما الشيئ بالشيئ يذكر, فقد أستخدم "فقه التلاعب" من قبلُ لعمل تحريف وانحراف في جرائم إبادة عرقية أخرى, مثل مجزرة سرِبْرِنتسا (6)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
مازن سخاروف
عمر ادريس محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست