الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
آمنوا به ولم يروه
أحمد شفيق، معتز، جودة، بابكر الطاهر، د. خالد الحاج، عبد الجبار، علاء بشير، وغيرهم .. نتبادل الهواتف أو الرسائل أو نقطع المسافات الطوال فى هذا العالم الشاسع .. لا حديث بيننا الا سيرته ... يحيرنى أمر هؤلاء الشباب وغيرهم .. آمنو به ولم يروه ... هاموا به ولم تشغلهم كل مباهج هذه الدنيا عن طريق وعر لا يزال أهله أغرابا .. الآن انضمت لهؤلاء سبانا الشريف!!! شابة فى مقتبل العمر وتقيم فى هذه القارة الأمريكية الكبرى.. ما الذى يجذبها لذلك؟؟!! أسئلة كثيرة تطرح نفسها ولا اجابة لها الا أنهم "ذاقوا فهاموا".. من أجل هؤلاء وغيرهم سأحاول أن أكتب هنا بعض ما يتفق لى ولا يزال لسانى يقول:
فكيف بهم اذا رأوه؟؟!! تهمينا مصطفى - طبيبة باكستانية شابة تعمل فى اسكندنافيا.. تتحدث لغة أهل الساكسون بلكنة هندية محببة، تتحدّر منها كما الأزرق من أعالي الحبس، تقول ما معناه: ألو أدركته لا نمت ولا تركت أحدا ينوم!! كيف تقول لي، يا هذا، أن الشعب السوداني كله لا يؤمن به؟؟ كيف لهذا أن يكون؟؟!! كيف يطيب لكم أن تسموه "غاندي"، أين لغاندي بمثل سمو فكره وعمق تحليله؟؟!!! وتتدفق "الحكيمة" تولها في هذا "الحكيم الغريب" لا كرامة له بين أهله!!! د. نجوى سعيد: قالت لى: بالله لاقيتوهو؟؟ أكلتو معاهو وشربتو معاهو وأتونستوا معاهو؟؟!! دى عملتوها كيف؟؟ أنا لو كنت لاقيتو يتخيل كنت ح احترق
مجانين الا أن سر جنونهم عجيب على أعتابه يسجد العقل
(عدل بواسطة عبدالله عثمان on 10-02-2011, 01:47 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: Murtada Gafar)
|
اسمى ما في الوجود العاطفة الإنسانية الأستاذ محمود محمد طه
عزيزي مرتضى جعفر الخليفة طه .. مرحب بـ "الخلفاء" .. وأرجو الله أن يستجيب دعاءكم ويصبح هذا بفضل الله، ثم بفضلكم خيطا دسما ... وإكراما لحضوركم - يبدو أن الإشارة ان نكتب عن القضارف فيلا "قداري!! قداري!!" فى الذهن الكثير مما قد يكتب عن القضارف .. الشيخ أمان .. خليل عجب الدور .. نادى المعلمين .. مكي الشابك و"وفد حجر التيمم" له .. ولكن تلك قصة أخرى يحكى الأخ حسن عبدالكريم (من كبار الأخوان الجمهوريين) أن الأستاذ محمود قد حدثه مرة حديثا طيبا عن شاعر معروف ملء السمع والبصر .. قال حسن قلت له يا أستاذ طالما قلت عن فلان دة نو ذكى و.. و... زي ما قلت عنو ليه ما بقى جمهوري؟؟ يقول حسن أن الأستاذ نظر له مليا وقال له (هو موضوع جمهوري دة انتو قايلو هيييييين كدى؟؟!! هو ما مطلوق ساكت لأي زول) يقول شاعرنا الشريف البيتى:
فمن نودي أتاها دعني أحكي لك عزيزي مرتضى عن أحد الذين تم نداءهم، أحد الذين "مما عقدوا ما نقضوا" الشيخ عوض الله الحباك واسمه بالكامل (عوض الله محمد جاد الله) .. من أهالي دوكة من أعمال القضارف (وذا جذور بود مدني ايضا على قول) - كان مادحا (تروبادور) من مداح الرسول الجائلين الهائمين بحبه .. يتطلعون للأنوار ويشمون شميمها فتجذبهم تلك الأنوار الى سوحها وفيها يغرقون .. حكى لي الأستاذ جلال الدين الهادي الطيب إدريس (ثانى أكبر الأخوان الجمهوريين بعد الأستاذ سعيد الطيب شايب) -و من أحفاد الشيخ ود مدني السني - حكى لي عن الشيخ عوض الله الحباك فقال: الكلام دة كان سنة 1965 افتكر .. كنا مع الأستاذ محمود في القضارف في بيت عبدالقادر جاد الله .. جا الحباك دة سلّم على الأستاذ وأخد قعدتو ... كان فى ناس كتيرين ... بعد شوية الحباك جا للأستاذ قال ليهو أنا بستأذن يا أستاذ ماشي ... الأستاذ سألو .. ماشى وين؟؟ قال ليهو ماشى أهلى؟؟ الأستاذ قال ليهو أقعد إنت ما عندك أهل غيرنا
ومنذ ذلك الحين حمل عصاه على عاتقه وسار فى ركابه لا يلوي على شيء
يهيم على وجهه نهارا يعطر أجواء البلدان بمدح المصطفى ثم يأتينا ليلا بعطر مجالسنا بـ: يا ريح القوم هبي طريني ليم قلبي فأستراح في فى وجداننا الى أن ذهب الى رب ارحم وهو لا يزال بين ظهرانينا ولا يزال أريجه الفواح يعبق مجالسنا فله الراحة الأبدية وقد "سقانا" سر الله من بطن "قللو"
(عدل بواسطة عبدالله عثمان on 09-23-2011, 10:08 PM) (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 09-24-2011, 07:07 PM) (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 10-02-2011, 06:42 PM) (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 10-03-2011, 03:16 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: Sabri Elshareef)
|
الله على حكاويك يا عبد الله .. قمة في الامتاع ! قاتل الله السياسة التي تشغل قلمك بعيدا عن الحكاية! ودننا لو اننا نضرب حولك خيمة الحكاية لا تفارقها ، ولا نفارقها! كم يعجبني دخولك على الحكاية .. ليس دخول الفاتحين .. بل دخول العارفين! من غير ما يدقوا الباب!
"يقولو ليهو أمشى الأوضة ديك فى طربيزة خضراء جيبها ... قال يخش يلقى الأوضة مليانة ناس ما يشوف غير الطربيزة!!!"
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: Sabri Elshareef)
|
سعداء يا أخ صبري بمرورك من هنا .. واكراما لذلك نهديك حاجة من "مدني" وإن شئت من رفاعة برضو ممكن ... فلنقرأ لتاج السر الملك (البورتريه من ابداعاته ايضا) وقد مررت في بحثي على عدد من الصور النادرة، و التي اتسمت بالنظرة المباشرة، سأعد منها وجوهاً نعرفها جميعاً، من بينها رئيس وزراء راحل و هو السيد محمد أحمد محجوب، و مفكر ديني السيد محمود محمد طه، و بطل رياضي شعبي حمال اثقال راحل، هو السيد ( حيدر حسين) الشهير بقطامة، كانوا جميعاً ينظرون في هدوء نادر مباشرة باتجاه العدسة، دون وجل أو تصنع.
تاج السر الملك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبد الحي علي موسى)
|
Quote: الذين تطلعوا الى كل الجهات فلم يشاهدوا غير وجه الله فتعلقوا بجماله , و قطعوا العلائق بالخلائق و فنوا ذواتهم الى درجة العدم فى حقيقته و باحوا باسرار الحقيقة الالهية بالالفاظ والدلالات التي يفضلونها فقد ابيحت اموالهم و دماؤهم و كان منهم الحلاج فى القرن الرابع الهجرى وشهاب الدين السهروردي الذي قتل (1154 -1191) و الشيخ الاستاذ محمود محمد طه فى القرن العشرين الذي أعدم فى السودان.
د-عبدالسلام نورالدين مقدمة للطبعة الثالثة لكتاب النزاع بين الحقيقة والشريعة في الفكر الصوفي |
ها نحن هنا .. عرج ومكاسير !
واصل يا أستاذ عبدالله ..
سلام بإلله للنزيهة ولكل الإخوات والأخوان ومن معهم
وأشواق كثيرة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: مامون أحمد إبراهيم)
|
عزيزي مامون ود أمنا سكينة ... أمر مشاركة والدتكم فى عزاء الفنان الراحل زيدان ابراهيم - وهي ذات الستة وسبعين خريفا - ذات السن التى اعتلى فيها أباك الأستاذ محمود تلك المنصة بابتسامته التي تحدث عنها العالم ... مشاركة والدتكم الوجدانية تلك التي أبكت أسماء الجنيد وأبكتنا هي هي العاطفة الإنسانية التي قال عنها الأستاذ محمود (اسمى ما في الوجود) فطوبى للوالدة وطوبى لزيدان يحكي أستاذ سعيد "بطريقتو ديك": الأستاذ بلغو أنو ابراهيم الكاشف راقد في مستشفي الخرطوم .. قال "كدة!! .. نزوروا .. الكاشف دة عندو حق على كل سوداني .." ويواصل .. طوالي لفينا عممنا ومشينا زرناه ... أستاذ سعيد الطيب شايب نفسه زارته مرة واحدة من الأخوات قادمة من زيارة لأسمرا .. سألها هل زرتى سرور ... لم تدر الأخت من سرور فتسآءلت: سرور دة منو يا أستاذ: فأجابها (بسّّ!! "بكسر السين" .. سرور دة الفنان العظيم الحاج محمد أحمد سرور ... مدفون هناك)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: بدر الدين محمد)
|
شكرا يا عزيزي بدر الدين محمد الطاهر قولا واحد (بل وفي تاريخ البشرية جمعاء) وسيأت يوم قريب ان شاء الله نعض فيه حتى نحن الذين رأيناه بنان الندم متحسرين ليتنا لو عرفناه أكثر وآمنا به أعمق مما فعلنا ... يقينا ان ذلك سيحدث آمل أن يتسع الوقت لأحدثك عن بعض أمر الأستاذ محمود فى الجبلين وما جاورها ولكن في هذه العجالة - تبركا - أذكر حادثة يرويها المخرج التلفزيوني دخيل الله .. قال أنهم على أيام لوثة الإنقاذ هذه الأولى ذهبوا لتسجيل تلفزيوني في تلك المناطق فوقف مزارع بسيط وتحدث عن دور (المهندس) الأستاذ محمود محمد طه الإجتماعي والإقتصادي في تلك المناطق الريفية النائية وقال (الحكومة كان علمت (للأستاذ) محمود تمثال ما تقدر تجازيهو) .. وبالطبع لم تبث تلك الحلقة!! سعيد بمرورك وعن الجبلين وسيرة الأستاذ الكثير مما يحكى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: Sabri Elshareef)
|
سعيد يا أستاذ صبري باطلالتكم والتحايا لسبانا وعمر خالد وأبنتهما أسماء ... كما قلت أعلاه يحيرني دائما مثل تعلّقهم هذا وهم لم يروه - مع كل الهوس هذا الذي يكتنف حياتنا - أذكر أول أمر سبانا الشريف في تعلقها بهذا الأمر عندما ارسلت لنا تلك الرؤيا المباركة قبل حوالي اربع سنوات - ولا يزال هذا الأمر يعتمل في دواخلها فلا تنشغل بأمر غيره فطوبى لها .. أذكر من رسالتها التي تضمنت رؤيتها: (مليئه بعشق الاستاذ وسعيدة لانه زارنى فى ليلة مضيئه بابتسامته النضرة ... ادندن بقصيدة طلعة الحر لمدة 4 ايام ومشتاقة لمعرفة المزيد عن هذا الانسان الاستثنائى محمود محمد طه رايته قويا مرتديا اللون الابيض والعمامة ذاتها نازلا على بحر يقاصد الكعبه الشريفه بمنتهى الوضوح ومبتسما الابتسامة ذاتها) انتهت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: Sabri Elshareef)
|
عبد الله..حبابك يا صديقي حباب الصديقات و الأصدقاء هنا.. كتر خيرك على هذه المسامرة الطيبة..
Quote: تبركا بمقدمكم أستاذي مسعود نبدأ بقصة صديقك وعديلي الراحل المقيم هارون حميدان عبدالله من أبناء مرابيع ود اللبيح..
|
منذ ان رأيت اسم الصديق محمد هرون حميدان ، عضوا في هذا المنتدى..و حايس لي سؤال في راسي..و كدت أن ارسل ليهو مسنجر عشان يكتب الإسم بعد حميدان.. الى أن رأيت هذا المقتبس من كلامك..و سعدت كثيرا و صدقت نظريتي..(ياخي لمن اتكيفت عديل كده).. سلاما لهرون في الخالدين..و سلاما لأهلنا في المرابيع ود اللبيح..
و يا محمد ، اهلنا بيقولوا عدم العرفة ضلام..فيا صديقي اهو الأسافير جمعتنا و كتر خير صديقنا عبدالله..فانا قريبك دم و لحم..و حميدان عبدالله عمي عدييل..و عشان اقرب ليك المسافة.. لو بتعرف ناس المرابيع كويس..فعمنا المرحوم الصبيح ازيرق..و و الأخوان نورين زكريا..و فضل الله زكريا.. و كباشي المأمون..ديل اهلنا لزم..! طبعا ربك فيها جماهير كتير..و مافي داعي نزحم بيهم البوست.. قريبك التاني هنا هو ابن عمنا العزيز العقيد معاش فضل الله دينج فضل الله (اتمنى انك تكون بتعرفو او سمعت بيهو)..و يكتب في هذا المنتدى و اسمه ابراهيم..
كتر خيرك يا عبد الله..و نأسف للتعريجة.. و دمتم.. كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: Kabar)
|
مرحب بيك يا أخ كبر وسعيد أنك وجدت شيئا في هذه المسامرة وأسميته طيبا فلنرد التحية بمثلها أو خير منها .. هذه من تلك!! دعني أهديك ما كتب الأخ محمد هرون ابن عمك، قبل أربع سنوات تقريبا، في المامة علوية عن جدكما الرجل الصالح خميدان ود عبدالله - نفعنا الله بحاهه يقول ( أستاذ محمود ) ويشير بسبابته للسماء الموت بمعنى الفناء ليس هناك .. لأن هناك تعني الله .. فمن يموتون يذهبون الى هناك .. الى الله .. ويحيون ( حياة هناك ) .. حياة الله . آلمني جدا رحيل جدي حميدان .. كان نفحة من الله تضوَعت ، وفي عينيه كنت أرى أبي .. فهو هادئ مثله .. طيب و لطيف مثله .. وحينما أسلمته ليلة قدره للفجر، رحل بسلام في مطلع الفجر . قالت لي أمي ( دخلت حجرة الأستاذ محمود أسلم عليه .. سألني شيخ حميدان كيف ؟ قلت بخير يا أستاذ .. قال لي شيخ حميدان قوام لليل من بدري .. هو طبعا أنصاري ، والإنصاري ما بغير طريقته ، لكن ثقته في ولده خلته يبقى جمهوري ) . وتمسح أمي دمعة تحدَرت ( كلهم رحلوا .. الله ينفعنا بجاههم ) . سألت جدي مرة عن ثقته في والدي التي كما يقول عنها الأستاذ ( خلته يبقى جمهوري ) . ويبتسم جدي وهو يقول ( لما نميري ضرب الجزيرة أبا كثير من الناس ماتوا .. النساء والأطفال هربوا الى الفلوات حول الجزيرة .. الخلاء هناك موحش والإنسان ممكن يضيع فيه .. هارون ومعاه أصحابه المعلمين كسروا الترعة بتاعت الموية .. الموية إتدفقت بإتجاه السافل ولحقت الناس في الخلاء .. كثير من الناس الكانوا ممكن يموتوا من العطش الموية حصلتهم .. أها دا هارون ولدي ) . حكى لي جدي أن بعض أصدقائه من الإنصار غضبوا غضبا شديدا حينما سمعوا بأمر زيارته للاستاذ محمود ، و التحول الكبير الذي طرأ علي حياته بعد عودته . كان بعضهم يحاول التكتم على الأمر ، ووصفه بأنه مجرد شائعة وأن حميدان بخير يذهب كل يوم ليصلي في جامع الإمام . لكن الذين زاروا جدي في بيته كان لهم رأي آخر .. قالوا والله حميدان لا يذكر إمامكم لا بخير ولا بشر . قاعد في صالونه ويقرأ في الكتاب الجابو معاه من الخرطوم ! شيخ كبير في السن كانت بينه وبين جدي صلة رحم ، ركب حمارته وقصد بيت جدي . قال ليه حميدان سلام عليك .. قال ليه مرحب السلام .. إتفضل . قال ليه حميدان الله كم ؟ . قال ليه الله واحد .. إتفضل . الرجل إطمئن قليلا لقولة ( الله واحد ) فربط حمارته ونزل . كان الرجل غير راغب في الأكل ، غير راغب في الشرب ، جلس على أول مقعد صادفه وإتكأ على عصاه . كان جدي يعلق صورة الاستاذ كبيرة تزين الحائط .. قال لي جدي كانت الصورة أول شيء يراه الضيف .. كان ينظر إليها بتمعَن شديد .. لم أكلمه وتركته في صمته الغريب فقد كنت أعلم صلاحه وبصيرته ، ولم يعتريني الشك في أن الرجل سيرى في الصورة ما توقعت له أن يراه . سألت جدي بفضول كبير ، وماذا حدث بعد ذلك ؟ أجابني ( لا شيء .. هدأت ثورته ، وبدأ يضحك ويتحدث في مواضيع جانبية ، ولكن الفينة بعد الفينة يعود الى الصورة ، ويعود له صمته ) . جدي أيضا عنده لحظات صمت تعتريه لا يرغب معها في مواصلة الحديث . في الشهور الأخيرة التي سبقت وفاته قيل أنه صمت تماما عن الكلام . كان يحدق بعينيه الواسعتين ، ويجيب بإطراق ، وربما يبتسم كأنه يقول أنا بخير أرجو أن تحترموا صمتي . قصة الرجل مع صورة الأستاذ أكملها لي أحد أعمامي .. قال لي أن الرجل هو جدك السنوسي ، وهو رجل صالح .. السنوسي قبل أن يغادر أشار الى الصورة وسأل ( حميدان الزول منو؟ ) أجابه جدي ( أنت شايف شنو؟ ) . قال شايف النور طالع من أنفه وأذنيه ؟ فأجابه جدي ( دا أستاذ محمود ) . لاحظت أن جدي حميدان كلما يقول ( أستاذ محمود ) يشير بسبابته للسماء .. لذلك قال لسنوسي وهو يشير للسماء ( دا أستاذ محمود ) . ورفع السنوسي بصره الى السماء ، ثم الى الصورة ، وكأنه يرى شخصا واحدا ! جدي عنده ملكة التعبير ووصف المشاهد بدرامية عالية .. حينما يبدأ حكاية من حكاياته العجيبة يشدك إليه بصوته الهامس ، وتصويره الخلاب للمكان، والأحداث ، والشخوص . وهو رغم علمه ، وسعة إطلاعه يخطئ كثير من الناس فيظنون أنه - ولكونه كبير في السن- لا يقرأ ولا يكتب . ولأنه شديد التهذيب ، وحتى لا يجرحهم يقبل منهم ذلك ولا يصححهم . في الكثير من المرات كنت معه وطلبوا منه أن يبصم ( يا جماعة جيبوا الختامة لي عم حميدان عشان يبصم ) كان يبصم برضاء شديد ! وكنت أغضب من ذلك ، ولكنه يمسح عني غضبي بإبتسامته الحانية ، وربما بقصة يقصها علي ونحن عائدان الى البيت . الكثير من الكتب التي بحثت عنها في مكتبة جامعة الخرطوم ، وفي دار النشر ولم أجدها ، وجدتها عنده . كان وحتى وفاته يقرأ بنظر سليم ، ودون أن يستعمل نظارة . لم يحني الدهر هامته ، بل كان يمشي بإستقامة تحكي سيرته المستقيمة . كان شديد المحبة للأخوان يؤثرهم على جميع الناس . كان يحلو له أن يصف الرجل الجمهوري بأنه ( الشخص البسيط في ملبسه وفي كلامه ، لكنه في عقله كبير .. الفي وظيفته ، وفي إتقانها ما بتحلق ! ) . رحم الله جدي حميدان .. وأسكنه فسيح جناته . _________________ لا ينال ما عنده إلا به !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
شكراً لك أحى عبد الله هذا الفيض العامر, والغامر من سيرة أحد الأصفياء الذين عاشوا فى بلادى فملأوها نوراً على نور. أعترف بجهلى للكثير من نواصى الفكر الجمهورى وتربيته, لكنى لا أفتأ أجد منهج هذا الفكر ونواته فى سيرة الشهيد الفاضل, وفى سيرة تلامذته, أجدها فى علمهم, فى تواضعهم, وفى إنسانيتهم التى لا يخطئها المرء. شدنى هذا الخيط كثيراً لما فيه من روايات بسيطة المعنى, عميقة الفكرة والأثر. عوفيت يا رجل, وجزاك الله خير المناولة هذه.
محبتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
Quote: حتى ولهذا الكتاب قصة آمل أن أحكيها عندما آتي على ذكر الأستاذ يونس الدسوقي - نفعنا الله بجاه - |
ايها العاشق المحب عبدالله ود عثمان .. لك المنى بما منيت به .. عم يونس الدسوقي ( المؤرخ التاريخي ) يهمنا امره ... حكى عن معظم قيادات الحركة الوطنية بتجرد كامل ( وعم يونس الدسوقي حكيم زمانه ..
انت وصاحب الاسرار حدثونا عن خبايا ذلك الكون المجهول ( كما قال انور محمد عثمان .. الكون ذلك المجهول ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: وأسوح بهم فى تلك الرحاب السنية، رحاب الأستاذ محمود محمد طه، التى ما برحت أصداؤها تخفق فى جنبات أم فوادى كل حين نزولا عند رغبة هؤلاء الفضلاء وغيرهم |
سلام، يا بابو! سوح، ولا تسمع لمن يقل لك أترك ساس يسوس! فهنا، في عالم ساس، أيضاَ سياحات ملكوتية، ملكية!
فما الضير أن يتعلم الناس أن "يسوسوا" أمورهم وفق الحق والعدل، مثلما نحاول أن نتعلم ونعلم هنا:
أكتوبر الثانية في جمهورية ثانية راشدة؟ دعوة للجلوس في حضرة الوطن!
قبل أن أبرح مكاني هذا لا بد أن أقول أن سماعة التلفون ليها رافع! ولو علمت ما ألم بنا، لرفعتها! فأرفعها، باسمه الرافع، لعلنا نتناجى ونتفاكر فيما استجد من أموركم وأمورنا، ولننسق لإشعال فتيل ثورة أكتوبر الثانية! وأنت بذلك جد حقيق، وبه قدير، خبير!
وقد أظلنا عهد أكتوبر الثانية!!! وليس في ذلك أدنى ريب!!!!!!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
عزيزي محمد عبدالرحمن حباب ناس أربجي .. قام الأستاذ محمود بتأليف كتابي "تعلموا كيف تصلون" و"الثورة الثقافية" في أربجي - الأمير بدر الدين الأمير يحكي قصة لطيفة عن فترة الأستاذ محمود تلك ويا ريت لو حكاها لنا، تاني وتالت، خاصة أنه وعد بأطراف أخرى منها ... أمر الجمهوريين كله يتسم بالغرابة لذا عندما خرجت الكتب مكتوبا عليها "أربجي 1972" افتكر .. تسآل بعض الناس "محمود محمد طه دة كمان جاب لينا شهر جديد اسمو أربجي" ... أشكرك عزيزي محمد عبدالرحمن على ما تفضلت به ... تعرف أن أول انطباع لي لأول زيارة لي للأستاذ محمود انو الزول دة وناااااااس و"يجروك من مجلسو جر" ... لي أخ مولع بأوابد اللغة العربية ثم بفصيح دارجيتنا "المقّعدة" ديك ... قال لي والله الأستاذ دة بزواج بين الإتنين بصورة لا تحس فيها بأي تنافر أو نبو .. تنساب عاميته في فصحاه كما ينساب اريج العطر الفواح في الخياشيم تامة الصحة .. لا يضيق أحدهما بالآخر قال لي بينما تصعد مع الأستاذ، موغلا في بادية قريش وحمير في قرنها السابع، الى شاهق يقول لك فيه
أسكين ما ماء الفرات وريقه على ظمأ مني وبعد شراب بألذ منك وان نأيت وقلما ترعى النساء أمانة الغياب تجده قد نقلك، وعلى مكث، بيد فنان ماهر، الى بطناتنا أو شندينا، فتجد نفسك في شاهق آخر تشهق معه، ثم لا تنفك ترى هذه من تلك، وأنت تقرأ له
صار عينو بلا وقيعة وجار حقو بلا شريعة أخوي روحو مسبلا هذا أمره، وأمره كما الأنبياء (نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة) وبذلك تضوّع بهذا هذا السر، أو السحر إن شئت، على كثير من تلاميذه، إن لم أقل كلهم، فهم دائما ما ينتقون أطايب الكلم كما ينتقي آكل التمر أطايبه، فقد قال "نحنا الما عندو حديدة بنسو له حديدة"!! غاية السعادة بمروركم "من هنا" أخ محمد عبدالرحمن وآمل دوما أن تجد في هذا الخيط ما يفيد
(عدل بواسطة عبدالله عثمان on 10-02-2011, 04:41 PM) (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 10-03-2011, 03:25 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
في ذكرى الاستاذ محمود: سلام على يونس الدسوقي في العالمين!! .. بقلم: د. عمر القراي رجل فقير، نزيه، عف اللسان، حاضر الجنان، مستقيم الخلق، ينضح إباء وشمم، مثقف يدمن الاطلاع، ويطرب للحوار، في عينيه حزن دفين، تراه فلا تخطئ في ملامحه هموم الوطن ومعاناته، إذا حدثك وددت لو انه لا يصمت، وإذا انصت إليك تمنيت لو انه ينطق بكلمة!! كان جل وقته مقسم بين الجلوس، في كرسي قديم، داخل كشك ملئ بالكتب والمجلات والصحف، في وسط سوق مدينة كوستي في الستينات وأوائل السبعينات، وقد كتب عليه بطلاء باهت " مكتبة الفكر".. وبين المعتقل الذي ما يكاد يخرج منه، حتى يدخله من جديد، باعتباره من أهم قادة الحزب الشيوعي السوداني، في المدينة، بل وعلى نطاق السودان.. ثم الوقت الذي يقضيه في المحاضرات، والندوات، وجلسات الحوار، بمنزل صديقه الأستاذ محمود محمد طه، بحي المرابيع.. تلك باختصار كانت الحياة الثرة، التي عاشها العم يونس الدسوقي، والتي لم يمل تكرار الحديث عنها، حتى آخر أيامه..
لقد كان يونس الدسوقي مثقفاً عتيداً، تخرج من مدرسة الكادر، يناقش في الديالكتيك، والمادية التاريخية، والصراع الطبقي، ونظرية فائض القيمة، ويقرأ بنهم لكافة المدارس الفكرية والأدبية، ويحفظ نهج البلاغة، والمتنبئ، وابوتمام والبحتري، ومقاطع من الأدب العالمي، عن ظهر قلب!! ويحاور زبائن مكتبته في ما يشترون من كتب ومجلات وصحف..
أول مرة سمعت عن عم يونس الدسوقي، كانت من الاستاذ محمود.. قال (لما كنا في كوستي كان من ضمن الناس البزورونا، شيخ فلان "ذكر الاستاذ الاسم ولكني لا اذكره الآن".. وكان القاضي الشرعي، وامام الجامع الكبير، وبرضو اظنو المأذون.. يقعد معاي مرات ساعة أو ساعتين، ما يتكلم الا عن تأخر العلاوة، وكيف انو جماعتو في الشئون الدينية، منعوا عنو الترقية.. بعدين تلقاه يتكلم عن الغلاء، وزيادة سعر اللحم، والسكر وكدا.. بعد شوية يجي صاحبنا يونس الدسوقي، راجل اغبش، و شيوعي معروف، ودائماً يعتقل، أول ما يقعد أسالو عن حالته، طوالي يبدأ يتكلم عن وضع البلد، واخطاء سياسات حكومة ناس عبود.. وكيف الناس تعبانة والوضع في الجنوب متأزم.. وتشعر انو يتحسر على الفقراء، ويتألم لحالة المعدمين) ثم ابتسم الأستاذ وقال (رجل الدين مشغول بي علاوته، والشيوعي مشغول بحال الناس)!! قبل ان اقابل عم يونس في القاهرة، حيث استقر حين هجر السودان، حدثني الأخ د. صلاح الزين بان عم يونس، قابل مجموعة من المثقفين السودانيين، فنقد لهم، موقف المثقفين من محاكمة الاستاذ محمود واغتياله.. وحدثهم كيف ان الأستاذ حين واجه المحكمة، كان يعبر عن ضمير الشعب السوداني، ولم يكن يعبر عن فكرته، التي يختلفون معه حولها.. ولهذا لم يكن يستحق منهم هذا الخزلان.. ثم أخذ يحدثهم عن سيرة الاستاذ محمود حتى بكوا جميعاً!!
عندما زرت عم يونس الدسوقي، في الفندق الصغير، الذي كان يقيم فيه بالقرب من ميدان رمسيس، في وسط القاهرة، في منتصف التسعينات، وعرفته بنفسي بادرني قائلاً: وين جمعة حسن؟! أخبرته انه في أمدرمان. فقال: جمعة دا كان طالب في المدرسة الصناعية، في كوستي لما دخل معانا في الحزب الشيوعي.. وكان طاقة عجيبة، يمكن يساوي عشرة من زملاهو.. قام غاب عننا زي سنة كدا، لقيتو شايل كتب الجمهوريين يبيع فيها!! قلت ليهو: ياجمعة الحكاية شنو؟ مالك خليتنا وبقيت مع الجمهوريين؟! قال لي: يا عم يونس انا والله بحترمكم.. لكن اليقين الشفتو في عيون الاستاذ محمود، ما شوفتو في غيرو.. قلت ليهو: والله صدقت ياولدي، صدقت!!
دعوت العم يونس في شقتنا بحي النصر، وحضر عدد من الاصدقاء، وطلبوا منه ان يحدثهم عن حركة النضال الوطني، حين كان ناشطاً فيها، في الخمسينات والستينات.. فتحدث قليلاً عن نشأة مؤتمر الخريجيين، وبدايات الاحزاب السياسية، ومواجهة الحزب الشيوعي لنظام عبود.. ثم آثر ان يتحدث عن الموضوع، الذي يعشقه، ولا يمل الحديث فيه، وهو سيرة الاستاذ محمود فقال (محمود كان شغال في المشاريع، بتاعة النيل الابيض، هو مساح شاطر، لكن اشتهر اكثر، بانو برضو أمين، ودقيق، بصورة ما طبيعية.. الملاك كانو ما بدو غيرو شغل الا ما يلقوه..كان يقضي ثلاثة، اربعة شهور، في المشاريع، وبعدين يجي كوستي، كان يجيب معاه حصيلة عمله حوالي خمسة ألف جنيه!! ودا كان مبلغ خرافي.. اذا كان قاضي المديرية كانت ماهيته ثلاثين جنيه.. في غرفتو بتاعة بيتو الفي المرابيع، كان عندو تربيزة، بتاعة حديد يخت فيها القروش ديك كلها.. ومن الصباح للمسا الناس داخلين وما رقين.. نسوان ورجال ما عندهم شغلة بالندوة وللأ النقاش البكون داير.. كل واحد منهم، يوسوس مع محمود، فيقوم يأشر ليهو على التربيزة، يمشي يشيل المبلغ الطلبو ويمرق!! المسألة دي تستمر لغاية ما القروش تكمل.. لا عندو خزنة ولا جزلان!! الناس ديل، فيهم واحدين بكفرو محمود، ويسبوه في غيابو ولما يجي، يجوا يشيلو منو قروش!! مرة واحد كان حاضر الحكاية دي، خلى الراجل شال الفي النصيب ومرق.. قام قال لي الاستاذ محمود، الزول دا بقول عنك كلام ما كويس.. وكان داير يشرح، محمود قام وقفو طوالي، وقال ليهو: انا ما بهمني رأيو فيني شنو.. لكن بهمني رأيي أنا فيهو شنو.. ورأيي انو بستحق المساعدة!! يقولو ليك في كتب الأدب، فلان كان كالريح المرسلة، علىّ الطلاق محمود محمد طه، أجود من الريح المرسلة.. والمشاكل الكان بحلها لي ناس كوستي، والقرى الحولها، وعمال السكة حديد، يمين وزارة الشئون الاجتماعية ما تحلها!!
لقد كنا نحاول ان يستريح عم يونس من الكلام قليلاً، فنعطيه ماء أو شاي، ولكنه كان يرشف رشفة، ثم يواصل حديثه.. قال: مرة محمود جاني في المكتبة، وطلب مني كتاب ما بذّكر اسمو هسع.. لكن قال وهو دايرو، عشان يعرف منو اسم الفرعون، الكان مع سيدنا موسى.. اتصلت بي سودان بوكشوب في الخرطوم، ما وجدنا الكتاب.. قمت رسلت لي مكتبة في بيروت.. بعد أيام ارسلو الكتاب، عن طريق بنك باركليز، والجماعة اتصلو بي في المكتبة، عشان استلم الكتاب واسدد ثمنه، لكن التكلفة ما كانت عندي.. مر عليّ محمود كلمتو، برضو ما كان عندو.. وهي التكلفة كانت عشرة جنيه!! قلت لمحمود طيب نعمل كيف؟! قال: خلي البنك يرجعو!! بعد ما مشى، جاني القاضي المقيم، وكان الوقت داك عبد العزيز شدّو، حكيت ليهو القصة.. طوالي اتصل من تلفون الكشك بمدير البنك، وقال ليهو من المبلغ العندكم باسم القاضي المقيم، اخصم عشرة جنيه، وارسل الكتاب لمكتبة الفكر.. بكرة لما محمود جا قلت ليهو: بالله دي حالة دي.. لا أنا ولا إنت عندنا عشرة جنيه، والمغفلين ديل عندهم مئات الجنيهات، واشرت الى بعض التجار. فقال: ما كفاية عليهم انهم مغفلين، كمان دايرهم يكونوا فقرا!! مرة كنت مفلس حق قفة الملاح ما عندي، وقاعد في الكشك ما عارف اعمل شنو، قام جا محمود.. قلت ليهو: ياستاذ انا تعبت من الفقر أعمل شنو؟! قال لي: كلم الله. قلت ليهو أكلمو كيف، واقول ليهو شنو؟ قال لي: اطلع برا الكشك وارفع بصرك للسماء وقول " رب اني لما انزلت الي من خير فقير ".. وصمت عم يونس ثم أردف: يا سلام يا محمود!! وعاجل دمعة، طفرت رغماً عنه، من مؤخرة عينه، بمنديل كان يحمله في يده، ثم راح في صمت وقور. صمتنا كلنا لدقائق، حتى خرج عم يونس من حالة الحزن، التي احتلت مشاعره.. فسأله احد الحاضرين: وعملت كدا يا عم يونس؟! قال: والله ياولدي عملتها، أنا ما شيوعي؟ عملتها!! وكان ما محمود ما بعملها.. وفعلاً في نفس اليوم، جاتني بيعة كتب، وكراسات للضهاري، يمكن حصلت قريب الثلاثين جنيه!!
سأله احد الحاضرين: انت ياعم يونس اكتر حاجة عجبتك في الاستاذ محمود شنو؟! صمت للحظة، وكأنه يفكر بعمق، ثم قال: الخلاني موله بحب محمود، مقدرته غير العادية على اشعار كل انسان بي قيمتو الانسانية.. بعاملك على أساس انك حر، ويحترمك، مهما اختلفت معاه!! أنا ما كنت بفوت محاضرة، ولا ندوة، ولا حتى جلسة داخلية للجمهوريين.. وكان محمود يعرّفني، بقولو دا يونس الدسوقي صديقنا، وحتى مرة قالها في محاضرة عامة.. مع دا كلو، ما حصل محمود قال لي انت شيوعي ليه.. ولا حصل قال لي ابقى معانا جمهوري!! مرة واحد مولانا اسمو شيخ عبد الله، كان قاعد معانا، وقال لمحمود: يونس صاحبك دا ما عندو دين.. قام محمود قال لي: انت دينك شنو يا يونس؟! قلت ليهو: انا ديني حب البروليتاريا!! مولانا قال: أعوذ بالله، أعوذ بالله.. فقام محمود قال: الله دينو محبة الاحياء والاشياء.. الله خلق الوجود بالمحبة. مولانا قال: لا يا أستاذ.. الله خلق الوجود بقوله كن فيكون!! محمود قال ليهو: يعني بالإرادة يا مولانا؟!. شيخ عبد الله قال: أيوة. محمود قال ليهو: الشيخ العبيد ودبدر قال الإرادة ريدة، يعني محبة!! فسكت مولانا.
وواصل عم يونس: في واحد من اصحاب المشاريع، بعرف الاستاذ محمود حق المعرفة، وتعامل معاه كتير.. وكان يجي يكلمني عن اخلاقو ومعاملتو باعجاب شديد.. مشى الحج وجا بقى من جماعة الاخوان المسلمين!! يوم جاني في المكتبة قال لي: قالو صاحبك ما بصلي!! قلت ليهو: انت رأيك شنو في اخلاق محمود؟ قال لي: ما فيها كلام.. قلت ليهو: ومعاملتو للناس؟ قال لي: اصلو ما شفنا زول زيو.. قلت ليهو: طيب ياخي اذا كان الزول، ممكن يكون زي محمود دا بدون صلاة، وبدون دين، الدين لزومو شنو؟! قال لي: انت بتقول كدا عشان إنت شيوعي. قلت ليهو خليني أنا، النبي ذاتو ما قال الدين المعاملة؟ فسكت. لما نقلت النقاش دا لي محمود، قال لي: هم الناس ديل ما عندهم حاجة.. لكن انتو المثقفين، انسحبتو من ميدان الدين، وتركتوه ليهم يتحكمو فيهو.. وواصل عم يونس: انا مرة اعتقلت بواسطة البوليس السري، وختوني في سجن كوستي .. ونحنا معروف عندنا، لما واحد يعتقل، ما في زول بسأل عنو ولا يزورو، عشان ما ندي فرصة لأي اخذ معلومات.. يوم الشاويش قال لي عندك زيارة.. قلت يارب المغفل الزارني دا منو، يمكن يكون واحد من أهلنا الشايقية، جا من البلد، وما عارف الحاصل.. لما مشيت مكتب القمندان، لقيتو دا الأستاذ محمود!! قال لي: انا كنت في المشاريع، واول ما جيت كوستي، عرفت انك معتقل، قلت اشوفك. قلت ليهو: يا استاذ نحن ما دايرين زيارات، عشان البوليس السري، ما يقوم يدخلكم في مشكلة. ابتسم وقال: انت الخوف العندك دا، داير تنقلوا لي أنا؟! قلت ليهو: يا استاذ قالو من خاف سلم. ضحك وقال: هي سلم نفسها معناها شنو، غير السلامة من الخوف؟! ولما طلعت من المعتقل، بعد كم شهر، لقيت ناس البيت عاملين كرامة وضابحين، وعازمين الناس.. وانا عارف انهم ما عندهم حاجة.. قلت ليهم محمود محمد طه جاكم هنا؟! قالو: لا.. وانو القروش اداهم ليها واحد اسمو ابراهيم عبيد.. لما قابلتو بعد كم يوم في السوق، وسألتو، قال لي القروش، رسلها معاهو محمود من الرنك، وقال ليهو اديها أسرة يونس الدسوقي، ولما وصل صادف قبل يوم، من خروجي من المعتقل.. محمود ما بدي وبس بيدي في الوقت المناسب زي ما قال المتنبئ: ليس التعجب من مواهب ماله * بل من سلامتها الى أوقاتها قال لي عم يونس: ان شاء الله نرجع السودان، عشان اعرفك بي ناس، معرفتهم تطرب.. وذكر اسماء منها الاستاذ عبد الكريم ميرغني.. ورجع عم يونس الى السودان قبلي، وحين رجعت كان همي، ان اعرف مكان اقامته لازوره.. ولم يقدر الله لي لقاءه، فتوفى قبل ان اقابله.. لقد كان سر اعجابنا جميعاً، بالعم يونس الدسوقي، هو مقدرته الفائقة، على تحقيق قولة اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.. لقد كان باذلاً لنفسه من أجل الحزب، ومن أجل البلد، ولم يظفر بكلمة ثناء، أو اعانة على مصائب الدهر من كليهما.. عاش حر الرأي، شجاع الكلمة، شديد الانضباط في سلوكه العام، متعلقاً بالقمم السوامق من مكارم الاخلاق.. لقد كان انموذجاً رائداً للسوداني الأصيل، الذي يملؤه الوفاء شعوراً باقدار الرجال.. فسلام على يونس الدسوقي في العالمين..
[email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
أبوك أكبر رافض الأستاذ محمود لإبنته أسماء
عزيزي د. حيدر كل السلام (الا أن منظر الظلم شنيع ... الا أن منظر الظلم فظيع) كما قال الأستاذ محمود في خطبة جامع رفاعة موقدا شرارة الثورة "حادثة رفاعة" .. يواصل في ذات الخطبة (فمن رأى مظلوما لاينتصف من ظالمه ، ومن رأى ذليلا لاينتصر على مذلّه ، فلم تتحرك فيه نخوة الاسلام ، وشهامة الاسلام الى النصرة ، والمدافعة ، فليس له من الايمان ولاقلامة ظفر) يقيني أن ما أكتب الآن هو بسبيل من الإنتصاف للمظلومين، وأكبر من ظلم، ولا يزال مظلوما، هو الأستاذ محمود محمد طه، فبنشر جوانب من هذه السيرة باهرة الإضاءة لي رجاء أن أستنقذ نفسى ومن قد أستطيع "الناجي يأخذ بيد أخيه" .. فلعل "خواف أكثر بياضا من ق و ا د م" ولعل الله أن يهدي بها نفسي ومن تيسر لسواء السبيل وهذا عندي هو أول خطوات "الثورة الثقافية" التي ينادي بها الأستاذ محمود وبغيرها لا يكون تغيير وانما هي الفوضى تضرب أطنابها
دودح دودح دل!!!
(عدل بواسطة عبدالله عثمان on 10-02-2011, 12:26 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
"البيضة كان عندها اضنين الناس كان شالوها سوا" الأستاذ محمود لبدر الدين قباني
"العمو اب فلج" أخي بدر الدين عثمان سليمان قباني "ود الشويحات، زول أمير" ... أخو هدى سعيد بمرورك هنا وباشعارك لي بان لما أكتب قيمة - "ليت لي ازميل فدياس وروجا عبقرية" على قول صلاح أحمد ابراهيم - كان الأستاذ شديد الاعجاب بموهبة صلاح وعبقريته ... ليت لي تلك الروح العبقرية لأكتب عن الوالدة سعاد علي وكيف أناخت بكلكلها في رحاب الأستاذ .. أكتب عن نادر و"نوبات الشيخ الكباشي" تعلّق في منزلكم العامر المعبق بأريج الذكر .. والفكر .. ذكر من نهوى .. الأستاذ محمود محمد طه ... كم أفتقد نادر .. تحياتي له ولصالح (لسلوى ولنهلة كذلك) .. ليت لي روحا عبقريا لأكتب عن أحمد أسيد وعن الفاضل التوم وأحمد بكر وحسن عبدالحفيظ وحسان ونعمات شوربجي والأمين وشيخ عبدالرحيم وبقية العقد الفريد محمد علي عبدالرحمن وآل العتيبي والقائمة تطول وتطول فالعتبى لكل من لم نذكر .. لا أزال أذكر والدكم هائما في دار ريا يشنف آذاننا بوجد له وجيب "بائخا" كما العطر الفواح من قلب صاف الى قلوب أخرى صافية نتساقى "خمر العشق" في تلكم الحان - داركم العامر بحي أمير - الأبيض، نتمايل معه طربا ونردد
خمرتي من كرم عشقي جمعتني بعد فرق يا لنضر الله تلك الأيام - يا ريت تبعث لي بصورة للأخ محمد علي المليح - لا أزال أذكر كم كنت تشجيني وأنت تحكي لي - الكلام الدقاق داك في حضرة الأستاذ محمود وأنت "خادم الحضرة" حينها فألح عليك في تسجيل تلك الدرر ... كم كنا سعداء، ولا نزال يا عمو اب فلج "زور لي" السيدة خديجة كما تفعل دائما وأسألها لي ما وسعك السؤال فهم قوم قد قال فيهم شاعرنا
من جآء يسألكم ما شاء يؤتاه ومن استغاث بكم لأجابه الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
تبكى إذا ذكرت عهودا بالحمى بمدامع تهمى ولم تتقطّع
وتظل ساجعة على الدمن التى درست بتكرار الرياح الأربع الشيخ الرئيس ابن سيناء
تشكر يا عزيزي محمد ميرغني شاطر على - المجيء مرة أخرى لهذا المورد وأرجو لك ان تجده موردا صافيا لا كدر فيه وأنا ممتن لتشجيعك لي على الوقوف بهذه الديار "ديار سلمى" نقبل ذا الجدار وذا الجدار ... طالعت هذا الصباح جزءا من القصيدة عاليه وجزء من ترجمة لها باللغة الإنجليزية فوددت أن "أستحضر" في هذه "الحضرة" روح هو حاضر دائم لأنه مليء بعشق الأستاذ محمود ومن أمتلأ بعشقه فلا يغيب .. روح الأخ الدكتور محمد يحيى حسين الشرفى من أبكار تلاميذ الأستاذ محمود محمد طه اذ هو الذي قام بترجمة هذه القصيدة الى اللغة الإنجليزية ولد د. محمد يحيي لأب يمني (إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن) وأم سودانية ... طبيب خريج طب الخرطوم وتخصص في الامراض النفسية وكان له مستشفى خاص ضخم بمدينة صنعاء.. أقامه بعد أن أن استقال باكرا من منصبه كوزير للصحة في حكومة الرئيس علي عبدالله صالح .. وهو محب للسودان و للأخوان ويقدم لهم الخدمات باليمنكان من "الغرباء" الذين داروا في فلك الأستاذ محمود محمدطه ولا يزال هائما بحبه حتى رحل عن دنيانا هذه الى عوالم أرحب ذات سعة فطوبى له في الدور كلها كان راحلنا مولعا بالأدب ولعل ذلك ما ساقه لرحاب الأستاذ محمود محمد طه فوجد فيها غير الأدب الكثير وإن كان الأدب وحده قد يكفي ومن أوتي الأدب فقد أوتي خيرا كثيرا .. عرفت مجلس العاصمة ولياليها الأدبية الراحل د. محمد يحي وقد كتب عنه الكثير في الصحف والأسافير غير أن الناس - معظم - الناس قد تجاهلوا عمدا أو سهوا كون الراحل هو "غرس" الأستاذ محمود محمد طه .. ولكن لا بأس فهذا لا يفعل أكثر مما يؤكد الحديث النبوي الكريم عن هؤلاء الغرباء (لا يجدون على الخير أعوانا) تشكر يا عزيزي محمد ميرغني شاطر وسأكتب من باب التعلق والمحبة عن:
قالوا الحجيج قطع قاصد نور البقع قلبي زاد وجع حماني القيد منع
(عدل بواسطة عبدالله عثمان on 10-11-2011, 01:28 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
هذا حديث يلذ سماعه
لازلت ماخوذا ب (معلقة) الاستاذ عبد الله الطيب فى تمجيد ذكرى الاستاذ (شجانى مصابه محمودا) التى الفها قبل اندحار نظام السفاح و هو فى المغرب و لاشط انها شجاعة منقطعة النظير من ابن المجاذيب فى ظل سطوة الهوس الدينى ايامهاخصوصا و هو من المعدودين زورا من (التقليديين) و للاسف فقد قصر الادب و الفن ايضا فى تخليد وقفة الاستاذ الاسطورية امام تلك المنصة (او ربما كنت انا المقصر فى التقصى) شكرا استاذ عبد الله فقد رسمت لنا صورة من قريب لعوالم الاستاذ و اشعر ان معرفتى به بعد كتابتك هذه سوف تكون مختلفة عما سبقها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عوض محمد احمد)
|
كل الشكر أخي د. عوض محمد أحمد على المرور "في الحتة دي" ... في حضرة الأستاذ سعيد الطيب شايب، أكبر تلاميذ الأستاذ محمود، سعدنا كثيرا بلقيا شقيقكم د. علي محمد أحمد الشكر لك على كلماتك الطيبة وأحيي معك سليلا الدوحة المجذوبية: عبدالله الطيب ومحمد المهدي المجذوب .. المجذوب أيضا كان رفيقا للأستاذ وتلميذا له .. حكى لي الأستاذ سعيد الطيب شايب مشهدا للمجذوب - قبيل رحيله - يرفع العمامة عن رأس الأستاذ مقبلا له قائلا (أنت ابن مريم فينا) وقد خلد مثل هذا "الوجد" في عديد قصائده عن الأستاذ المنشورة في موقع الفكرة www.alfikra.org (سنكتب عن المجذوب) أما عبدالله الطيب فاعجابه بالأستاذ لا تحده حدود ولا يبالي من المجاهرة بذلك كما يفعل الكثير من المثقفين وعبارتهم حمالة الأوجه (مع اختلافي مع الأستاذ محمود) .. شجاعة بروفسير عبدالله هذه أوجدت عليه جموع الفقهاء والسلفيين ولا تزال توجدهم عليه .. هاجموه كثيرا في خطبهم وصحفهم بسبب هذه القصيدة ولكن "الوعل" لم يزد على أن أدمى قرنه!! آخر من حاول النيل من هذه القمة الشماء أحدهم يدعى سيف الدين عبد الحميد فى كتب له بعنوان (مقالات في الأدب والسياسة).. وقد حاول محاولة ضعيفة لوصف تلك القصيدة العصماء بالضعف وأنى له ذلك في الوصلة أدناه من صحيفة الصحافة تجد عرضا لتلك المحاولة الباهتة
http://www.alsahafa.sd/details.php?articleid=931
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
Quote: ... في حضرة الأستاذ سعيد الطيب شايب، أكبر تلاميذ الأستاذ محمود، سعدنا كثيرا بلقيا شقيقكم د. علي محمد أحمد |
شكرا اخى عبد الله و انا ايضا ذهبت معه لزيارة استاذ سعيد اكثر من مرة عند حضورى الى مدبنة السنى و كان اخى يكن ودا و محبة شديدة لاستاذ سعيد و لا اذكر انه حزن لوفاة احد مثل حزنه عليه
بالنسبة لمعلقة سليل دوحة المجاذيب فلا شك عندى ان ضغوطا مكثفة قد مورست علبه لابداء ضرب من التبرؤ منها لكنه ظل صامدا محققا مقولة كان يرددها الاستاذ دالى كثبرا: ان الصوفى الحقيقى لا يمكن ان يعادى الفكرة الجمهورية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عوض محمد احمد)
|
Quote: عزيزي مامون ود أمنا سكينة ... أمر مشاركة والدتكم فى عزاء الفنان الراحل زيدان ابراهيم - وهي ذات الستة وسبعين خريفا - ذات السن التى اعتلى فيها أباك الأستاذ محمود تلك المنصة بابتسامته التي تحدث عنها العالم ... مشاركة والدتكم الوجدانية تلك التي أبكت أسماء الجنيد وأبكتنا هي هي العاطفة الإنسانية التي قال عنها الأستاذ محمود (اسمى ما في الوجود) فطوبى للوالدة وطوبى لزيدان يحكي أستاذ سعيد "بطريقتو ديك": الأستاذ بلغو أنو ابراهيم الكاشف راقد في مستشفي الخرطوم .. قال "كدة!! .. نزوروا .. الكاشف دة عندو حق على كل سوداني .." ويواصل .. طوالي لفينا عممنا ومشينا زرناه ... أستاذ سعيد الطيب شايب نفسه زارته مرة واحدة من الأخوات قادمة من زيارة لأسمرا .. سألها هل زرتى سرور ... لم تدر الأخت من سرور فتسآءلت: سرور دة منو يا أستاذ: فأجابها (بسّّ!! "بكسر السين" .. سرور دة الفنان العظيم الحاج محمد أحمد سرور ... مدفون هناك) |
با إلهي ! .... عزيزي وأستاذي عبدالله ،، وأنا لايسعني إلا أن أبكى أكثر على الأستاذ ، الذي ألّفَ بيننا وبين الفنون والفنانين ! بينما كان أغلب رجالات الدين يعتبرونهم صعاليك ودعاة ضلال ، ضالين ومضلين !
فلله درهم !
أمي سكينة تغريكم السلام !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
في العام 1975 بعث الفاضل شايب إلى القاهرة في مهمة تدريبية لأربعة أشهر وبرفقة عدد من زملائه..حين قدم إلى الخرطوم لوداع الأستاذ قال له الأستاذ: توفيت الفنانة أم كلثوم ويتم تشييعها غداً ..ونريدك أن تمثل الجمهوريين في تشييعها..ُفقد كانت امرأة صالحة وأوصاه بما يقول لها كما أوصاه بزيارة السيد الحسين..يقول الفاضل حين نزلت القاهرة استقبلنا من قبل الجهة المدربة ورحلنا إلى فندق ريثما نحصل على شقة مناسبة..وكان همي تنفيذ وصية الأستاذ في المشاركة في التشييع وتبليغها ما حُمِّلت من رسالة..في صباح اليوم المشهود ونحن في طريقنا لترتيب أمورنا السكنية وبالقرب من مجلس الشعب المجاور لميدان التحرير وبالقرب من مجمع الجوازات فوجئت بحشود ضخمة وبالاستفسار علمت أنه موكب تشييع الفنانة الراحلة أم كلثوم (علامة الإذن التيسير) وكنت مهندماً ببدلة كاملة فانخرطت خلسة بعد الصف الثاني في الموكب وخلفي مباشرة جثمان الراحلة في طريقه إلى جامع عمر مكرم بميدان التحرير للصلاة عليه ..بدأت مبكراً في توجيه رسالتي للراحلة: "السلام عليكِ يا أم كلثوم أنا ممثل للدعوة الاسلامية الجديدة التي يرعاها الأستاذ محمود محمد طه في السودان للمساهمة في تشييعك إلى مثواك الأخير باسم هذه الدعوة وأريد أن أحييك لمساهمتك المقدرة للسمو بالفن ورفعه إلى درجة عالية ..ولقد كنت خير سفيرة لفنك ومثلتيه خير تمثيل ..ونحن في السودان فخورون بك وبتمثيلك للفن العربي وكنت خير ممثل له في العالمين العربي والعالمي..وكنت مثلاً للأخلاق الحميدة الدينية والأخلاقية ومثلت الفن خير تمثيل..ونرجو الله أن يتقبلك القبول الحسن الذي يليق بك.."..بعدأيام زرت السيد الحسين وكان كالعادة مزدحماً بالخلق من كل حدب وصوب..دخلت إلى الضريح وبدأت في سرد رسالتي:"السلام عليكم آل البيت أنا ممثل الدعوة الاسلامية الجديدة في السودان التي يرعاها الأستاذ محمود محمد طه نرجو يا آل البيت أن ترشدونا وتؤيدونا إن كانت هذه الدعوة على الحق وأن تردوني إلى أهلي سالماً غانماً..كان من حولي يحملونني أمامهم ويدفعونني دفعاً وبعد برهة أمسك بيدي أحد خادمي المقام ووجهني للجلوس على أحد الكراسي..اتصلت بسعيد شايب وأبلغته باتمام مهمتي..حين رجوعي إلى الأستاذ استقبلني وقال لي: زياراتك الاتنين قُبلن.." الفاضل شايب الاثنين 5/7/2010
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
Quote: ولأمنا سكينة آلآف التحايا فطالما أعجبتكم أخي مامون قصص الفنانين فسآتيك منها بنبأ ... كان ممن دار في فلك الأستاذ محمود جاركم الفنان التوم عبدالجليل (تعلق بأحباب آمنة فغنى لآمنة) .. أما الفنان رمضان حسن فقد قال لي الأستاذ عبداللطيف عمر أنه ظل يحتفظ بقصاصة صحيفة يحوم بها على مجالس الخرطوم، قصاصة الصحيفة كتب الأستاذ محمود فيها مقالا عن السودان والحضارة .. ختمه الأستاذ بـ (حيّا الله السودان.. حيّا الله الحضارة وحيّا الله الفنان رمضان حسن) قال أن رمضانا طفق يطوف بها على المرابع قائلا (شوفو الراجل العظيم دة كتب عني شنو) يحكى لنا أيضا عن اعجاب الأستاذ محمود بصوت الفنان محمد الأمين أنه سمعه مرة وقال لهم ما معناه هل يشكو من شيء؟؟ فقيل له نعم!! بصره.. قال واضح معوّض (في صوته يعني) .. أما وقد سمع بادي محمد الطيب ذات ليلة فسأل عنه فقيل هذا بادي.. قال ما قالوا ما بجي زول بعد سرور تاني!!! قالت لي أسماء على ما أعتقد أن الأستاذ كان مهتما جدا بالبلابل كظاهرة تدل على بروز عهد جديد آن للمرأة فيه ما لم يكن متاحا قبلا فضلا من الله ومنة حكى أحمد العجب أن قد كان مع الأستاذ فجآءت أغنية حماسة في الراديو فالتفت اليه الأستاذ قائلا (يا جنى ما تاخدلك عرضة)!! للفنان عبدالرحمن بلاص مقالة كاملة بعنوان (عندما غنيت في منزل الأستاذ محمود محمد طه) .. كان الأستاذ قد سأله (ما عندك وامغستي رحل تلوت الليل) فلم تكن عنده ولكن غنى غيرها - سأثبت المقال لاحقا أستأذنه الصادق شيخ الدين جبريل في دراسة الموسيقى فقال له ما معناه نحنا زمان كنا بنقول ابرة السالك ما بتشيل خيتين لكن الآن كل الدروب بقت توصل لي الله!! صادق الآن موسيقارا عالميا في أوربا استشهد الأستاذ مرارا بأبيات من الغناء المتداول في السودان مثل "من تعاطى المكروه عمدا غير شك يتعاطى الحرام" كتب أيدي ثوماس عنه أنه كان يستمع أحيانا لأم كلثوم بأدناه صورة قلمية كتبها الأستاذ الفاضل الطيب شايب عن مشاركته باسم الجمهوريين في تشييع أم كلثوم |
الله الله الله الله ياسلام !
أنا ذاتي قلت كده ! يا تُرى ما سر قشعريرة بدني واندياحي ورحيلي وشعوري بى الله في وسط المزازيق ؟!!!
الله حي .. الله حي !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عوض محمد احمد)
|
شكرا مرة وأخرى د. عوض على المرور وعل ذكر السعيد فأولئك أهل ودي وكان يردد هو دائما - قاصدا محبوبه الأستاذ محمود (يا أهل ودي ومن نادكمو يا أهل ودي قد كفي) ثم يختمها بـ "الله للأشول" فقد كان أشولا مثل كثير من عظماء البشرية ومنهم صديقه الأمير صديق منزل وآمل أن أحكي عنه .. أهديك ما كتب عنه عفيفي اسماعيل اذ هي الحال التي رأيت عندما طافت رائحة صندل مهيمن تأكد بأن سعيد الشائب قريباً منه بدائرته المغنطيسية الصندلية التي تسبقه مجيئه دائماً، ولمحه هناك يضع يده علي اذنه اليمني كي يسمع بالآخري جيدة، ويتحدث بلا أسلاك مع شخصاً آخر في زمان آخر، متفقداً احوال الأخوان قارة، قارة! لذكر "السعيد" في حان صاحب الحان سأعود وأعود .. ولك التجلة مجددا د. عوض محمد أحمد (بالمناسبة كنا نزور وبطلب من السعيد الراحل د. عوض "محمد أحمد" برضو "القون" هنا في واشنطون له الرحمة
http://sudanyat.org/forum/viewtopic.php?p=230...79f3958e43a1d3ed16a4
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
كان الأستاذ يملي علينا أحياناً ما يود كتابته ، ثم يراجع ما أملاه علينا قبل الطباعة . أتيحت لي مرة فرصة الكتابة عنه ، إملاءاً ، في غرفته الشريفة . وفي فترة الراحة ، بين كتابة واخري ، ذكرت له ما كتبت مجلة تايم الأمريكية ، وكنت مولعاً بقراءتها ، عن وضع المرأة الروسية في ظل النظام السوفيتي سابقاً ، وكيف أنها كانت ممتهنة لدرجة أن أعمال النظافة للشوارع كانت تمنح فقط للنساء اللاتي تجاوزن سن الستين . وذكرت أن المجلة أوردت نكتة مفادها أن إحدي الشابات تقدمت بطلب وظيفة لدي مكتب العمل ، فكان نصيبها نظافة الشوارع ، إلا أن الشابة تقدمت بإحتجاج للسلطات بدعوي أنها لم تبلغ بعد سن الستين . لم يبتسم الأستاذ ، بل قال بحزم ، ما معناه ، أن هذه مجرد دعاية غربية معادية . كان ذلك والعداء للشيوعية في قمته في العالم الغربي والإسلامي ، لكن الأستاذ حفظ للشيوعية فضيلة الرعاية المادية للمرأة علي قدم المساواة مع الرجل ، مع علمه التام بعيوب الماركسية علي الصعيد الفلسفي . الرسالة التي بلغتني في تلك الجلسة ، أن لا هزل في أمر الفكر ، فالموضوع كله جد في جد ، وأن " أقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان " . سيف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
الاخ عبد الله عثمان
صباح الخير بميقات الساحل الشرقي لامريكا
دخلت للبوست وتشبه لي دخلتي لصالون الاستاذ او غرفة استاذ سعيد
ذات الالتلاتة سراير وكرسي تجلس عليه الراحله المقيمه غفاف طه وكرسي استاذ جلال مواجه لاستاذ سعيد وكراسي اخري وبرش لبقية الاخوان
وغرفة صغيره لكنها كبيرة في كل بما تخرج منه وانت داخل وخارج صورة الاستاذ محمود خلف سرير استاذ سعيد رحمه الله
اتمني ان تسال شداد عن التشكيلي عادل كبيده ووالده كان زميل للاستاذ في جبيت
ايضا يا ريت تحكي قول المهندس المرحوم حسن بابكر وهو زميل للاستاذ وكانت ديارهم بسنار منزلة للاستاذ
كذلك العودة لاستاذ يونس الدسوقي الذي يحكي عن الاستاذ باكيا من الحب والفرح ويعتبر ان دمه معلق في رقبة كل اهل السودان
وايضا اتمني الاتصال بالبروف فاروق محمد ابراهيم له قول وحكي طيب عن ابوي الاستاذ واعتقد انه قال ان الاستاذ ساله ان تفتح نقاشات
عن الماركسية والاسلام وهذا في ستينات القرن الماضي ..
عموما ارفع البوست لمزيد من القراءة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: Sabri Elshareef)
|
تسلم يا عزيزي صبري على المرور والتذكير بكل أولئك وآمل أن ألبي طلباتك ولكن هذا الأمر، عندي كبير كبير، لا يمكن الإحاطة به .. وتلك المجالس البسيطة التي ذكرت يا أخ صبري، بساطتها هذه هي لب الأمر كله .. ولكن مع تلك البساطة من شمّوا شميمها لا يملك الفرد منهم الا أن يصبح حاله ذاك الذي قيل عنه (صبح مبسوط ناكر أهلو) .. أعني يا صبري في التقصي والكتابة والتاريخ يسجل هكذا من أفواه من عاشوه بمناسبة البساطة أحكي لك القصة التالية نقلا عن أحينا سيف الدين ابراهيم محمود (من ود مدني) والذي رحل عن عالمنا منذ حين في روما - على رياضه الغر شآبيب الرحمة ونفعنا الله بجاه- سأحكي لك عن سيف وبعدها عن كثيرين جاءوا لهذا الأمر للزيارة "فقط" ثم أناخت نوقهم فيه: يقول سيف الدين: كنت في وفد مع الأستاذ والأخوان ، بالقضارف في أوائل السبعينيات تقريباً . كانت منزلتي مع الأستاذ ، وبعض الأخوان ، بمنزل الأخ عبدالقادر جادالله .. في اليوم التالي ، جمعنا الملابس وحملناها للغسال . وعند إرجاعها بعد الغسيل ، كان علي توزيعها لأصحابها . الجلاليب كلها بيضاء ومتشابهة ولا توجد أي علامة للتمييز . بدأت بالأستاذ ، وحملت إليه ما كنت أظنها جلابيته ، مطبقة بعناية . نشرها الأستاذ وفحصها عند المعصم ( الكفة ) قبل أن يلبسها ، ثم ردها لي بلطف قائلاً :- دي ما جلابتي . جلابتي متآكلة عند الكفة . بالمراجعة ، وجدنا فعلاً أن هناك جلابية واحدة فقط بهذا الوصف ، وهي جلابية الأستاذ . يعني نحن كنا نقدل ساكت بالجلاليب السمحة ، والأستاذ جلابيتو قديمة ومهرودة عند الكفة . غايتو جنس حال . سيف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
قصة "الغسال" دي يا صبري ذكرتني لطيفة أحكيها .. لما كنا أطفال في كوستي نسمع بأنو الجزيرة أبا - على عهد المرحوم الهادي - ما فيها بزول بسف تمباك .. قيل لنا مرة في ضيف جاها شافوهو سافي قادوهو لغاية برة الجاسر عشان يتخلص منها هناك .. فيما بعد قرأت رأي المهدي في "التنباك" - هذا من ناحية الدين طبعا - لكن في السياسة لعل بعض أثرياء حزب الأمة في دارفور من تجاره - المهم لما جيت لسوح الأستاذ سمعت الكثير الذي ينفر من تعاطي "التنباك" مما حكي لي أن الأستاذ لا يحبذ أن يودو الهدوم للغسال لأنو كتير من الغسالين ببخو الهدوم بأفواه تتعاطى "التنباك" ...... لهذه الدرجة!!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
سأحكي الفينة بعد الفينة - يا صبري - عن بعض ممن داروا في هذا الفلك .. أول مشاهدتهم للأستاذ محمود ... كيف كان حالهم وهكذا ... أبدأ بقصة الأخت جواهر عبدالرحيم الحسن فهذه القصة - لبساطتها الآسرة - البساطة الواردة أعلاه - تشدني بصورة غريبة: فأليها "بتصرف لا يفسد": كان ذلك عام 1976 حينما جئت محولة لمستشفى العيون بالخرطوم ، وكانت منزلتنا فى بيت عمتنا أم الخير ( رحمها الله وقد كانت جمهورية بطبعها وكرمها ) وهى والدة الأخ : الحاج فتح الرحمن والذى يعرفه كثير من الأخوان الجمهوريين . أتذكرأنني وجدت عنده كتاب ( لقاء إذاعي) واذكر أن لونه كان أصفرا ، فقرأته ... وجدت على الغلاف رقم تلفون الأستاذ ، وانا قبلها ، كنت قرأت كثيرا من الكتب ، وسألت كثيراً الوفود التي كانت تطوف بالمدارس في الإجازات والتى أتت لمنطقتنا ( كريمة ) ... اقول قرأت ولا أقول فهمت ... بل فهمت ان هذا الرجل مختلف بكل المقاييس عن رجال الدين. عنما قررت أن أذهب للأستاذ ، رايت أن أتصل تلفونيا ، علّي احظى بندوة او محاضرة للأٍستاذ ، وجاء الخط من أول محاولة: - ألو ... - مرحبا هنا محمود ... - لم اصدق أن القى الاستاذ بهذه السهولة - والله انا عايزة الأستاذ شخصياً ... - انا الأستاذ محمود شخصياً ... - وانا جواهر عبد الرحيم معلمة بالشمالية (فى فرح شديد) ... - ولكن ناس الشمالية ما عندهم اجازات الأيام دي ! - أنا جاية في إجازة مرضية و أريد ان أعرف إذا كانت لديك محاضرة بالعاصمة ؟ - في شيء أحسن من المحاضرة...عندنا الأيام دي مؤتمر و ممكن تجي البيت .. - والله يا أستاذ أحسن توصف لي البيت .. - بتعرفي أمدرمان كويس ؟ - والله من بحري بعرف أجي المحطه الوسطي أمدرمان ... - أركبي الثوره بالنص ..البص دا بيمر بشارع كرري ...لمن تجي الثوره الحاره الأولي أنزلي في محطه شندي ...بتلقي إجزخانه المهديه علي يمينك و جامع الختميه علي يسارك ...أمسكي الشارع و عدي ..أعمده التلفون ... نمره 8 دا بتلقيهوا في وسط الكوشة ...دا قدام بيتي ...( أو كما قال ) ... ...... وطرقت باب النساء ..الباب الصغير ..فجاءت بنت ملائكية الملامح ، رحبت بنا بأدب ، كما إخوانها ...وقلت لها : عايزين نقابل الأستاذ ... قالت : تفضلوا سوف أناديهوا ليكم ...(تناديهوا لينا !!!) لا أحسن نمشي ليهوا نحن ...فانطلقت الأخت صوب الصالون ....و مشينا خلفها ..و قبل أن نصل باب غرفه الأستاذ ..جاءنا الرجل مهرولاً ...يجر ثيابه من علي الارض ...لم أفكر في هذه اللحظه ...كيف يسلم الناس علي العظماء ...(فقلدته) بحرارة ، بطريقتي القرويه ...أخذني من يدي و أدخلني غرفته الشريفه و أجلسني علي الكرسي و جلس علي العنقريب و سألني عن أهلي و حالي ...وأنا مأخوذة بعظمه هذا الرجل العظيم فى فكره ، البسيط فى مظهره و تواضعه الجم ...و بعد مدة...إنتبهت أني لم أخلع حذائي عند الباب ...و تأسفت لسوء أدبي ولكن الأستاذ هون علي بكلمات لطيفات ...لا أذكر النص ... واستمرت الجلسة وأذكر أن الأخت سلمي مجذوب تحدثت عن إنطباعاتها و ردودها علي المعارضين أثناء الحملة ... فقلت للأستاذ .. أنا عاوزه اكون زي البنات ديل ..و عاوزه أتكلم زيهم وأردفت : ( في اي اشتراكات ؟؟) أنا عاوزه أكون جمهوريه .... فأخذ الأاستاذ كتاب طريق محمد و كتب عليه إهداء : ( بنتي العزيزه جواهر عبد الرحيم ...جعلها الله من ربات البصائر و الابصار ...1/1/ 1976 ) وقال لي : اذا قرأت هذا الكتاب ..و طبقتيه ، في أي مكان ، أنت جمهوريه ...(أو كما قال) ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
يحكي عمر ابو القاسم حامد "بتصرف لا يفسد": على ما اذكر ونحن فى الجامعة بعد احداث اغتيال الغالى عبد الحكم سنة 1980 ـ 1981 م .... وفى يوم ما وانا من داخلية " النشر " كنت متجه ناحية البوفيه وسط البركس لزوم الشاى .. وقبل ما اصل البوفيه ومن الناحية الأخرى ظهر لى زميلنا الطالب " ارباب " من اولاد المسيد ، وكان يصيح ناحيتى بصوت عالى يقول لى " يا عمر هيا معنا ، نحن ذاهبين الى محمود محمد طه .. نحن ذاهبين الآن مع الطيب حسن " بالعربة البرنسة " .. قلت له الآن انا ما جاهز ما استحميت .. قال هيا ياخى بلاش حمام .. وعلى طول ركبنا العربة البرنسة وكان معى 6 من زملائى دفعة اقتصاد منهم : بانقا سالم " أول دفعتنا .. عربى حسانى كان فى الغالب نتيجته دائما Six A " + الحاج وراق + الزين الصادق " فى امريكا حاليا " + ارباب " فى فرنسا حاليا " واثنين آخرين لا اذكرهم .. و عندما وصلنا بيت الأستاذ من بعيد شايفين الذكر .. ذكر الجمعة معلق فى السماء .. وقفنا كلنا فى حلقة الذكر الجماعة مشدودين شدة عجيبة .. والأستاذ محمود شاخص البصر يتحرك بثبات وسط الحلقة .. مع المغرب الأستاذ وقف الذكر وقال الله يحفظكم .. بعد المغرب الأستاذ قال ضيوفنا ابناء الجامعة يتفضلوا على الصالون .. دخلنا الصالون وجدناه مليان كله اخوان واخوات .. بحثنا عن دالى وجدناه جالس فى الأرض بادب كبير زى الحوار مقابل الأستاذ محمود " جلوس دالى فى الأرض وهو بارك على رجل واحده ترك انطباع جميل فى نفوسنا انو الناس ديل مجلسهم مجلس ادب .. بالرغم ان دالى فى الجامعة ملىء السمع والبصر one manshow " .. وبعد ان اكرمونا بالبلح والليمون .. قال الأستاذ نحن نرحب ومسرورين بابناءنا طلاب جامعة الخرطوم ونحن على استعداد للأجابة على اسئلتهم ان كان فى اذهانهم شىء .. الجماعة الذين انا حضرت معهم صمتوا حوالى 3 دقائق ما فى كلام .. حتى الحاج وراق كان عنده سؤال قال عاوز يسأله لم يسأله .. هو قال عاوز يسأل عن ال " ك " فى الآية " ليس كمثله شىء " .. عشان نطلع من حرج الصمت " انا فى سرى قلت معقولة زى ما حاول يحرضنا ويشجعنا الأستاذ كما فهمت " معقولة ليس فى اذهاننا شىء ! " .. انا قمت طوالى كونت اسئلة من ذاكرتى بتاعة الأركان ورفعت يدى .. الأستاذ محمود اعطانى اول فرصة وسألته سؤال مكون من ثلاثة اسئلة هى : * يا استاذ بعد العشرة المبشرين بالجنة ابوبكر + عمر الخ هل هنالك ممكن يجو ناس اكبر منهم من ناحية المقام فى الدين ؟ * يا ستاذ عاوزين شرح مفصل لمسألة النفوس السبعة + درجات الأسلام السبعة " السلم السباعى " ؟ * هل الذكر غير " الذكر الجهر " توجد انواع اخرى للذكر ؟ رد لى الأستاذ تلك الأسئلة فى مدة حوالى نصف ساعة بالتفصيل والشرح الكامل والمقنع وكل شىء بالدليل من القراءن والحديث .. اندهشنا جميعا لمقدرة الأستاذ وحفظه الشامل وتمكنه من الأستدلال لكل شىء من القراءن . اوضح لنا ان انواع الذكر كثيرة لكن منها : ذكر الجهر + ذكر السر + ذكر سر السر " واعطى لكل نوع دليل من القراءن " .. " ودا علم اول مره نحن نسمع به " على اى حال طلعنا من الجلسة مع الأستاذ وعرفنا حقيقة علمنا " رؤوسنا فاضية فارغة " ! وطبعا دى هى محصلة ما درسناه من علم ظاهر وهو ذاتو ناقص " من آدب + اقتصاد الخ " .. عموما الأستاذ وصانا بالقراءن .. قال اوصيكم اقبلوا على القراءن .. اقرأوه .. تدبروا معانيه .. تفكروا فيه .. ثم ودعنا وودعناه .. وعرفنا ان الجامعة هى مش مظاهر بل هى محتوى وقيمة .. ةICQAIM
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
تسلم يا عزيزي مامون .. مقدرين مروركم .. فأمر الأستاذ كله موسيقى وفي حضرته (لنا الألحان قد رقت وراق الجنك والطنبور) ... أنتم أهل أم درمان أكثر من غنى في هذا الوطن ولهذا الوطن الذي أزداد عشقنا له ولأم درمان بعدما كلفنا لرحاب الأستاذ محمود تحية لأهل أم درمان أضع هنا جزءا من رسالة وصلتني من الأخ العزيز د. محمد صادق جعفر بدري عن الخارطة التي وضعتها أعلاه: يا خوي أن المنزل لناس الحارث وابنهم الدكتور محجوب الحارث حمد والبيت القبله لناس عكاشة وابنهم الدكتور محمد عكاشة وأخواته الطبيبات بالامارات وطبعا الحوش الذي يمتد من بعد بيت أزهري لنهاية الشارع كان ومازال يسمى حوش بدري (جدنا) ومايزال بعض أهلنا في نفس البيوت بوضعها القديم والبعض عدل فيها لتصبح من عدة طوابق كحاجه كاشف والبعض هجر المنطقة لمشاكل المياه الجوفية التي مازالت تؤرق سكان الحي مع تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
وطالما أننا لا نزال في أم درمان، فقد سبق وأن ذكرت أن الأستاذ قد زار الكثير من الأمدرمانيين في منازلهم، ذكرت من قبل زيارته للسيد الحسن الأدريسي في داره، والآن فلندع الشاعر عبدالقادر الكتيابي يحدثنا عن زيارة الأستاذ لجده الشيخ يوسف بشير والد "الصوفي المعذب" تجاني: ذات نهار رمضاني ـ زار الأستاذ محمود رحمه الله ـ بيتنا للقاء بجدي الشيخ يوسف بشير الإمام ـ والد العبقري التيجاني ـ و هو من كبار رجالات الطريقة التيجانية العارفين ـ كنا نقوم على خدمة جدنا وهو في التسعين من عمره أنا وأخي ( ابن خالتي الشاعر صديق مجتبى ) ـ حيث أدخلنا الضيف ومن معه إلى غرفة جدي وسمعنا ما دار ـ واجتهدنا في استيعابه ـ كما عودتنا كثرة زيارات الباحثين والدارسين في شعر وحياة التيجاني الذين كنا نستقبلهم باستمرار ـ سمعناه وهو يلقي أبياتأ من قصيدة الصوفي المعذب في تلذذ وإعجاب وسمعناه وهو يتحدث عن علاقة الفكر الأدبي للتيجاني بالإشراقيين ـ إخوان الصفا ـ و السهروردي وأصحابه ثم سأل عن كتاب ويبدو أن جدي كان متعجبا شاكا في صحة الذي يشاع عن الرجل من فساد العقيدة لمعرفة سابقة به ـ فلقد أمرني بأن أحضر له ماء ـ ونحن في نهار رمضان ـ وكأنه يريد أن يختبره ـ أذكر أن الضيف الوقور ضحك في أدب جم وقال لنا رافعا صوته : ـ لا لا أنا صائم ـ لن أنسى أبدا الطريقة التي رد بها جدي عندئذ وهو يقول له مستفهما : ـ ( إنت بتصوم ؟ ) . مرت هذه الذكرى في خاطري فقلت أقصها عليكم في معرض الحديث عن مواقف كبار الصوفية ( من غير أهل الغرض الدنيوي ) ـ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
"غيتو أنا ما عندي دين لكن لو سألوني بقول ديني دين محمود محمد طه" انطباع لزوج د. جرجس عياد اسكندر
جرجس عياد إسكندر: كانت له عيادة مشهورة بحى المرابيع بكوستي، وجرجس هذا بجانب كونه طبيبا فقد عرف عنه أهتمامه بعزف الموسيقى وعلم الفلك والسياسة .. زامل الأستاذ محمود في "غردون" كانت عيادته ملاذا لفقراء المرضى الذين يجدون فيها العلاج شبه المجانى أو المجانى ... هو الذي قال "عندما استولى عليّ أمر الرجل صار نبيا لي" ...
Mahmoud was like a terrific whirlwind blowing on my personality and brain. Ideas and self possession, life and death were uprooted and blew to where no one could predict yet it was all very pleasant and unique experience So when I caught his bug, I made myself the General and Mahmoud became my prophet!!
كان جرجس، مثله مثل كثيرين، ممن وقعوا تحت تأثير "بروباغندا" أحمد سعيد في صوت العرب فصارت فيهم حماسة جارفة لناصر ومشروعه "الشعوبي" لإستثارة "القومية العربية" ... إبان أزمة حزيران، حاضر الأستاذ محمود في نادي العمال بكوستي، يحكي الطيب محمد الحسن عمر العبادي عن تلك الفترة أن الأستاذ قد أكد للحضور أن عبدالناصر وقبيله من الأعراب سيهزمون لأن دخيلتهم "فارغة" .. خرج بعض الحاضرون في مظاهرة يهتفون (محمود عميل صهيوني!!) .. كان جرجس متعاطفا مع "نبيه" الذي ما جرّب عليه كذبا... يخاف الا تصدق "نبؤته" هذه المرة خاصة وأن أحمد سعيد يؤكد بأن "نسور" جوهم الباسل قد دكوا حصون العدو دكا .. تقول صحائف التاريخ أن نسور جوهم كانوا مدّعوين حينها في سهرة ما ... يأتي جرجس بالراديو للأستاذ محمود يقول له ... صوت العرب تقول ... يقول له الأستاذ خليني من "صوت العرب" دي .. ما محايدة خلينا نسمع الأحبار من جهة محايدة ... ثم لما جاء الصباح سكتت "شهرزاد" عن الكلام الـ "من غير فلوس"، خمدت هتافات "محمود عميل صهيوني" وعادت لدكتور جرجس طمأنينته فظل يكتب لإيدي ثوماس
My brain and my whole being began to act in fantastic ways, ideas flowing smoothly and mystically to my great astonishment and dazzlement. Being still medical I applied my skills to understand myself. My diagnosis was that I was raving mad at that moment. Mahmoud was egging me not to be a coward and push on and on ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح
أبدا تحن إليكم الأرواح ووصالكم ريحانها والراح وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم والى لذيذ لقائكم ترتاح
وارحمتاه للعاشقين تكلفوا ستر المحبة والهوى فضاح بالسر ان باحوا تباح دماؤهم وكذا دماء البائحين تباح
فإذا همُ كتموا تحدث عنهم عند الوشاة المدمع السفّاح وكذا شواهد للسقام عليهم فيها لمشكل أمرهم إيضاح
خفض الجناح لكم وليس عليكمُ للصب في خفض الجناح جُناح فإلى لقاكم نفسه مرتاحة والى رضاكم طرفه طمّاح
عودوا بنور الوصل من غسق الجفا فالهجر ليل والوصال صباح صافاهم فصفوا له فقلوبهم في نوره المشكاة والمصباح
وتمتعوا فالوقت طاب بقربكم راق الشراب وراقت الأقداح يا صاح ليس على المحب ملامة إن لاح في أفق الوصال ملاح
لا ذنب للعشاق إن غلب الهوى كتمانهم فنما الغرام وباحوا سمحوا بأنفسهم وما بخلوا بها لما رأوا أن السماح رباح
ودعاهم داعي الحقائق دعوة فغدوا بها مستأنسين وراحوا ركبوا على سفن الرجا فدموعهم بحر وشدة خوفهم ملاح
والله ما طلبوا الوقوف ببابه حتى دُعوا وأتاهم المفتاح لا يطربون لغير ذكر حبيبهم أبدا فكل زمانهم أفراح
حضروا وقد غابت شواهد ذاتهم فتهتكوا لما رأوه وصاحوا فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح
قم يا نديم الى المدام فهاتها في كأسها قد دارت الأقداح من كرم إكرام بدن ديانة لا خمرة قد داسها الفلاح
للشيخ شهاب الدين السهروردي القتيل قدس الله سره
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: b_bakkar)
|
عزيزي عبد الله
قصيدة الشيخ السهروردي أعلاه، أحببت أن أنزلها بلا تعليق لأن التعليق ربما يفسدها
وهذه ثلاث حكايات قصيرة عن الأستاذ
1 قصة الشيخ عبد الله أب شيبة
الصورة التي في بروفايل ابننا محمد هارون حميدان تبدو لي شديدة الشبه بصورة عمنا الشيخ عبد الله أبو شيبة قدس الله سره وقصة أبو شيبة مع الأستاذ قصة غريبة لا تحكى إلا للخواص ولكن سأحكيها هنا بما يناسب الخطاب العام الشيخ عبد الله أبو شيبة من مواطني قرية سعادة (العقليين) في شمال الجزيرة. كان رجلا قرآنيا عابدا زاهدا وصالحا وأنصرانيا. رأي في المنام مرة أنه في حضرة أشار فيها من معه إلى رجل أسمر اللون وقال له مخاطبه مشيرا إلى ذلك الرجل الأسمر: هذا هو الرجل الموعود في آخر الزمان. فتساءل الشيخ عبد الله أبو شيبة: هل الرجل الموعود أزرق؟ هل الرجل الموعود أزرق؟ قيل له نعم. بعد فترة جاء الأستاذ محمود في زيارة إلى قرية سعادة التي كان فيها من أبكار الجمهوريين الأستاذان أحمد عبد الرحمن العجب (ابن الشيخ عبد الرحمن العجب، القرأني الصالح الآخر) والأستاذ حامد مختار. بعد المغرب جاء الشيخ عبد الله أب شيبة ليسلم على الضيف وكان قد سمع بسيرته من الأخوين المشار إليهما. الدنيا كانت ظلام. أستاذن شيخ عبد الله من الأستاذ والحاضرين وحمل الفانوس قريبا من وجه الأستاذ ليراه. قال الشيخ عبدالله "دا يا هو زولي ذاااااااته!!" من يومها تبع الشيخ أب شيبة الأستاذ سالكا طريق محمد حتى توفاه الله. عندما كان على فراش الموت قال له بعض الأخوان أنت مبشر بأنك حاتحضر زمن الرجل وتشوفو. قال الشيخ عبد الله أب شيبة: أشوفو أكتر من كدي كيف؟!!"
2 قصة د. خليل عثمان
د. خليل عثمان كان معتقلا مع الأستاذ محمود في منزل بونا ملوال عدة شهور. كان يحكي عن الأستاذ قصصا كثيرة. عن أشياء صغيرة ولكنها غير عادية. حكى أنه أراد مرة أن يقتل نملة كانت تسعى في الارض. فسارع الاستاذ إلى منعه: قائلا له. لا، لا ما تقتلها. تقتلها ليه؟ خليها تعيش يا أخي.. كان خليل عثمان يحكي مثل هذه الحكاية في مجلس العموم البريطاني في جلسة تأبين عقدها المجلس بعد تنفيذ حكم الإعدام على الاستاذ محمود. كان يحكي ويبكي، فابكي كثيرا من الحاضرين.
3 قصة الرجل المجذوم
هذه حكاية كنت شاهدا عليها مرة كنا في الصالون مع الاستاذ حول صينية فطور أو غداء. جاء رجل من أهل الجنوب رقيق الحال ظاهرة عليه آثار الفقر والاعتلال وأشار بالسلام من خارج الصالون. قال له الأستاذ اتفضل، اتفضل. قال الجنوبي في أدب شديد، شكرا، أنا عيان، وأشار إلي يديه وكان مجذوما. وطلب أن يعطى أكلا لوحده فكان له ما أراد. كنت واثقا من أن الأستاذ لن يمنعه أو يخشى عدواه أو يتافف منه لو أنه جلس إلينا حول صينية الطعام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
كاد ابى ان يصيح جمهورى القصة تعود لبداية سبعينات القرن الماضى وكان وقتها والدى امدالله في ايامه صاحب توكيل بريد اربجى وكان الاستاذ على لطفى مدير مدرسة عبدالرحمن على طه المتوسطة والمدرسة ملحق بها سكن الناظر هى قريبة من منزلنا ومن هنا نشات علاقة صداقة بينه والناظر على لطفى خلال تلك الفترة اتى الاستاذ الشهيد محمود محمد طه لزيارة على لطفى واذكر ان الجو كان مكهرب في اربجى والكيزان وبعض السذج شحنو الناس بان الكافر محمود جاى يزور نسيبو على لطفى واذكر ونحن اطفال حرشونا على ان نقذف البص بتاع الشهيد ومن معه بالبيض والحجارة وفعلنا ذلك ثم ركضنا خلف البص الى ان توقف امام منزل على لطفى وهناك جمعونا الجمهورين بكل لطف وقدمو لنا صوانى العشاء قبل الكبار والضيوف وكانت المرة الاولى ان تقدم لنا صوانى كاملة وقبل الكبار تعشينا وانصرنا ونحن مندهشين ناس جدعناهم بالحجارة مايدقونا وكمان يعشونا قبال كبار ..... اعود لقصة والدى فهو بحكم صداقته مع على لطفى كان لابد ان يهذب للسلام على نسيب صاحبو وفي عصر اليوم التالى اصطحب معه صديقه عمنا الريح للسلام على الشهيد رغم التحريض على عدم الترحيب بالشهيد وحين دخل والدى ورفيقه صالون على لطفى كان الشهيد بملى في ابته اسماء كتاب الثورة الثقافية او تعلمو كيف تصلو لان كلا الكتابين كتباء في اربجى المهم والدى كان فاكر ان الاستاذ بملى في بنتو في رسائل عادية فقال له وصلتو الرسالة الكم هنا الشهيد افتكر ان والدى قد قرا الرسالة الثناية من الاسلام فتوقف عن تملية اسماء وانبرى يحدث والدى وصاحبه عن الرسالة التانية وعن الفكرة الجمهورية لوقت متاخر وحين خرجا من منزل الاستاذ على وناس كالها عارفة ان والدى وحاج الريح خرقو المقاطعة ومشو لمقابلة محمود قام عمنا على ود اللباب له الرحمة وجمع كل رجلات الفريق وطاف يوزع عليهم التمر حين ساله الناس المناسبة شنو قالهم الحاج وهذا لقب والدى وحاج الريح بقو جمهورين من اتباع محمود ووالدى وحاج الريح لمن وصلو لقو الناس ملمومين سالوهم في شنو قالوا لهم على وداللباب جمعنا وبوزع في التمر قال انتو بقيتو من اتباع محمود ومن يومها ابى وعمنا الريح لم يعودو للاستاذ خوفا من ان وداللباب يعمل ليهم مصيبة تانية هذه القصة ياعبدالله لو سمعتها على لسان عمنا الريح وهو زول حكاي وساخر حاتموت من الضحك هو بفتكر ان والدى راسو حى ومابسكت ساكت ولولا السؤال الغلط ماكان انزنقو تلك الزنقة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: بدر الدين الأمير)
|
وما زال يحـــدجهم بنظــــرته فيرتعــــــدون لا حجر أثمن من الرغبة في الثأر للبرئ لا سماء أسطع من صباح يسقط فيه الخونه لا سلام على الارض اذا اغتفرنا للجلادين بول ايلوار... مكى أبوقرجة عن الأستاذ محمود يخذله قومه تشكر أيها الأمير بدر الدين الأمير أتصور تماما طرافة الأمر ... كثير حديث الأستاذ محمود عن "الغرابة" كأنما يبذل البذل الذي عنه نعرف الأعذار لأهله الطيبين الذين يحبهم، وهم لا يعلمون!! وهو أرأف بهم من أم على وليدها ولسان حاله دائما (رب أغفر لقومي فانهم لا يعلمون) ومع ذلك هو شديد الإيمان بأن هؤلاء هم،حتى الذين "رفضوه" منهم، سيعلمون يوما أن "الفتى الذي أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر" هو هو أس "زاويتهم" والى ركنه الشديد سيئبوون ... يقول الأستاذ محمود عن مجنون ليلى أن قيسا لا يحب ليلى وانما يحب حبه لليلى "يموت مني الهوى اذا ما لقيتها".. هكذا الناس دائما يضعون تصورات من أذهانهم هم للشيء يحبونه ويكرهونه بناء على تصوراتهم وليس على حقيقة الأمر
ما قدّس المثل الأعلى وجمله في أعين الناس الا أنه وهم فلو مشى فيهمو حيا لحطمه أناس بخبث وقالوا أنه صنم حكيت كثيرا قصة تحكى عن الراحل الفريق ابراهيم عبود حكاها لي بغانا د. عبدالمنعم ساتي .. تقول القصة أن الراحل عبدالخالق محجوب ذهب لعبود في منزله - لا حرس ولا يحزنون - قال له أنه يريد السفر لمصر .. قال له عبود: طيب ما تسافر مالو؟؟ ما عندك جواز؟؟ ما عندك قروش؟؟ قال له لا!! أنا ممنوع .. مانعنك ليه؟؟!! ... أنا عبدالخالق... طيب مالو عبدالخالق .. قال هنا شعر بأنه لم يعرفه فقال له أنا عبدالخالق محجوب عثمان سكرتير الحزب الشيوعي السوداني .. يقول أن عبود انتفض بالمفاجأة وقال له (يا أخ ما أهو انت ود ناس!! والله أنا قايلك شيطان بي قرونو!!) هذا هو الأمر يا عزيزي البدر .. الناس تحارب أوهاما في ذهنها ولكن لو "ختو الرحمن في قلبهم" لوجدوا "الرحمن" سأعود لموضوع الإطعام الذي عنه تحدثت وطالما جات سيرة - الأمير مكي ابو قرجة فأستأذنك أن أعود لكليهما بعد حين سلام سلام أهيل المدام
(عدل بواسطة عبدالله عثمان on 10-07-2011, 04:14 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote:
سرتَ حافياً بين أسفار العقيدة. قرأت من الماضي واستنبطتَ الجُوار المحمدي ، ومسَّت بصيرتكَ الصورة الباهرة * |
يا شقليني - حقا إن من البيان لسحرا .. هذا مؤكد "وارد" قلب شرب حتى أرتوى ... يقول الأستاذ عن الأمر يبلغ تمامه فتحار فيه، لفرط تجويده: "هذا موضع سجدة"!!! "الجوار المحمدي" كان هو مشرب الأستاذ محمود ... كان يقول عن الحبيب الأعظم (ما بفارقني) .. في محاضرة له بالأبيض مسجلة يقول "النبي هسّع قاعد معانا ... الناس البشوفو بشوفوه" .. سأله فقيه مرة عن حديث وشكك في صحته .. قال له الأستاذ محمود (الحديث دة لما قيل أنا كنت حاضرو)!!! يحتفل بـ "الجوار المحمدي" في متقلبه ومثواه .. أهداه مرة إبنه حبيب الله بخيت مبخرا جاء به من روضة النبي الكريم في "ذات سجوفه" تلك... قبل الأستاذ المبخر ووضعه على رأسه (هدية الحبيب من الحبيب)!! .. أحد أبناءه زار النبي مرة وجاء .. كان مشهدا مهيبا يصفه من حضره .. أفعمت المشاعر وتلاطمت .. علّق الأستاذ محمود لاحظتم أن اسم موفدنا للنبي الكريم (الأمين أحمد البشير) .. كان ذلك اسم أخانا ... في إجابة لسائل في كوستي يسأل عن صلاة الأصالة - أهديها لك أخي شقليني - هدية جوار محمدي .. يقول الأستاذ محمود (أنا بصلي بإتقان شديييييييييييد لتقليد النبي لأمرو هو في التقليد لغاية ما أمرني بأن أكون أصيل وقال لي ها أنت وربك وأخذت صلاتي الفردية من الله بلا واسطة ... ودة أمر ليك أنت وليك أنت وليك أنت لكل واحد مننا أن يسير الى فرديتو لأنو التكليف بالعبودية تكليف فردية والتكليف بالعبادة الجماعية لنسير الى الفرديات) .. العبارات تتدفق في الشريك كأن كلمة منها تريد تسابق أختها تحظى بشرف التفوّه بها .. لم يملك الجمهور معها الا أن يصفق اعجابا وطربا .. هذا هو الجوار المحمدي وأكرم به من جوار وجعلنا الله واياكم في حرزه الأمين متشكرييييين يا شقليني ولروح والدكم السلام
| |
|
|
|
|
|
|
|