Quote: كتب إسماعيل بشير المحجينة
*حبكة درامية (ما فيش أخوها)، وحشد بديع لمجموعة متناسقة من الصور والأخيلة، واستقصاء رائع لأدق تفاصيل المشهد... بالمناسبة يا ود الاصيل إنت زاتك حرامي..بس حرامي من النوع الذي يستلب الألباب والعقول بمثل هذه التراثيات الجميلة والاستراحات الممتعة.والمناسبة يمكن استخدام مثل هذه القصة كمادة للنهي عن المآتم وما يجري فيها من بدع ومخالفاتشرعية... دهشتُ عندما قرأت للمدعو (ود العِزَّتين) تلك الحكايات خفيفة الظل، المرفودة بذلكالقاموس الضخم من المفردات الدارجية المتجذرة في أعماق ذاكرة الأمة السودانية...
بالمناسبة يا ود اللصيل لقبك التاني (ود العزتين) هو لقب جدنا أحمد ود الشيخ الحسين (رحمه الله) من حي منير بالعزازي، أبوه من قبيلة رفاعة، وأمه محسية دحلابية هي المايدة بت رحمة ود عتمان (أمي عليها رحمة الله مسمَّية على هذه المرأة، فهي حبوبتها)... وهو قد اكتسب هذا اللقب حينما تزوج، وجاءت جموع أهلنا المحس/ الدحلاب من العريجاء للمشاركة في مراسم الزواج، وهم يتغنون: (ود العزَّتين، وخمج الحِلَّتين، أحمد مَرَق..حبابو أبو الحسين)..
|
(12)
أشكرك جزيلاً أبا مسلم كما لم أشكر أحداً من قبل و بحرارة شديدة على إطرائك الباذخ .
ثم أما و قد أدرت كأسك هذه المرة ناحية الاسماء و قصص نزولها، فإن لي منها ذااك الذي
قفشتني به في ود حامد(لا أشبع الله لك بطناً) والذي احتفظ له أيضاً بقصة مأثورة وأثيرة لدى
نفسي. وها أنت و بحنكتك المعهودة في إدارة دفة الحوار تلقي بالحجارة في بركة البوستات
الراكدة.؛ و تفسح لي المجال لألقي قصتي على مقاريء القارئين الكرام..
* وهي أنني متحدر ( كما تعلم ) من ثلاثة حيشان : قبيلتين في أرض أن هبج بطانة أب علي.
والدي عركي و والدتي خلطة من الخوالدة و الحلاويين و قد ماتت تلك الشجرة واقفة في ريعانشبابها
وعز عنفوان صباها.. بالتحديد مباشرةً بُعيدَ أن قدمني إلى هذا العالم الخَ{ِفعلى طبق..نعمة أم نقمة ؟
(الحكم للجمهور). المهم أن والدي ما لبث أن عاد أدراجه بطبيعة الحال باحثاً عن زيجة، بل زيجات أربع
أخر. الأمر الذي أبعدني وأخوتي بعض الشيء عن الخؤولة و أبنائها..ففي ذات يوم ذهبنا و شقشقي الأكبر
برفقة خالي " الخزين" لتأدية واجب العزاء في قريب لنا من ناحية الوالدة ..و كان قد تطاول بي العهد عن
المنطقة.. فوجدنا رجلاً كهلاً يغط في تعسيلة خفيفة بعد أن ضرب اللقم بالشرموط و ضرب جبنة عشرة و لم
يجد حوله طقاق حنك بعد انفضاض سامر القوم إلى مشاغلهم حتى ساعة الغداء.. المهم أنه ما أنأحس
بحركتنا حتي شب من غفوته شاهراً يديه ب"الفاتحة" كما المحارب في فيافي أجدابيا ومصراتة..بعدها
و قبل أن يكب الموية و يأمر لنا بفطور(إن شاء الله مرماس حلة)، توجه بسؤاله إلى خالي الخزين:
اسمع هووي آآآالخزين، الجنا المعاك دا هول منو؟؟؟
-الخزين:الحكاية شني آآ عمي أمحمد! ما عرفتو من شبهو ولا شنو؟؟؟
- جدي أمحمد(ود فضيل): و الله آآجنا، الشبه مو بعيد ؛علا لاكين.. الدم زي المخلوت..
الخزين: كدي حاول ودي ما بتغلبك ياحاج....
جدي أمحمد: كدي أدني مهلة شوية.. أها قت لي عندو لحمتن فينا؟؟
الخزين: أي بلحيل، الشي مو لحمة ساااه.. دا في عبك عدييييل....
جدي أمحمد: بالصح والله ودرتو علا لاكين خلاس.. عرفتو ليك طب....
الخزين (متحدياً): عمي ظنيتك خلاس عجس و راحت عليك.. يمكن تشابه عليك البقر...
- جدي أمحمد: أفففففو، كيفن عاد راحت علي آزول وبعدين بقر شنو البتشابه على..أنا
أبوكآآآ العوض!!!، تحين الجنا مو هول ود العزتين؟؟؟!!!!هنا كبر خالي الخزين و قفز
من مكانه وأزاح العمامة عن رأس جدي أمحمد ليطبع مكانها قبلة إكبار و تجلة.
* دار هذا الحوار العفوي ساخناً ، سلساً و شيقاً وما حدث بعده كله أمامي و قد سقط في
يدي تماماً .. ثم التفت خالي الخزين ناحيتي ليخرجني من دهشتي و ليتولى شرح المفردات التي
لم تكن غامضة كمعان بقدما لها من مداليل ضاربة أطنابها في القدم و بحاجة إلى إعراب وتحليل
صرفي على صفحة التاريخ ..و لما كان ذلك فوق طاقة خالي الخزين، ما كان منه إلا أن آثر الجلوس
مستمعاً مثلي، بعد أنألقى بالكرة في ملعب ذاك الجد الذي ما صدق أن باباً من السماء فتح أمامه
ليمطرنا ثرثرة كما يحلو له بأمور ظلت مخزونة منذ قبل أن يحفر الرهد والعطبراوي معاً..
* اعتدل الجد وقال:" ود العزتين.. البلالي *الخمج الحلتين.. البلالي" دي كانت
كسرة الغنوة الكانن البنيبات بغننها بالدلكوة و الجنيات يصوقرو و يتناقزو فوكن متل
أبو الدقيق فوق الرتينة..دا كان فيسيرة أبو الجنا دا على فلانة أختك.والعزتان هما :
القبيلتان من ناحية الأب والأم.بوركتم و دام الود بيننا