|
جامعة الدول "العروبية" "إعادة تأسيس السودان الكبير"
|
07:09 PM March, 18 2020 سودانيز اون لاين معاذ حسن-الرياض مكتبتى رابط مختصر
جامعة الدول "العروبية" "إعادة تأسيس السودان الكبير" معاذ علي حسن مستشار قانوني و"زاعم"
من نافلة القول أننا كسودانيين ولدنا بلسان عربي وثقافة عربية وان كنا زنوج اقحاح, كما انه في كثير من قبائل السودان يجري دم عربي لا يمكنك إنكاره وأصل عربي إن لم تعترف به فلا يمكنك أن تنكر تمسك من يدعونه به . وأزعم ان ذلك هو الحال في ما يعرف تاريخيا بدول "السودان الكبير" أو إفريقيا جنوب الصحراء من البحر الأحمر إلى المحيط. المؤكد ان عروبة السودانيين في "السودان الكبير" لسانا وثقافة وعرقا تواجه عقبات ازعم أنها تتلخص في مشكلتين:- الأولى: إنكار تلك العروبة مما يعرف بشعوب جامعة الدول العربية ,هذه الشعوب بلا استثناء تتعالى على السودان و ترى السودان الأسمر جسما غريبا وصوتا نشازا ,رغم إن حال كثير من هذه الشعوب مثل مصر وتونس وغيرها هو حال السودان تماما لجهة انتمائهم العربي, إلا انك لن تفلح أبدا في إقناع أحد بذلك, فالثقافة العربية رسخت لون وشكل للعربي بمواصفات لا تنطبق على شعوب السودان الكبير. منذ تكوين كيان جامعة الدول العربية ظلت دول مثل السودان وموريتانيا وجيبوتي في موقف المدافع عن عروبته في أروقة هذه الجامعة, وظل ممثلونا السمر في هذه الجامعة على الدوام في المقاعد الخلفية خافتي الصوت فهم ضيوف دخلاء غير مرغوب فيهم .وظل شعراؤنا ومثقفينا وكتابنا مهمومين بإثبات ذاتنا للآخر العربي .
يظهر التعالي ويتجدد كلما حاول السودان أن يتعامل مع هذه الدول والشعوب بالندية, او يجهر بصوته , او يمارس حقا طبيعيا سياديا مشروعا , فالمفروض انك تابع لا ترفع صوتا ,والشواهد من تنمر قادة الجامعة العربية ومثقفيها على السودان عديدة تجل عن الحصر وقد زادت وتيرتها مؤخرا بعد أن ذهب الكبار من أهل الحياء وآلت الأمور إلى أجيال جديدة , ووصل الأمر كثيرا الى الدعوة لطرد السودان من الجامعة العربية, اذكر من مواقف التنمر زيارة ادوغان المشهورة لسواكن وما تلاها ,وقرار السودان وقف استيراد الفواكه من مصر,ولقاء البرهان نتنياهو , وآخرها في أسبوع واحد موقف السودان من سد النهضة بالجامعة العربية وقرار إغلاق الحدود مع مصر بسبب "كرونا". ولأن (زمن الغتغته والدسديس انتهى) فان مستقبل وبقاء السودان في جامعة الدول العربية لن يطول كثيرا , وان طال فيسكون مع أذى كبير لا قبل لأجيالنا القادمة باحتماله, وهي أجيال حرة راكبة رأس. أما تنمر العوام والهوام من شعوب المنطقة العربية على السوداني فأمر يومي مستمر لم ولن يتوقف, وسترتفع وتيرته, فأنت أيها السوداني طيب حبوب محبوب بشرط أن تظل خاضعا خانعا, أما عندما تتشاجر أو تخاصم او حتى تختلف في وجهة النظر مع العربي فأنت ببساطة عبد زنيم , ذلك التنمر والاستعلاء لا لعيب في السوداني ولكن لأن ثقافة العنصرية والتعالي متجذرة في أغلب الشعوب العربية, ولم ولن تنتهي لأجال عديدة قادمة, ولا تلام هذه الشعوب على أمر توارثته في جيناتها وهذه أحد سوءات الثقافة العربية ولعلها الوحيدة .
المشكل الثاني الذي يواجه الانتماء العربي للسودانيين يتمثل في رد الفعل من السودانيين الذي ينسبون أنفسهم لأصل أفريقي , وهو مع الأسف اشد وانكي من رد الفعل من الشعوب والدول العربية, فقد تمثل في إنكار عروبة السودانيين إنكارا مطلقا بل والتبرأ منها ومعاداة من يتمسك بها, وقد أريق دم كثير في جميع الصراعات السودانية انطلاقا من هذا الرفض, وانقسم السودان إلى سودانيين . من خلال المتابعة لاتجاهات حل المشكل السوداني و"معضلة العروبة" تجد السودانيين اتخذوا ثلاث طرق الأول :التعصب للانتماء العربي وإلغاء ما سواه , ولا شك أن ذلك طريق مسدود مقدود. الثاني: الاتجاه المضاد لانكار ذلك الانتماء ومناهضته لصالح الانتماء الإفريقي , وهو أيضا طريق مسدود مرفوض. الثالث : من ينادون بأن نظل (سودانيين فقط) بلا انتماء عربي أو أفريقي , وفي تقديري فان هؤلاء جهدهم كمن فسر الماء بعد الجهد بالماء , فيسظل المشكل قائما مع طرحهم . ازعم - وأنا رجل كثير المزاعم- ان الحل يتمثل في طريق رابع . إن أزمة وسؤال الهوية في السودان هي نفسها في جميع دول "السودان الكبير" السودان شمالا وجنوبا وتشاد وارتريا و جيبوتي والصومال وموريتانيا وجزر القمر وإثيوبيا وإفريقيا الوسطى ومالي والسنغال وتنزانيا والنيجر وغيرها من دول السودان الكبير.واللغة العربية هي اللغة اليومية في جميع هذه الدول بنسب متفاوتة والثقافة العربية الإسلامية هي الأوسع انتشارا فيها. لقد سعت هذه الدول للإجابة على سؤال الهوية بصور مفردة ولم تفلح أكثرها وظلت الصراعات الاثنية والثقافية دائرة .
أزعم إن هوية هذه الشعوب واحده , ومشكلها متشابه , والحل يمكن في ان تختار دولها وشعوبها حل جماعي لمشكل الهوية بأن تتبنى فكرة إنشاء جامعة للدول العروبية تقوم على أنقاض "السودان الكبير" التاريخي , تجمع شتات شعوبه مرة أخرى. جامعة موازية لجامعة الدولة العربية التي اخذت تتحول شيئا فشيئا إلى نادي عنصري ,جامعة تقوم على اللغة والثقافة العربية توحد شعوب الهامش العربي ,تعزز ثقفتها في نفسها , تمكنها من الاعتزاز والاستفادة من مكتسباتها العروبية لما فيه خير ونماء شعوبها. تماس كل ذلك كحق تاريخي اصيل وليس منحة من احد .
ان السودان مؤهل للقيام بدور ريادي في تأسيس هذا الكيان وأدعو وزيرة خارجية السودان ان تتبنى فكرة إنشاء جامعة للدول العروبية تقوم على أنقاض "السودان الكبير" التاريخي تجمع شتات شعوبه مرة أخرى ,والسودان مؤهل لهذا الدور لعوامل عديدة:- - السودان هو الدولة الوحيدة التي احتفظت بالإسم التاريخي للمنطقة , ولا تزال شعوب المنطقة تنظر للسودان كقائد منتظر. - اللهجة العربية السودانية هي السائدة والمفهومة في كثير من دول السودان. - الفن والثقافة السودانية ظلت هي السائدة في دول المنطقة ,وقد اكتسبت هذه المكانة والقبول بشكل تلقائي عفوي لدى هذه الشعوب ما يؤكد ان هذه الشعوب ترى نفسها في الشعب السوداني وتنتظر منه شيئا. - تشابه مشكلات المنطقة وهذه المشكلات تتجلى بوضوح اكثر في السودان فجميع شعوب هذه المنطقة تعاني من المشكل السوداني بشكل أو أخر المتمثل في ظلم وتعالي ذوي القربي من الدول والشعوب المنضوية لجامعة الدولة العربية .
الأهداف من الجامعة: - قيام الجامعة على روابط الانتماء للثقافة واللغة العربية والتي هي مكون وكسب ورصيد لشعوب المنطقة من الجهل إنكاره او التخلي عنه, بل من الغباء التخلي عن مكتسب ثقافي تاريخي لهذه الشعوب.
- لاستفادة من عنصر اللغة العربية والثقافة العربية كعامل موحد لشعوب المنطقة . - التصالح مع ذواتنا ومع ثقافتنا وتاريخنا ومستقبلنا ,والتأسيس لمفهوم جديد للانتماء العروبي يقوم على الثقافة واللغة بغض النظر عن العرق او الاثنية. - التعاون بين دول وشعوب الحزام السوداني اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وتجاريا . - تنقية الثقافة العربية لشعوب المنطقة من سوءات الثقافة العربية المتوارثة المتمثلة في العنصرية والاستعلاء . - تنقية الفقه الاسلامي والثقافة الاسلامية من سوءات العنصرية والتعالي. - إخراج شعوب المنطقة من دائرة التعصب الضيق للاثنيات الى فضاء عروبي واسع.
انتهى كلامه رحمه الله
|
|
|
|
|
|