المَكَارِثِيَّة السُّودانية أو الكِيزَانُوفُوبيَا وخَطَل مصطلح “لوثة العداء للكيزان” ...عبد الباقي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 11-10-2024, 06:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-25-2023, 08:55 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 11145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المَكَارِثِيَّة السُّودانية أو الكِيزَانُوفُوبيَا وخَطَل مصطلح “لوثة العداء للكيزان” ...عبد الباقي

    09:55 PM June, 25 2023

    سودانيز اون لاين
    Nasr-Los Angeles
    مكتبتى
    رابط مختصر



    المَكَارِثِيَّة السُّودانية أو الكِيزَانُوفُوبيَا وخَطَل مصطلح “لوثة العداء للكيزان”

    62

    عبد الباقي مختار (بقة)
    25 June, 2023

    للتنبؤ بما يُمكن أن يحدث أثناء أو بعد الحرب، لابد من قراءة خطاب "ما قبل الحرب"، وخطاب "الحرب نفسها"، بحكم أن خطاب الحرب هو مكوِّن هام جدًا من مكونات الصراعات والنزاعات المحلية، الإقليمية أو العالمية؛ وقد يصبح مؤثرًا أو يؤثر فيما بعد في سياسة طرف الحرب الأقوى، ويصير طريقاً لتحقيق الأهداف السياسية والعسكرية. لذا، ينبغي التعامل مع هذا الخطاب بشكل جادّ ومحدَّد بقدر المستطاع.

    في حالتنا، أنتجت هذه الحرب حتى الآن خطابين؛ خطاب مثل خطاب "بل بس" -لمن هم من الجيش ولمن خلفهم من الكيزان- وهو خطاب ملفوف بالتهديد الصريح، ليس للدعم السريع، الذي هو الطرف الآخر في الحرب، بل -وهذا هو الأهم- لكل التنظيمات السياسية التي وقفت ضد مشروع الإنقاذ وأسقطته. ومؤخراً، بعد سقوط الإنقاذ، من تلك القوى التي نادت بالديمقراطية، والتخلص من بقايا دولة الكيزان والتأسيس لحكمٍ مدنيٍّ مستدام. يتمظهر هذا الخطاب في مقولات الإسلاميين، المدنيين والعسكريين، على حدٍّ سواء، على شاكلة تصريحات الفريق معاش فتح الرحمن محي الدين (ووصفه لقوى الحرية والتغيير بالشرذمة، حينما قال لا يمكن أن تنتهي هذه الحرب ونعود لهؤلاء الشرذمة من قوى الحرية والتغيير (والدعم السريع)؛ والقصد هنا الحكم المدني الديمقراطي- حكم ليس للعسكر فيه مكان من خلال الجيش كمؤسسة عسكرية والأمثلة كثيرة، منها وعيد الكيزان -من أمثال أنس عمر، الجزولي، علي كرتي وآخرين- وكذلك من ضباط الجيش المعاشيين ومن هم في الخدمة، ككباشي وياسر العطا؛ مما يشي بأن الحرب ليست من أجل التخلص من الدعم السريع فقط، بل -وهذا السبب الرئيس- التخلص من كل من نادى أو ينادي بالحكم المدنى الديمقراطي.


    وللأسف هناك تماهٍ، عن قصدٍ، مع هذا الخطاب من المنتمين لبعض القوى المدنية الداعمة لانقلاب ٢٥ أكتوبر، وبعض المثقفين والأكاديميين من الوسط والشمال النيلي.
    الخطاب الآخر كان هو خطاب الدعم السريع؛ وهو خطاب يحمل في ظاهره النوايا الحسنة، التي بدأت بالاعتذار عن، والتملص من انقلاب ٢٥ أكتوبر، والانحياز أو الموالاة للاتفاق الإطاري، والوقوف إلى جانب مجموعة تنظيمات قوى الحرية والتغيير ودعاة الحكم المدني الديموقراطي.


    المنظمات والتنظيمات السياسية التي تنادي بالتحول إلى نظامٍ مدنيّ-ديمقراطيّ حقيقيّ، والتوجه نحو الحكم المدني، اكتسبوا عداء الحركة الإسلامية ممثلةً في المؤتمر الوطني والمؤسسة العسكرية ومؤيّديهم. فوضع تلك المنظمات والتنظيمات -دون إثبات طبعاً- في صف الداعمين للدعم السريع، بالرغم من أن أقصى ما فعلته تلك القوى المناهضة للحكم العسكري هو رفع شعار (لا للحرب)؛ هكذا، حتّى ذلك لم يشفع لها، لأن الشعار الذي رفعه الكيزان القائل بمن لم يقف معنا (مع الجيش) فهو ضدنا أو مع العدو.


    وتم تخوين قوى الحرية والتغيير وكل من قال "لا للحرب"، واُتُّهموا بالعمالة والارتشاء، ولوثة العداء للكيزان. وبالرغم من أن هذه القوى أطلقت التحذيرات العديدة، والتي ملأت الأسافير والميديا التقليدية، من مغبة الانزلاق للمواجهة العسكرية؛ وتمثل ذلك في خطابها المناهض للوقيعة بين الجيش والدعم السريع حتى لا تسير الأوضاع إلى ما سارت إليه الآن، وكانت دائماً -منذ ما قبل التوقيع على الاتفاق الاطاري- في حالة سعيٍ بين الجيش وبقية القوى الأخرى خارج الإطاري لإيجاد توافقٍ يقود إلى انتقال سلس نحو الحكم المدني-الديموقراطي، رغم كل ذلك، كان الموقف السلبي لقوى الثورة الأخرى من "قحت" مماثلاً لموقف الكيزان، على اختلاف زاوية النظر والموقف من قحت. والسبب واحد، ألا وهو عدم رغبة قوى الثورة الأخرى والكيزان في أي تقاربٍ مع الجيش.


    بالنسبة لفلول المؤتمر الوطني، فإن الجيش مؤسسة تتبع للحركة الإسلامية، وحدث ذلك بمجهودٍ منهجيّ حثيث من خلال ممارسة التمكين التي اتبعها حزب المؤتمر الوطني خلال ثلاثين عاماً من الحكم المطلق.
    لذلك، فإن أي تحول في الحكم يؤدي إلى إعادة هيكلة الجيش، وبالتالي إنهاء دولتهم العميقة والقضاء على أي أمل لهم في العودة للحكم مرة أخرى، عن طريق كوادر الإسلاميين في الجيش.
    بالنسبة لقوى الثورة الأخرى، التي تقف خلف الجيش الآن -ويا للعجب!- فإنها ناصبت قوى الحرية والتغير العداء طيلة الأربع سنوات الماضية بسبب أنها خانت الثورة والثوار، وتحالفت مع الجيش لتحقيق الانتقال.
    عموماً، بالرغم من كل ذلك، واصلت قوى الحرية والتغيير والمؤيدين لعملية التغيير والانتقال التدريجي إلى الحكم المدني-الديموقراطي، كما استمرت في حثها للجيش وللمنظمات المحلية والدولية للحوار والعمل معها على منع الانزلاق إلى الحرب، والتي تعنى الفوضى الشاملة، وفتح النوافذ لعودة الكيزان بمشروعهم الإقصائي مرة أخرى. بل سعت إلى توفير الظروف الملائمة للاختيارات الحرة والنزيهة، ونادوا بعدم الوقيعة بين أطراف الجيش والدعم السريع، بالإضافة لضمان حقوق المواطنين في المشاركة في الحياة السياسية والتأثير في صنع القرارات الحكومية عن طريق منظمات المجتمع المدني من خلال حكومة انتقالية، تعمل على تعزيز حقوق الإنسان وتنفيذ إصلاحات مهمة من ضمنها -وبشكل أساسي- القضاء على التمكين الذي انتهجته حكومة الكيزان للسيطرة على مفاصل الدولة، بما يتضمن مؤسساتها العسكرية والمدنية، ومن ثم إعادة هيكلة وبناء مؤسسات هذه الدولة وربطها بمؤسسات وبمنظمات المجتمع الدولي التي انعزلت عنها لعقود من الزمان. كما بالعمل مع تلك المؤسسات على التهيئة لحكم مدني ديمقراطي مستدام.


    إن السعي للحكم المدني-الديمقراطي يتطلب الحوار مع الجيش، الجيش الذي ظلَّ يحتكر السلطة ليس لشيء سوى أنه يُمثّل القوة الوحيدة التي تمتلك أدوات العنف -كما وصفها دكتور الواثق كمير- ليس بالحوار فقط، بل السعي نحو الشراكة معه، كما مع المواطنين والمنظمات المدنية، وكذلك الاستعانة بمنظمات إقليمية ودولية شاركت في عمليات انتقال مشابهة، كتلك التي حدثت في سيراليون وليبيريا ودول أخرى.
    وبحكم أننا لسنا جزيرة معزولة عن ما حولنا (فكانت الأمم المتحدة ممثلة في بعثة يقودها فولكر، التي تم تفويضها للعب الدور المناط بها، وهو دعم إعادة بناء مؤسسات الدولة التي تم تدميرها خلال حكم الكيزان عن طريق التأهيل والتدريب للكوادر السودانية لإدارة هذه المؤسسات. إلا أن انقلاب ٢٥ اكتوبر حوَّل دورها لوسيط بين المدنين والعسكريين.


    أيضًا كانت هناك دول داعمة لهذا الخط نحو الانتقال، لبناء مستقبل أكثر استقراراً للسودان وشعبه، ليُسهموا في استقرارٍ إقليميّ ودوليّ بحكم موقع السودان الجغرافي، السياسي، الاقتصادي والاجتماعي.
    صار الخطاب الداعم للتحول المدني-الديمقراطي خطاباً مدعوماً من الدعم السريع، الذي كان، حتى الأمس، قوات نظامية لها كل ما للجيش وعليها ما عليه. إنه الدعم السريع الذي قام بعمليات عسكرية واسعة في دارفور نيابة عن، أو مع الجيش، ثم تحول لحماية البشير من الجيش الذي صار ملكاً للحركة الإسلامية، ودخل في صراعات أقطابها السياسية، فصار الدعم السريع الطرف الحامي والداعم للبشير، ولم يُعرَف له أيّ انتماءٍ أو خطابٍ سياسيّ مباشر قبل العام ٢٠١٩، أي بعد انحيازه للثورة والثوار برفضه التعليمات (جاءت تعليمات البشير للدعم السريع بفض الاعتصام من أمام القيادة لشكوك البشير في تواطؤ كيزان الجيش مع ما يجري حول القيادة للتخلص منه)، وبعدها قام قائده باعتقال البشير، ووضعه في التحفظ المنزلي، ومن ثم إيداعه الحبس؛ مما جعله في قلب العملية السياسية بحيث ستكتب فيه لاحقاً المقالات التي ستمجّده في صحف الكيزان، والتي تُشيد بدوره في حفظ الأمن بفض الاعتصام من حول القيادة، وبسط الاستقرار في دارفور.
    والآن، هذا ما يطالبنا به الكيزان ومن لف لفهم، أن لا نصدق دعوى التحول للحكم المدني-الديمقراطي الذي رفعه قائد الدعم السريع. بل علينا الانحياز لوعدهم لنا بالبل والقتل والسحل بعد القضاء على الدعم السريع.



    لوثة العداء للكيزان أو الكيزانفوبيا، وهو التشخيص السايكولوجي الذي يطرب له الكيزان أثناء هذه الحرب، بل صاروا يستخدمونه لتأليب الشارع على كل من قال لا للحرب، وهو المصطلح الذي أطلقه الدكتور عبد الله علي إبراهيم، ووافقه عليه الكثيرون من مثقفي وأكاديميي الوسط والشمال النيلي، وهو وصف أُطلق على كل من وقف وقال "لا للحرب" بسبب أن وراء هذه حرب الكيزان، والمستفيد الأول والأخير هم الكيزان، والمتضرر هو الوطن وشعب هذا الوطن. صحيح أن ثمة تخوف، وهو مشروع، من عودة الكيزان ليعبثوا بهذا الوطن.
    مرة أخرى. صحيح كذلك أن هناك كيزانفوبيا. لكن استخدام هذا الوصف الآن به من الخبث الكافي ليعمل على تغبيش الرؤية، أو إغماض أعين المواطن عن النظر إلى هذه الحرب فقط في ظرفها اللحظي، والابتعاد عن أن أي قراءة لجذورها أو مسبباتها، التي ترجع لعوامل كثيرة ومترابطة، أبرزها:


    1- الصراع العرقي القبلي الذي كان للكيزان اليد العليا فيه، وفي مسبباته في أطراف من السودان؛ دارفور، كردفان والنيل الأزرق، حيث أدار الكيزان هذه الصراعات بكوادرهم في الأجهزة الأمنية واستخبارات الجيش.

    2- الصراع الديني الذي أدخله الكيزان في السياسة السودانية، والذي صار فيه أئمة الجوامع يُنَظِّرُون حتى في الفيزياء والطب والفلك بوجود من يحملون الدكتوراة في تلك العلوم.
    3- التمييز والإقصاء السياسي الذي تم من قبل الفئات الحاكمة على مر الحكومات المتعاقبة، واستفحل واستشرى في ظل حكم الكيزان.
    4- الوضع الاقتصادي المتدهور منذ استيلاء عسكر نظام مايو على السلطة 1969-1985م، والتحول غير المدروس وتأميم شركات القطاع الخاص مما ساهم في هروب رأس المال الأجنبي والوطني، وكانت بداية العزلة عن المؤسسات الاقتصادية العالمية التي تفاقمت بعد استيلاء الكيزان على السلطة 1989م، فدخل السودان في صعوبات اقتصادية متواصلة كان يمكن الخروج منها في فترة ضخ البترول، إلا أن فساد وجشع الإسلاميين زاد الوضع تدهوراً بعد أن ازدادت حركة الاقتراض لمشاريع فاشلة بضمانات البترول، وأشياء ستظهر لاحقاً. بل حتى بعد العام ٢٠١٩م، وقف الكيزان حائلاً أمام أية محاولة انفراجة اقتصادية؛ إما بوضع العقبات أمام أي برنامج اقتصادي إسعافي، وكان ذلك يتم بكوادرهم في مفاصل الحكم، أو عن الطريقة التقليدية التي استخدموها إبان مايو وأيام الديمقراطية الثالثة 1986-1989. وهي عن طريق تجفيف السوق من المواد التموينية الأساسية.

    5- العنف والفوضى اللذان انتهجهما تنظيم الكيزان بعد سقوط البشير من أجل زعزعة ثقة المواطن في أي حكم غير عسكري؛ والأمثلة كانت كثيرة في تقاعس الشرطة عن أداء واجبها بدعوى (دي المدنية العايزنها؟).
    فوصفة لوثة الكيزان، أو الكيزانوفوبيا، هي حملة أشبه بالحملة المكارثية الشهيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي استهدفت أفراد في الجيش والحكومة يعارضون حرب فيتنام، فأطلقت عليهم تهم الانحياز إلى الشيوعية، وهي حملة أطلقها السيناتور جوزيف مكارثي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وذهب فيها إلى اتهام العديد من المثقفين والنشطاء بالتنصل عن ولائهم للبلاد، فأدت إلى اضطهاد، سجن، وعزل العديد من الأشخاص المؤثرين في المجتمع الأمريكي على مختلف المستويات، وكان للكُتَّاب، المثقفين وصُنَّاع السينما الحظ الأوفر. وأدت إلى ضغوط عالية على أفراد في الحكومة والعمل السياسي مما دفعهم لتقديم استقالتهم والانزواء. موخراً تمّ نقد المكارثية، وهناك كتابات وأفلام عديدة من هوليوود تُعَرِّي وتنتقد تلك الحملة، فحملة الكيزانفوبيا ولوثة الكيزان التي تتعرض لها "قحت"، وكل من قال لا للحرب، هي محاولة لوضعنا في موقف المدافع والنظر إلى أو قراءة كل التاريخ من لحظة نشوب هذه الحرب -فقط من لحظة نشوبها- وبمنظار الكيزان، وهي محاولة لتبرئة الكيزان وجعلنا نلتف حول برنامجهم المستقبلي الذي ليس لنا فيه مكان حسب خطابهم التهديدي.
    في الحقيقة مكاننا هو "البل بس






                  

06-26-2023, 05:21 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 11145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المَكَارِثِيَّة السُّودانية أو الكِيزَا� (Re: Nasr)

    مقطع
    Quote: لوثة العداء للكيزان أو الكيزانفوبيا، وهو التشخيص السايكولوجي الذي يطرب له الكيزان أثناء هذه الحرب، بل صاروا يستخدمونه لتأليب الشارع على كل من قال لا للحرب، وهو المصطلح الذي أطلقه الدكتور عبد الله علي إبراهيم، ووافقه عليه الكثيرون من مثقفي وأكاديميي الوسط والشمال النيلي، وهو وصف أُطلق على كل من وقف وقال "لا للحرب" بسبب أن وراء هذه حرب الكيزان، والمستفيد الأول والأخير هم الكيزان، والمتضرر هو الوطن وشعب هذا الوطن. صحيح أن ثمة تخوف، وهو مشروع، من عودة الكيزان ليعبثوا بهذا الوطن.
                  

06-26-2023, 05:35 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 11145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المَكَارِثِيَّة السُّودانية أو الكِيزَا� (Re: Nasr)

    وأورد هنا مقال عبد الله علي إبراهيم في حكاية لوثة عداء الكيزان لمزيد من الحوار
    ===========

    "الدعم السريع" تستثمر في لوثة عداء "قحت" للإسلاميين
    شماتة قوى الحرية والتغيير في اعتقال أنس والجزولي تبعث على التساؤل: كيف لدعاة الديمقراطية والمدنية مباركة هذا التعدي على حرية مواطنين؟

    عبد الله علي إبراهيم أكاديمي وصحافي الأحد 28 مايو 2023 0:03


    لا يزال السودانيون يتجادلون حول من يتحمل وزر إطلاق الرصاصة الأولى (رويترز)

    من بين أشد الوجوه نكراً لاعتقال الإسلاميين أنس عمر القيادي بـ"المؤتمر الوطني"، والجزولي محمد علي رئيس حزب "دولة القانون"، بواسطة قوات "الدعم السريع"، الأسبوع الماضي، هو مباركة نفر كثير من خصومهم في قوى الحرية والتغيير (قحت) لهذا التقييد الجزافي لحريتهما. ولو أرادت "الدعم السريع" اعتقالاً لإسلاميين لا جناية عليه منهم، أو بواكٍ عليهم، لما انتخب سوى أنس والجزولي. فكلاهما مبغوض في دوائر "قحت" التي تتمنى فيهم يوماً كهذا. ووجدت هذه الدوائر في اعترافات المعتقلين بدورهما والحركة الإسلامية، غض النظر عن طرائق حصول "الدعم السريع" على هذه الاعترافات من أهلها، في إشعال الحرب تأكيداً لعقيدتها أن الإسلاميين قاب قوسين من استعادة مملكتهم.

    وتصادف أن كان لأنس والجزولي قبل اعتقالهما تسجيلات عن شكيمة الحركة الإسلامية وعزائمها خلال هذه الحرب. فقرأ خصومهما اعترافاتهما وهم في قبضة "الدعم السريع" على خلفية تلك التسجيلات ليستعجبوا للمفارقة بين العزة بالموقف والنفس فيها وانكسارهما في الاعترافات. فجاء على لسان أنس في التسجيل أن على كل أحد أن يعرف منزلته فليس هناك من هو أكبر من الحركة الإسلامية، أو أعرف منها، أو أرجل منها قط. فليس في الساحة، في تأكيد لقوله، من هو أرجل منها.

    ولم يتزحزح أنس في الفيديو الذي أذاعته "الدعم السريع" باعترافاته عن المعاني التي جاءت في تسجيلاته، وهو حر. فجاء إلى الفيديو بزي عسكري لم يعرف عنه ارتداؤه. ويبدو أن معتقليه أرادوا الإيحاء بأنه أسير معركة حربية خلافاً لقول أسرته عن اعتقاله من بيته. وعرف نفسه بأنه لواء أمن (معاش) جاهد في الجنوب ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان. وقال إنه كان طرفاً في تعبئة الحركة الإسلامية لإسقاط الحكومات الانتقالية والاتفاق الإطاري الذي وقعته "قحت" مع الجيش و"الدعم السريع" في 5 ديسمبر 2022 معتزلين الإسلاميين وغيرهم. ولم يأتِ أنس بدور صريح للإسلاميين في إشعال الحرب، لكنه قال إنهم كثفوا تعبئتهم ضد الاتفاق الإطاري في رمضان بتنسيق مع قادة في الجيش هم بالاسم الفريق ركن عبد الفتاح البرهان والفريق ركن شمس الدين الكباشي والفريق ركن ياسر العطا واللواء ميرغني إدريس. وحدد الأخيرين في قوله ساعة الصفر بغير قول صريح منه إنها ساعة الصفر للحرب، لكن الدلالة قوية أن تلك الساعة كانت ساعة بدء الحرب. وفيها تحميل للإسلاميين وزر الحرب كما تريد "الدعم السريع"، وتشتهي "قحت".

    أما الجزولي فوقف في التسجيل قبل اعتقاله مع القوات المسلحة بحماسته المعروفة. وقال إن معركتها والشعب ضد "الدعم السريع" لن تأخذ ساعات، وأنهم لن يسمحوا ليقع على السودان ما وقع على سوريا وليبيا واليمن. وهتف: "لن يحكمنا الحوثيون الجدد". وزاد بأن التدابير قائمة على قدم وساق لاعتقال "الشقيقين الشقيين" محمد حمدان دقلو وعبدالرحيم حمدان دقلو.

    ولم يتخل الجزولي عن حماسته التي عرف بها حتى وهو يدلي باعترافات في براثن "الدعم السريع". فقدم نفسه في فيديو الاعتراف بأنه عضو بـ"داعش" منذ زعيمها البغدادي، وحتى الآن. وقال إنه سعى مع سائر الإسلاميين لإسقاط الاتفاق الإطاري، وإنهم تواصلوا مع الفريق ركن البرهان بواسطة اللواء حسن بلال.

    وتداعى الإسلاميون حين توتر الموقف يوم الأربعاء 12 أبريل (نيسان) بحشد "الدعم السريع" لقواتها في مدينة مروي. وقال لهم أمين عام الحركة الإسلامية علي كرتي إنهم في أتون احتقان لا بد له أن ينفجر طالما أعلن الجيش "الدعم السريع" قوة متمردة. وحدد السبت (15 أبريل) ساعة الصفر لهذا التفجير، أي الحرب. وبالفعل هاجمت مجموعات من الجيش وكتائب الإسلاميين التي يقودها أنس عمر، معسكر "الدعم السريع" بالمدينة الرياضية جنوب مدينة الخرطوم. وقال إنه كان من وراء ذلك المخطط كل من علي كرتي وأسامة عبدالله الوزير بدولة الإنقاذ والقيادي بـ"المؤتمر الوطني". وهكذا، حمل الجزولي الإسلاميين وزر بدء الحرب بالطلقة الأولى التي صوبوها نحو معسكر الدعم السريع. وبالحماسة نفسها بكى الجزولي في اعترافاته واستبكي الإسلاميين والجميع إلى كلمة، سواء قبل خراب الوطن بالحرب.

    لسنا نطلب من أنس والجزولي فوق طاقتهما لو كانت اعترافاتهما تحت الاعتقال ابتعدت عن مثل ذكر أسماء وأدوار في التعبئة للحرب ربما صلحت من دونها، لكن المغيب كالغائب عذره معه. فلا نشك لحظة أن ما خضعا له تحت الاعتقال مما يشيب له الولدان. فكانت "الدعم السريع" في حاجة إلى دليل دامغ على أن الجيش ليس هو البادئ بالحرب فحسب، بل إنه بادر بها أيضاً بدسيسة من الإسلاميين. وليس مثل هذا الدمغ دمغاً لأنه يأتي خالصاً من فم الحصان، كما يقول أهل الإنجليزية. ولن يقف دون "الدعم السريع" والحصول على مثل هذا الدليل خلق مهني. ولم تطلب "الدعم السريع" الدليل على أن الجيش هو من أطلق الطلقة في الحرب بتحريض من الإسلاميين لنفسه خاصة، فقد سبقته دوائر مؤثرة في "قحت" إلى تحميل الإسلاميين وزر إشعال الحرب بجيش غلبوا فيه. وتريد "الدعم السريع" بهذا الدليل من فم الإسلاميين لـ"قحت" أن تطمئن على قناعتها بوزرهم.

    اقرأ المزيد

    "الدعم السريع": قرار الجيش استدعاء الاحتياط خطير

    من أطلق الرصاصة الأولى في السودان؟

    "الدعم السريع" تقتحم المنازل وتستخدمها مقار عسكرية

    البرهان يصدر قرارا بالعفو عن كل من يضع السلاح من "الدعم السريع"
    ومهما قلنا عن اضطرار أنس والجزولي إلى اعترافات فرطا فيها نوعاً ما، إلا أن شماتة دوائر مؤثرة من "قحت" فيهما باب في اللؤم وفساد الرأي كبير. فسموا اعتقالهما بواسطة "الدعم السريع" (صيد الأرانب) الذي لن يقتصر عليهما، بل سيشمل الإسلاميين كابراً عن كابر. فنادى منادٍ منهم حين سمع باعتقال أنس "الحمد لله يا رب باقي الكيزان"، وسموا الاعترافات "كب رز"، وهي عبارة عن اندلاق خفايا الرجل اندلاقاً. فقالوا إن الإسلاميين تجرسوا ولم يصمدوا صمود بلال بن رباح "أحد أحد". وعادت هذه الدوائر بالإسلاميين إلى ممارساتهم في التعذيب بما عرف بـ"بيوت الأشباح" خلال دولتهم. وقالوا لهم ذوقوا ما كنتم تذيقونه خصومكم وأنتم في سدة الحكم. وبلغ هؤلاء بشماتتهم حد الهذر الخطر. فقال أحدهم إن مفتي الإسلاميين أفتى لهم بارتداء النقاب للهرب خارج الخرطوم. وعلق: "صرتم نسوان مرة واحدة" في ذكورية قد يستنكرها نفس الزول في موضع آخر. واستباحت هذه الدوائر الإسلاميين لـ"الدعم السريع" تفعل بهم ما شاءت متى شاءت. فحيا أحدهم "شفع الجنجويد" الذين مرغوا بأنفهم في التراب.

    وبلغت استباحة الإسلاميين لـ"الدعم السريع" حدود العبث. فأنس، بقول الصحافية صباح محمد الحسن، ضحية الإسلاميين قبل أن يكون ضحية "الدعم السريع"، فهو ضحية صراع بين أجنحة إسلامية. فقرأت بياناً للمؤتمر الوطني قالت به إنه جانح للسلم في وجه تيارات أخرى من دعاة الحرب. ورأت في هذا الصراع بين دعاة السلام ودعاة الحرب في الجيش مصداقاً لقول حميدتي من أول يوم في الحرب، وهو أن معركته مع بعض الإسلاميين وليس جميعهم. وزادت بأن من قبض أنس وسلمه لـ"الدعم السريع" حرم الأخير من تصوير مشهد اعتقاله لعرضه على العالمين في حملته لصيد الأرانب.

    يستغرب المرء كيف يسوغ دعاة للديمقراطية والمدنية في "قحت" هذا التعدي على حرية مواطنين لم توجه لأي منهما تهمة سبقت اعتقاله، أو حتى بعد اعتقاله. ويزداد الأمر غرابة أن تجيز هذه الدوائر الاعتقال لميليشيات لا مكان لها في إعراب الدولة، ولا تفويض لها من قانون للحجر على حرية مواطن، واصطناع تهم له، لا لأنها شرعية، بل لغرض الترويج لعقيدة "الدعم السريع" في أن الجيش هو الذي اعتدي عليه في هذه الحرب، وأن الإسلاميين من دفعه دفعاً لها، بل وتزداد الغرابة أن تستبيح هذه الدوائر من "قحت" حرمة الجسد لـ"الدعم السريع"، الذي شق شباب ثورة ديسمبر 2018 حلوقهم هتافاً لتصفيته لأنه ليست من "ميليشيات بتبني دولة".

    بدا لي أن خصومة دوائر من "قحت" للإسلاميين "الكيزان" تتخذ الآن شكل لوثة عداء حتى قال قائلهم في المدح بما يشبه الذم إن "الكوزنة" موهبة مثل الشعر والرسم والتلحين ليست بوسع كل أحد. وامتنع على هذه الدوائر جراء هذه اللوثة أن تنفذ إلى تحليل واقعي لهذه الحرب. فجعلت منتهى همها "الكيزان". فحملتهم جريرة الحرب التي يريدون بها استعادة حكمهم الذي لم يلقوا منه الأمرين فحسب، بل أسقطوه بكلفة عالية أيضاً. وصار "قحت"، أرادت أو لم ترد، في حلف مع "الدعم السريع". وأحسنت "الدعم السريع" الاستثمار في هذه اللوثة. ومن خرائد هذا الاستثمار اعتقال أنس والجزولي وانتزاع الاعترافات منهم بدور "الكيزان" في إشعال الحرب وتخريب الفترة الانتقالية.

    وغاب عن هذه الدوائر المنزلق الخطر الذي تقودهم إليهم لوثة عدائهم لـ"الكيزان". فهم بهذه اللوثة في غفلة عن "الدعم السريع" التي تطلب الحكم الآن بغير هوادة وقد تنالها في واحد من مخرجات هذه الحرب، في حين أن طلب "الكيزان" الحكم دونه خرط القتاد. فهم قوة أفرغتها ثلاثة عقود من الحكم والثورة عليها من أي طاقة ولو رديفة في الحكم. وقال عادل عبدالعاطي من هذه الدوائر في هذا المعنى إن الإسلاميين صاروا "مجرد حلاقيم كبيرة بلا قوة". وبدا أن "قحت" وحدها التي لم تقتنع بعد أنها هي التي استكملت بثورتها إفراغ الإسلاميين من أي مروءة لحكم لاحق إلا ضجيجاً طلباً للثأر يغطون به حرج نكسة مشروعهم.

    إذا استباحت دوائر من "قحت" الإسلاميين لـ"الدعم السريع" يجازيهم على سيئاتهم بحقها كما رأينا، فلا بد أن هناك شيئاً مرتبكاً جداً في دعوتها للحرية. فبدا أن الديمقراطية عندها لا تزال مطلباً لم تتنزل ثقافة فيها بعد.
                  

06-26-2023, 05:38 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 11145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المَكَارِثِيَّة السُّودانية أو الكِيزَا� (Re: Nasr)

    وهنا بيت القصيد في مساهمة عبد الله علي إبراهيم
    Quote: بدا لي أن خصومة دوائر من "قحت" للإسلاميين "الكيزان" تتخذ الآن شكل لوثة عداء حتى قال قائلهم في المدح بما يشبه الذم إن "الكوزنة" موهبة مثل الشعر والرسم والتلحين ليست بوسع كل أحد. وامتنع على هذه الدوائر جراء هذه اللوثة أن تنفذ إلى تحليل واقعي لهذه الحرب. فجعلت منتهى همها "الكيزان". فحملتهم جريرة الحرب التي يريدون بها استعادة حكمهم الذي لم يلقوا منه الأمرين فحسب، بل أسقطوه بكلفة عالية أيضاً. وصار "قحت"، أرادت أو لم ترد، في حلف مع "الدعم السريع". وأحسنت "الدعم السريع" الاستثمار في هذه اللوثة. ومن خرائد هذا الاستثمار اعتقال أنس والجزولي وانتزاع الاعترافات منهم بدور "الكيزان" في إشعال الحرب وتخريب الفترة الانتقالية.
                  

06-26-2023, 05:44 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 11145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المَكَارِثِيَّة السُّودانية أو الكِيزَا� (Re: Nasr)

    هنا الرابط لبوست عن نفس الموضوع
    https://sudaneseonline.com/board/510/msg/1683778315.html

    يبقي السؤال الذي يفرض نفسه
    هل الخطر من عودة الكيزان للحكم في تحالف مع العسكر
    خطر حقيقي
    أم هو مجرد فوبيا؟؟؟؟؟؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de