رشا عوض وفوبيا الكيزان والكتابة المغبونة-بقلم محمد جلال أحمد هاشم

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 01:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-11-2023, 05:11 AM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 8142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رشا عوض وفوبيا الكيزان والكتابة المغبونة-بقلم محمد جلال أحمد هاشم

    05:11 AM May, 11 2023

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    *رشا عوض وفوبيا الكيزان والكتابة المغبونة*

    *محمد جلال أحمد هاشم*
    الخرطوم - 11 مايو 2023م

    طالعتنا الأسافير بمقال لأختنا رشا عوض ينضح بالغبن ويكشف بكل أسف كيف يمكن للمغبون أن تنحجب دونه كل مخايل الذكاء والفطنة، هذا حتى لو كانت الشخصية المغبونة هذه في مقام أختنا العزيزة رشا عوض. المقال عبارة عن أحكام مرسلة في الهواء تقوم على التعريض دون التوصيف الموضوعي وبالتالي دون تحليل. وأجمل ما فيه أنها شملتني بذكر صديقي الحبيب عبد العزيز بركة ساكن، الرجل الذي تسكنه الحكمةُ بمثلما يسكن فيها.
    هذه ليست بمناقشة مني لما جاء في مقالها، بقدر ما هي استعراض لحالة خطيرة تجمع ما بين الشخصية المغبونة لدرجة الفوبيا، وكيف تنحجب عنها بالتالي كل مخايل الذكاء والتفكير السليم في أدنى درجاته، دع عنك التفكير النقدي.
    ما جاء في مقال أختنا رشا عوض، بكل صراحة وبكل احترام وتقدير، مجرد أحكام مرسلة وغير مقيدة بأي توصيفات للحالة المراد مناقشتها. وكلامي هذا لا يعني أن أحكام رشا هذه خاطئة، لكن ما أعنيه هو أنها لم تؤسسها على أي بينات ناتجة عن توصيف دقيق وصادق وواقعي للحالة التي أصدرت بحقها أحكامها هذه. كل هذا لأنها قد أصبحت شخصية مغبونة حد الانفجار من الكيزان والجيش وكل شيء، حتى من أصدقائها.
    فهي لا تناقش حيثيات كلامي بخصوص طبيعة الجيش السوداني. أولا، كون هذا الجيش هو جيش نظامي وليس مليشيا، وبحسب مفاصل احتجاجي، فهذه ليست وجهة نظر حتى تختلف معها، بل هي مما يُحمل على أنه معلومة بموجب معايير راسخة في العلوم العسكرية. وقد فصّلتُ في هذا بقدر ما يسمح به الزمن، ولكنها لا تناقشه بل تقفز عليه وتعامله كما لو كان مجرد وجهة نظر. بل أسوأ من ذلك تستخفُّ به بأن تصفه بأنه مجرد كلام أكاديمي ونوع من سلخ لجلد النملة أو الناموسة، فتصوروا!
    بالطبع، حتى قواعد علم العسكرية يمكن مناقضتها، لكن بتفكيك تماسكها العلمي ثم تأسيس البديل القاعدي لها.
    ثانيا، وكما رأينا، هي تخلط بين الخاصية النظامية للجيش وبين عقيدته الوطنية، وقد كتبتُ كثيرا لأوضح أن العقيدة القتالية للجيش السوداني ليست وطنية. ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن الجيش السوداني مليشيا.
    بالنسبة لي، فلا علم لدي بموقف بركة ساكن، لكن ما تقوله رشا عن موقفي فهو تلخيص غير صحيح وحكم مرسل وغير مبني على تحليل عناصر الاحتجاج فيما قلتُه.
    موقفي مبني على موقف الثورة والثوار القائل بحل الجنجويد دون دمج، بينما يعود الجيش للثكنات ليتم إصلاحه هيكليا. وعليه، بحكم حقيقة أن الجيش هو الذي ابتنى هذه المليشيات، وبالتالي على الجيش تقع مسئولية حل هذه المليشيات. ثم بعد ذلك معركتنا مع الجيش من حيث تحقيق شعارات الثورة بإصلاحه سوف تستمر.
    فهل هذا موقف منحاز للجيش؟ أم هو موقف متسق مع المطالبة الثورية بحل الجنجويد؟ أم أن أختنا رشا تريد منا أن نقوم بحل كلا الجيش ومليشيا الجنجويد في وقت واحد؟ لقد ظللنا نطالب الرئيس المخلوع عمر البشير بحل مليشيا الجنجويد منذ لحظة تأسيسها، ورشا عوض كانت من ضمن المطالبين بذلك. فإذا افترضنا أن البشير استجاب وقتها لمطالبنا وقام بحل الجنجويد ثم تمردت عليه هذه المليشيا، فماذا كانت ستفعل رشا وقتها؟ نعم، لدينا معركة مؤجلة مع الجيش تتعلق بإجراء الإصلاحات الهيكلية عليه، وهذه المعركة لا يمكن أن يتم تحييدها لمجرد تأييد قرار حل مليشيا الجنجويد. فهل التفريق بين هذين الموقفين يحتاج إلى قدرات ذهنية خارقة؟ ثم إن هذا هو موقف الثورة والثوار القائل بحل مليشيا الجنجويد وعودة الجيش للثكنات في انتظار إجراءات إصلاحه. كلام أختنا العزيزة رشا عوض هذا قد يعني شيئا خطيرا للغاية، ألا وهو أنها لا علاقة لها بهذه الثورة الشعبية المجيدة وما رفعته من شعارات تنطوي على وعي جمعي متقدم. فموقفها هذا ليس هو موقف الثورة التي قالت بحل الجنجويد وبعودة الجيش للثكنات بغرض إصلاحه.
    بالطبع يمكن للأخت رشا أن تخلص إلى أي حكم مرسل، دون تقعيده، لكن لو أرادت تقعيده على ما قلتُه، عندها يتوجب عليها أن تورد اقتباسات مما قلته أو نشرتُه من آراء أدعمُها، ثم تقوم بتفكيك مفاصل احتجاجي تحليلا ونقدا د، وصولا إلى النتائج. فهلا تكرمت وفعلت هذا من باب فائدة النقاش، وهي لا تعوزها القدرة على ذلك؟
    وهذه هي نفسها مطالبتي لها فيما تنسبه لي من قول مرسل وغير مقيد بخصوص جون قرنق ورفعي له إلى منزلة المسيح. أين ومتى قلتُ هذا؟ ثم متى زعمتُ بأن هذا الجيش السوداني هو جيش وطني؟ قلت - وبحسب معايير علمية أرساها علم العسكرية - إنه جيش نظامي، وليس مجرد مليشيا، ثم زدتُ بأن هذا لا يعني أنه جيش وطني، وهذا هو مناط الإصلاح الهيكلي من حيث مراجعة العقيدة القتالية للجيش، وهي أيضا من مطالب الثورة الشعبية، لكن ليس مساواته قدم بقدم neck to neck مع مليشيا الجنجويد. هذه هي كلماتي مكتوبة وملفوظة في تسجيلاتي، فهلا أتت لنا الأخت رشا بما يخالف هذا من كلام يمكنها أن تنسبه لي؟
    أما بخصوص حديثها عن قضايا الحروب الأهلية في السودان، فهذه قضايا وطنية نشأت جراء مظالم تاريخية بدورها أدت إلى نشوب الحروب الأهلية كحكم ضرورة، وتطورت عنها حركات الكفاح المسلح بزعم تمثيل هذه القضايا التي تقف وراءها حواضن اجتماعية وطنية. هذا لا علاقة له بمليشيا الجنجويد التي تقاتل من أجل المال والسلطة عبر بناء مجد أسرة. فهل الآن في مقدور عبد العزيز الحلو أن يحافظ على ثورية الحركة التي يقودها إذا ما شرع في تعيين شقيقه كنائب له دون أن يكون لشقيقه أي مؤهلات بخلاف أنه شقيق عبد العزيز الحلو؟ حتى هذه ليس في مقدور البرهان أن يفعلها. لكن هذه هي القاعدة الأساسية لصعود سلم القيادة العليا في مليشيا الجنجويد، وليس أدل على ذلك من أن وفد مليشيا الجنجويد إلى مفاوضات جدة يقودها شقيق حميدتي ونائب حميدتي هو شقيق حميدتي ... إلخ. فكيف وعلى أي أساس جمعت أختنا رشا عوض كل هذه المتناقضات في سلة واحدة؟ أقصر الإجابات وأصدقها أنها فعلا هذا بسبب الكتابة المغبونة التي حجبت عنها مخايل الذكاء والتفكير السليم الذي عهدناه فيها.
    هذه كتابة مغبونة ومهجّسة بفوبيا اسمها "الكيزان"، وكما ظللت أقول وأردد: المُغتبِن غير فطِن!
    *MJH*
    الخرطوم - 11 مايو 2023م






                  

05-11-2023, 06:16 AM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رشا عوض وفوبيا الكيزان والكتابة المغبونة- (Re: زهير ابو الزهراء)

    لإثراء النقاش
    نورد واحدة من مقالات رشا عوض والتي ذكرت فيها محمد جلال هاشم
    Quote: كيف وجدت المتلازمة الأردولية طريقها الى مقالة محمد جلال هاشم؟
    مارس 15, 2023089 7 دقائق
    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


    بقلم :رشا عوض

    حسب “المتلازمة الأردولية” لا يجوز توجيه اي نقد للفساد المستشري في الشركة السودانية للموارد المعدنية ولا للحركات المسلحة التي انحازت للانقلاب العسكري وجماعة “اعتصام الموز”، وكل من تجرأ على ذلك فهو عنصري يمارس الاستعلاء على الهامش وهو ضد المهمشين وفاقد للاحساس بما تعرضت له الاقاليم المهمشة من مجازر وابادات وتشريد ونزوح ولجوء الى اخر هذه البكائيات التي تزخر بها بوستات السيد مبارك أردول في كل “زنقة سياسية” او حصار في قضايا الفساد والمحسوبية!! وذات الامر ينسحب على اي نقد سياسي لقادة الحركات المسلحة الذين يفترضون لأنفسهم حصانة مطلقة من اي نقد عبر فزاعة الاستهداف العنصري للمهمشين.

    بكل اسف وجدت هذه المتلازمة الأردولية طريقها الى مقالة للدكتور محمد جلال هاشم وهو المثقف الرفيع والباحث والكاتب المجوِّد، وقبل ذلك الأخ العزيز والصديق المحترم، ففي سياق رده على مقالتي “لا توجد ثورة مسلحة في دارفور أصلا” تهرب تماما من مناقشة الحيثيات التي أسست عليها فرضيتي (عدم وجود ثورة مسلحة في دارفور) وكل ما فعله هو الزعم الذي تضمنه عنوان مقالته : “في دارفور توجد ثورة تحريرية عظمى، لكن ربما لم تطور لها قيادة ملهَمة بعد” ولكن محمد جلال لم يشرح لنا ما هية هذه الثورة التحريرية العظمى وكيف تكون كذلك وهي باعترافه لم تطور قيادات؟ كنت اتوقع منه ان يثبت لنا ان هناك ثورة في دارفور بالمعنى المتعارف عليه لهذه المفردة ذات المدلول السياسي الواضح عبر الاجابة على اسئلتي التي طرحتها: ما هي المرجعية النظرية للثورة المسلحة في دارفور؟ ما هو المشروع السياسي والاقتصادي والتنموي المطروح هناك لرفع المظالم والتغيير الحقيقي؟ اين هي القيادات الثورية وما هو تأهيلها الاخلاقي والفني لقيادة الثورة؟ واين هي الحاضنة الاجتماعية المساندة لهذه الثورة المزعومة؟ بدلا من الإجابة على هذه الأسئلة أسرف محمد جلال في توجيه الاتهامات الصريحة والضمنية لشخصي بعدم الحساسية تجاه معاناة اللاجئين والنازحين، وإنكار ما حدث في دارفور من مآسي إنسانية ، وعدم الشجاعة والامانة في توصيف الواقع بتجرد في دارفور! فضلا عن مغالطات عجيبة مثل استنكار عبارة “قضية دارفور” التي وردت في مقالتي باعتبارها تنكر البعد الوطني للقضية!! وإنكار دور الحركة الشعبية في حرب دارفور.

    وبما ان نص وروح رد محمد جلال يصب في اتجاه تجريم تساؤلاتي المشروعة جدا والتشكيك في نزاهة موقفي من قضية المهمشين، فلا بد من التفصيل في عدد من النقاط التي أثارها:

    أولا: انعدام الحساسية تجاه اللاجئين والنازحين:

    لقد قلت في مقالتي بالحرف الواحد”تظل قضية الهامش عادلة ومن واجب كل الاحرار والشرفاء النضال من أجل رفع المظالم التنموية ومكافحة العنصرية والتمييز ضد اقاليمنا العزيزة غربا وشرقا وجنوبا، وهذا الواجب يقتضي كشف حقيقة المحامين الفاشلين ممثلين في الحركات المسلحة.” وورد ايضا” في دارفور حروب وكالة مصنوعة أحرقت الاقليم وعذبت الأبرياء وشردتهم، ولكن لم تكن ضمن أجندة المحاربين على اختلافهم إنصاف اهل دارفور من الظلم وتغيير واقع حياتهم للأفضل.” هذه نصوص واضحة في أن محور اختلافي مع قيادات الغفلة في دارفور هو الانحياز للمهمشين ولكن المتلازمة الأردولية تهدف الى تحويل ضحايا الحروب ومآسيهم الانسانية وقضاياهم العادلة الى مجرد دروع واقية من ادنى درجات المساءلة السياسية والاخلاقية للوردات الحرب!

    أنا لا احتاج لذر الرماد في العيون بترديد البكائيات النفاقية على اللاجئين والنازحين وضحايا الحروب كما يفعل مناوي وجبريل واردول! لانني أصيلة في الانحياز لهم ، وأصالتي هذه هي التي تجعل ضميري عصيا على اي تخدير آيدولوجي! هي التي تجعل معياري لتقييم اي مشروع سياسي مدني او ثورة مسلحة مزعومة هو نوع تأثيره على حياة البشر! هو مآلاته على ارض الواقع! ولذلك كفرت بكل المساخر المسلحة التي تسمونها ثورات دون وجه حق! كفرت بها مثل كفري بالإنقاذ لسبب وحيد هو انها جلبت الشقاء والعذاب للمهمشين في طول البلاد وعرضها! ولم يكن لديها اي مساهمة في تحرير او تنوير او تطوير المهمشين بل تعاملت معهم مثل دكتاتوريات المركز قمعا وقهرا ونهبا واستغلالا، بل ومجازر جماعية ترتب عليها نزوح ولجوء الملايين كما حدث في جنوب السودان! وبتجوال بسيط عبر قوقل وتقارير الامم المتحدة وحتى الاتحاد الافريقي تستطيع ان تجد من المعلومات عن جرائم حركات النهب المسلح هذه ما يثبت لك انها نسخة من عصابة الانقاذ! ومن كان نزيها في موقفه من تضحيات اهل الهامش لا بد ان يدين انتهازية الحركات المسلحة ومقايضتها لدماء وعذابات الهامش بالمناصب وغنائم السلطة.

    ثانيا: توصيف الواقع بشجاعة وامانة

    ليس من مقتضيات الامانة في توصيف الواقع في دارفور القبول غير المشروط والبصم بالعشرة على سردية محمد جلال هاشم للصراع هناك بكل ما فيها من تعسف! أي على أساس ان هناك عنصرا عربيا ممثلا في نظام الانقاذ يريد استئصال عنصر أفريقي تمثله الحركات المسلحة، الهوية العرقية هي أحد أبعاد الحرب ولكنها ليست البعد الوحيد، فهناك تعقيدات سياسية واقتصادية تجعل القضية مركبة وليست بهذا التبسيط الايدولوجي المريح جدا للطرفين المتحاربين في التجييش للمعارك: الانقاذ تريد فرض سردية ان العروبة في خطر والحركات المسلحة تريد فرض سردية ان العنصر الافريقي في خطر، وهنا نتساءل لو كان الأمر بهذا الشكل ولو كانت القضية فرز عرقي محض لماذا سعت حركات دارفور في اواخر عهد البشير للتحالف مع ما يسمى مجلس الصحوة الثوري بقيادة زعيم الجنجويد ذي الخلفية الكيزانية موسى هلال؟ لماذا وقعت معه الجبهة الثورية مذكرة تفاهم رغم انه قواته كانت رأس الرمح في الحريق والتقتيل والاغتصابات والفظائع؟ لماذا استوزر قادة الحركات في عهد البشير؟ لماذا تحالفت حركات دارفور مع حميدتي بعد الثورة التحالف الذي أثمر جريمة اتفاق جوبا للسلام؟ ما هو سر ذلك التحالف بين حميدتي وحركات دارفور التي هزمها في الميدان بنفسه ولكنه بعد ثورة ديسمبر ذهب اليها في تشاد وعقد معها التفاهمات واغدق على قياداتها العطايا وسيارات الدفع الرباعي وحسب علمي لم يرتفع صوت واحد في وجه مناوي او جبريل ابراهيم او مالك عقار مستنكرا الارتماء في احضان حميدتي ورافضا لقبول عطاياه استنادا لمناحات التطهير العرقي والإبادة الجماعية، تلك الاسطوانات التي لا يتم اجترارها إلا لإخراس الأصوات الناقدة للوردات الحرب! ؟ لماذا نجد حركات الكفاح المسلح المزعوم في صف انقلاب البرهان وقياداتها غارقة في بزنس الذهب الملطخ بالدماء والفساد الأرعن؟ لماذا لم نسمع لهم صوتا وهم في حضن الانقلاب عن تسليم البشير واحمد هارون وعبد الرحيم محمد حسين لمحكمة الجنايات الدولية؟ لماذا لم تتصدر قيادات الغفلة المظاهرات المطالبة بالعدالة الانتقالية والاصلاح الأمني والعسكري؟ لماذا لم يتقدم ولا واحد منهم باستقالته من منصبه في ظل انقلاب البرهان احتجاجا على مجزرة كرينق التي قتل فيها مائتا شهيد في يوم واحد وغيرها من المجازر في الجنينة ونيالا وجنوب كردفان(ولا دبيب في خشمو جراداي ما بعضي)؟! من المخزي حقا ان تكون الاستقالة الوحيدة المسببة باسباب تخص ضحايا دارفور هي استقالة السيدة عائشة البصري الموظفة الاممية باليوناميد التي اتهمت قوات اليوناميد بالتقصير في حماية المدنيين والتواطؤ مع حكومة السودان!! وعائشة البصري مغربية الجنسية!!

    وعندما كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان شريكة في سلطة “دولة الانقاذ المارقة” وأقامت الشراكات الذكية مع مهندسي الابادات والتطهير العرقي أمثال أحمد هارون لماذا لم يتهمها محمد جلال بعدم الحساسية لمعاناة النازحين واللاجئين كما اتهمني الآن لمجرد انني قلت لا توجد في دارفور ثورة وما زلت عند قولي واتحدى محمد جلال ان يثبت لي ان الممارسات العبثية المذكورة اعلاه يمكن ان تكون نتاج ثورة!!

    ثالثا: حركات دارفور والحركة الشعبية

    من الحقائق التاريخية الثابتة هي مساهمة الحركة الشعبية بقيادة الدكتور جون قرنق في تصنيع جزء من الحركات المسلحة في دارفور وتسليحها وتدريبها، حتى مسمى “حركة تحرير السودان” اقترحه جون قرنق على حركة عبد الواحد التي كانت تريد تسمية نفسها “حركة تحرير دارفور”، وكانت كوادر الحركة الشعبية تكتب لهذه الحركات بياناتها. وكانت خطة قرنق هي توسيع قاعدة مشروع السودان الجديد على اساس التمدد غربا وشرقا لإحكام الحصار على المركز، وطبعا اي حرب بمجرد اندلاعها تصبح لها دينامياتها الخاصة في التطور والاتساع والانحراف، وباستمرار تدخل على الخط اجندات إقليمية ودولية لا يملك احد كبحها او التحكم فيها.

    هذه حقائق الشهود عليها أحياء، فلماذا نكتب التاريخ بانتقائية؟ مثلما غامر الترابي بتصنيع حركة مسلحة في دارفور لخدمة أهدافه في الصراع على السلطة في المركز، فعل جون قرنق ذات الشيء وصنع حركة أخرى لخدمة أهدافه في الصراع على السلطة في المركز، هذا التصنيع المتعجل للتمرد المسلح في دارفور في محصلته النهائية أحرق الإقليم، ووضع المواطنين الأبرياء هناك خصوصا من الإثنيات الأفريقية المستضعفة التي تعاني التهميش في عين العاصفة وامام فوهة مدفع الدولة الغاشمة والباطشة التي تفوق سوء الظن العريض! فدفع المهمشون في دارفور أثمانا باهظة للحرب قتلا وتشريدا وتعذيبا، ونظرا للضعف الأخلاقي والفني للحركات المسلحة رديئة الصنعة لم تثمر الحرب المتطاولة في الإقليم مكاسب سياسية او اقتصادية او تنموية لصالح المهمشين، للاسف فاتورة الدم والدموع والتشرد والحرمان من السلام لعشرين عاما لم يتم سدادها في حساب دارفور شعبا وإقليما! بل تم سداداها في حسابات لوردات الحرب مناصب وغنائم، والأخطر من ذلك أفرزت اتفاقيات السلام المعطوبة وعلى رأسها اتفاق سلام جوبا أوضاعا تنذر بمزيد من الحروب العبثية!

    فبعد توقيع هذه الاتفاقية المشؤومة انخرطت الحركات المسلحة في حركة تجنيد واسعة واستدعاء لمرتزقتها من دول الجوار استعدادا لقمع اي تمرد في الاقليم على لوردات الحرب واستعدادا للابتزاز المسلح للحركة السياسية المدنية لتصمت تماما عن مسخرة جوبا، وكل ذلك في سياق صراع غنائم بائس لا مكان فيه للضحايا وقضاياهم العادلة التي ترفع كقميص عثمان في وجوه أمثالي ! ولكنها لا ترفع ابدا في وجه المؤسسة العسكرية وانقلابييها! ولا في وجه الفلول والكيزان ولا في وجه الجنجويد!

    رابعا: ما بعد الرومانسيات!

    بعد تجربة الإنقاذ التي استمرت لثلاثين عاما ما عاد مقبولا ولا معقولا أن يأتي كوز ويصيح بأعلى صوته في وجه معارضيه وا إسلاماه! والاسلام في خطر! والاسلام هو الحل! ببساطة هناك تجربة شاخصة على الأرض جردت السردية الإسلاموية من رومانسية وبريق الوهلة الاولى حتى لدى المواطنين الذين لا علاقة لهم بعالم الفكر السياسي وتعقيداته .

    بذات المنطق ليس مقبولا ولا معقولا ان يأتي شخص منخرط في حركة مسلحة او مثقف منحاز لقضايا المهمشين – مهما كان صادقا ومخلصا في انحيازه – ويصيح في وجه كل من نقد العمل المسلح بفقدان الحساسية تجاه معاناة المهمشين واجترار سرديات المركز والهامش برومانسية الوهلة الأولى التي تبدد بريقها تماما امام تجربة واقعية شاخصة امامنا عمرها عشرين عاما في دارفور، اما تجربة الحركة الشعبية لتحرير السودان فسوف تكمل في 16 مايو المقبل اربعين عاما!

    ما العمل؟

    كيف نبدد هذا الظلام الكالح المخيم على بلادنا؟ كيف نفتح صفحة جديدة في تاريخنا خالية من الحروب والاستبداد والفساد؟ كيف نجبر الكسور والانكسارات المادية والمعنوية لهذا الوطن وندشن مشروعا لنهضته؟ هذه هي الأسئلة الصعبة التي يجب ان تشغلنا، ولن نكون مؤهلين للإجابات الصحيحة بدون سيادة التفكير النقدي في كل التيارات الفكرية والسياسية وتفحص عيوبها البنيوية وإصلاحها في اتجاه توطين قيم الديمقراطية والمؤسسية واستيفاء معايير الحكم الراشد من مشاركة وشفافية ومسىاءلة ومحاسبية وسيادة حكم قانون، لن نكون مؤهلين للإجابات الصحيحة مالم ننتقل من خانة الفرز العرقي والهوياتي الى خانة الفرز السياسي على أساس القيم الإنسانية العالمية وقمتها الديمقراطية وحقوق الإنسان ووسائلها مؤسسات الحكم الراشد، لن نكون مؤهلين للإجابات الصحيحة دون رد الاعتبار لخطاب الحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية الذي انحسر بفعل فاعل لصالح خطاب الاصطفاف السياسي على أسس إثنية وجهوية، وهذا لا يعني الغفلة عن قضايا التمييز العنصري وفشل الدولة السودانية في إدارة التنوع الثقافي في البلاد، ولا يعني التخلي عن واجب الاعتراف بهذه الحقائق والاعتذار عنها في سياق عملية تاريخية للعدالة الانتقالية كمدخل لمصالحة وتعافي وطني مطلوب بإلحاح في ظل الانقسامات العميقة الماثلة.

    ولكن لا بد من مغادرة الغلو والتنطع في الخطاب الهوياتي والإثني الذي أصبح آفة عالمية أغرقت المجتمعات في شبر ماء الانقسامات الهوياتية على حساب خطاب الحقوق الاقتصادية والاجتماعية الارحب والاوسع والاقدر على توحيد المجتمعات لخدمة مصالحها المشتركة، وفي السودان ادى خطاب الفرز العرقي والهوياتي المسيطر على الحركات المسلحة الى إفراز ثقافة سياسية متخلفة لم تحفل بالديمقراطية وحقوق الإنسان وتوطين المؤسسية والحكم الراشد، بل وجعلت من الابتزاز العرقي وسيلة لإخراس اي مساءلة لتجاربها ، فكانت النتيجة استبدال قهر المركز واستغلاله للمهمشين بقهر واستغلال الحركات المسلحة! وما بمثل هذا يتم إنصاف المهمشين المفترى عليهم مرتين!!
                  

05-11-2023, 06:17 AM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رشا عوض وفوبيا الكيزان والكتابة المغبونة- (Re: Nasr)

    مقالات أخري للكاتبة رشا عوض تلقاها هنا
    https://rinasnews.net/category/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A/https://rinasnews.net/category/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A/
                  

05-11-2023, 02:04 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رشا عوض وفوبيا الكيزان والكتابة المغبونة- (Re: Nasr)

    أفتكر دقب آخر مداخلة لرشا عوض عن هذا الموضوع

    Quote: من أجل الاتساق لا اكثر!!

    25

    رشا عوض
    11 May, 2023

    من حق الدكتور محمد جلال هاشم والاديب عبد العزيز بركة ساكن اتخاذ موقف منحاز للجيش ، وترديد سردية ان الجيش مؤسسة وطنية بدونها يمكن أن تنهار الدولة، وأن الجيش مهما بلغت عيوبه فإن الوطنية تقتضي الصبر عليه لأنه قابل للإصلاح.
    ولكن حتى نبلع هذا الموقف لا بد أن يعتذر د. محمد جلال عن تمجيده لجون قرنق ورفعه إلى منزلة المسيح عليه السلام، فحسب علمي جون قرنق ما كان يحارب حملة الدفتردار او جيش كتشنر بل كان متمردا على جيش الهنا الذي أصبح الاصطفاف خلفه الان دون قيد او شرط واجبا وطنيا!


    وذات الأمر مطلوب من الأديب عبد العزيز بركة ساكن المنحاز للحركة الشعبية جناح عبد العزيز ادم الحلو الذي حتى آخر مفاوضات كان مصرا على الاحتفاظ بجيشه وعدم دمجه في جيش الهنا لان له رأي في قومية هذا الجيش! الحلو كذلك ليس في حرب لتحرير حلايب او استرداد إقليم بني شنقول من الحبشة بل هو في حرب مع جيش الهنا مواصلة لما بدأه قرنق!
    باختصار يشهد واقعنا وتاريخنا القريب جدا بأن الجيش مؤسسة مأزومة والشعب السوداني بمختلف تياراته ليس موحدا حولها بدليل ان كل الذين يرفعون عقيرتهم الان بأن الاصطفاف خلف الجيش بداهة وطنية ومن المسلمات غير المطروحة للنقاش تورطوا هم او تورطت مؤسسات يناصرونها في رفع السلاح في وجه الجيش!


    الحركة الشعبية حاربت الجيش قرابة الربع قرن وبعد توقيع اتفاقية نيفاشا أصر جون قرنق على الاحتفاظ بجيشه لانه لا يثق في الجيش وسار على دربه الحلو!
    حزب الأمة والوطن الاتحادي بقيادة الشريف حسين الهندي ومعهم الكيزان ( يا سبحان الله) كونوا الجبهة الوطنية التي عارضت نظام نميري بالسلاح وبالفعل غزت الخرطوم عام ١٩٧٦م وقاتلت جيش الهنا لأيام قتالا ضاريا ، وما زال الكيزان يفخرون بشهدائهم في تلك المعركة وعلى رأسهم محمد صالح عمر وعبد الإله خوجلي!


    في معارضة الانقاذ رفعت غالبية فصائل التجمع الوطني الديمقراطي السلاح في وجه جيش الهنا ( جيش الأمة للتحرير، قوات الفتح التابعة للاتحادي الديمقراطي، وقوات مجد التابعة للحزب الشيوعي،فضلا عن الحركة الشعبية وقوات التحالف بقيادة عبد العزيز خالد )
    فشنو، بدلا من التنطع الأكاديمي وسلخ جلد الناموسة في محاضرات عن الفرق بين الجيش النظامي والمليشيا وشرح مزايا الجيش السوداني، مفروض نعترف إما بأزمة الجيش الذي حاربته القوى السياسية من اليمين واليسار ومن المركز والهامش ومن الشمال والجنوب والوسط وشككت في قوميته ، ونتفاكر حول كيفية بناء جيش وطني ومهني يمثلنا جميعا و لا يقتلنا ولا نقاتله وذلك في سياق مشروع وطني ديمقراطي،يطوي صفحة الحكم الاستبدادي المسنود بالجيش وصفحة الانقلابات العسكرية وصفحة التمرد المسلح ضد الجيش، وإما ان يعتذر كل من رفع سلاحه في وجه الجيش وكل من تعاطف او انتمى لحركة حاربت الجيش ويعترف بأنه كان في غفلة عن واجبه الوطني.


    هذه البلاد في أزمة مركبة لا تنحصر في الجيش فقط، بل تشمل حتى القوى السياسية والمثقفين الذين تتبدل مواقفهم بتبدل مواقعهم!
    أكاد أجزم لو كان الذي يحارب الجيش في شوارع الخرطوم الان هو الجيش الشعبي بقيادة الحلو ما كنا سمعنا كلمة واحدة عن الجيش النظامي حامي حمى الدولة، بل كانت ستصم آذاننا حكايات السودان الجديد والبان افريكانزم والدولة المركزية الشينة القبيحة السنيحة التي لا يجدي في مواجهتها سوى الاجتثاث بالسلاح!
    #لا_للحرب
    #هذه_حرب_الكيزان
    #الاصلاح_الامني_العسكري
                  

05-11-2023, 02:27 PM

Mahjob Abdalla
<aMahjob Abdalla
تاريخ التسجيل: 10-05-2006
مجموع المشاركات: 8952

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رشا عوض وفوبيا الكيزان والكتابة المغبونة- (Re: Nasr)

    Quote: رغم ان الورقة طويلة جدا إلا انها تمثل اهم ورقة قرأتها حتي الان عن هذه الحرب ، اي باحث عن الحقيقة عليه الاطلاع علي هذه الورقة .
    : استطرادا لبيان مؤتمر كوش حول الحرب الدائرة

    محمد جلال أحمد هاشم

    الخرطوم - 10 مايو 2023م

    تحت عنوان لماذا اندلعت هذه الحرب؟ وكيف يمكننا وقف هذه الحرب! أصدر مؤتمر كوش بيانا ضافيا وضع فيه النقاط حول الحروف. أدناه سوف نقدم استطرادا وتوسعةً منا لهذا البيان الهام.

    الحرب والكتابة المغبونة ضد الجيش
    يتناول بيان مؤتمر كوش ما نلاحظه جميعا هذه الأيام في الكثير من الكتابات التي تحاول تحليل هذه الحرب الجارية، ورغم ذلك تفشل أغلب هذه الكتابات في التوصيف الدقيق للحالة، ثم تفشل تبعا لذلك في التحليل وبالتالي في النتائج. وهناك من يتلمظون الشفاه متعةً واستمتاعاً بنتائجهم الجزافية التي توصلوا إليها ومفادها الهزيمة النكراء التي مُني بها الجيش السوداني في مواجهة مليشيا للدعم السريع. بعض هؤلاء ينطلقون من مزاعم بأن هذه الحرب هي حرب الكيزان ضد الجنجويد؛ وبعضهم ينطلقون من أن هذه الحرب هي حرب وكالة! ممن وعمن ولمن؟ هنا نراهم يصدرون الأحكام الجزافية دون تقعيدها تحليليا. وبعضهم ممن ينتمون إثنيا إلى المجموعات الثقافية التي صدر منها الجنجويد، وعملا بالقاعدة التي تقول "الجنس للجنس رحمة" وجدوا أنفسهم مصطفين مع الجنجويد؛ هذا مقابل اصطفاف آخر مع الجيش بافتراض أنه أيضا يمثل الوسط والشمال النيلي. كل هذه الكتابات لا تصدر إلا من أشخاص سذج، وكسالى ذهنيا، يركنون للنتائج السهلة ولو كانت خاطئة، أو من قبل أشخاص يحملون غبائن ضد الجيش السوداني. وكما قلنا، المُغْتَبِن غير فَطِن، ذلك لأن مخايل الذكاء تنحجب عنهم جراء غبنهم. وهكذا نجد أنفسنا بين نارين: نار الكتاب المتواطئين من جانب، ونار الكتاب المغبونين من جانب آخر.
    *

    يبدا بيان مؤتمر كوش بعنوان جانبي يقرأ: توصيف الحالة بموجب الحقائق على الأرض ويأتي في معرض ذكر الحقائق على الأرض، مقابل الكتابة المتواطئة أو المغبونة، وبهذا يقدم توصيفا صادقا ومتعمقا للحالة كما هي على الأرض.
    *
    إذن، كما يقول بعض كتاب المقالات المغبونين، فالجيش قد تحطم وانهزم أمام مليشيا الجنجويد! حسنا! يتساءل البيان: أين يفترض أن هذا قد حدث؟ بالطبع، بحسب زعمهم، فقد حدث في الخرطوم! هنا ينبّه بيان مؤتمر كوش إلى أن هذا لو فعلا حدث، فإنه لا يعني بالضرورة أن الجيش السوداني فعلا قد تحطم! فالجيش لا زال موجودا في كسلا والقضارف وبورسودان وعطبرة وجبيت وشندي ومروي وكريمة والدبة ودنقلا ووادي حلفا والأبيض وكادوقلي والدلنج والنهود ومدني وسنار والدمازين وكوستي والجبلين والفاو والفاشر والجنينة ونيالا والضعين وزالنجي .... إلخ؟ فهذا فعلا حكم مرسل وغير مقيد بأي قدر من التوصيف الموضوعي الملتزم بالحقائق على الأرض حتى يخلص بعد هذا إلى تحليل الواقع ليصل بعد هذا إلى النتائج.
    بعد هذا يقوم البيان بأخذ جزئية انهزام الجيش السوداني في الخرطوم العاصمة، ويبدأ بالحقائق على الأرض. فالدعم السريع له على أقل تقدير حوالي 70 إلى 80 ألف مقاتل داخل الخرطوم، مقابل حوالي 15 - 20 ألف مقاتل للجيش السوداني بالخرطوم. والدعم السريع يستخدم كل ما في حيلته من سلاح (رشاشات آر بي جي، إس بي جي، الدوشكات أحادية وثنائية، وحتى الرباعية المضادة للطائرات) ضد مشاة الجيش السوداني. بالإضافة إلى هذا، يلفت البيان النظر إلى أنه ينبغي أن نضع في الاعتبار العوامل التالية:
    أولا، تعتمد قوات الدعم السريع على فتح النيران الكثيفة وبلا هدف محدد (مثل فتح النيران على طائرات خارج مدى رمايتها)، مع زيادة عددها مقارنةً بعدد قوات الجيش السوداني؛
    ثانيا، تتخفى قوات الدعم السريع خلف الأحياء السكنية والمواقع الإستراتيجية مثل محطات الكهرباء والمصفاة، والقصر الجمهوري .. إلخ، بالإضافة إلى استخدام المدنيين كدروع بشرية، دون ذكر أي شيء عن ترويع الشعب ونهب ممتلكاته العامة والشخصية واستباحة منازله واتخاذها كمقار مؤقتة له، بالإضافة إلى التدمير والحرق المتعمد للمؤسسات العامة.
    هذا يعني بالواضح أن الدعم السريع يحارب بلا أي أخلاقيات اشتباك تجاه المدنيين وتجاه حقوقهم الأصيلة كمواطنين، ثم تجاه مكتسبات الشعب ممثلة في المؤسسات العامة. فهذا، جانبا عن تجريمه، يجرده من أي حاضنة اجتماعية ويجعله يحارب مجتمعا بأكمله يقف متضامنا مع جيشه، وقريبا ما يصطف معه تضامنا وقتالا. وكل هذا يكشف عن الطبيعة المليشيوية المافيوزية لقوات الدعم السريع. وهذا يعني، ضمن ما يعني، قصور الخبرة القتالية المنظمة لدى مليشيا الجنجويد، بجانب انعدام أي درجة من أخلاقيات الاشتباك. وهذا ما يجردها تماما من أي تعاطف شعبي.
    في المقابل، يعمل الجيش بخطط تمليها عليه قواعد الاشتباك وتكتيكاته التي يعرفها أي جندي أو ضابط تخرج في مدرسة الجندية أو في أي كلية حربية، وأولها مراعاة قواعد الاشتباك داخل المدن والأحياء في مواجهة مليشيا فائقة العدد وعلى استعداد لاتباع سياسة الأرض المحروقة، كما لا تضع أي اعتبار للمدنيين، بل تنكّل بهم وهي لمّا يُكتب النصرُ لها بعد.
    في وضع كهذا، يصبح من غير الحكمة العسكرية زج الجنود المشاة في معركة ضد قوات تفوقهم عددا. فما العمل وما الحل؟ مع كامل إدانته للقصف العشوائي وتهديد حياة المدنيين، يستعرض بيان مؤتمر كوش الحل الذي تبناه الجيش، ألا وهو القصف الجوي لمواقع المليشيا ومن ثم التقدم ببطء على الأرض، لكن بثقة، في سبيل تمشيط المناطق التي تنتشر فيها هذه المليشيا. وهنا ينبغي أن نلاحظ أن المصطلح المستخدم هو "تمشيط" combing، وليس دحر، لأن ما يجري حقيقةً هو انهزام مليشيا الجنجويد إستراتيجياً وتكتيكيا.
    *
    ثم يتناول البيان حقيقة أن هناك بعض الكتاب المتواطئين أو المغبونين (لا يهم) ممن تحدثوا بسخرية واستهزاء عن الاستعانة بقوات الاحتياطي المركزي في تمشيط وسط الخرطوم، متخذين ذلك كبينة على انهزام الجيش السوداني. في هذا الخصوص، يلفت بيان مؤتمر كوش إلى أنه كان عليهم أن يستفسروا أولا عن طبيعة ومهام قوات الاحتياطي المركزي قبل الحديث. فهذا الاستخدام في حقيقته شيء منطقي للغاية، ذلك لأن هذه القوات التي يقرب عددها من 30 ألف يفترض أن تكون عالية التدريب لمواجهة حرب المدن، في تساوق وتعاون مع الجيش الذي قد يجد نفسه داخل المدن غير قادر على استخدام أغلب قوته الضاربة (الصواريخ والمدفعية والدروع وإلى حد كبير استخدام سلاح الجو بقدراته القصوى).
    أما أن تكون هذه القوات (الاحتياطي المركزي) غير عالية التدريب، فيشير البيان إلى أن هذا متوقع ومرد أكبر أسبابه إلى عدم الاشتباك ضد أي عدو عالي التسليح في الماضي القريب، وانكفائها لسنوات عددا على قمع المظاهرات السلمية والتنكيل بالثوار. وفي الحقيقة هذا العامل هو نفسه ما يعاني منه الجيش لدرجة كبيرة، كونه لم يخض أي حروب مؤخرا. ولكن استعادة الروح القتالية والجاهزية يمكن أن تتحقق بسرعة كبيرة للقوة التي تلقت من قبل التدريب المهني العالي، لكن تراخت قدراتها.
    *

    لا للحرب! أوقفوا هذه الحرب!
    بخصوص حديث العديد من كتاب المقالات المتواطئين أو المغبونين، أو غيرهم، عن ضرورة وقف القتال فورا، يشير البيان إلى أن هذه الدعوة، بالطريقة التي يلوكونها، ساذجة وفطيرة ولا طائل من ورائها. ذلك لأنها بطريقتها هذه لن توقف الحرب. هنا يشدد بيان مؤتمر كوش إلى أنه كان الأحرى بهؤلاء الكتاب أن يلتفتوا لعامل الضرورة في هذه الحرب، وما إذا كان موجودا أم لا. فالحروب لا تشتعل إلا لضرورة، ذلك لكلفتها العالية. وبالتالي إذا لم تُعالج هذه الضرورة فإن الحرب لن تقف لمجرد أن المدنيين قد طالبوا بوقفها. فهل فعلا توجد ضرورة لهذه الحرب؟
    بدءا، لا بد من التنبيه إلى أن عامل الضرورة لا يشمل طرفي النزاع، بل هو ألزم لطرف واحد دون الآخر. وكما قال بيان مؤتمر كوش، فإن تحديد طبيعة عامل الضرورة هو النافذة والبوابة والمدخل لحل أي حرب؛ وبدون تحديده سوف تفشل كل الجهود لإيقاف النزاع في بدايته أو إيقاف الحرب بعد أن تشتعل.
    لشرح مسألة الضرورة هذه، ضرب بيان مؤتمر كوش أمثلة معاشة. من ذلك، مثلا، نزاع خليج الخنازير مقتبل ستينات القرن العشرين بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، وجدت الأخيرة نفسها مضطرة (تأملوا معنى "مضطرة") لتشغيل بطاريات القنابل النووية لأن بناء الاتحاد السوفيتي لقاعدة عسكرية في كوبا (ما يعني تحت خاصرتها) إنما يعني في حقيقته الحرب، فكان أن استعدت لها لأنها كانت مضطرة لذلك، حمايةً لنفسها وأرضها وسيادتها ... إلخ. وكذلك الحال في الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة الآن! فقد شعرت روسيا أن انضمام أوكرانيا لحلف الناتو سوف يضع كل الأراضي الروسية تحت رحمة الحلف، وبالتالي لا يمكن لحلف الناتو أن يدفع أوكرانيا لطلب عضويته من باب حرصه على السلام، بل من باب تخطيطه للحرب. وقد فعلت روسيا كل ما بوسعها منذ عام 2008م لإقناع أوكرانيا وحلف الناتو بضرورة عدم انضمام أوكرانيا للحلف. ولكن عندما لم ينفع كل هذا في مواجهة إصرار الحلف وأوكرانيا تحت قيادةً رئيسها الكوميدي للانضمام للحلف، وجدت روسيا نفسها مضطرة لأن تدخل الحرب.
    في حالة خليج الخنازير، بينما كان عامل الاضطرار والضرورة في جانب الولايات المتحدة، لم يكن الاتحاد السوفيتي مضطرا للدخول في ذلك الوضع المؤدي للحرب. وبالفعل، انتهت الأزمة بانسحاب الأخير من كوبا لعدم اضطراره لذلك. في حالة الحرب الروسية الأوكرانية الجارية الآن، مقابل حالة الاضطرار والضرورة التي تعيشها روسيا، لا تعيش أوكرانيا (ومن خلفها حلف الناتو) أي حالة ضرورة، وبالتالي لا يمكن لهذه الحرب أن تقف بانتفاء عواملها إلا بأن تعلن أوكرانيا أنها غير راغبة في الانضمام لحلف الناتو، كما على الأخير أن يعلن عن التزامه بحيادية أوكرانيا. بهذا تنتفي حالة الضرورة عن هذه الحرب وإلا تحولت إلى حالة عدوانية من روسيا ضد أوكرانيا، وتبعا لذلك تتغير موضعية حالة الضرورة من روسيا إلى أوكرانيا التي سوف يتوجب عليها عندها أن تحارب إلى آخر جندي لديها في سبيل البقاء.
    *
    بالعودة إلى الحرب بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع، أشار بيان مؤتمر كوش بنجاعة إلى أن هذه الحرب في الأصل كان لا بد أن تنشأ من باب الضرورة. فوجود قوتين عسكريتين متوازيتين مستقلتين عن بعضهما البعض داخل الدولة الوطنية الحديثة هو في حد ذاته يؤدي إلى اندلاع الحرب بينهما من باب الضرورة. والمثل يقول: "ريّيسين بيغرقوا المركب"! إذن هذه الحرب كانت ستندلع في كل الأحوال، ذلك بحكم حالة الضرورة. وعليه، على الذين يصفون هذه الحرب بالعبثية، فليعلموا أن ما تحكمه الضرورات لا يمكن أن يكون عبثيا. ولذا وجب عليهم مراجعة موقفهم وعدم الانجرار والانسياق وراء الألفاظ الرنّانة، الطنّانة، التي لا علاقة لها بالواقع. كذلك على الذين يصدقون أن هذه الحرب قد اشعلها الكيزان الفلول أن يراجعوا أنفسهم، ذلك بأن يتحرروا من الكسل الفكري والقبول بالنتائج الرغبوية. هنا يؤكد البيان أن الكيزان فعلا مسئولون عن هذه الحرب من حيث مسئوليتهم في ابتناء المليشيات الموازية للجيش والبوليس والأمن، ذلك من منطلق عدم إيمانهم بالدولة الوطنية؛ وكذلك الحزبيون إبان الديموقراطية الثالثة، تحديدا الصادق المهدي واللواء برمة ناصر وحزب الأمة، فجميعهم مسئولون عما تفتقت عنه عبقريتهم في ابتناء المليشيات ذات الأساس الإثني لمحاربة الجيش الشعبي لتحرير السودان، بمثلما برهان وطاقمه العسكري مسئولون للسماح لمليشيا الجنجويد بأن تتمدد وتتوسع لهذه الدرجة على حساب الجيش السوداني. كل هذا معروف، لكنه يؤكد شيئا واحدا، ألا وهو أن تناقضا بنيويا structural paradox قد توفرت له كل العوامل ليجعل نشوب هذه الحرب تقع من باب الضرورة.
    *
    بعد هذا نأتي لما تناوله بيان مؤتمر كوش من حيث تحديد موضعة حالة الضرورة في هذه الحرب. عند توصيف هاتين القوتين المتحاربتين سوف نجد أن أحدهما هو الجيش النظامي (ولو كان مُسيطَراً عليه من قبل الكيزان، فهذا لا يلغي نظاميته)، مقابل مليشيا إثنية عابرة للحدود وتقودها أسرة. بخصوص نظامية الجيش السوداني برغم السيطرة الكيزانية على قياداته العليا، فهذا لا يلغي نظاميته. فالجيش الألماني، مثلا، كان مُسيطَراً عليه من قبل النازيين، ومع ذلك كان جيشا نظاميا. نعم هذه مشكلة، لكن مقدور على حلها عبر الإصلاحات الأمنية والهيكلية. والحقيقة الماثلة للعيان دون أن يلحظها الكثيرون هي أن الجيش قد استعصت السيطرة عليه تماما من قبل الكيزان، ذلك لرسوخ العقيدة العسكرية للجيش السوداني بوصفه أحد أقدم الجيوش في أفريقيا والعالم الثالث، إذ يبلغ عمره اليوم 200 عام بالتمام والكمال. ومكمن أزمة هذا الجيش هو أنه سابق للدولة السودانية المستقلة، وبالتالي نجد أن عقيدته القتالية خاصة به وليس بالضرورة ان تكون عقيدة وطنية national doctrine، لكن دون أن يعني هذا انعدام الوطنية فيه. فقد عُرف بأنه"جيش سوداني" منذ لحظة تأسيسه كجيش من الرقيق بالضبط قبل 200 عام. ليس هذا فحسب، بل إن إطلاق اسم "السودان" على بلادنا، من بين عدة عوامل، كان لاسم هذا الجيش دور في ذاك.
    وعليه، يمكن أن نذكر أن الكثير من الضباط الذي دخلوا الجيش على أنهم كيزان، غلبت عليهم عقيدتهم العسكرية التي اكتسبوها على ولائهم التنظيمي الكيزاني. وليس أدل على ذلك من حادثة مقاومة الضباط الكيزان ورفضهم لدرجة التمرد لصفقة الأسلحة غير مستوفية المواصفات التي اشتراها نظام الكيزان من أوكرانيا، فكان أن تم اعتقالهم واتهامهم بتدبير حركة انقلابية. وفي الحقيقة، هذا رأي لا يصدع به مؤتمر كوش من عندياته، بل يقول به الضباط المفصولون سياسيا وتعسفيا، وهؤلاء شهادتهم غير مجروحة في هذا الشأن. والمنطق يقول: إذا كان الكيزان قد تمكنوا فعلا من تحويل الجيش السوداني إلى مجرد مليشيا تابعة لهم، فلماذا سعوا إلى إضعافه بابتناء المليشيات الموازية له من دفاع شعبي إلى جنجويد وخلافهما؟ فكل هذه المليشيات أقل قوةً وكفاءةً وعتادا من الجيش!
    *
    هنا يشير البيان إلى أن هذا الأمر لم يفت على الوعي الثوري لدى التروس والكنداكات، ذلك عندما هتفوا: الثورة ثورة شعب .. والسلطة سلطة شعب .. والعسكر للثكنات .. والجنجويد ينحل! فهم لم يقولوا بحل الجيش، بل بإصلاحه، ذلك عبر عودته للثكنات وقيام حكومة مدنية يكون الجيش تحت ولايتها الكاملة، فتقوم بإجراء الإصلاحات الأمنية والهيكلية على الجيش. أما مليشيا الجنجويد، فالموقف الثوري تجاهها كان أيضا واضحا، لا لبس فيه ولا غموض: الجنجويد ينحل! وكذلك الهتاف ذو الوعي العالي: يا برهان ثكناتك أولى .. مافي مليشيا بتحكم دولة! وهذا هو الدرس الذي يبدو أن البرهان قد استوعبه أخيرا، بينما عجز حميدتي عن أن يفهمه، بالرغم من أن الدرس الكامن في هذا الهتاف ألزم له هو من برهان.
    *
    هذا بخصوص مسألة سيطرة الكيزان على الجيش السوداني وتحويله إلى مجرد مليشيا لا فرق بينها وبين مليشيا الجنجويد. ولمزيد من التوضيح، ومن باب التلخيص، لا نغادر هذه النقطة دون أن نورد التالي للمساعدة في التفريق جيدا ما بين ثلاثة أنواع من القوى العسكرية المقاتلة: الجيش النظامي (مثل الجيش السوداني)؛ جيوش التحرير (مثل الجيش الشعبي لتحرير السودان؛ المليشيات (مثل مليشيا الجنجويد وغيرها).
    أولا الجيوش النظامية لها تراتبياتها الإدارية بدءا بالتجنيد والتدريب والتأهيل والترقي وأقسام الأسلحة والصناعات العسكرية .. إلخ، هذا فضلا عن الأسلحة الخدمية غير المقاتلة.
    ثانيا جيوش التحرير فلا تختلف إلا من حيث انحصارها في الوحدات والأسلحة الأساسية، مثل المشاة والمدفعية والدروع وقد تملك بعض الطائرات، وإذا كانت متشاطئة لبحر أو نهر، قد تملك سلاحا بحريا أو نهريا كيفما اتفق.
    ثالثا المليشيا لا تتقيد بكل التراتبيات التي تقوم عليها الجيوش، كما لا تلزم نفسها بأي شروط للترقي وقد تبتني لها قيادتها كيفما اتفق ad hoc leadership، وقد تكون هي نفسها إثنية الطابع، كما يمكن لقيادتها أن تكون أسرية. ولا تتقيد المليشيا بشروط ابتناء الأسلحة المتخصصة، كما تعتمد أساسا على تكتيكات سرعة الحركة hit and run، ولهذا تستخدم المركبات غير الحربية.
    كل ما قلناه أعلاه كان من حيث البنية والتركيب، لكن من حيث الأداء، فالمسألة تختلف بحسب الحالة والسياق. فالجيوش النظامية وجيوش التحرير يفترض فيها امتلاك عقيدة قتالية عليا sublime combatantant doctrine مثل حماية الأرض والدولة أو تحقيق الحقوق لمجموعات بعينها تناضل من أجل حقوقها الأساسية. كل هذا يمكن أن يكون موجودا في المليشيا، لكنه ليس شرطا لازبا. فمثلا، مليشيات العصابات كالمافيا والجنجويد تفتقد لكل هذا. وبالمثل، يمكن للجيوش النظامية وكذلك جيوش التحرير أن تفقد هذه العقيدة القتالية. فليست هناك قواعد لا يمكن تجاوزها وخرقها، وعليه تتوقف الأمور على حالة الأداء في الزمان والمكان.
    *
    عودٌ على بدء
    الاستطراد في هذه المفاكرات التأسيسية لما ورد في بيان مؤتمر كوش كان ضروريا، ذلك لأن الموضوع خرج من حدود المعرفة الفنية وتشعّب وتشوعب وتشعبن has been popularized، فتكلم الكثيرون فيه بعلم وبعضهم كثر بغير علم، وأكثرهم بغبائن.
    *
    بعد هذا نأتي لمواصلة استطرادنا لما وردخفي بيان مؤتمر كوش لتحديد أوجه الضرورة في هذه الحرب. فهي، كما أشار البيان، في الأصل قد حكمتها الضرورة الناجمة عن التناقض البنيوي structural والأدائي performative المتمثل في وجود قوتين عسكريتين متوازيتين، مستقلتين عن بعضهما البعض داخل الدولة الوطنية الحديثة. فهذا التناقض كان لا محالة سيؤدي إلى الحرب بينهما. وهذا يعني التالي: إما أن يكون هناك الجيش السوداني النظامي، أو أن تكون هناك مليشيا الجنجويد المسماة بالدعم السريع! ما يعني أن حالة زواج الضرار التي جمعتهما قد استنفدت كل عوامل بقائها وآن الأوان لطلاقٍ بائن بينهما. في هذه الحالة هناك طرف يحارب بحكم الضرورة لضمان بقائه، وطرف آخر لا يحارب بموجب أي ضرورة بخلاف احتياز المزيد من السلطة أو الثروة أو كليهما. هذا ما علينا تحديده بكل موضوعية!
    فالآن إذا طلب حميدتي مخرجا آمنا لتشاد أو أفريقيا الوسطى، أو لو شق طريقه لوحده إلى هناك، فالحرب سوف تقف. لكن هذا الخيار غير متاح للجيش السوداني، وبالتالي في هذه النقطة تحديدا، يحارب الجيش السوداني من باب الضرورة. نقطة أخرى: إذا افترضنا أن الجيش السوداني قد تمكن من دحر مليشيا الجنجويد داخل الخرطوم، عندها لن تكون هناك أي حلول أمام باقي قوات الجنجويد غير التسليم أو مغادرة البلاد إلى دول الجوار الغربي من حيث أتت، أو كلا الخيارين معا. وبهذا سوف تنتهي الحرب. في المقابل، لو افترضنا ان مليشيا الجنجويد قد تمكنت من دحر وهزيمة الجيش السوداني داخل الخرطوم، فعندها لن تستسلم لها باقي الفرق والأولوية المنتشرة في كل السودان، بل المتوقع هو أن تتقدم تجاه الخرطوم لدكها فوق رؤوس الجنجويد. فعندها قطعا سوف تزداد وتيرة هروب أهلها بأكثر مما هربوا الآن وجيشهم لا يزال يحارب داخل الخرطوم، لكن قطعا ستبقى الغالبية، وهؤلاء سوف يصطفون مع جيشهم حربا وقتالا. وهذا يعني أن الحرب لن تتوقف باستيلاء الجنجويد على الخرطوم ولو سيطروا عليها بصورة كاملة، بينما استيلاء الجيش على الخرطوم بصورة كاملة يعني عمليا نهاية الحرب. وهذا بدوره يعني أن الجيش في هذه النقطة أيضا يحارب من باب الضرورة. وليس أدل على هذا من التفاف الشعب حول الجيش في هذه الحرب، ذلك ليس بالتهليل والهتاف له فحسب، بل بلجوء قطاعات الشعب إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش وليس فيها أي وجود لمليشيا الجنجويد. هذا مقابل عدم تهليل الشعب أو الهتاف متى ما مرت به أي قوات لمليشيا الجنجويد. فالجيش الذي يلتف حوله الشعب هو جيش يقاتل من أجل قضية شعب، وهذه أعلى درجات الضرورة. أما إذا جئنا لمليشيا الجنجويد فهم لا يحاربون من أجل أي قضية، بل من أجل حلم أيديولوجي اسمه "دولة الجنيد الكبرى" التي لا يمكن أن تتحقق إلا بتفكيك خمس دولة أعضاء في الأمم المتحدة على الأقل هي: السودان، تشاد، أفريقيا الوسطى، النيجر، ومالي. فتصوروا! ولكن على الأرض وفي الحقيقة العارية من كل مسوح الأيديولوجيا التي تزيف وعي هؤلاء المقاتلين، فإنهم يحاربون من أجل الغنائم الشخصية المباشرة (نهبا واغتصابا ونشرا للفوضى)، ذلك عبر تحقيق مجد أسري (سلطوي وثرائي) بحت لحميدتي وأشقائه بصورة مباشرة ثم لذوي قرابته بالدرجات. فهل مثل هؤلاء يحاربون من باب الضرورة؟
    *
    فما الحل؟ طبعا لا للحرب! ولكن هل هذه "اللاء" كافية لإيقاف الحرب؟ نحن هنا لا نتساءل عن جدوى الشعارات في إيقاف الحرب، فالشعارات مهمة للغاية لأنها تعكس إجماع الشعب. نحن هنا نسائل جدوى الشعارات الرغبوية، غير العملية. فشعار وقف الحرب ينبغي أن يتضمن نواة الرؤية لكيفية وقف الحرب. وهنا يؤكد البيان على أن الشعار الأمثل والعملي لوقف الحرب ينبغي أن ينطلق من ذات شعارات الثورة، ألا وهي: الجنجويد ينحل (ولا مجال للدمج)، تشكيل حكومة مدنية انطلاقا من مجلس تشريعي ثوري من لجان المقاومة بنسبة لا تقل عن 70% ثم دستور انتقالي، وبعده تسمية رئيس وزراء ليشكل حكومته، وبعدها يعود الجيش للثكنات ليصبح تحت ولاية الحكومة المدنية (راجع"روشتة الخروج من حالة انسداد الطريق" التي أصدرها مؤتمر كوش قبل أشهر عديدة. إذن شعار "لا للحرب" ينبغي أن يحمل داخله الحلول، لا أن يصبح مجرد شعار رغبوي، بل يجب أن يكون شعارا عمليا، رؤيويا.
    *
    وكما ورد في البيان فإن مسألة عامل الضرورة في اندلاع هذه الحرب أيضا مهم للغاية لدى تقييمنا للوساطات الدولية والإقليمية الرامية لوقف هذه الحرب. فأي دعوة وساطية لوقف الحرب لا تعالج عامل الضرورة فيها هي مجرد استثمار في الأزمة ودفع الأمور إلى ما هو أسوأ. وهذا يعني أن أي دعوة لإيقاف الحرب والعودة بالقوتين المتحاربتين إلى ما قبل يوم 15 أبريل 2023م يعني تجاهل عامل الضرورة، وبالتالي يعني عمليا شرعنة ثنائية القوتين العسكريتين المستقلتين عن بعضهما بعضا، ما يعني شرعنة هزيمة الجيش. ولهذا يتوجب أخذ الحذر من ترديد شعار "أوقفوا الحرب فورا"، دون أن يقف هذا الشعار على قدمين قويتين، هما الموقف الوطني والكيفية المؤدية إلى ذلك.
    *
    في الختام، يؤكد البيان على أن هذه الحرب تمثل نهاية السودان القديم، سودان دولة ما بعد الاستعمار، السودان المُهيمَن عليه من قبل الأيديولوجيا الإسلاموعروبية. ففي غيبوبتنا الهويّاتيّة، نفورا من أفريقيتنا وإزراءً لها، وجدنا أنفسنا قد تورطنا في دولة كل همها يتلخص في الأسلمة والاستعراب بوصفهما أدوات أيديولوجية وليست ثقافية. وهكذا صرنا منذ الاستقلال السياسي في عام 1956م نسقط من حالقٍ وبطريقة المتواليات العددية والهندسية، فكل نظام حكم كان أسوأ من سابقه. كل هذا حتى نصبح عرب العرب، فحُقّ علينا القولُ عندها:
    يا أمةً ضحِكت من جهلِها العربُ!
    وقد بلغ بنا الاشتطاط درجة ان تتخذ الدولة وتتبنى سياسيات رسمية لتغيير الخريطة الديموقرافية للشعب السوداني، مرةً بالتخطيط وعقد الاتفاقيات لاستجلاب وتوطين الفلاحين المصريين في الحوض النوبي، ومرة بالتخطيط لحل مشكلة البدون في الكويت بتوطينهم في دلتا طوكر والقاش، إلى أن بلغنا الحضيض الأسفل الذي لا يوجد دونه حضيض، ذلك باستجلاب مجموعات بأكملها من دول الجوار الغربي بزعم أنها أكثر رسوخا وقدما في العروبة من "زُرقة" (تعني عمليا "سود") دارفور، فكان أن أعطتهم السلاح ووفرت لهم الغطاء السياسي، الحكومي، والعسكري، أرضا وجوا، كل هذا لطرد "الزُّرقة" من قراهم حتى يستوطن القادمون (الذين هم فعلا من أصول سودانية ومن حقهم أن تستقبلهم الدولة لدى عودتهم، لكن ليس بهذه الطريقة وليس على حساب أهل الأرض). فماذا كانت النتيجة؟ لدينا الآن 3 ملايين لاجئ في تشاد، وكذلك لدينا 3 ملايين نازح داخل دارفور، دون ذكر الذين نزحوا لباقي أقاليم السودان. وهكذا أيضا انفصل الجنوب، وقامت مصر باحتلال أرضنا في مثلث حلايب وتكالبت علينا دول الجوار، دون أن يثير هذا أي حساسية وطنية شعبية، وكأن كل هذه الرزايا والبلايا تحدث في بلاد الواق واق، وليس في سوداننا الحبيب. وفي الرأي، كل هذا لا لشيء إلا للوقوع تحت هيمنة الأيديولوجيا الإسلاموعروبية التي زيفت وعي قطاعات عريضة من الشعب (بيمينه ويساره)، كان من نتيجتها بروز حكومات أقرب إلى الجنون منها إلى العقل. فماذا كانت النتيجة؟ ها هي النتيجة ماثلة أمام الأعين! والحكمة البسيطة تقول بأنه لا تقم بتربية "جنا المرفعين" في منزلك، حتى إذا كبر وأراد أن يأكلك، فزعت إلى الجيران تطلب منهم أن يقتلوا المرفعين.
    *
    لكن نهاية السودان القديم لا تعني تلقائيا تدشين مرحلة السودان الجديد. هنا يلفت بيان مؤتمر غ إلى أننا ربما كنا مقبلين على المرحلة بين المرحلتين، أو ما أسماه قرامشي "عصر الشياطين" the age of demons، عندما قال بأن الليل قد انقضى أجلُه، والصبح شمسُه تأبى أن تشرق، وما بينهما هو عصر الشياطين. فالسودان الجديد يحتاج إلى المزيد من العمل القائم على التنظيم الجيد، القائم بدوره على الرؤية الناجعة. فالتاريخ يُصنع عندما تجتمع ثلاثة عوامل: الرؤية .. التنظيم .. العمل. فتوفر الرؤية وحدها ليس بكفيل بتحقيق السودان الجديد، وكذلك إذا توفر التنظيم دون عمل. وفي الحقيقة إزاء هذه المعضلة لا يملك المرء إلا أن يقارب المستقبل بكل الأمل، لكن بلا أي نوازع رغبوية. فالحقيقة الماثلة للعيان اليوم هي أننا سوف ندخل في حربٍ اجتماعيةٍ ضروس ما بين دعاة السودان الجديد والفكر الثقافي الآفروعمومي والعربفونية المتصالحة مع حقيقة أننا أفارقة سود، وما بين الخلايا النائمة للأيديولوجيا الإسلاموعروبية الغاشمة التي اوردتنا موارد الهلاك؛ وهؤلاء الخلايا هم أشرُّهم جميعا، ذلك لأنهم بموجب زيف وعيهم قد لا يدركون أنهم إسلاموعروبيون، فتراهم يجولون بين صفوف الآفروعموميين؛ وحتى إذا أدركوا حقيقتهم، تراهم أنكروها ظاهرا، عملوا بموجبها سرا.
    إذن فالمعركة العسكرية عندما تضع أوزارها، غالبا ما ستبدأ معركة قوية وعنيفة ما بين الثقافة الآفروعمومية من جانب وما بين الأيديولوجيا الإسلاموعروبية الغاشمة من الجانب الآخر. وكل الأمل منعقد على جيل الثورة في التعجيل بتحرير الشعب السوداني العظيم من ربقة الأيديولوجيا الإسلاموعروبية في أقصر وقت وبأقل تكلفة ممكنة.

    MJH
    الخرطوم - 10 مايو 2023م
                  

05-11-2023, 03:15 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رشا عوض وفوبيا الكيزان والكتابة المغبونة- (Re: Mahjob Abdalla)

    شكرا يا ابوالزهراء
    علي هذا الطرح
    فكل من يطلق عليه مثقف يريد ان يتبرأ من الجيش السوداني
    منهم من جهر به مثل الاستاذة رشا عوض
    وتفسيرها عندي ما هو الا ذرعية للوقوف خلف الدعم السريع
    ولكن من وراء ستار
    لأن مثل هؤلاء لا يستطيعون ان يجهروا بمثل هذا الموقف
    فهو ثقيل حمله لهذا يحتاجون (لدرداقة) تخفف عنهم ثقل الحمل
    ومن جهة أخرى فامثال الاستاذ محمد جلال هاشم
    فهم يقرون بأنه جيش وليس مليشيا ولكنه ليس ولا اقول (غير) وطني
    فكأني بمثل هؤلاء يريدون ان ينزعوا سرواله كشفا لعورته
    ويتركون قميصه الاعلى (والكاب) اعلى الرأس ليعرف انه جيش ولكننه مكشوف العورة
    تبا لكل من يحمل مثل هذين الفهمين، فالجيش السوداني يظل هو الجيش السوداني رغم الثقوب التي على جسده وقميصه
    فهو الجيش الذي حارب خمس عقود في ادغال الجنوب ليس لمغنم ولا لبطولة بل سعيا منه للحفاظ على وطن واحد ممتد
    ولكن خانه وخذله علي عثمان ومن يمثلهم في نيفاشا

    والجيش السوداني هو الجيش السوداني الذي حارب مع الحلفاء في صحاري ليبيا وادغال وجبال الحبشة في الحرب العالمية الثانية مهرا لوعد باستقلال السودان بعد نهاية الحرب
    وبه خوضه للحروب هذه كان هو المهر الذي مهد لاستقلال السودان من التاج البريطاني
    والجيش السوداني هو الجيش السوداني الذي حارب في كذراع ايمن لمصر في حروبها الثلاث ضد اسرائيل
    والجيش السوداني هو الجيش السوداني الذي حمى الكويت من غزو عبدالحكيم عامر
    وما تلك القولة الشهيرة
    ارضا ظرف الا تؤكد انه جيش وليس مرتزقة
    لا احد ينكر ما اصاب الجيش السوداني في عهد الانقاذ من وهن سوى في العقيدة القتالية او في التوجه السياسي
    او جعله شبيها بالدعم السريع في ارسالهم مرتزقة لحرب اليمن
    ولكن ولله الحمد فعضمة الجيش وهيكله مازالت باقية
    وفيه رجال تعجز الكلمات عن اعطائهم مكانتهم التي تليق بهم
    فلا خلاف ان الجيش السوداني تحتاج لبناء وتجديد في الخلايا
    ولكن سيتم هذا عندما تأتي الدولة التي كان مهرها دم الشباب واشواقهم لبناء وطن حر
    نتنسم فيه
    الحرية والسلام والعدالة
    لهذا مثل رشا ومحمد جلال لا تستطيعون ان تجهروا بالقول انهم من انصار الدعم السريع
    لهذا يجعلون من عداوة الجيش (الكيزاني) ذريعة والذهاب نحو من يدفع اكثر
    ولما وراء البحر ارمي
    ليس لحميدتي وحده
                  

05-11-2023, 06:46 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13742

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رشا عوض وفوبيا الكيزان والكتابة المغبونة- (Re: Ali Alkanzi)

    معذرة يا عمو علي، هناك فيدو لمحمد جلال هاشم
    مقدم فيه تحليل ناضج جدن كعهدنا يبه عن مليسشيا "الدم الصريع"
    المارقة و ما اقدمت عليه من قفزة انتحا في ظلامٍ حاكلٍ ، رجاءً تحاول
    تطلع عليه ، و لو فعلت حتكتشف إنك جابتً الصواب و أجحفت كثيراً
    افي ححق الرجل من القامامات القليلة اللي بتفهم و تنصف، ربما بزلة
    لسان أو كبوة حصانٍ. هذاعلماً بأني قاري لمحمد جلال هاسم كتابو
    عن "جدلية الهامش والمركز" عندو ليها تصور موضوعي بعيد عن
    أي تشنج و مخالف تمامن لكتاب صاحبنا أبكر آدم إسماعيل
    اللي من الطرائف كلما يفلس يجينا يدشنو من جديدوجمع
    ليه فيها النصيب و يعمل لينا ندوة نعيد فيها القلناه.
                  

05-11-2023, 07:34 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رشا عوض وفوبيا الكيزان والكتابة المغبونة- (Re: دفع الله ود الأصيل)

    الاخ الاصيل بن الاصيل
    اشكرك اولا على اطلاعك على مداخلتي والتعليق عليها
    انا لم اكن جنديا يوما ما ولا علاقة لصيقة تربطني بالعسكر على المستوى الشخصي او الرسمي او العائلي
    ولكن لدي فهم وتفهم لما قام به الجيش السوداني من تضحيات لهذه الامة منذ اكثر من مئه عام هذا اذا استثنيا جيوش المهدية
    وحقيقة اخي الاصيل
    ما اثار حقني على محمد جلال قوله:

    ثانيا، وكما رأينا، هي تخلط بين الخاصية النظامية للجيش وبين عقيدته الوطنية، وقد كتبتُ كثيرا لأوضح أن العقيدة القتالية للجيش السوداني ليست وطنية.

    وصف الجيش الذي فلته (انا) في مداخلتي اعلاه يصفه بان
    وقد كتبت كثيرا لاوضح ان العقيدة القتالية للجيش السوداني ليست وطنية
    هذا القول وحده يكفي ان يكون مبررا لمداخلتي اعلاه
    فقد كتب الرجل كثيرا ليوضح ان عقيدة الجيش السوداني ليست وطنية
    بالله ماذا ترك صاحبك للجيش من ارتكاز اخلاقي يحتم وجوده
    وهو يكتب كثيرا ليوضح لنا :
    (ان عقيدة الجيش السوداني ليست وطنيه)
    يا لبؤس الكاتب
    ويا لبؤسي (انا)
    ان رضيت بما يكتب
    لك شكري وتقديري
                  

05-11-2023, 07:47 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13742

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رشا عوض وفوبيا الكيزان والكتابة المغبونة- (Re: Ali Alkanzi)

    حفظكم الله و رعاكم حبيبو كنزي .
    إليك الفيديو القصدتو ليك ربنا وفقني جبتو ليك .


                  

05-11-2023, 11:12 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رشا عوض وفوبيا الكيزان والكتابة المغبونة- (Re: دفع الله ود الأصيل)

    علي الكيزاني، خدك:
    بعيد عن مليشيا كيزانك، الجيش الحالي ده، لايختلف عن ايا من منظومات السودان المصري، الانجليزي، في شئ اطلاقا!

    نعم سودان الجلابة حصريا، بوابين أو سفرجية الاحتلال الثنايي، وياقن، الخديوي الهضيبي، نموذج عقليتك دي، هي اصدق، ابشع مثال، يثبت كل شولة بنقولا هنا!!

    نعم هو جيش دويلة جلابة حصريا، ولهذا ماصدفة كيف عبود، مافوراي، أو نميري نوباوي، أو القشير شلكاوي، مع انو هؤلاء بمثلو اقلا من 5% من السكان!

    والاغرب من ده كلو، انو الكويز ده، هو من انشا، أوجد الجنجويد، لابادة الملاييين، بالوكالة، من اجل عيون مصالح مستعمرينا مستعبدينا فقط لانهم ماجلابة!!

    نعم العمر ده كلو الزواحفي ده ماقال بغم للسوو الجنجويد بتاعنو، اللي ابرذ صناعو هو العار بتاعك، البرهان، الجابم العاصمة، الفصلم نهاي من الجيش السمح ليهم يجندو 60٫000 أو يهربو دهبنا علنا!

    عندك وش كمان تتكلم عن جنجويدك، فقط لما قلبو عليك؟

    كتا وين لما كانو ببيدو أو يشردو للملايبن بي اسمك، لي مصلحتك، بالوكالة، كجلابي، قن، مستعمرينا، عامل كمان كنوزي بلا خجلة، جاكي من اصلك!!!


                  

05-11-2023, 11:35 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رشا عوض وفوبيا الكيزان والكتابة المغبونة- (Re: Bashasha)

    طبعا متي مافضحنا، عفن، عبط، هؤلاء، المتعلقين بي استار مليشيا الفسقة، ك"جيش" طوالي، يدوك واحد من البرميل ك"جنجويدي"!!

    أظل وبكل فخر، أول من اطلق رصاصة، حية، في الاسافير ضد الجنجويد، وانا من منح عزت الماهري، محرك حمرتي، قبل قرابة ال10 سنوات، لقب "ناظر الجنجويد" فبطلو مزايدات يافلول أو ياجلابة!!

    جنجويد my foot ياكيزان واضيف ياجلابة، الكل مشكلتكم انو حمرتي، اداتكم، "غرابي حاقد" قلب عليكم والسلام!!

    الي الجحيم فليذهب عفن، هرار، الوعي الجلابي كما ممثل في نموذج شياطين الجرة!!!
    مافاهم كيف جيش قومي ولاؤو للسودان السوداني، مش سودان اقنان بدو الاعراب، يبيد أو يشرد الملايين، من مواطنيه، لو اصلا غير الجلابي، مواطن؟
    ماهذا؟
                  

05-12-2023, 10:56 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10924

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رشا عوض وفوبيا الكيزان والكتابة المغبونة- (Re: Bashasha)

    سلام صاحب البوست الأنيق .. أبو الزهور حبيبنا الغالي

    المقالتين قمة في التعبير اللغوي المعكم و الكتابة السياسية الراقية واللغة الرفيعة التي لم تترك مساحة( ‏ولو ملي) لأي خطأ...‏

    بغض النظر عن المنطلقات والأهداف النهائية لأي منهما...أنا بتستهويني اللغة المموسقة والتعبيرات ‏المتماسكة و تقديم الأفكار

    في قوالب نعبيرية دسمة ورفيعة وسامية ومتسامية.‏

    لا تعليق لدي على الهجوم أو الرد أو المرافعة من هذا وذاك.‏

    ‏** جاتني فكرة أعلق على نكهة بعض الكتابات التي استمتع بها وأحيانا أترصدها...وساحاول تقديم ‏تعليل لهذا الإعجاب ...‏

    ‏××× بشاشا بالله هرمنا غير شوية ... هههههه‏

    مع حبي واحترامي لوجهات نظرك( واصل ياخ....أحيانا بتابع ما تكتب ..حسب الظروف... فاختلاف ‏الرأي لا يفسد

    ما بين الناس من وُدٍ أو هكذا يُفترض..‏

    تحياتي كذلك للكنزي و نصر و محجوب ..لو نسيت زول معذرة ..



                  

05-12-2023, 12:47 PM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3486

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رشا عوض وفوبيا الكيزان والكتابة المغبونة- (Re: محمد عبد الله الحسين)

    رشا قبضت محمد جلال في موقف عدم اتساق واضح، والجقلبة قامت!
    محمد جلال عندو امكانية البيان للترويج للموقف وعكسو في نفس اللحظة،
    نقّة نقّة نقّة لحدي ما يفترك ويهرشك بالكلام تقوم تشيل شاييك وتمشي تخليهو،
    كلام رشا دا ح يخليهو يكتب لينا مائة مقال.

    نصيحة لرشا:
    ما تقري ردود محمد جلال كلها، أقري التلاتة سطور الأولى وأربعة سطور في النص، وتلاتة من نهاية المقال، تلك عشرة كاملة،
    وبعد داك ما تردي ليهو إلا بعد سبعة مقالات من النقّة
    زول نقناق نقنقة!
                  

05-12-2023, 01:28 PM

Hafiz Bashir
<aHafiz Bashir
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 7215

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رشا عوض وفوبيا الكيزان والكتابة المغبونة- (Re: أبوبكر عباس)



    Quote: عبد العزيز بركة ساكن Baraka Sakin
    1d
    ·
    الاستاذة رشا عوض: إذا انت كاتبة هذا المقال فعلا: أول مرة أعرف أنك أيضا بامكانك الكذب!!
    استاذة رشا: أنا لست عضوا ولا منحازا ولا نصيرا لأي حركة شعبية لا لجناح الحلو ولا عرمان ولا جناح مالك عقار او أية اجنحة قد تاتي لاحقا. ولم أكن عضوًا بها أصلا.
    أنا لا انتمي لاي حزب ولا أية جهة ولاحتى اتحاد كتاب ولا فئة أو جماعة.
    زول سااااي يا استاذة.
    المهم الله جعلا.
    ولكن اتمنى ألا يكون هذا المقال المنسوب اليك هو لك.
    وإلا ، للاسف اكون قد فقدت الثقة في إنسانة كنت أظنها لا تكذب.
    __^^^___^__^^^_
    من أجل الاتساق لا اكثر!!
    رشا عوض
    من حق الدكتور محمد جلال هاشم والاديب عبد العزيز بركة ساكن اتخاذ موقف منحاز للجيش ، وترديد سردية ان الجيش مؤسسة وطنية بدونها يمكن أن تنهار الدولة، وأن الجيش مهما بلغت عيوبه فإن الوطنية تقتضي الصبر عليه لأنه قابل للإصلاح.
    ولكن حتى نبلع هذا الموقف لا بد أن يعتذر د. محمد جلال عن تمجيده لجون قرنق ورفعه إلى منزلة المسيح عليه السلام، فحسب علمي جون قرنق ما كان يحارب حملة الدفتردار او جيش كتشنر بل كان متمردا على جيش الهنا الذي أصبح الاصطفاف خلفه الان دون قيد او شرط واجبا وطنيا!
    وذات الأمر مطلوب من الأديب عبد العزيز بركة ساكن المنحاز للحركة الشعبية جناح عبد العزيز ادم الحلو الذي حتى آخر مفاوضات كان مصرا على الاحتفاظ بجيشه وعدم دمجه في جيش الهنا لان له رأي في قومية هذا الجيش! الحلو كذلك ليس في حرب لتحرير حلايب او استرداد إقليم بني شنقول من الحبشة بل هو في حرب مع جيش الهنا مواصلة لما بدأه قرنق!
    باختصار يشهد واقعنا وتاريخنا القريب جدا بأن الجيش مؤسسة مأزومة والشعب السوداني بمختلف تياراته ليس موحدا حولها بدليل ان كل الذين يرفعون عقيرتهم الان بأن الاصطفاف خلف الجيش بداهة وطنية ومن المسلمات غير المطروحة للنقاش تورطوا هم او تورطت مؤسسات يناصرونها في رفع السلاح في وجه الجيش!
    الحركة الشعبية حاربت الجيش قرابة الربع قرن وبعد توقيع اتفاقية نيفاشا أصر جون قرنق على الاحتفاظ بجيشه لانه لا يثق في الجيش وسار على دربه الحلو!
    حزب الأمة والوطن الاتحادي بقيادة الشريف حسين الهندي ومعهم الكيزان ( يا سبحان الله) كونوا الجبهة الوطنية التي عارضت نظام نميري بالسلاح وبالفعل غزت الخرطوم عام ١٩٧٦م وقاتلت جيش الهنا لأيام قتالا ضاريا ، وما زال الكيزان يفخرون بشهدائهم في تلك المعركة وعلى رأسهم محمد صالح عمر وعبد الإله خوجلي!
    في معارضة الانقاذ رفعت غالبية فصائل التجمع الوطني الديمقراطي السلاح في وجه جيش الهنا ( جيش الأمة للتحرير، قوات الفتح التابعة للاتحادي الديمقراطي، وقوات مجد التابعة للحزب الشيوعي،فضلا عن الحركة الشعبية وقوات التحالف بقيادة عبد العزيز خالد )
    فشنو، بدلا من التنطع الأكاديمي وسلخ جلد الناموسة في محاضرات عن الفرق بين الجيش النظامي والمليشيا وشرح مزايا الجيش السوداني، مفروض نعترف إما بأزمة الجيش الذي حاربته القوى السياسية من اليمين واليسار ومن المركز والهامش ومن الشمال والجنوب والوسط وشككت في قوميته ، ونتفاكر حول كيفية بناء جيش وطني ومهني يمثلنا جميعا و لا يقتلنا ولا نقاتله وذلك في سياق مشروع وطني ديمقراطي،يطوي صفحة الحكم الاستبدادي المسنود بالجيش وصفحة الانقلابات العسكرية وصفحة التمرد المسلح ضد الجيش، وإما ان يعتذر كل من رفع سلاحه في وجه الجيش وكل من تعاطف او انتمى لحركة حاربت الجيش ويعترف بأنه كان في غفلة عن واجبه الوطني.
    هذه البلاد في أزمة مركبة لا تنحصر في الجيش فقط، بل تشمل حتى القوى السياسية والمثقفين الذين تتبدل مواقفهم بتبدل مواقعهم!
    أكاد أجزم لو كان الذي يحارب الجيش في شوارع الخرطوم الان هو الجيش الشعبي بقيادة الحلو ما كنا سمعنا كلمة واحدة عن الجيش النظامي حامي حمى الدولة، بل كانت ستصم آذاننا حكايات السودان الجديد والبان افريكانزم والدولة المركزية الشينة القبيحة السنيحة التي لا يجدي في مواجهتها سوى الاجتثاث بالسلاح!
    #لا_للحرب
    #هذه_حرب_الكيزان
    #الاصلاح_الامني_العسكري
                  

05-12-2023, 02:18 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رشا عوض وفوبيا الكيزان والكتابة المغبونة- (Re: Hafiz Bashir)

    أحدث مقالات رشا عوض في حكاية الجيش وفوبيا الكيزان
    Quote: يحزنني كل هذا التدليس والتضليل يا محمد جلال!

    19

    رشا عوض
    12 May, 2023

    في مقاله بعنوان رشا عوض وفوبيا الكيزان والكتابة المغبونة ، افرد الدكتور محمد جلال هاشم حيزا كبيرا لتجريد موقفي من هذه الحرب اللعينة ، وتفنيد حجج من يحاولون بلا جدوى ستر عورتها بغطاء وطني باعتبارها معركة جيش نظامي ضد مليشيا متمردة، تجريد كل ذلك من اي قيمة موضوعية، وربطه بحالة نفسية او مرض عصابي يسيطر على الكاتبة ويجعلها عاجزة عن التفكير لان الفوبيا والغبن الأعمى قضى على ذكائها وفطنتها، وكأنما يريد محمد جلال ان يرفع عن نفسه وعن كتائب الظل الإعلامية عبء النقاش الجاد لما اكتبه! إذ ليس على المغبون حرج! على وزن ليس على المجنون حرج! ولا قيمة لرأي مصاب بفوبيا الكيزان، وهنا مصادرة متعسفة لكشف علاقة الكيزان باشعال هذه الحرب وهي علاقة مفضوحة بالصوت والصورة! يتهرب محمد جلال من مناقشة ذلك ولم يجد له مهربا سوى هذا المصطلح الرائج بكثافة وسط كتائب الظل الإعلامية: فوبيا الكيزان! رشا تتفجر غبنا من الكيزان والجيش! ( امرأة مسكينة على حافة الجنون، لا تأخذوها مأخذ الجد، فالجيش منتصر والتمرد اندحر وحميدتي هرب وهو الآن على حدود السنغال)
    وامعانا في نسف مشروعية ارائي اضاف محمد جلال إلى علة الغبن الحاجب عن الذكاء والفطنة، عبوة ناسفة أخرى وهي عدم علاقتي بالثورة التي رفعت شعار الجنجويد ينحل! في محاولة تستبطن دمغي بالانحياز للجنجويد والمطالبة بتخليدهم! لست أنا من تحتاج شهادة براءة ثورية كغنيمة من حرب اشعلها علي كرتي وانس عمر واحمد هارون وصلاح قوش! أما شعار الجنجويد ينحل الذي يهتف به الثوار فترجمته هي عملية شاملة للإصلاح الأمني والعسكري مرتبطة عضويا بمشروع سياسي لتأسيس دولة مدنية ديمقراطية، فالثورة السودانية سلمية لم ترفع السلاح ولم تدع إلى الحرب رغم ان ابطالها العزل استقبلو الرصاص وقنابل البمبان في رؤسهم وصدورهم!


    ولا أدري متى واين وفي أي سياق طالب الثوار الجيش بشن حرب على الدعم السريع لتحقيق شعار الجنجويد انحل وتبرعوا بتوفير الغطاء السياسي للجيش في حربه هذه جنبا إلى جنب مع الكيزان؟ هل هذه هي مخايل الذكاء والفطنة ؟
    الموقف الثوري من معضلة المليشيات وعلى رأسها الدعم السريع من وجهة نظري هو اعتبارها احد الألغام الكبيرة والخطيرة الموروثة من النظام البائد( لو ما موروثة من النظام البائد ودي مجرد كيزانوفوبيا وغبن متفجر، والمليشيات دي بناها خالد سلك ولا ياسر عرمان يا ريت يا محمد جلال تنورنا بالتفاصيل نحن ناس مغبونين او مجانين ساي) ، هذا اللغم يحتاج الى تفكيك ذكي، بمعنى إبطال مفعوله في تقويض مساعي بناء الدولة المدنية الديمقراطية عبر التفكيك الامن في سياق عملية سياسية مؤهلة فنيا واخلاقيا ومسنودة بجماهير الشعب السوداني ، عملية تشرف على تفكيك هذا اللغم عبر دمج وتسريح لكل المليشيات لتحقيق شرط الجيش القومي المهني الواحد في سياق عملية اعادة هيكلة للجيش نفسه، مؤكد ان الأمور في هذا الاتجاه لن تمضي ببساطة وفي خط مستقيم وستعتريها كثير من المطبات والعراقيل والمصاعب، ولكنها على كل حال سوف تتحرك إلى الامام ولو ببطء ، فهذا هو منهج التغيير السلمي الذي نعرفه: الوصول إلى التغيير الجذري والشامل بتدرج وتمرحل زمني تزداد سرعة الإنجاز فيه حسب وحدة وتنظيم وكفاءة قوى الثورة السلمية، لكل منهج تغيير منطقه الخاص ، منهج التغيير السلمي هو قبول التدرج والمثابرة فيه والصبر على بلوغ الهدف النهائي بشرط ان تكون البوصلة السياسية مضبوطة بإخلاص واستقامة نحو الأهداف الوطنية العليا، ميزة هذا المنهج السلمي تقليل الكلفة الإنسانية في صفوف الأبرياء وتجنيبهم ويلات الحروب، هذه هي ترجمة شعار الجنجويد ينحل وفق منهج الثورة السلمية، اما اذا كان هذا الشعار معناه ان تختفي قوات الدعم السريع بكل عدتها وعتادها العسكري وقياداتها وشخوصها من الوجود في لمح البصر وتتبخر إلى السماء او تفر هاربة إلى غرب أفريقيا فهذه ليست ثورية بل تفكير رغائبي يتحسس ذاته دون أن يتعقل شروط تحقيقه في الواقع وما بمثل هذا تتحقق أهداف الثورة.


    أما إذا كفر الثوار بجدوى الثورة السلمية وقرروا حل الجنجويد حربا اي استئصاله بعملية جراحية، فالمنطق الثوري يقتضي ان تتم هذه العملية الجراحية في ظروف مواتية وبادوات معقمة ، ترجمة ذلك وجود مشروع سياسي ثوري وقيادة ثورية على رأس قيادة البلاد وجيشها، ولن يكون الموقف الثوري هو الاصطفاف خلف جيش مدفوع للحرب باجندة كيزانية، اي في سياق مشروع لحمته وسداه الثورة المضادة كاملة الدسم! وادواته هي ذات الادوات الصدئة التي استخدمت في إنتاج المليشيات! كيف يكون الموقف الثوري هو اعادة تشغيل المصنع الذي انتج واقع المليشيات وتخريب مؤسسة الجيش وحزبنتها؟


    لم يجد محمد جلال مبرارا للاصطفاف خلف الجيش سوى انه جيش نظامي! هل يصطف المثقف خلف الجيش لمجرد نظاميته ام يصطف خلفه عندما يكون ذراعا عسكريا لحماية الوطن في سياق سياسي ودستوري محترم؟ الم تكن جيوش هتلر وموسليني نظامية؟ ماذا جرت هذه الجيوش على شعوبها وعلى كل العالم رغم أنف نظاميتها ( الماخمج) ؟!
    والتناقض الذي لم يفسره محمد جلال والذي طرحته في مقالتي السابقة، اذا كانت صفة النظامية كافية للاصطفاف خلف الجيش لماذا لم يعترض عندما تمرد جون قرنق رحمه الله على الجيش السوداني الذي كان في ذلك الحين اي عام ١٩٨٣ اكثر نظامية واقل ادلجة اسلاموعروبية بما لا يقاس من وضعه الحالي بعد بشتنة الكيزان له في سياق مشروع البشتنة والعولاق الشامل للدولة السودانية؟ وطرحي لهذا السؤال لا علاقة له ابدا بعقد مقارنة بين الجيش الشعبي بقيادة جون قرنق وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي والمساواة بينهما او تفضيل أحدهما على الاخر، فهذه ليست زاوية النقاش على الاطلاق، بل اطرح السؤال لتبيان خطل فكرة حشر واقعنا المعقد في ثنائيات معيارية صارمة من قبيل جيش نظامي يمثل مؤسسة الدولة في مقابل مليشيا متمردة، فهذه الثنائيات لم يلتزم بها محمد جلال نفسه لانه مجد جون قرنق وكتب عن مقتله مقالات طويلة عريضة في صحيفة أجراس الحرية تحت عنوان " من قتل المسيح" وهتف لعبد العزيز الحلو ( عبد العزيز الحلو وي يي يي ) ، المأزق الذي نحن فيه لن نخرج منه عبر الاعتصام بثنائيات معيارية خرقتها وقائع الممارسة لكل الطيف السياسي ، وبالتالي نحتاج لمقاربة الأزمة الوطنية بطرح الأسئلة الصحيحة: لماذا كل حروب جيشنا داخلية ؟ ولماذا سجل تاريخ كل التيارات السياسية الرئيسية في البلاد واقعة رفع السلاح في وجه الجيش؟ وما الذي يجب أن نفعله من أجل التحول التاريخي الذي يجعلنا نبني جيشا وطنيا واحدا لا يقتلنا ولا نقاتله ، جيش نرتدع ذاتيا عن رفع السلاح في وجه في صراع السلطة لانه ببساطة خارج هذا الصراع ولانه في حمايتنا جميعا على اختلاف انتماءاتنا الفكرية والسياسية والاثنية والمناطقية.


    حتما لن تكون الاجابة على مثل هذه الأسئلة التاريخية هي ثنائيات الخائن والبطل او ثنائية الجيش النظامي الوطني مقابل المليشيا المتمردة التي يطرحها الان الكيزان لانهم يمتطون ظهر الجيش عبر وجودهم الكبير في مفاصله ومواقعه القيادية، ويريدون استغلاله في طريق عودتهم إلى السلطة! فكيف يطالبنا محمد جلال بتأييد الجيش الذي اتهمه هو بعضمة لسانه بأن عقيدته غير وطنية وانه ارتكب جرائم ! تأييده في حرب عارية سياسيا واخلاقيا لان عقلها المحرك هو الكيزان!
    محمد جلال مع كامل الاحترام لشخصه الكريم ولثقافته الموسوعية، وقع في فخ المثقف النرجسي الذي لا يحتمل انهيار نظرياته تحت أقدام الواقع التاريخي! محمد جلال كانت نبوءته لهذه الدولة المركزية هي الانهيار عبر الاجتياح المسلح الذي يفكك هذه الدولة المارقة بتكسير جيشها وجهاز امنها ومليشياتها على نمط نماذج لدول أفريقية، وكان مؤمنا بعدم جدوى الثورات السلمية وعلى رأسها ثورة ديسمبر ويراها تجريبا للمجرب الذي فشل في أبريل واكتوبر وتعلق بنموذج الربيع العربي الفاشل، ولكن الاجتياح المسلح حسب تصور محمد جلال هو اجتياح جيوش الحركات المسلحة في الجنوب ودارفور وجبال النوبة، ولكن هذا الحزء الأهم من النبوءة سقط، فحركات الهامش فشلت في اجتياح الخرطوم واقتلاع نظام الكيزان كآخر حلقة من حلقات مشروع المركز الإسلامو عروبي! المعركة الدائرة مع الكيزان الان يخوضها حميدتي المنحدر من المجموعة الاسلاموعروبية نفسها في سياق صراع سلطة عرياااان يستبطن طرفاه مشاريع استبدادية رعناء! فما دخل محمد جلال في معركة تافهة كهذه؟ هذه الحرب اللعينة لو ترتبت عليها اي نتيجة خيرة، بمعنى لصالح التحول الديمقراطي فإن هذه النتيجة الخيرة ستكون من تداعياتها وليست من اهدافها المقصودة من الطرفين، وبالتالي لا يليق باي مثقف الاصطفاف خلف احد طرفيها.


    واختم مقالتي بسؤال عن حكاية رشا المغبونة من الكيزان، لماذا لا يكون غبني من الكيزان هو الغبن النبيل على وزن الحقد النبيل الذي دافع عنه محمد جلال في ندوات جماهيرية عندما كانت تهمة الحقد تلصق بكل من دافع عن قضايا الهامش وتحدث عن الظلم والعنصرية التي مورست عليه؟ ما هو المعيار الموضوعي الذي جعل ذلك الحقد نبيلا وجعل غبني من الكيزان حاجبا للذكاء والفطنة؟ وكيف لا أكون مغبونة من نظام حقن شرايين الوطن بفيروس نقص المناعة الوطنية وجعله مصابا بالايدز السياسي حتى يتمكن من اخضاعه وعندما فشل في اخضاعه قرر احراقه بحرب دنيئة في قلب الخرطوم نسفت فيما نسفت نظرية ان العامل الوحيد في إشعال حروب السودان هو عنصرية مركز اسلاموعروبي ضد هامش افريقي، فالحرب العارية هي ملاذ الدكتاتورية واداتها لحماية استبدادها وفسادها! لو اقتضت مصلحة السلطة الاستبدادية إحراق اهل الشمال والوسط في قلب العاصمة لن تتردد! وهاهي حرب الكيزان تحرقنا وتشردنا!


    ولا أدري كيف يريد محمد جلال اقناعنا بأن معركة إصلاح الجيش يمكن أن تبدأ بعد انتصاره على الجنجويد والحرب اندلعت اساسا لاستئصال فكرة الاصلاح الأمني والعسكري من جذورها والخطاب السياسي المنطلق من منصات صناع هذه الحرب هو التجريم المغلظ لمجرد الحديث عن ان الجيش يحتاج الى إصلاح! والزعم بأن فكرة الإصلاح الأمني والعسكري تهدف إلى تفكيك الجيش وتحطيم الدولة إلى آخر مفردات " متلازمة تقديس الجيوش" تلك المتلازمة المستوطنة في خرائب الاستبداد والفساد الذي يلتمس من قداسة الجيوش تقديسا مستداما لنظم سياسية منحطة تتخفى خلف هذه الجيوش.
                  

05-12-2023, 03:32 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20535

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رشا عوض وفوبيا الكيزان والكتابة المغبونة- (Re: Nasr)

    Quote: لماذا قبل الفريق البرهان ب(الفلول) بينما رفض (قوى الحرية والتغيير)؟.

    مصدر الخبر / صحيفة الانتباهة

    ما السبب الذي جعل الفريق البرهان يرفض (قوى الحرية والتغيير)؟
    الأمر الذي جعله كلما يدخل معهم في اتفاق يحاول أن يخرج منه بأي طريقة وبأي ملعوب.
    السبب الظاهر لهذا الرفض ل(قوى الحرية والتغيير) من قبل الجيش هو:
    أن هذه القوى تمثل ذراعا من أذرعة التدخل الخارجي في البلد.

    السبب الثاني هو أن هذه القوى لا تمثل شرعية دستورية في سيطرتها على السلطة.
    السبب الثالث هو أن القوى ليس لها تفويض من الشعب كما أنها لا تمثل أغلبية هذا الشعب.
    هذه الأسباب موضوعية ولا يمسها أي طعن إلا أن هذه الأسباب ليست هي الأسباب الحقيقية التي جعلت الفريق البرهان يرفض هذه القوى ويعول على (الفلول).

    يكشف ذلك التناقض الذي يقع فيه.
    فبالنسبة لكون (قوى الحرية والتغيير) سلمت رقبتها للدول الخارجية، فسعادة الفريق لم يسلم رقبته فقط بل سلم نفسه كلها لهذه الدول، ولم نجده يقف صلدا أمام تدخل هذه الدول الخارجية في شؤون البلاد سواء من الجارة مصر ومرورا بكل الدول الأخرى إلى العدو الإسرائيلي.

    وأما كون هذه القوى لا تمثل الشعب، فلم نجد خطاب السيد الفريق البرهان حريصا على مصلحة هذا الشعب بل لم نجده يحترم عقلية هذا الشعب أو يقدرها، وذلك من خلال تلاعبه واستخفافه بمصالحه وخدماته.
    فإن كانت هذه الأسباب ليست الأسباب الحقيقية، فماهي الأسباب التي جعلت الفريق البرهان يعول على (الفلول) ولا يعول على (قوى الحرية والتغيير)؟
    السبب هو أن للجيش بزة عسكرية لا يريد أن تحرمه هذه البزة من ممارسة العمل السياسي، فهو مع القيام بواجبه العسكري لا يريد إطلاقا أن يفارق أروقة السياسة. هذا الجنوح له عدة أسباب لعل أهمها:

    تاريخ السودان الذي يكاد في مجموعه عبارة عن حكم عسكري، فهو لا يستبعد الحقل السياسي عنه إطلاقا بل يرى أنه أحق به من غيره ما دام أن المكون العسكري كان له نصيب الأسد من الحكم في السودان.
    السبب الثاني الذي يشجع الجيش ألا يتردد في استلام السلطة في البلاد هو ضعف المكون المدني وعدم وجود له أي مؤسسات تحميه.
    السبب الثالث وهو الأهم هو أن من يستولى على السياسة في البلد فسوف يكون هو المتسيد على جميع إمكانيات وثروات البلد من الألف إلى الياء ودون أدنى استثناء.
    لكل هذه الأسباب ويضاف إليها تطويع بعض النخب السياسية المدنية لصالحه جعلت الجيش يضع نقطة الحصول على السلطة هدفه الأساسي، ومن ثم جعل كل الأحداث والمستجدات تصب في صالحه سواء بصدق أو كذب.
    سواء بخداع أو أمانة.
    سواء بحفظ أهداف الثورة أو بنسفها.

    تعامل مع هذه البزة العسكرية كل من (الفلول) وقوى الحرية والتغيير تعاملا مختلفا.
    (الفلول) عرض نفسه للجيش على أساس أنه سوف يقبل هذه البزة العسكرية التي لن تترك السلطة.
    ولم يعرض (الفلول) هذا العرض حبا في الجيش بل لأنه لم يجد في الساحة نصيرا له غيره.
    وإلا فهم أكثر فئة كانت تدعو للحكم المدني والديمقراطي بعيدا عن الجيش إلا أنهم كما يقولون هم أن لكل مرحلة حساباتها المختلفة.
    أما (قوى الحرية والتغيير) فقد كان موقفها واضحا، ولم تداريه بل ظهر كشعار من شعاراتها، وكمبدأ من مبادئها حيث أعلنت أنه لا مكان للبزة العسكرية في الحكم.
    لا بد أن تتفرغ هذه البزة لعملها العسكري والعسكري فقط.

    وتعتبر أنه إذا جاءت جهة وجعلت هذه البزة العسكرية تمارس العمل السياسي، فهذه الجهة بلا شك ستمثل خطرا على الحكم، وسوف تكون بمثابة الغاصبة للدولة.
    وهكذا سلك الجيش تجاهه وفقا لهذه المعطيات.
    كما سلك (الفلول) و(قوى الحرية والتغيير) سلوكا يتماشى مع رغباتهما وأهدافهما.

    وبالنسبة لموقف الجيش بقيادة البرهان من (الفلول)، فهو لم يبتعد عنهم إطلاقا إلا ابتعادا تكتيكيا، وذلك خوفا من أن يقال عنه أنه ضد الثورة أو خوفا من أن يفقد تأييدا دوليا يكيد العداء (للفلول).
    وبنفس القدر كذلك لم يقترب من (الحرية والتغيير) إطلاقا إلا بالمقدار الذي لا يقال عنه فيه أنه ضد الديمقراطية وضد المدنية.

    فرغبة الجيش أن يحكم، ويسعى لذلك تحت بزته العسكرية.
    هذا السعي وجد هوى عند (الفلول) بينما ظلت (قوى الحرية والتغيير) تناهضه وتهاجمه بل تذهب هذه القوى إلى أبعد من ذلك، فهم حينما يتكلمون عن الحكم يشترطون ابتعاد الجيش عنه تماما.
    أما موقف (الفلول) من هذه البزة العسكرية هي التي جعلت الفريق البرهان يحوم حولهم سواء بانقلابه في الخامس والعشرين في أكتوبر أو برفضه ل(لاتفاق الإطاري).

    وبسبب ذات هذه البزة العسكرية هي التي جعلت الجيش يتنصل من كل اتفاق يبرمه مع (قوى الحرية والتغيير) لا لشيء إلا لأن هذه القوى لا تقبل إطلاقا بوجود هذه البزة في الحكم.

    إن إظهار البزة العسكرية برغبتها في استلام السلطة هو بمثابة تشخيص الأزمة الذي يعتبر أكبر جزء في الوصول لدائرة الحل كما أن التغبيش وتغليف الأهداف هو أكبر جزء يبعد عن دائرة الحل.
                  

05-13-2023, 01:08 AM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رشا عوض وفوبيا الكيزان والكتابة المغبونة- (Re: osama elkhawad)

    مقطع من مقال رشا عوض
    Quote:
    لم يجد محمد جلال مبرارا للاصطفاف خلف الجيش سوى انه جيش نظامي! هل يصطف المثقف
    خلف الجيش لمجرد نظاميته ام يصطف خلفه عندما يكون ذراعا عسكريا لحماية الوطن في سياق
    سياسي ودستوري محترم؟ الم تكن جيوش هتلر وموسليني نظامية؟ ماذا جرت هذه الجيوش على
    شعوبها وعلى كل العالم رغم أنف نظاميتها ( الماخمج) ؟!
                  

05-13-2023, 08:20 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10924

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رشا عوض وفوبيا الكيزان والكتابة المغبونة- (Re: Nasr)

    سجالات رفيعة....ومفيدة ... ومثيرة للوعي

    تذكرنا بما فاتنا وسمعنا عنه من سجالات عمر مصطفى المكي و( نسيت التاني)

    بالمناسبة ليت من يملك مثل تلك الوثائق يتحفنا بها...

    ** مثل هذه السجالات هي زبدة وخلاصة فكرية لكل ما يجري في الساحة..

    متابعة لصيقة و ممتعة..

    سأعود لقراءة المقالات الأخيرة... فيما بعد..

                  

05-13-2023, 07:41 PM

Hafiz Bashir
<aHafiz Bashir
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 7215

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رشا عوض وفوبيا الكيزان والكتابة المغبونة- (Re: محمد عبد الله الحسين)



    Quote: كلماته اليوم

    هل رفض الحرب يعني تلقائيا الحياد؟

    ✍🏽محمد جلال هاشم

    لا يوجد إنسان مدني عاقل يؤيد الحرب، لكن هل فعلا رفض هذه الحرب تعني الحياد؟
    *
    بعيدا عن غباش الرؤية لدى من يعلنون أن هذه الحرب لا تعنيهم في شيء، تبقى الحقيقة وهي أن هزيمة الجنجويد تعني عملياً بقاء مؤسسة الدولة المراد إصلاحها بكل عيوبها من إصلاح عسكري وخدمة مدنية ومؤسسات عدلية. بينما هزيمة الجيش تعني انهيار هذه الدولة.
    فهل رفض الحرب يعني الوقوف بحياد إزاء هذين الاحتمالين؟
    *
    هذا طبعا دون أن نتعرض لمن يصطفون خلف الجنجويد بدوافع الغبن من الجيش والكيزان، أو بدوافع الانتماء الإثني للمجموعات التي صدر منها مقاتلو مليشيا الجنجويد.
    *
    لتركيز محتوى كلامي أعلاه، فإنه يقوم على نقطتين أساسيتين هما:
    1) انهزام مليشيا الجنجويد يعني بقاء مؤسسة الدولة الوطنية المليئة بالعيوب المشار إليها أعلاه بما يجعل مشروع الإصلاح العسكري وإصلاح الخدمة المدنية والإصلاح العدلي viable project؛
    2) انهزام الجيش يعني انهيار مؤسسة الدولة وبالتالي تنتهي إلى أجل غير مسمى ال reform viability المتعلقة بأي مشروع إصلاحي، عسكري أو عدلي أو خدمة مدنية.
    *
    هاتان هما النقطتان اللتان يرتكز عليهما كلامي. فهل أنت تقف/تقفين في الحياد أمام هذين الخيارين بحجة رفض الحرب؟
    MJH
    الخرطوم - 13 مايو 2023م
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de