لانها في الاساس احزاب غير ديموقراطية في تكوينها وممارساتها ولازال فهمها للسياسة انها سوق لمحاصصات السلطة للظفر بها كغنيمة لها ولاتباعها وليست تكليفا وطنيا لخدمة الشعب ولذلك كانت هي ابتداء صانعة الانقلابات باختراقها للجيش لاجل الظفر بالسلطة بقوة السلاح وليس صناديق الانتخابات وبالتالي صار الجيش شريكها في السلطة وهو امر منح الجيش فرصة التمرس في لعبة السياسة وبعد ان استطعم السلطة وامتيازاتها اصابه الطمع وانقلب علي ذات الاحزاب التي دعته للمستنقع وقد صار يعتقد بقوته وتنظيمه وعقيدته بأنه الاحق بحكم الوطن من هذه الاحزاب التي اتضح لديه انها تتاجر بقضية الديموقراطية وفي ذات الوقت هي عدو الديموقراطية وهنا الكارثة التي غرستها الاحزاب داخل المؤسسة العسكرية والتي حتى اللحظة مصرة على ان تكون شريكا دائما في المسرح السياسي وليس مجرد اداة امنية لحماية السلطة وحدود البلاد وهنا المعضلة التي تحتاج لحل ناجع باقناع الجيش بالرجوع لثكناته لاداء واجبه الوطني المهني المعلوم وايضا نحتاج لحل ناجع لاقناع الاحزاب للالتزام بالديموقراطية وان السلطة ليست غنيمة لها بل تكليفا وطنيا لخدمة الشعب والوطن وقطعا اذا لم تلتزم بذلك فلا ضمان للجيش يبقى خارج المشهد السياسي لطالما الاحزاب التي تنادي بالديموقراطية غير ملتزمة بها والدليل على ذلك انه مرت ثلاث اعوام على ثورتنا ولم يعقد فيها اي حزب مؤتمره العام ليعالج مشاكله التنظيمية ومناقشة برامجه وخططه لاجل مستقبل سودان ما بعد الثورة وهذا للاسف السبب الرئيس الذي ادى لاجهاض هذه الثورة العظيمة بسبب انشغال احزابنا باجنداتها واطماعها السلطوية الصغيرة على حساب الوطن وللاسف لازالت عاجزة حتى اللحظة عن استعادة وحدتها لمواجهة هذا الانقلاب بسبب علو اجنداتها الصغيرة على حساب الوطن ولذلك سيبقى حزب( الديش) شريكا دائما في المسرح السياسي لطالما احزابنا لازالت معطوبة بهذه الامراض المزمنة ولاحل الا بان تتوحد لجان المقاومة الثورية لانشاء اكبر كتلة وطنية مليونية ممتدة في كل بقاع الوطن وهي السبيل الوحيد للتغلب على هذا الانقلاب بالثورة ومن ثم ستفوزبالانتخابات لحكم الوطن لانها اهل لذلك بوعيها وجسارتها وصدقها الوطني !
03-16-2022, 11:46 AM
هشام هباني هشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة