في زمن قحط تعددت الجائحات وما أكثرها حين تعدها فهي لاتقع تحت حصر جائحة اقتصادية من تضخم بلغ عنان السماء إلى ركود خلق ضائقة معيشية لم يفلت من طائلتها السواد الأعظم من شعوب بلاد السودان فضلا عن فقر تقعقر بالطبع الفقر المدقع عامل جوهري في تمزيق البنى القيمية والإرث الثقافي للمجتمعات المحافظة كما هو معلوم بالضرورة خرج الثوار سيما المغرر بهم من طرائد الفاقة والعوز الفكري ينادون بالحرية والسلام والعدالة نعم كان هذا الشعار الأثير احد مفاعيل ورافعات ثورة ديسمبر الباذخة يحار المرء في ماهية الحرية التي نادي بها هؤلاء هل هياللانعتاق من ثيوقراطية نظام الإنقاذ كما يساجل بذلك بعض البعض من العلمانيين ام هي محض دعوات فوضوية للسابلة والعنقالة صارت الحرية في سودان ما بعد البشير حرية منفلتة اعادتنا القهقري للقروسطية ولشريعة الغاب الأمر الذي تجسده مظاهرالانفلات الأمني وإرتفاع معدلات الجريمة مع تصاعد وتيرة الطلاق وهجرة النساء إلى المدن الزجاجية دبي والشارقة كما لا ننكر البتة ما قام به النظام السابق من تسعير خياراته الأمنية ضد الشعب طوال الثلاثينية التي حكم فيها البلاد بقبضة حديدية لامزايدة في ذلك يتوجب القول ان هذه المرحلة وما تحمله من نذر إصطفاف مليشيوي وجهوي خطرداهم يتربص بالجميع لأن شراكات فرقاء السياسة هشة وليست إستراتيجية وقابلة للتصفير في المدى المتوسط لشراكتهم لأن لهؤلاء وهؤلاء أجندات مستوردة ومظان مزاجية عابرة لاتلوي على مبادئ الوطنية أتركك ياحبيب ََ مع الحقوقي والمبدع الأستاذ مصطفى الخليفة وهو يرصد المفردات والمألات الكارثية التي ألمت بملماتها بالبلد
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق February, 20 2023