الاسقاط النفسي هو مصطلح طورته نظرية "فرويد" الي حد كبير حيث يعرض امامنا ممارسة مألوفة نجد فيها انفسنا في اكثر الاحيان وتكون قد فعلت ذلك دون ان تدرك ذلك ويصبح إلقاء اللوم علي الاخرين هي احدي وسائل الدفاع عن انفسنا وفي الحقيقة ان إلقاء اللًّوْم على الآخرين نسخة متطرفة من الميول نحملها جميعًا، اللًّوْم دافع نفسي عميق الجذور لحماية الذات يجعلنا نملك فاعلية أكبر لحماية الذات، ونتجنب الاعتراف بالمسؤولية او الاخطاء الشخصية هكذا حاول المحلل النفسي، ومؤسس علم النفس التحليلي كارل يونغ أن يفسر ظاهرة نفسية تبدو كمتلازمة إنسانية في أوقات الكوارث خصوصًا وهي ” توجه الإنسان نحو الخارج ومحاولته إلقاء اللوم على الآخر” والمشكلة تصبح اكثر خطورة عندما تصبح سلوك عام في المجتمع، ويبدا هذا الخلل عندما يضرب اللوم بجذوره عميقًا في كافة شؤوننا اليومية، حتي تصبح ممارسة هذا السلوك أمرًا اعتياديا وطبيعيا في حياتنا والإسقاط هو حيلة دفاعية من الحيل النفسية اللاشعورية، وعملية هجوم يحمي الفرد بها نفسه بالصاق عيوبه ونقائصه ورغباته المحرمة أو المستهجنة بالاخرين، كما أنها عملية لوم للآخرين على ما فشل هو فيه بسبب ما يضعونه أمامه من عقبات وما يوقعونه فيه من زلات أو أخطاء، وهو آلية نفسية شائعة ولكن تصبح مشكلة كبيرة عندما يمارسها المجتمع بشكل جماعي وتصبح احدي الحيل التي تقنن للفساد والتدليس وعندما يتغلب الغش على المجتمع يصبح مجتمع فاسد منافق، ونلاحظ في مجتمعاتنا ان غالب المسؤلية تلقى علي عاتق الغير والاخطاء والقصور والفشل والفساد نوصم به الاخرين اما نحن فلا لأننا معصومين من كل نقص وعيب (هذا كما نظن ونعتقد) والاخر هو سبب الفساد والخراب والدمار والغلاء،الاخر هو سبب الاهمال وانتشار الاوساخ والغازورات في الشوارع والطرقات، الاخر هو سبب كل مشكلة ويكمن الخلل بسبب ذلك المهندس او هذا الطبيب او هذا العامل اوالميكانيكي اوالمزارع، لقد سقى الفلاح البطيخ والخيار والبصل والطماطم بمياه غير صالحة للشرب ليبيعها وقبض أرباحها ، ومن أرباحها يشتري من عند مربي الدواجن دجاجا تم حقنه بمادة "الديميتري‘" المادة المسمنة سريعا المسرطنة ، وبدوره مربي الدواجن يذهب مهرولا إلى الجزار لشراء لحم خروف وهو لا يأكل الدواجن لأنه يعرف كيف يتم تسمينها لكن هذا الخروف تم تسمينه ونفخه هو الاخر بمادة "الكورتيكويد"ثم إن الجزار وبحكم أنه كان مربي دواجن يذهب جريا إلى سوق السمك في المدينة بعد بيع خرافه في السوق لشراء بعض السردين على أساس أنه اللحم الوحيد الطبيعي فيشتري سمكا تم صيده بالمتفجرات ومعه بصل وخيار من الفلاح الأول فيكون من الطبيعي أن يتسمم فيلتقي الثلاثة عند الطبيب الغائب عن العمل وهناك يصادفون ميكانيكيا مكسور الأطراف لأن سيارته فقدت توازنها في طريق تم تصميمه بطريقة تسمح بسرقة جزء من أموال المشروع، أما مهندس ذلك الطريق فهو نفسه معهم مكسور الوجه حيث تعرض لحادث سببه أن الميكانيكي غش في تثبيت مسمار في سيارته سابقا وآخر يعمل صاحب مطعم ومصاب بمرض معدي وخطير، لأن الحلاق الذي قصده لم يعقم أدواته ، أما الحلاق فهو نفسه جاء متسمما إثر استراحة غداء عند نفس صاحب المطعم الذي لم يغسل أدواته منذ الحرب العالمية الأولى، وأثناء الانتظار عند الطبيب الغائب عن العمل تبدأ محاضرة طويلة بين الأشخاص السبعة ومناقشة ساخنة عنوانها (هذه بلاد ليس بها ضمير) هذه بلاد فاسدة اهلها فاسدون اذا من نحن ومن اين اتينا؟ ومن اين اتي هؤلاء الفاسدون!!! ؟؟
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق February, 20 2023