دعانا الاستاذ الفاضل وزير العدل الأسبق المرحوم محمد على المرضي إلى شقته بالقاهرة إبان زيارة رسمية لمصر. وكنا حينها لا زلنا طلاباً. وقد أولم لنا وليمة ضخمة، بها كافة اشكال اللحوم، وكانت زوجته الفاضلة تخدمنا كما لو كنا ابناءها. فتسامرنا ونهلنا من علم المرحوم الغزير في القانون. وأتذكر انني اخبرته بأنني كنت قد قرات سابقة قضائية قديمة اشاد فيها قضاة المحكمة العليا بمذكرة دفاعه وذكروه فيها بالاسم. فلم يبدو لي انه تذكرها. ولم يكن يهتم كثيراً بالشهرة ولا بالمدح، ومع كل طيبة قلبه لكنه كان يختار كلماته بوضوح وعناية، مع تحديد واضح لقراراته في الحياة. ومن طرائف تلك الزيارة، اننا حين كنا نجلس حول المائدة، كان هناك شاب من اقاربه ياكل معنا، والذي قام بحمل صحن الدجاج البروست ووضعه قربه وقال: - الجداد دة ما بتدورة؟ فمد الوزير يده وحمل الطبق ووضعه امامنا وقال: - ما بناباهو فانفجرنا ضاحكين، وتخلصنا من حيائنا ونحن نؤاكل السيد الوزير. وبعد سنوات عدت إلى السودان والتقيت بالاستاذ المرضي، وكان مكتبه في شارع البرلمان. فتسامرنا قليلاً واهديته نسخة من رسالة الدكتوراه. وسمعت بعدها بأنه توفى إلى رحمة مولاه فكان ذلك اللقاء آخر عهد لي به. فله الرحمة والمغفرة.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق February, 10 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة