Post: #1 Title: التحام الطلائع بالشارع العريض ، بشارة سقوط التسوية قبل اكتمالها!! كتبه د.أحمد عثمان عمر Author: د.أحمد عثمان عمر Date: 01-12-2023, 08:20 PM
مليونية الثاني عشر من يناير ٢٠٢٣م جاءت كمثيلاتها السابقات رفضا لتسوية شراكة الدم الجديدة ، و لكنها تميزت بانها امتحنت ارتباط طلائع الحراك بالشارع العريض ، و مدى عمق الحراك و تاثيره ، و استعداده للاتساع و التحول لكتلة حرجة ، قادرة على إسقاط النظام. ففي امدرمان ، لم تقف الجماهير للتفرج على طلائع الحراك و شبابه ، بل بادلتهم اولا الرضا عن فعلهم و تشجيعهم على الاحتجاج ، و من ثم التحمت بهم عند المحلية وقادت الهتاف حينما اصبح "كيزان حرامية". البدايات من قلب السوق غير أنها اربكت عصابات الجريمة المنظمة للجنة الإنقاذ الامنية ، سمحت بالالتحام المباشر بالشارع المساند و المتردد و المستعد للانخراط في الحراك. كذلك اكدت ان الحراك يمثل بالفعل موقف شعبي عام ، ممسك بقضاياه و مؤكد لشعاراته. فالهتاف بدأ متمسكا بمجانية التعليم و العلاج، و تنوع ليصل الى تحديد العدو ووصفه باللصوصية وهي السمة الاساسية لطفيلية النهب و الجباية، في تشيؤ واضح لوعي لا سبيل لانتزاعه من جماهير امتلكته في اطار نضال و تضحيات و شهادة. و هذا نذير سوء لاطراف تسوية الدم، الذين يتهيأون لاطلاق المرحلة النهائية لتسويتهم، و يحاولون التعمية عليها و بث سمومها في اطار تحليلات قاصرة، تحاول تصوير ان التسوية تخيف قوى اقليمية داعمة لزعيم العصابة الحاكمة، و ان (قحت) بتسويتها قد اضعفته لان التسوية ستعيده للثكنات او على الاقل ستضعف قبضته على السلطة. و ليس صحيحا ما يراد تسويقه من ان الإتفاق الإطاري ورط البرهان ، لأنه في الواقع هو طوق النجاة الذي قدمته له (قحت) مع المجتمع الدولي ، و هو لن يخرجه من العملية السياسية و لن يضعف قبضته على سياسات الدولة ، بل سيوفر له واجهة مدنية لا غير. فالمجتمع الدولي يعلنها صراحة بانه لا يمكن استبعاد المكون العسكري و يدعم الإتفاق و الشراكة معه، فكيف يؤيد اتفاقا يعيد العسكر للثكنات او يضعف قبضتهم على السلطة!! و إن كان هذا بالفعل هو موقفه ، لماذا أيد إتفاق حمدوك و البرهان الذي شرعن الإنقلاب و بصم على جميع قراراته و اعتبرها اساسا للاتفاق ؟ الإتفاق الإطاري هو شراكة يقرر بموجبها التسوويون (قحت) و العصابة الحاكمة راهن السودان و مستقبله السياسي ، سلطتها الفعلية في يد مجلس الامن و الدفاع المسيطر عليه من قبل العسكريين الانقلابيين و حلفاءهم من حركات اتفاق جوبا ، و في هذا الإطار يفهم التقارب بين هذه الحركات و الحكومة المصرية. لذلك من الطبيعي ان يرحب الأمين العام للامم المتحدة بانطلاق المرحلة النهائية لتحويل تسوية شراكة الدم الجديدة من إتفاق إطاري إلى دولة تعوم التمكين، و تسمح لدولته بالانفراد بادوات القمع بعد شرعنة جهاز امنها و جنجويدها و اعفاء عسكرييها من المحاسبة على انقلاباتهم . كذلك رحبت الدول الاقليمية المستفيدة من التسوية و الحليفة لقواها بهذه الانطلاقة ، و اكدت دعمها لها ، و استقبلت احداها زعيم الجنجويد و قبله بعض اقطاب الفساد ، بحثا عن نصيب لها من مردود هذه التسوية. و بلغت التدخلات الاجنبية الداعمة للتسوية و الممهدة لها و الراغبة في انجاحها ، حد تدخل سفارة الولايات المتحدة الامريكية في إضراب المعلمين الحالي ، و دعوتها للجنة المعلمين لاجتماع لمناقشة أمر الاضراب. و هذا يعكس مدى معرفة الدول الاستعمارية لخطورة العمل النقابي المنظم ، الشريك للشارع الثائر في اتمام العصيان المدني و الإضراب السياسي لاسقاط النظام. و هو أيضا يؤكد عجز العصابة الحاكمة في هزيمة المعلمين و كسر عزيمتهم ، بالرغم من محاولاتها المستميتة لخلق انقسام وسطهم ، كما يعكس مدى هوان هذه السلطة و تفريطها في السيادة الوطنية وسماحها للسفارات بالتدخل في الشئون الداخلية لهذا الحد. لا خوف بالطبع على المعلمين اصحاب الرؤية الواضحة و الحقوق المعتبرة في مواجهة سلطة جابية و غير مسئولة ، كما لا خوف عليهم من تدخل السفارات ، لكن يجب على كل النقابات و الاجسام البديلة لها ، الانتباه الى خطورة الدور الذي سيلعبه التسوويين الذين هم بصدد الدخول في شراكة دم جديدة ، و لا يمكن ان يكونوا سلطة و نقابيين في نفس الوقت ، و خصما و حكما كذلك. الاساس هو ان الشارع صاحي ، و انه ممسك بقضاياه ، و ان الزبد حتماً سيذهب جفاء. وقوموا الى ثورتكم يرحمكم الله!!! ١٢/١/٢٠٢٣
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق January, 12 2023