أتابع بقلق كبير تفشي الخطاب الجهوي الاثني ودعوات التكتلات الاثنية والقبلية ... هذا الخط والإتجاه هو "خط الكيزان" الأساسي ... فجماعات الإسلام السياسي في السُودان ومن فترة طويلة توصلوا لقناعة راسخة لديهم أنهم لن يستطيعوا حُكم السودان او السيطرة عليه وتمرير مشروع الدولة الدينية في السُودان المستندة علي هيمنة الثقافة العربية إلا بتبني سياسة "فرق تسد" والإعتماد الكلي علي اللعب علي هتك النسيج الإجتماعي وتفشي الخطابات والنعرات الجهوية والعُنصرية وصنعوا الحروب بهذا المفهوم في كل أجزاء الوطن خاصة في المناطق التي رفضت توجههم هذا ماقبل فصل الجنوب والأجزاء التي توجد بها أو تغلب عليها الاثنيات التي ليست عربية في دارفور والنيل الازرق والشرق وجبال النوبة وجنوب كردفان ... لم يكتفي الكيزان بنشرهم للحرب ومحاولة السيطرة بقوة السلاح وإشعال حروبهم العبثية القذرة وإنما عمدوا لصناعة المليشيات وتسليح القبائل وإستخدامهم في تلك الحروب مع مجموعاتهم في الدفاع الشعبي و المجاهدين والدبابين وكل مجموعات الهوس الديني في تلك الحقبة الحالكة ، فتمددت مليشيات الجنجويد وإمتدت عملياتيها وفظائعها خاصة في إقليم دارفور ليتم تطويرها إلي مايُعرف بقوات الدعم السريع التي ماهي إلا مليشيا موازية للجيش النظامي الذي إستباحه الكيزان أيضاً وخربوه كيفما شاؤا .. حتي أضحت مقدرات تلك المليشيا توازي او تتفوق علي الجيش نفسه وعن عمد ... ولاحقاً تم توظيف هذه المليشيات من بعض القوي الإقليمية وقوي الثورة المُضادة كما هو معلوم للجميع في الإرتزاق مع الجيش السوداني نفسه بواسطة الكيزان في حروب خارجية لا دخل للسودان بها ولا شأن... تمكن الكيزان أيضاً وللأسف في زرع كوادرهم داخل الإثنيات والقبائل المختلفة وحتي الحركات المُسلحة للقيام بذات الدور وفق سياسة "فرق تسد" ... فاضعفوا النسيج الإجتماعي ولغة السُودان الواحد الموحد والتعايش السّلمي إلي أضعف درجاتها ومن ثم إستغلوا "الميديا" و وسائل التواصل الإجتماعي و ما يُعرف بالكتائب والجداد الإلكتروني لترسيخ هذه السياسة والتي للأسف نجحت كثيراً في إضعاف الدولة السُودانية ورمت بها إلي سكة التفكيك المُتعمدة ليتمكنوا من السيطرة عليها إلي الأبد ... وبالطبع هنالك قوي خارجية مُستفيدة هي الأخري من هذا الواقع في نهبها لثرواتنا وفي البيع لمنشآت الدولة أو تأجيرها كما حدث في القضية الشهيرة بموانئ البلاد علي البحر الأحمر ، و في التنقيب خارج القانون وسرقة الذهب و الآثار و إقامة حتي المشاريع الزراعية ونهب ثرواتنا الزراعية والحيوانية بعضها بإتفاقات مُجحفة مع الحكومة المركزية وبعضها لا علم لأحدٍ به غيرهم وأجهزتهم الأمنية مع شركات خليجية وإسرائلية و روسية وتركية ومصرية وواصل بعد ذلك في ذات الإتجاه إمتداد الكيزان في اللجنة الأمنية والإنقلابية مابعد الثورة وإزاحة البشير... المُحصلة لكل هذه السياسة الكيزانية هو في الخطاب العشوائي "الإنفصالي" و اللعب والتلويح بما أسميناه "أكذوبة تقرير المصير" ... فأصبحت عبارة عن "موضة" يتلغفها الكثيرون بل أن بعضهم نسج وفقاً لخيالهم وجهلهم "العميق" دولاً داخل السُودان وداخل "وسائل التواصل الإجتماعي" ... نستطيع وبثقة أن نؤكد أن هذه ما إلا "تُرهات" كيزانية مريضة ... ومع هذا تحتاج من كل الشعب السُوداني "الفوقان" وعدم اللعب بالنار وترك ترديد مثل هذه " الخُذعبلات" الكيزانية وعلي كل قوي الثورة خاصة في الشباب ولجان المقاومة الإنتباه والتركيز علي هذه القضية الهامة والجوهرية الا وهي وحدة هذه البلاد وأراضيها وحفظها كما هي للأجيال القادمة وإجهاض كُل مخططات الكيزان والقوي الخارجية الظلامية المُتربصة بهذا الوطن والطامعة فيه كغنيمة سهل إصطيادها في تقديرهم معولين علي تخبط النخبة السياسية من قوي السُودان القديم التي تركز فقط في السُلطة وقشور التغيير...
#وحدة وعلمانية السُودان مبدأ فوق دستوري #ضد الخطاب الإثني وتعميقه #ضد العقلية الإنفصالية المُخربة #أرض السُودان ملك الأجيال القادمة #الكيزان جماعة إرهابية نضال عبدالوهاب 29 نوفمبر 2022
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 28 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة